"الصوت الباكي" الشيخ المنشاوي قصة قارئ أضاء القلوب بصوته
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
في مساء هادئ من شتاء عام 1920، وُلد صوت أحدث تغييرًا كبيرًا في عالم تلاوة القرآن الكريم، صوت خاشع يتردد صداه حتى اليوم في قلوب الملايين، في قرية المنشاة الصغيرة بمحافظة سوهاج ، وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي عرف بلقب "الصوت الباكي"، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ المقرئيين .
تستعرض الوفد فى السطور التالية ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي :
نشأ الشيخ المنشاوي في بيئة تقدس كتاب الله، حيث كان والده وجده من أبرز القراء، ما جعله يحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ويبدأ مسيرة قرآنية امتدت لعقود، في كتاب القرية، تعلم الشيخ المنشاوى قواعد التجويد وأصول التلاوة، وكان صوته الخاشع وتمكنه الفريد من مخارج الحروف يعكسان عمق علاقته بالقرآن، ومع مرور الوقت، أصبح اسمه يتردد بين القرى المجاورة، حتى أطلق عليه لقب "الصوت الباكي" بسبب تأثره الشديد أثناء التلاوة، وهو ما كان يلامس أرواح مستمعيه.
رحلة رفض الشهرة إلى العالمية
رغم الشهرة التي اكتسبها في صعيد مصر، ظل الشيخ محمد صديق المنشاوي متمسكًا بمبدأه الراسخ بأن التلاوة عبادة خالصة لله، لهذا السبب رفض في البداية الانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم في مصر، معتقدًا أن عمله يكفي ليكون قريبًا من قلوب الناس دون الحاجة إلى الإعلام، ومع ذلك، وتقديرًا لرغبة جمهوره المتزايد، قرر في عام 1953 قبول دعوة الإذاعة، ليصبح واحدًا من أكثر الأصوات المميزة التي عرفتها الأثير المصرية، مسجلًا القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم.
انتشر صوته خارج حدود مصر، حيث سافر إلى دول عدة مثل السعودية، وسوريا، والأردن، وإندونيسيا، وغيرها، مؤديًا التلاوة في أعظم المساجد، ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي، كان صوته العذب وطريقته المتفردة في توظيف المقامات الصوتية يبهران مستمعيه، ما جعل تلاواته مزيجًا بين الجمال الفني والخشوع الروحي.
إرث خالد رغم المرض والتحديات
في عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوي بمرض أثر على صوته، لكن هذا لم يثنه عن رسالته، ورغم تحذيرات الأطباء من إجهاد صوته، أصر على مواصلة التلاوة حتى آخر أيام حياته، وظل يؤدي عمله بإخلاص حتى توفي في 20 يونيو 1969، تاركًا إرثًا عظيمًا من التلاوات والتسجيلات الإذاعية التي تُعد نموذجًا فريدًا في فن التلاوة.
تكريم لا ينتهي
تخليدًا لمسيرته، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية مؤخرًا عن إحياء ذكرى ميلاد الشيخ المنشاوي في 20 يناير من كل عام، وفي بيانها، أكدت الوزارة أن الشيخ كان رمزًا للخشوع والالتزام بأحكام التلاوة، وأن تسجيلاته لا تزال مصدر إلهام للمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما سلطت الضوء على إنجازاته، ومنها تسجيل القرآن الكريم كاملًا وزياراته إلى العديد من الدول الإسلامية، حيث نُقل جمال صوته وروعة تلاوته إلى الملايين.
إرث يتجاوز الزمن
105 سنوات مرت على ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي، لكن صوته لا يزال ينبض بالحياة في قلوب المستمعين، فهو ليس مجرد قارئ للقرآن، بل رمز للتفاني والإبداع، وشاهد حي على جمال القرآن الكريم وإعجازه، وبينما تتردد تلاواته في أثير الإذاعات والمساجد، يظل "الصوت الباكي" حاضرًا، يُذكر الأجيال القادمة بأن الإخلاص في خدمة كتاب الله يمكن أن يجعل الإنسان خالدًا في قلوب الناس.
وزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي
أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف عن إحياء ذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم، من خلال تسليط الضوء على مسيرته الحافلة بالعطاء ونشر مقاطع من تلاواته الخاشعة التي لا تزال تُلهب مشاعر المسلمين حول العالم.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الشيخ محمد صديق المنشاوي، المعروف بلقب «الصوت الباكي»، ترك بصمة خالدة في فن التلاوة بما يتميز به من خشوعٍ عميق وصوتٍ عذب، مشيرة إلى أن تلاواته تحمل معاني القرآن بجلالها وعمقها إلى قلوب المستمعين؛ ما يجعلها مصدر إلهام دائم.
وسلطت الوزارة الضوء على إنجازات الشيخ المنشاوي، إذ سجّل القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وله العديد من التسجيلات الإذاعية داخل مصر وخارجها، إذ قرأ في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وزار العديد من الدول الإسلامية كالكويت وسوريا وليبيا وإندونيسيا. كما حصل على أوسمة وتكريمات عديدة من دول مختلفة؛ تقديرًا لعطائه.
واختتمت الوزارة بيانها بتأكيد أن ذكرى الشيخ محمد صديق المنشاوي ستظل خالدة في وجدان الأمة الإسلامية، داعية الجمهور إلى الاستماع إلى تلاواته، التي تُعد نموذجًا للإبداع والتأثير الروحي، وتعبيرًا عن جمال القرآن الكريم وإعجازه البياني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القران الكريم يتردد صداه قلوب الملايين محافظة سوهاج الشيخ محمد صديق المنشاوى الصوت الباكي الشیخ محمد صدیق المنشاوی الشیخ المنشاوی القرآن الکریم الصوت الباکی میلاد الشیخ ذکرى میلاد
إقرأ أيضاً:
5 معلومات عن الشيخ الراحل الطيب كحل العيون.. أبرز أعلام التلاوة في المغرب
فقدت دولة المغرب، الشيخ الطيب كحل العيون، أحد أعلام القرآن الكريم البارزين، عن عمر ناهز 94 عامًا، أمس السبت، وهو أحد العلماء الذين كرس حياتهم لخدمة كتاب الله ونشر قيم الدين الإسلامي وأخلاقه السامية، تاركًا إرثًا غنيًا في مجال تلاوة القرآن وتعليمه.
5 معلومات عن الشيخ الطيب كحل العيونوُلد الشيخ الطيب كحل العيون عام 1931 في مدينة مراكش.
حفظ القرآن الكريم كاملًا قبل بلوغه سن الثانية عشرة.
تابع دراسته بجامعة ابن يوسف المغربية.
قبل أن ينتقل إلى القاهرة لاستكمال تعليمه بكلية دار العلوم، ثم حصل على شهادة عليا في علوم القرآن والسنة من دار الحديث الحسنية.
برز كأحد أعلام التلاوة المغربية الأصيلة، خاصة عبر إذاعة دار سي سعيد بمراكش، ما جعله نموذجًا يحتذى به في ترتيل القرآن الكريم.
كان الشيخ قدوة في تعليم القرآن الكريم، وأسهم في تدريس علوم القرآن وإعداد أجيال من الحفظة بثانوية محمد الخامس في مراكش.
ثقة ملكية وتكريم رفيعنال الشيخ الطيب كحل العيون ثقة الملك الراحل الحسن الثاني في ثمانينيات القرن الماضي، وكلّفه بتدريس القرآن الكريم والمواد الإسلامية لأفراد الأسرة الملكية، بمن فيهم الأميرات والأمير مولاي رشيد.
ووري جثمان الشيخ الطيب كحل العيون الثرى، أمس، بالعاصمة الرباط، في وداع مهيب يليق بمكانته كأحد رواد تلاوة القرآن الكريم وخدمة الدين الإسلامي.