في مساء هادئ من شتاء عام 1920، وُلد صوت أحدث تغييرًا كبيرًا في عالم تلاوة القرآن الكريم، صوت خاشع يتردد صداه حتى اليوم في قلوب الملايين، في قرية المنشاة الصغيرة بمحافظة سوهاج ، وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي عرف بلقب "الصوت الباكي"، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ المقرئيين .

 

تستعرض الوفد فى السطور التالية ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي :

 

نشأ الشيخ المنشاوي في بيئة تقدس كتاب الله، حيث كان والده وجده من أبرز القراء، ما جعله يحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ويبدأ مسيرة قرآنية امتدت لعقود، في كتاب القرية، تعلم الشيخ المنشاوى قواعد التجويد وأصول التلاوة، وكان صوته الخاشع وتمكنه الفريد من مخارج الحروف يعكسان عمق علاقته بالقرآن، ومع مرور الوقت، أصبح اسمه يتردد بين القرى المجاورة، حتى أطلق عليه لقب "الصوت الباكي" بسبب تأثره الشديد أثناء التلاوة، وهو ما كان يلامس أرواح مستمعيه.

 

رحلة رفض الشهرة إلى العالمية 

رغم الشهرة التي اكتسبها في صعيد مصر، ظل الشيخ محمد صديق المنشاوي متمسكًا بمبدأه الراسخ بأن التلاوة عبادة خالصة لله، لهذا السبب رفض في البداية الانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم في مصر، معتقدًا أن عمله يكفي ليكون قريبًا من قلوب الناس دون الحاجة إلى الإعلام، ومع ذلك، وتقديرًا لرغبة جمهوره المتزايد، قرر في عام 1953 قبول دعوة الإذاعة، ليصبح واحدًا من أكثر الأصوات المميزة التي عرفتها الأثير المصرية، مسجلًا القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم.

 

انتشر صوته خارج حدود مصر، حيث سافر إلى دول عدة مثل السعودية، وسوريا، والأردن، وإندونيسيا، وغيرها، مؤديًا التلاوة في أعظم المساجد، ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي، كان صوته العذب وطريقته المتفردة في توظيف المقامات الصوتية يبهران مستمعيه، ما جعل تلاواته مزيجًا بين الجمال الفني والخشوع الروحي.

 

إرث خالد رغم المرض والتحديات 

في عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوي بمرض أثر على صوته، لكن هذا لم يثنه عن رسالته، ورغم تحذيرات الأطباء من إجهاد صوته، أصر على مواصلة التلاوة حتى آخر أيام حياته، وظل يؤدي عمله بإخلاص حتى توفي في 20 يونيو 1969، تاركًا إرثًا عظيمًا من التلاوات والتسجيلات الإذاعية التي تُعد نموذجًا فريدًا في فن التلاوة.

 

تكريم لا ينتهي 

تخليدًا لمسيرته، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية مؤخرًا عن إحياء ذكرى ميلاد الشيخ المنشاوي في 20 يناير من كل عام، وفي بيانها، أكدت الوزارة أن الشيخ كان رمزًا للخشوع والالتزام بأحكام التلاوة، وأن تسجيلاته لا تزال مصدر إلهام للمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما سلطت الضوء على إنجازاته، ومنها تسجيل القرآن الكريم كاملًا وزياراته إلى العديد من الدول الإسلامية، حيث نُقل جمال صوته وروعة تلاوته إلى الملايين.

 

إرث يتجاوز الزمن 

105 سنوات مرت على ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي، لكن صوته لا يزال ينبض بالحياة في قلوب المستمعين، فهو ليس مجرد قارئ للقرآن، بل رمز للتفاني والإبداع، وشاهد حي على جمال القرآن الكريم وإعجازه، وبينما تتردد تلاواته في أثير الإذاعات والمساجد، يظل "الصوت الباكي" حاضرًا، يُذكر الأجيال القادمة بأن الإخلاص في خدمة كتاب الله يمكن أن يجعل الإنسان خالدًا في قلوب الناس.

 

وزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي

 

أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف عن إحياء ذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم، من خلال تسليط الضوء على مسيرته الحافلة بالعطاء ونشر مقاطع من تلاواته الخاشعة التي لا تزال تُلهب مشاعر المسلمين حول العالم. 

 

وأكدت الوزارة في بيانها أن الشيخ محمد صديق المنشاوي، المعروف بلقب «الصوت الباكي»، ترك بصمة خالدة في فن التلاوة بما يتميز به من خشوعٍ عميق وصوتٍ عذب، مشيرة إلى أن تلاواته تحمل معاني القرآن بجلالها وعمقها إلى قلوب المستمعين؛ ما يجعلها مصدر إلهام دائم. 

 

وسلطت الوزارة الضوء على إنجازات الشيخ المنشاوي، إذ سجّل القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وله العديد من التسجيلات الإذاعية داخل مصر وخارجها، إذ قرأ في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وزار العديد من الدول الإسلامية كالكويت وسوريا وليبيا وإندونيسيا. كما حصل على أوسمة وتكريمات عديدة من دول مختلفة؛ تقديرًا لعطائه. 

 

واختتمت الوزارة بيانها بتأكيد أن ذكرى الشيخ محمد صديق المنشاوي ستظل خالدة في وجدان الأمة الإسلامية، داعية الجمهور إلى الاستماع إلى تلاواته، التي تُعد نموذجًا للإبداع والتأثير الروحي، وتعبيرًا عن جمال القرآن الكريم وإعجازه البياني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القران الكريم يتردد صداه قلوب الملايين محافظة سوهاج الشيخ محمد صديق المنشاوى الصوت الباكي الشیخ محمد صدیق المنشاوی الشیخ المنشاوی القرآن الکریم الصوت الباکی میلاد الشیخ ذکرى میلاد

إقرأ أيضاً:

أمير تبوك يزور الشيخ محمد الشعلان وبن حرب والغريض في منازلهم للاطمئنان على صحتهم

المناطق_واس

قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك مساء اليوم, بزيارة للشيخ محمد بن طراد الشعلان في منزله بمدينه تبوك ، وذلك للاطمئنان على صحته ، إثر عارض صحي ألم به ، حيث اطمان سمو أمير منطقة تبوك على صحة الشيخ محمد الشعلان، داعيًا الله العلي القدير أن يمن عليه بالصحة والعافية.

كما قام سمو أمير منطقة تبوك , بزيارة للشيخ منصور بن عيد بن حرب شيخ بني عطية في منزله بمدينه تبوك ، وذلك للاطمئنان على صحته . سائلاً المولى القدير أن يمن عليه بالشفاء العاجل.

أخبار قد تهمك أمير تبوك يقلد مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة رتبته الجديدة 13 أبريل 2025 - 3:52 مساءً أمير تبوك يعزي أبناء جارالله القحطاني في وفاة والدهم 12 أبريل 2025 - 8:08 مساءً

كما قام سمو أمير منطقة تبوك , بزيارة للشيخ عبدالعزيز بن عناد الغريض عضو مجلس منطقة تبوك سابقاً في منزله بمدينة تبوك ، وذلك للاطمئنان على صحته .سائلاً المولى القدير أن يمن عليه بالصحة والعافية.

من جهته أعرب الشعلان وبن حرب والغريض عن شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة تبوك على هذه اللفتة الإنسانية غير المستغربة منه, وحرصه الدائم على السؤال عن أبناء المنطقة, داعين المولى عز وجل أن يجزي سموه خير الجزاء, وأن يجعل هذا العمل في موازين حسناته.

مقالات مشابهة

  • كيف تعرف آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم؟.. الإفتاء توضح
  • لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • تكريم الفائزين في مسابقة عباسة لحفظ القرآن الكريم بالخابورة
  • خلال زيارته للقاهرة.. وزير العمل التركي يزور دار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافي الإسلامي
  • أمير تبوك يزور الشيخ محمد الشعلان وبن حرب والغريض في منازلهم للاطمئنان على صحتهم
  • «القاسمية» تفتتح مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في 3 دول أفريقية
  • حمادة هلال يحذر جمهوره: إعلان مزيّف للترويج لعملية نصب!
  • «أبوظبي للتنقل»: إلغاء السرعة الدنيا على طريق الشيخ محمد بن راشد
  • ثواب سماع القرآن الكريم.. اعرف فضله وأجره
  • هل ترك سجود التلاوة إثم وينقص من أجر قراءة القرآن؟..دار الإفتاء توضح