بوابة الوفد:
2025-03-26@10:48:44 GMT

وساوس شيطانية

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، لا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ بعينها، لأننا حينئذ سنكون قد وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.

إذن، ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار «القطيع»، أو تلك المفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع منطق الأشياء، أو تتنافى مع معطيات العقل والتطور، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!

الآن يعيش كثيرون شعورًا متطرفًا، ما بين «الأخلاقي» و«الإنساني»، حيث تستمر المِحْنَة، خصوصًا عندما تُغْرِقُنَا الحياة بهوامشها وتفاصيلها، لتقودنا إلى شعورٍ بالسُّوءِ تجاه آخرين، فتمتلئ نفوسهم بالرغبة في الانتصار عليهم.

. آملين رؤيتهم يتألمون ويسقطون، ليشفوا غليلهم!

«إشكالية» متكررة، يمكننا رصدها عند «التعاطف الإنساني» مع الكوارث أو المصائب، لمَن نكون على خلاف معهم، عبر مِنَصَّات «السوشيال ميديا»، حيث التعليقات الشاذَّة، التي لا تمتُّ إلى الأخلاق أو الإحسان بصلة، بل تنحدر إلى قاعِ الشَّماتة، وكأنَّ معاناة الآخرين قِصَاص يستحقونه!

للأسف، عندما نسمع أن كارثة أو مصيبة حلَّت هنا أو هناك، قد نلحظ بوضوحٍ ذلك التباين الأخلاقي، الذي يقع فيه البعض، أمام حادث إنساني، لتتحول أصداؤه إلى جدلٍ عقيمٍ، ومعارك ضارية من القدح والذمّ والتلاسن عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، تعقبُ تعاطفًا أو شماتةً، لتُغري البعض بنشوة الانتصار والفرح.. وفي الحالتين يبقى شعورًا متطرفًا، يُخَلِّف أثرًا سلبيًّا ينتقص من مساحة الإنسانية ونقائها.

وبما أن الشَّمَاتةُ تعني السماح للكُرْهِ أن يستوطن نفوسنا ومشاعرنا، وللحقد بأن يُلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يتملكنا ويحاصرنا، فإن الأخلاق الدينية والإنسانية، في أقل درجاتها، تدعو لضبط النَّفْس والمشاعر، وعدم إبداء الفرح لِسُوءٍ أَلَمَّ بالآخرين.

ذلك الشعور المتطرف بالشماتة من «أصحاب المواقف المدفوعة مقدمًا»، قد يكون ظنَّا منهم أن الله تعالى أعطاهم صكوك الغُفران ومفاتيح الجِنان، أو أنهم «مُحَصَّنون» غير مُعَرَّضِين للمصائب والابتلاءات، أو أن الدنيا ستكون متقلِّبة على غيرهم فقط!

إذن، يجب الابتعاد عن تلك الاصطفافات الحادَّة، والشماتة، وكَيْل الاتهامات للآخرين، الذين حَلَّت بهم الكوارث، والادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، أو تحديد المصير الأخروي، أو مَنْح صكوك الجنة والنار، لأن ذلك يتنافى كليًّا مع المنطق الإنساني والأخلاقي.. بل يسيئ للعدالة الإلهية المُطْلَقَة!

أخيرًا.. إن مسألة مَنْح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو ثقافيًّا، ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب البائس والشعور المتطرف، ودليل إضافي على الإفلاس الفكري والأخلاقي!

 فصل الخطاب:

يموتُ كُثُرٌ وهم على قيد الحياة.. في جُعبة الموت لا توجد كلمة انتهاء، لأن الموت لا يسلب حياةً، ولا يفزع أرواحًا، لكنه فقط قادر على كشف معادن الناس وأخلاقهم وإنسانيتهم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرائق لوس انجلوس الكوارث الطبيعية الشماتة في الموت محمود زاهر العدالة الإلهية الإفلاس الفكري السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

شاهد| نعامة تهرب من شرطي في كورنيش القاهرة

تصدر مشهد  نعامة تائهة بين السيارات على كورنيش المعادي، في  العاصمة المصرية القاهرة "تريند" منصات التواصل الاجتماعي، وتبادل المغردون مشهد النعامة تركض وسط زحام السيارات، أثناء محاولة الشرطي إيقافها.

وأبدى البعض تعاطفه مع النعامة، التيبدت مذعورة وسط الزحام والسيارات، بينما تسائل معلقون: "كيف وصلت إلى هذا المكان؟".

وانهالت التعليقات الساخرة على المشهد، إذ علق مغرد مازحاً "النعامة عندها مشوار مهم"، فيما التقط آخر مقطع فيديو علق عليه قائلاً: "دي أكيد في طريقها لاجتماع هام". 

ومن الطريف أن البعض تحدث النعامة بعد الفيديو، فهناك من تخيلها تلتقي بأصدقاء بطاريق في محطة مترو المعادي، بينما تساءل آخرون إن كانت تعاني من أزمة منتصف العمر وقررت "تغير جو" بعيداً عن محمية الحيوانات.

@taktiktokky #نعامة #الكورنيش #عسكري #المرور الفكاهي في الموضوع مش النعامة اللي بتجري لكن عسكري المرور بيحاول يوقفها ????????????????????????????#???? ♬ original sound - taktiktokky

وفي سياق متصل، قال صبري زينهم، مدير إدارة الطب البيطري بالقاهرة لوسائل إعلام مصرية، إنه شاهد الفيديو موضحاً أن النعامة تباع في الأسواق ولها مزارع، وليس شرطاً أن تكون داخل حدائق الحيوان.

مقالات مشابهة

  • تبون: ماكرون هو «المرجعية الوحيدة» لحل الخلافات
  • عُمان في «أوساكا».. عبور ناعم إلى الوجدان الإنساني
  • مجلس الأمن الدولي يناقش الوضع الإنساني والسياسي في سوريا
  • أزمة نتنياهو - بار تتفاقم بعد "تحقيق بشأن بن غفير"
  • ريم عبدالله: أزعل من النفاق ولو كنت شعور راح يكون الإحساس.. فيديو
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • حكومة نتنياهو تصوت على حجب الثقة عن المدعية العامة للدولة
  • فرنسا.. عشرات الآلاف يتظاهرون ضد «العنصرية واليمين المتطرف»
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة محاربة الفكر المتطرف وبناء وعي الشباب.. صور
  • شاهد| نعامة تهرب من شرطي في كورنيش القاهرة