20 يناير، 2025

بغداد/المسلة:

قضى الرئيس الأميركي جو بايدن يومه الأخير في منصبه بمحاولة توجيه رسائل رمزية عن الوحدة والحقوق المدنية، في ولاية كارولينا الجنوبية التي شهدت تحولًا حاسمًا في مسيرته السياسية. لكنه يترك خلفه إرثًا مختلطًا، يتأرجح بين محاولاته لإصلاح الداخل الأميركي وإخفاقاته في السياسة الخارجية، ما اعتبره بعض المحللين عاملًا مباشرًا في عودة خصمه اللدود، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

زيارة تاريخية في كارولينا الجنوبية

واختار بايدن أن يختم فترته الرئاسية في مدينة تشارلستون، بزيارة أماكن تمثل رموزًا للنضال ضد العبودية والعنصرية. في كنيسة معمدانية ذات تاريخ مأساوي، أكد بايدن في خطابه على أهمية استخدام السلطة بنزاهة، وهو تصريح بدا وكأنه موجه ضد سياسات ترامب التي وصفها سابقًا بأنها “مُقوِّضة للديمقراطية”. وفي المتحف الدولي للأميركيين الأفارقة، استرجع بايدن إرث النضال من أجل المساواة، معبرًا عن امتنانه للولاية التي دعمته في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية عام 2020.

إرث داخلي مزدوج

و رغم مساعيه لتحقيق إصلاحات في الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، واجه بايدن انتقادات حادة من داخل حزبه الديمقراطي. إذ اعتُبر ترشحه لولاية ثانية قبل انسحابه المفاجئ لاحقًا سببًا في إضعاف فرص نائبة الرئيس كامالا هاريس التي فشلت في منافسة ترامب في الانتخابات. كما تعرض لإدانات بسبب تراجع أدائه في المناظرات الرئاسية، مما أثار الشكوك حول لياقته القيادية وساهم في انقسام الناخبين الديمقراطيين.

من الناحية الاقتصادية، أدى ارتفاع معدلات التضخم خلال عامي 2021 و2022 إلى تآكل شعبيته، مما منح ترامب فرصة لاستغلال الوضع لصالح حملته الانتخابية التي ركزت على تحسين الأوضاع المعيشية للأميركيين.

إخفاقات على الساحة الدولية

و ترك بايدن خلفه أيضًا قائمة من الإخفاقات في السياسة الخارجية، أبرزها الانسحاب الفوضوي من أفغانستان عام 2021، والذي أفضى إلى عودة حركة طالبان إلى السلطة. في أوكرانيا، لم تحقق إدارته نجاحًا ملموسًا في إنهاء الحرب المستمرة، مكتفية بتقديم الدعم العسكري لكييف دون السعي إلى حل دبلوماسي شامل. أما في الشرق الأوسط، فقد فشلت سياساته في كبح جماح التصعيد في قطاع غزة، لتستمر الحرب هناك 15 شهرًا، قبل أن يتمكن مبعوث ترامب من التوصل إلى صفقة تهدئة في أيامه الأخيرة.

احتفالات ترامب ورسائل بايدن الأخيرة

وفي الوقت الذي كان بايدن يعظ فيه من كنيسة تشارلستون عن الإيمان بوطن أفضل، احتفل ترامب بواشنطن بتنصيبه وسط حفل صاخب حضره بعض من مقتحمي الكابيتول السابقين، مستعدًا لتنفيذ تعهداته بإلغاء العديد من قرارات بايدن.

ينظر المحللون إلى إرث بايدن كرئيس حاول “استعادة روح أميركا”، لكنه عجز عن تخطي التحديات التي قادت خصمه مجددًا إلى منصب الرئاسة، ليبقى اسمه جزءًا من حقبة انتقالية حُسمت بانتصار إرث ترامب على أحلام بايدن.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

غارات روسية بالمسيرات والصواريخ على مدن أوكرانية .. وترامب يتوقع ردا روسيا بشأن مفاوضات السلام قريبا

عواصم "د ب أ" "أ ف ب": قال القائم بأعمال عمدة مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا أرتيم كوبزار في وقت مبكر اليوم إن غارة جوية روسية بمسيرة على مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، كما تعرضت مناطق أخرى للقصف خلال الليل.

وفي مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا سقط صاروخ على منطقة مكتظة بالسكان، وفقا لرئيس البلدية إيهور تيريخوف. وقال المسؤول العسكري الإقليمي أوليه سينيجوبوف إن الغارة ألحقت أضرارا بمبنى سكني متعدد الطوابق وأسفرت عن إصابة حوالي 20 شخصا، استنادا إلى التقارير الأولية.

كما تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في ضواحي العاصمة كييف وفي مدينة دنيبرو الصناعية الجنوبية.

وفي الوقت نفسه، في منطقة روستوف الروسية، قال الحاكم يوري سليوسار إن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت عدة طائرات أوكرانية بدون طيار. وأضاف في منشور على تطبيق تلجرام أنه وفقا للمعلومات الأولية، لم تقع إصابات أو أضرار على الأرض.

"غير واقعي"

قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا "غير واقعي" في الوقت الراهن.

وأوضح نيبينزيا، متحدثا في نيويورك، أن فشل وقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة يظهر أن هدنة أوسع نطاقا غير ممكنة في الوقت الحالي.

وتابع "لقد كانت لدينا محاولة لوقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة، وهو ما لم يلتزم به الجانب الأوكراني. لذا في هذه الظروف، فإن الحديث عن وقف إطلاق النار هو ببساطة غير واقعي في هذه المرحلة".

وأضاف "لسنا في وضع يمكننا فيه مناقشة وقف إطلاق النار الشامل بجدية".

وتتهم روسيا أوكرانيا بارتكاب أكثر من 80 انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار المحدود لمدة 30 يوما والذي كان يهدف إلى وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة.

وكان وقف إطلاق النار، الذي دخل يومه الأخير الخميس، قد أعلنته موسكو من جانب واحد في 18 مارس عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعلى مدار الثلاثين يوما الماضية، امتنعت روسيا عن شن ضربات كبيرة على محطات الطاقة الأوكرانية، على الرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين أبلغوا عن أضرار محلية لحقت بإمدادات الكهرباء بسبب الهجمات الروسية.

وفي الوقت نفسه، زادت الضربات الروسية على المناطق المدنية، مما أدى إلى مقتل العشرات منذ أوائل أبريل.

أمريكا ربما تتخلى

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة إن الولايات المتحدة ربما تتخلي عن الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا إذا لم يحدث تقدم في الأيام المقبلة.

وقال روبيو في تصريحات أدلى بها في باريس بعد يوم ماراثوني من المحادثات التاريخية بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين، إن المناقشات كانت بناءة وأنتجت مخططا للخطوات نحو السلام.

وقال مسؤولون فرنسيون إنه من المتوقع عقد اجتماع جديد بنفس الصيغة في لندن خلال الأيام المقبلة.

وأضاف روبيو أنه يمكن أن ينضم إلى اجتماع لندن ، ومن المتوقع عقده مطلع الأسبوع.

وقال روبيو للصحفيين عند المغادرة "لقد وصلنا الآن إلى نقطة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان هذا ممكنا أم لا".

وبعد أسابيع من الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا والتي فشلت في إنهاء القتال، قال روبيو إن الإدارة الأمريكية تريد أن تقرر "في غضون أيام ما إذا كان هذا قابلا للتنفيذ أم لا في الأسابيع القليلة المقبلة".

وقال روبيو للصحفيين قبل مغادرته باريس حيث شارك في محادثات رفيعة المستوى بشأن الحرب بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين وممثلين من كييف اليوم الخميس "إذا لم يكن من الممكن إنهاء الحرب في أوكرانيا فإننا نحتاج إلى التخلي عن المهمة "، حسب وكالة الأنباء الألمانية(د ب أ).

وأضاف "يتعين علينا أن نقرر بسرعة كبيرة الآن، وأنا أتحدث عن مسألة أيام، ما إذا كان هذا قابلا للتنفيذ أم لا. إذا لم يكن ممكنا، وإذا كنا متباعدين جدا بحيث لا يحدث هذا، فأعتقد أن من المحتمل أن يكون الرئيس قد وصل إلى مرحلة يقول فيها: "لقد انتهينا"."

وساهم روبيو والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف في قيادة الجهود الأمريكية الرامية إلى تحقيق السلام. وتم عقد عدة جولات من المفاوضات في المملكة العربية السعودية. وقال روبيو إن ويتكوف التقى بوتين ثلاث مرات.

ورفضت موسكو بشكل فعلي قبول وقف إطلاق نار شامل دعا إليه ترامب وأيدته أوكرانيا. واشترطت روسيا وقف جهود التعبئة الأوكرانية وإمدادات الأسلحة الغربية، وهي مطالب رفضتها أوكرانيا.

يشار إلى أن محادثات بشأن سلام محتمل، تعثرت منذ أن رفضت موسكو اقتراحا لوقف إطلاق النار كان قد تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا الشهر الماضي.

ترامب يتوقع ردا روسيا

يتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا من روسيا بخصوص اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا الأسبوع المقبل.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "سنتلقى منهم أخبارا ، قريبا للغاية في الواقع، وسنرى".

وتحدث ترامب مجددا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لست مسرورا به، ولست مسرورا بأي شخص مشارك".

وقال عن زيلينسكي: "إنني لا ألومه، لكن ما أقوله هو أنني لا أعتقد أنه أدى عملا جيدا. حسنا، إني لست من أشد معجبيه".

وأضاف أن الجيش الروسي أكبر بكثير من الجيش الأوكراني.

وألقى ترامب باللوم مرة أخرى على سلفه جو بايدن في الحرب، كما فعل مؤخرا عندما ألقى باللوم أيضا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وزيلينسكي.

ويريد ترامب إنهاء الحرب سريعا وتحقيق تقارب بين الولايات المتحدة وروسيا. وقد زار مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف موسكو عدة مرات مؤخرا للتحدث مع بوتين.

وقال ترامب إن الحكومة الأمريكية تتوقع توقيع اتفاق بشأن شراكة استراتيجية في مجال المواد الخام مع أوكرانيا الأسبوع المقبل.

وأضاف ترامب خلال اجتماع مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في البيت الأبيض: "لدينا صفقة بشأن المعادن، والتي أعتقد أنه سيتم توقيعها الخميس، الخميس المقبل".

ولم يقدم مزيدا من التفاصيل لكن يبدو أنه كان يشير إلى اتفاق نهائي.

وكان زيلينسكي قد أعلن في وقت سابق عن خطوة مؤقتة على الطريق نحو التوصل إلى اتفاق بشأن المواد الخام مع الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • غارات روسية بالمسيرات والصواريخ على مدن أوكرانية .. وترامب يتوقع ردا روسيا بشأن مفاوضات السلام قريبا
  • سفير واشنطن الجديد في تل أبيب يبدأ عمله بـصلاة في حائط البراق (شاهد)
  • فجوة بين نتنياهو وترامب مع تصاعد الخلاف بشأن إيران
  • ايران ترد على تهديدات ترامب الأخيرة: سندافع عن أنفسنا
  • جسر جوي غير مسبوق لنقل القنابل لإسرائيل وترامب لا يستعجل ضرب إيران
  • «المركزي لتحليل متبقيات المبيدات» يبدأ تجهيز مقره الجديد ببني سويف
  • بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أقل من 100 يوم
  • بايدن يهاجم ترامب في أول خطاب له منذ مغادرته السلطة
  • بايدن يهاجم ترامب في أول خطاب منذ مغادرته السلطة
  • في أول خطاب له منذ رحيله .. بايدن ينتقد إدارة ترامب