سواليف:
2025-04-27@05:21:42 GMT

مرافعة موضوعية أم مقامة إنشائية؟!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

#مرافعة_موضوعية أم #مقامة_إنشائية؟!

د. حفظي اشتية

تجيش فينا مشاعرنا ونحن نسترجع خمسة عشر شهرا خلتْ، خِلناها خمسة عشر دهرا من هول ما اجتاحنا من معاناة وألم وصبر وقلق وترقّب وخيبة وخذلان، وأمل ومجد وبطولة وشجاعة وتضحية وعنفوان….. نلتقط أنفاسنا، ونحكّم عقولنا, ونحدّق في كفتيْ الميزان، ونقول:

ــ كان الناس في غزة يعيشون حياتهم الطبيعية : بيوت آمنة تؤويهم، مدن عامرة تضمّهم، يمارسون أعمالهم، ويجنون أرزاقهم، ويربّون أبناءهم، يتنقلون بمركباتهم عبر شوارع معبدة نظيفة، يتعالجون في مستشفيات راقية، لهم مدارسهم الراعية للعلوم والمعرفة، وجامعاتهم العصرية الباذخة، ومزارعهم الغنية الغنّاء، وشواطئهم الساحرة، ومصانعهم الواعدة، ومساجدهم الشاهقة، يتقلبون في النعيم، أسواقهم عامرة، موائدهم زاخرة، ملابسهم زاهية….

.إلخ فقادهم قادَتُهم إلى مزالق الهلاك: دُمّرت مدنهم، أُحرقت مزارعهم, سُحقت مصانعهم، حُطّمت مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وكل مرافق حياتهم، فتك بهم عدوهم ومزّقهم شرّ ممزق، قُتلوا، أُحرقوا، أُثخنوا بالجراح، أُسروا، عُذّبوا، جاعوا، عطشوا، عزّ عليهم رغيف الخبز أو قطرة الماء أو حبة الدواء أو سقف يحميهم أو رداء يقيهم…. حُوصروا برا وبحرا وجوا، رُوّعوا ليلا ونهارا، يلتقطون شهداءهم أشلاء ومِزقا متناثرة، تقتلهم الحسرة وهم ينظرون إلى جرحاهم ينزفون دون أن يتمكنوا من الوصول إليهم، وعدوّهم يعربد في الطرقات والميادين، يصبّ جام غضبه عليهم، يدخل بيوتهم، يحتلها ويعبث في ممتلكاتهم، وينتهك خصوصياتهم، ويرقص طربا هستيريا على جراحهم وأنّاتهم…..إلخ

مقالات ذات صلة الأردن وسورية بين المنافسة والمصالح 2025/01/19

فماذا جنوا من هذه الحرب إلا الويلات الجِسام والخسران المبين؟؟؟!

ــ آه كم يلتبس الحق بالباطل في دنيانا الزائفة هذه، وفي إعلام هذا العالم الظالم!!!

فهو ينسى بل يتناسى أعظم ظلم حلّ في هذا الشعب منذ قرن من الزمان:

قد كان آمنا في وطنه مسالما وديعا، يوجّه همّه نحو الزراعة والبناء والحضارة، حتى أتاه من ادّعى ظلما وبهتانا أنّ له حقا دينيا خرافيا تاريخيا أسطوريا مزعوما في أرضه، وآزره في ادعائه غرب استعماري ماكر يناصب العرب والمسلمين العداء المستحكم منذ قرون طويلة من السنين، فاقتُلع صاحب الحق من أرضه، وتمّ تشريده والبطش به ومحاولة سحقه ومحقه وطمس تاريخه ووجوده ولغته ودينه….. ثم توالت فصول الخداع عقودا من الزمان بعد عقود وما زالت، عبر قرارات أممية نظرية تنص على إعادة جزء هزيل من الحق لأصحابه، أو عودة المشردين المظلومين إلى أرضهم، ولاذ الحكماء!!! بالصبر التكتيكي والاستراتيجي، وتزيّنوا بالحلم وسعة الصدر، وبقيت تلك القرارات حبيسة الأدراج، وظلت المأساة تعظم يوما بعد يوم، وتاه صاحب الحق في سراديب المفاوضات التي ابتلعته في بحر الظلمات، وضاعت الأرض وتسرّبت من أيدي أصحابها، ووُضع حدّ ناريّ لهذا الشعب لا يجوز له أن يتجاوزه، وهو محصور في أن تُسلب حريته وهويته وكرامته، وأن يعيش    ــ إن سُمح له بالعيش ــ كالأنعام مسلوب الإرادة ممسوخ الشخصية…..

فهل يُلام إن كسر قيده، وتاق لإنسانيته، وطالب بحقه، وهو ابن أمة ماجدة يضرب تاريخها بعيدا وعميقا في أحشاء الزمن ممتدا إلى آلاف الأعوام؟؟؟!

كان لا بد أن يدقّ جدار الخزان لتصطخب ملحمة بطولية عزّ نظيرها، وتتجلى أُسطورة صبر شعبية تكدّ الأذهان وتكلّ عن تصور عظمتها وتخيّل أبعادها.

فهل كان مخطئا مغامرا طائشا جهولا بالحساب وشرور العواقب؟؟؟!

ــ كان يمكن لهذه الملحمة البطولية أن تكتب فجرا للتاريخ جديدا، وأن تقوّم اعوجاجه، وتصوّب لحنه، لولا أن هذا الغرب الظالم قد ارتعدت فرائصه، وتجمّع ما تفرّق من شمله ليتوحّد بصوت واحد على كلمة واحدة : اخنقوا حادي الكرامة هذا واطمسوه في أعماق الأرض قبل أن يكون رائدا صادقا لأهله وطليعة منيرة لأمة أردنا لها سباتا طويلا يجعلها دائما تتأرجح بين الموت والمنام.

فمن المُلام؟

هل نلوم صاحب الحق لدفاعه المشروع عن النفس، ومحاولته إيقاظ الدنيا بأسرها لتعرف وجعه وتدرك ألمه وتسمع صراخه، عسى أن تستيقظ بقايا الضمائر في هذا العالم الغافل المتغافل المتباكي على الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية؟؟؟!

أم تُرى يجب أن يلام المعتدي الذي تسبب بهذه المأساة الإنسانية النادرة؟ هذا المعتدي الساديّ المريض الضعيف المتغطي بالزيف، الذي إن ظفر واستقوى لا يرحم، لأنه يخشى صحوة المظلوم، وصولة صاحب الحق، فيسارع إلى سحقه دون هوادة، قبل أن تجتاح الأمة جمعاء عدوى الشعور بالكرامة، فيغتلي فيها الإباء لاسترداد الحقوق والمقدسات المغتصبة، وقبل أن تُدرك هذه الأمة أنها تمور بأسباب القوة والبأس، وعليها أن تتسلح بالإيمان والعلم المعاصر والصناعة الحربية لتحمي نفسها ومقدراتها، ويكون لها مكان عليّ تستحقه بجدارة تحت الشمس.

حــقـــا:

” وليس يصحّ في الأذهان شيءٌ          إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ “

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: صاحب الحق

إقرأ أيضاً:

الجوعان: يجب إدخال لغة الإشارة في كل مراحل التعليم العام وإعطاء الأصم الحق في اختيار مواد تخصصه

أعلنت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان عن انطلاق مبادرة المعهد للاحتفال بيوم الأصم الكويتي بملتقى يوم الأصم الكويتي الخامس تحت شعار «صرخة الأصم.. ورؤية الكويت 2035»، في المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بمنطقة الشامية برعاية وحضور وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي.

وأكدت الجوعان في تصريح لها أهمية الاستماع إلى احتياجات فئة الإعاقة السمعية، وقالت «أطلقنا عام 2017 مبادرتنا الأولى بتخصيص يوم للأصم الكويتي، للتعرف على احتياجاته والتحديات والمشاكل التي تواجهه، حيث نظم معهد المرأة للتنمية والسلام خمسة ملتقيات خاصة بفئة الصم تتناول وضعهم في كل المجالات التي تقيمها وتنظمها مؤسسات الدولة».

وأضافت «جاء تحديد تاريخ 30 أبريل من كل عام يوما للأصم الكويتي لتوصيل رسالة إلى كل الجهات المعنية بالاهتمام بكل ما يتعلق بحقوق وواجبات الأصم شأنه شأن الشخص العادي غير المعاق سمعيا، حيث يتمتع كلاهما بالأهلية القانونية الكاملة، وإدماجه في المجتمع كي يتمكن من مواكبة التطورات ويسهم بفاعلية في خدمة مجتمعه أسوة بأقرانه».

وبينت الجوعان أن الهدف من هذا الملتقى تعزيز دور الأصم في المجتمع ونشر لغة الإشارة التي أصبحت اليوم من اللغات المهمة التي تدرس في المدارس، والاستماع إلى «صرخة الأصم» فيما يتعلق بالجوانب التربوية والتعليمية والثقافية والمجتمعية، مبينة أن أهم التحديات التي تواجه الصم في دراستهم هو عدم إعطائهم الحق في اختيار المواد الدراسية، وعدم وجود مترجم لغة الإشارة في جميع المواد في كل من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.

ووجهت الدعوة إلى الجميع لحضور هذا الملتقى الإنساني المهم خاصة أسر ذوي الإعاقة السمعية والتربويين والمختصين والعاملين في مجال الإعاقة السمعية، مشيرة إلى أن ملتقى «صرخة الأصم» يتضمن جلسات عمل ومعرضا فنيا للمخترعين الكويتيين، ونماذج رائعة من الإعاقة السمعية ستقدم خلال الملتقى مع إبراز الإنجازات والتحديات وصولا إلى حلول مشتركة ترتقي بفئة الصم.

وأشارت الجوعان إلى جلسات العمل بملتقى «صرخة الأصم»، مبينة أنها تتضمن محاور عدة، وهي المحور التعليمي، المحور الاجتماعي والرياضي، المحور القانوني، والمحور الصحي.

كما تشارك جمعية الصم البحرينية بورقة عمل بعنوان «رؤية مستقبلية للتواصل مع الصم وتحقيق تطلعاتهم»، ويشارك في هذا الملتقى مجموعة من المختصين والمهتمين الكويتيين بفئة الإعاقة السمعية وما يتعلق بها.

واختتمت الجوعان، معربة عن امتنانها لوزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي لرعايته وحضوره لما له من تأثير إيجابي على هذه الفئة الغالية علينا جميعا، كما تقدمت بالشكر إلى رئيس المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج د.محمد الشريكة الذي احتضن هذا الملتقى الإنساني المهم على أرض المركز، ودعمه الأدبي غير المحدود لتسهيل جميع الإجراءات، وكذلك المخترعون الكويتيون، مخترع ذراع آلي متعدد الاستخدامات خالد الخليفي، ومؤسس شركة سي تو هير لاستشارات ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين، مخترع النظارة للمكفوفين م.محمد الشمري، والمهندس الكهربائي مخترع القفاز بلغة الإشارة م.علي محمد تقي الذين قدموا بطواعية نتاج أعمالهم لهذه الفئة وفئة لأشخاص ذوي الإعاقة بصفة عامة، كذلك الدور الإيجابي لرئيس مركز تعزيز الوسطية التابع لوزارة الأوقاف د.عبدالله الشريكة، ومدير إدارة مدارس التربية الخاصة أ.عبدالعزيز سويد العجمي لمتابعته الحثيثة لأعمال الملتقى.

مقالات مشابهة

  • باقي 3 أيام الحق نفسك .. تحذير عاجل لأصحاب عداد الكهرباء القديم
  • دعاء المذاكرة قبل الامتحان.. للحفظ وعدم النسيان
  • الجوعان: يجب إدخال لغة الإشارة في كل مراحل التعليم العام وإعطاء الأصم الحق في اختيار مواد تخصصه
  • كاريكاتير.. ضعف ترامب أمام قوة الحق اليمنية
  • خلال ساعات.. سماع مرافعة النيابة فى محاكمة 64 متهما بقضية خلية القاهرة الجديدة
  • «الحق فى الدواء» تشيد بجهود الحكومة لمحاربة فوضى الوصفات الطبية
  • في ذكرى عودة سيناء إلى حضن الوطن.. خبير: القانون الدولي سيف الحق ودرع التحرير
  • نقابة المالكين: نشكر جميع النواب الذين صوّتوا إلى جانب الحقّ
  • السيسي: ستبقى مصر رافعة الرأس عزيزة النفس شديدة البأس ترعى الحق
  • كلمة قائد.. وصرخة أمة ..بين إبادة مستمرة وصمت مخزٍ… صَوت الحق لا يلين