في خطوة استراتيجية من الصين لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، وصل نائب الرئيس الصيني، هان تشنج، إلى العاصمة واشنطن، لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، رغم عدم قبول الرئيس الصيني، شي جين بينج، شخصيا الدعوة لحضور الحفل، ويعتبر هذا الإجراء من بكين بادرة حسن نية نحو الإدارة الأمريكية المقبلة.

 

لقاءات نائب الرئيس الصيني في واشنطن

ووفقًا لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، التقى هان بممثلين من مجلس الأعمال الأمريكي الصيني وغرفة التجارة الأمريكية والرئيس التنفيذي لشركة تسلا الملياردير، إيلون ماسك، الذي يدير أكبر مصنع لتسلا خارج الولايات المتحدة في الصين، ويعتبر شخصية قريبة من المصالح الصينية.

وحث هان الشركات الأمريكية إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الصين، مؤكدًا أهمية اغتنام الفرص، ومشاركة ثمار التنمية في الصين، وتقديم مساهمات جديدة وأكبر لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة.

والتقى نائب الرئيس الصيني نائب الرئيس ترامب، جيه دي فانس، وناقشا قضايا عديدة مشتركة بين البلدين أهمها التجارة، وفقًا لشبكة «CBS» الأمريكية.

تطورات الاتصال بين الصين وترامب

أجرى الرئيس الصيني اتصالاً هاتفيًا مع ترامب، وهنأه على إعادة انتخابه، مشيرًا إلى أن الصين مستعدة لبدء عصر جديد في العلاقات الصينية الأمريكية.

وعبر ترامب عن تفاؤله بالمحادثة مع الرئيس الصيني حيث كتب على منصة Truth Social «كانت المكالمة جيدة جدًا لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وأنهك ناقشوا عدة قضايا منها التجارة، وتطبيق تيك توك المملوك للصين».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ترامب سيقوم زيارة إلى الصين خلال أول 100 يوم من ولايته.

أهمية زيارة نائب الرئيس الصيني لترامب

تعتبر الزيارة وحضور حفل التنصيب فرصة لتخفيف حدة التوترات بين البلدين، ففي حملة ترامب الانتخابية، هدد بفرض تعريفات جمركية عالية على المنتجات الصينية، ما قد يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الصيني. 

ومن جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن الصين ترى في إدارة ترامب القادمة فرصة لإعادة ضبط العلاقات بشكل يتناسب مع مصالحها، خاصةً أن ترامب يركز بشكل أكبر على المنافسة الاقتصادية بدلاً من التصعيد في القضايا الأمنية، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نائب الرئيس الصيني إيلون ماسك ترامب حفل التنصيب الصين نائب الرئیس الصینی

إقرأ أيضاً:

التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟

يمانيون../

في تحول لافت يعكس تغيرًا جذريًا في الموقف الأمريكي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، شنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومًا حادًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفه البعض بأنه الأقسى منذ بدء الحرب. هذا الهجوم لم يكن مجرد تصريح عابر، بل جاء ليؤكد حقيقة واشنطن في تعاملها مع حلفائها ووكلائها، وهو أن الولايات المتحدة تتخلى عنهم بمجرد انتهاء صلاحيتهم أو فقدانهم لقيمتهم الاستراتيجية.

أوكرانيا تفقد قيمتها الاستراتيجية لدى واشنطن

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، قدّمت الولايات المتحدة والغرب دعمًا غير مسبوق لكييف، تخطى حاجز 350 مليار دولار، شمل مساعدات عسكرية، اقتصادية، ولوجستية، في محاولة لإضعاف روسيا. ومع ذلك، لم تتمكن أوكرانيا من تحقيق أي نصر استراتيجي يمكن أن يبرر استمرار هذا الدعم، مما جعل واشنطن تعيد حساباتها، خصوصًا بعد أن بات واضحًا أن موسكو لم تُكسر ولم تتراجع، بل على العكس، استمرت في تعزيز نفوذها.

الرئيس ترامب، الذي لا يخفي نزوعه نحو الواقعية السياسية، قال بوضوح إن “روسيا لم ترد تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت”، في إشارة إلى أن موسكو تملك اليد العليا عسكريًا، وإن الحرب وصلت إلى نقطة لا يمكن للولايات المتحدة فيها الاستمرار في دعم طرف خاسر.

منطق القوة: واشنطن تعترف بموسكو

لقد أدركت واشنطن أن روسيا قوة لا يمكن سحقها، بغض النظر عن حجم التحالفات ضدها. فمنذ بدء الحرب، حشد الغرب كافة إمكانياته، ليس فقط عسكريًا، بل حتى في الرياضة والثقافة، لمحاولة عزل روسيا دوليًا. ومع ذلك، لم تفقد موسكو موقعها، بل استمرت في تعزيز تحالفاتها، وأثبتت أن العقوبات الغربية لم تؤثر عليها بالقدر الذي كان متوقعًا.

إزاء ذلك، لم تجد واشنطن بُدًّا من الاعتراف بالواقع، وهو أن هذه الحرب، التي استنزفت الخزائن الأمريكية والغربية، لم تحقق أهدافها، وأن دعم أوكرانيا بات عبئًا سياسيًا واقتصاديًا أكثر من كونه استثمارًا استراتيجيًا.

مباحثات الرياض: نقطة التحول

يوم الثلاثاء، اختتمت في الرياض محادثات رفيعة المستوى بين روسيا والولايات المتحدة، حيث التقى وفدا البلدين في اجتماع وُصف بأنه حاسم في تحديد مستقبل التسوية الأوكرانية. وقد مثّل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل دميترييف. أما الوفد الأمريكي، فقد ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو، ومساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف.

في ختام المحادثات، أكد سيرغي لافروف أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم حول ضرورة عدم التصعيد بين البلدين، والعمل على صياغة عملية تسوية قريبة للأزمة الأوكرانية، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على بدء واشنطن في فك ارتباطها التدريجي عن الصراع.

ترامب وزيلينسكي: القطيعة الحتمية

في سياق متصل، زاد هجوم ترامب على زيلينسكي من عزلة الأخير، حيث وصفه بأنه “رئيس غير كفء على الإطلاق”، واعتبر أن قيادته السيئة هي السبب في استمرار الحرب. كما أثار ترامب تساؤلات خطيرة حول مصير المساعدات الأمريكية، متسائلًا عن مصير نصف الـ350 مليار دولار التي قُدِّمت لكييف.

الهجوم العنيف على زيلينسكي لم يكن مجرد انتقاد شخصي، بل كان بمثابة إعلان رسمي عن تخلي واشنطن عن حليفها الأوكراني، في خطوة قد تسرّع من انهيار موقف كييف في الحرب. فبعد محادثات الرياض، لم يعد هناك شك في أن تسوية ما تلوح في الأفق، وأن الدور الأوكراني في هذه التسوية سيكون محدودًا أو حتى معدومًا.

واشنطن تغلق الملف الأوكراني

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وتعاظم التحديات الداخلية، من الواضح أن إدارة ترامب ترى في استمرار الحرب استنزافًا غير ضروري، ولذلك اتخذت قرارها بالسعي لإنهائها عبر التفاوض مع موسكو. هذه الخطوة، وإن بدت مفاجئة للبعض، إلا أنها تتماشى مع نهج ترامب القائم على تقليص التدخلات الخارجية، والتركيز على المصالح الأمريكية أولًا.

في النهاية، يبدو أن زيلينسكي بات وحيدًا في معركته، بعدما أدار داعموه ظهورهم له، وبدأوا في ترتيب مصالحهم مع روسيا، تاركين كييف لمصير مجهول، وهو المصير الذي يطارد كل من اعتمد على واشنطن يومًا ما.

مقالات مشابهة

  • لماذا ألغي مؤتمر زيلينسكي ومبعوث ترامب؟ وما دلالات ذلك؟
  • تعاون بين«هيجون» الصينية و«أبوظبي للاستثمار» لتشجيع الاستثمار الصيني بالإمارة
  • بعد فرضه الرسوم.. هل يتودد «ترمب» لـ«الصين»؟
  • ترامب: الرئيس الصيني وجميع الزعماء سيأتون لواشنطن في نهاية المطاف
  • بطلب من واشنطن.. إلغاء مؤتمر صحفي بين الرئيس الأوكراني والمبعوث الأمريكي لكييف
  • واشنطن تعتزم تقليص بعثتها الدبلوماسية في الصين
  • تنصيب قضاة جدد مستشارين بالمحكمة العليا برئاسة ” الطاهر ماموني”
  • التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟
  • الإدارة الأمريكية ترغب أن يتضمن الاتفاق مع الصين أمن الأسلحة النووية.. تفاصيل
  • بوتين: سأكون سعيداً بلقاء ترامب وزيلنسكي ينتقد الرئيس الأمريكي