بدوي يوجه بدعم استراتيجيات السلامة والرقمنة في قطاع البترول
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
اعتمد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، الموازنة التخطيطية للعام المالي 2025-2026 لشركة الغازات البترولية "بتروجاس"، وذلك في اجتماع حضره عدد من القيادات البترولية، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بالإضافة إلى ممثلي الجهاز المركزي للمحاسبات ورئيس نقابة العاملين بقطاع البترول.
خلال الجمعية العمومية، شدد المهندس كريم بدوي على الدور الحيوي لشركة "بتروجاس" في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة. وأكد على أن الشركة تشكل جزءًا أساسيًا من المحور الأول في استراتيجية العمل الحالية، المتعلق بتوفير المنتجات البترولية للمواطنين، خصوصاً أسطوانات البوتاجاز. كما أشار إلى المحور المتعلق بتطوير البنية الأساسية من مستودعات تخزين ومصانع تعبئة ومنافذ توزيع.
التركيز على السلامة والصحة المهنيةفيما يخص منظومة العمل البترولي، أكد وزير البترول على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة والصحة المهنية، مشدداً على أهمية زيادة الوعي بين العاملين بأهمية هذه الإجراءات لتحقيق أعلى درجات الأمان. كما أشار إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الرجل والمرأة في القطاع، مع التركيز على برامج التدريب والتحول الرقمي لتلبية احتياجات سوق العمل.
التوسع في مشاريع البنية التحتية والرقمنةمن جانبه، استعرض المحاسب محمد فرحات، رئيس شركة "بتروجاس"، أبرز ملامح الموازنة الاستثمارية للعام المالي المقبل. وأوضح أن الشركة ستواصل تطوير بنيتها التحتية ومناطق تعبئة وإنتاج وتداول أسطوانات البوتاجاز، إضافة إلى استكمال مراحل مشروع مراقبة تداول البوتاجاز باستخدام منظومة "الاسكادا" التي تعد نموذجاً ناجحاً في تحقيق التحول الرقمي في قطاع البترول.
شارك في أعمال الجمعية المهندس صلاح عبدالكريم الرئيس التنفيذي لهيئة البترول ونوابه، والمهندس يس محمد العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، والمحاسب خالد عثمان مساعد الوزير للتجارة الداخلية، والمهندس إيهاب رجائي وكيل أول الوزارة للإنتاج، والمهندس معتز عاطف وكيل الوزارة لمكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي، والمهندس محمود ناجي وكيل الوزارة لنقل وتوزيع المنتجات البترولية، وأحمد راندي رئيس الإدارة المركزية للإتصالات، والمحاسب أشرف قطب وكيل الوزارة للشؤون المالية، والمحاسب محمد راغب وكيل أول الوزارة بالجهاز المركزي للمحاسبات، والمحاسب عباس صابر رئيس نقابة العاملين بالبترول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البترول بدوى بتروجاس شركة الغازات البترولية المهندس كريم بدوى وزير البترول الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية
إقرأ أيضاً:
استراتيجيات ادارة العمليات واستغلال النجاح
البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروجي
استراتيجيات ادارة العمليات واستغلال النجاح
أسامة عيدروس
20 مارس 2025م
الحلقة الأولى: سوناتا «ضوء القمر» وكونشيرتو (الإمبراطور)
شكلت لحظة خروج القائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان من مباني القيادة العامة بوسط الخرطوم في يوم الخميس 24 أغسطس 2023، نهاية لحظة امتصاص الصدمة منذ اندلاع الحرب في 13 أبريل 2023م. البعد الاستراتيجي لهذه العملية كان في تحول القيادة العامة من موقع استراتيجي يشكل سقوطه ضربة قاصمة للقوات المسلحة قد تؤدي لانهيارها إلى مجرد موقع عسكري صمد في وجه المليشيا عندما كانت كثافة نيرانها وجنودها المدربين وعتادها في ذروته.
خرج رئيس مجلس السيادة إلى بورتسودان ليجد الدولة السودانية محاصرة تماما بصورة تشل قدرة الجيش السوداني ليس فقط على الصمود بل وتسارع بانهياره مع استمرار الضغط. وشهدت هذه الفترة سقوط أربع فرق في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين في يد المليشيا المتمردة بعد خروج عبدالرحيم دقلو من العاصمة قانعا منها وجلب الكثير من المرتزقة من الحدود القريبة مع عتاد جديد. في هذه الفترة دافع جنودنا وضباطهم عن معسكراتهم في المدرعات والاشارة والمهندسين ووادي سيدنا والكدرو والقيادة العام وكان مرتبهم الحربي في بعض المعارك سبعة رصاصات وأقل مع الكثير من اليقين والايمان بالوطن. وخلال فترات هذه المعارك كان تسليحهم مباشرة من العدو الذي تساقط كالذباب على عتبات المعسكرات الحصينة بأبنائها من جنودنا البواسل والضباط الأوفياء. وكانت أقوى الملاحم تسطر بالفدائيين من أبناء سلاح الجو الذين غامروا بحياتهم وهم يطيرون بطائرات بلا صيانة وعديمة الأهلية للطيران رغم علمهم أن الرحلات قد تكون بلا عودة، وقد كانت في الكثير من الأحيان وفقدنا فيها شهداء من خيرة أبناء الوطن.
استفادت المليشيا من هذا الزخم وتمددت جنوبا لتجتاح الجزيرة وتصل الى سنجة وتقفز شرق النيل الأزرق الى السوكي والدندر مهددة باجتياح الشرق والوصول لبورتسودان. كانت هناك معيقات لوجيستية كثيرة صاحبت هذا الانتشار الواسع مما جعل المليشيا تعيد تنظيمها وتبدأ في حشد العتاد العسكري في جبل موية تمهيدا للوثبة القادمة والأخيرة في نظرها. وصاحب ذلك اكمال حصار الفاشر والبدء في الهجوم المكثف عليها في محاولة لاسقاطها والانفتاح بعدها شرقا نحو الولاية الشمالية. استراتيجية المليشيا الوحيدة ظلت هي الانفتاح والتمدد والانتشار والضغط المتواصل حتى يتحقق لها اجتياح كل حاميات الجيش والوصول لبورتسودان وكسر كل نقاط المقاومة والتسبب في انهيار الجيش والمقاومة الشعبية ليستسلم الجميع للجنجويد. ولهذا تركت المليشيا محاولاتها الفاشلة السابقة لاسقاط معسكرات الجيش في العاصمة الخرطوم وحولت نخبة من جنودها للدفاع متمرسين حول معسكرات الجيش في العمارات العالية من أجل إعاقة أي تحرك في المستقبل.
توقف المليشيا ومحاولتها لحشد العتاد في جبل موية وإعادة الترتيب والتنظيم أعطت الجيش الفرصة لالتقاط أنفاسه واستعادة زمام المبادرة. وفجأة تحول ميزان المعركة ومالت الكفة لصالح الجيش مع تسارع أحداث العبور من جسور أم درمان الى بحري والخرطوم وتبعها تحرير جبل موية واستعادة الرهد والسوكي وقري النيل الأزرق ثم تحرير سنجة والزحف من كل اتجاه وتحرير مدني وبعدها ملاحم تحرير ولاية الجزيرة وقراها والحصاحيصا والكاملين وتحرير مدينة بحري بالكامل وتحرير المصفاة وفك الحصار عن سلاح الإشارة والقيادة العامة وتحرير شرق النيل وانتقال المعركة إلى غرب النيل الأزرق وتحرير مدينة أم روابة والسميح والرهيد وفتح الطريق القومي إلى الأبيض وتحرير القطينة والتحام جيش المدرعات بالقيادة العامة والزحف من كل اتجاه لتحرير العاصمة الخرطوم. فيما كان قوات الصحراء تدمر قاعدة الزرق وتستلم المالحة والصياح وتتوسع دائرة تأمين الفاشر شيئا فشيئا.
لقد كان النصر نتيجة للصبر والمصابرة والجهد الدؤوب والتخطيط المستند إلى العلم. وكانت أولى الاستراتيجيات الناجحة في ترتيب سلم القيادة لينتظم الجميع تحت أوامر القائد العام وغرفة القيادة والسيطرة المركزية بينما تم تفعيل استراتيجية تعدد القيادة والسيطرة الميدانية ليصبح قادة العمليات واسعي الصلاحيات حسب تقدير الموقف وفرص استغلال النجاح. وتحولت كل رقعة مسرح العمليات إلى عزف متزامن تتحرك فيه القوات نحو أهداف محددة بينما كل قائد ميداني ينظم ألحان منطقته لتضفي على السوناتا أروع أغاني النصر.
(في الحلقة القادمة نكتب مزيدا من التفاصيل حول مآلات معركة الخرطوم وتفاصيل نهايات المعارك العسكرية واستراتيجيات انهاء الحرب)