رئيس جامعة قناة السويس يشارك في زيارة معبر رفح لدعم الأشقاء في غزة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، في الوفد رفيع المستوى الذي ترأسه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم الإثنين الموافق 20 يناير، لتفقد معبر رفح الحدودي؛ وذلك للاطمئنان على استعدادات المعبر لاستقبال جرحى ومصابي قطاع غزة.
وتأتي هذه الخطوة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في إطار دعم الأشقاء الفلسطينيين عقب نجاح مصر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وضم الوفد نخبة من رؤساء الجامعات ومديري المستشفيات الجامعية؛ حيث تم استقبالهم من قبل اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الذي أشاد بالتعاون المثمر بين مختلف أجهزة الدولة لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني وتنمية شمال سيناء.
وقد أعلن الدكتور أيمن عاشور خلال الزيارة عن عقد اجتماع مع الكوادر الطبية والمديرين التنفيذيين للمستشفيات الجامعية؛ لإعلان الخطة التنفيذية لتقديم الرعاية الطبية لجرحى غزة، إلى جانب ترؤسه اجتماعًا طارئًا للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية لمناقشة هذه الخطة ووضعها قيد التنفيذ الفوري.
هذا ورافق الدكتور ناصر مندور في هذه الزيارة الدكتور أحمد أنور، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية بجامعة قناة السويس، حيث أكدا جاهزية الجامعة ومستشفياتها الجامعية لتقديم كافة أوجه الدعم الطبي والإنساني للأشقاء في غزة.
وفي كلمته، صرّح الدكتور ناصر مندور بأن جامعة قناة السويس تعمل دائمًا على تقديم الدعم الطبي والإنساني في كافة الظروف، مشيرًا إلى أن مستشفيات الجامعة مستعدة بشكل كامل لاستقبال الحالات الطارئة من جرحى قطاع غزة، بالتنسيق مع وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية الأخرى.
وأوضح "مندور" أن الجامعة خصصت فرقًا طبية متخصصة وغرف عمليات مجهزة بأحدث المعدات الطبية لاستيعاب الحالات الطارئة وتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد أنور أن المستشفيات الجامعية بجامعة قناة السويس مجهزة بأحدث الإمكانيات لاستقبال الجرحى وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم على مدار الساعة. وأشار إلى أن هناك طواقم طبية متمرسة في مختلف التخصصات تعمل بكفاءة لضمان تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية.
كما تم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لضمان استجابة فعّالة لأي حالات طارئة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اتفاق لوقف إطلاق النار الأشقاء الفلسطينيين التعليم العالي والبحث العلم الدكتور ايمن عاشور وزير التعليم العالي الرئيس عبد الفتاح السيسي قناة السویس
إقرأ أيضاً:
قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.
قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.
التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.
في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.
اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.
القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.
وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها
خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة