يُعقد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025 في الفترة من 20 إلى 24 يناير/كانون الثاني الحالي في المنتجع الجبلي بمدينة دافوس السويسرية التي تعد أعلى مدينة في أوروبا، بحضور قادة العالم تحت عنوان "التعاون من أجل العصر الذكي".

وستتمحور النقاشات حول عدم اليقين الجغرافي الاقتصادي والاستقطاب الثقافي والتوترات التجارية والقلق المناخي.

في المقابل، سيؤكد المنتدى أهمية الابتكار والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية بهدف تعزيز مستويات المعيشة وتعزيز الإنتاجية.

ومنذ أكثر من 50 عاما، يحاول هذا الاجتماع السنوي تجسيد "روح دافوس" للانفتاح والتعاون، وحدد "بيان دافوس" الذي أنشئ في عام 1973، وتم تجديده عام 2020، المبادئ الرأسمالية لأصحاب المصلحة أو نظام الأهداف المشتركة للشركات.

فهل تحقق نسخة هذا العام جوهر مهمة دافوس؟

مشاركة متنوعة

يشارك في نسخة هذا العام قطاعات متنوعة وصناعات وأجيال مختلفة، وهو تنوع "يشكل عنصرا أساسيا في نهج المنتدى لضمان مناقشة القضايا الأكثر أهمية في العالم على نطاق واسع قدر الإمكان وتصميم الحلول من خلال عدسة متنوعة ومتعددة القطاعات"، بحسب بيان صحفي صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

ومن المتوقع حضور أكثر من 350 من القادة الحكوميين، منهم 60 رئيس دولة وحكومة، مثل الرئيس الأميركي المنتخب حديثا دونالد ترامب الذي سينضم عبر رابط فيديو مباشر لإجراء حوار تفاعلي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى.

إعلان

وسيحضر الاجتماع أكثر من 1600 من قادة الأعمال، بينهم أكثر من 900 من كبار الرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجالس إدارات الشركات الأعضاء والشركاء في منتدى دافوس، وأكثر من 120 منهم من المبتكرين العالميين ورواد التكنولوجيا والشركات الناشئة التي تعمل على تحويل الصناعات.

كذلك سيشارك أكثر من 170 من قادة المجتمع المدني، من النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والسكان الأصليين إلى الخبراء ورؤساء الجامعات الرائدة ومؤسسات البحث ومراكز الفكر.

وسيحضر الاجتماع أكثر من 160 عضوا من أعضاء المنتدى، بما في ذلك الشركات الناشئة ورواد التكنولوجيا، والمؤثرون في العالم، ومنتدى القادة العالميين الشباب، ومؤسسة "شواب" لريادة الأعمال الاجتماعية لعرض الابتكارات والحلول المحلية للتحديات العالمية.

منتدى هذا العام يقام تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي" (الفرنسية) العصر الذكي

ويستند اختيار شعار هذا العام "التعاون من أجل العصر الذكي" إلى اقتراح الرئيس التنفيذي للمنتدى كلاوس شواب بأن التكنولوجيات المتقاربة تعمل على إعادة تشكيل العالم بسرعة، مما يدفعنا إلى نقطة تحول تتمثل في "عصر يتجاوز التكنولوجيا وحدها، وهذه ثورة مجتمعية لديها القدرة على رفع الإنسانية، أو حتى كسرها"، وفق شواب.

فمن خطوط الإنتاج المستقلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية التي تحاكي سلاسل التوريد بأكملها إلى الروبوتات من الجيل التالي، يتطلع المصنعون إلى الاستفادة من الابتكارات الرائدة لبناء عمليات ذكية ورشيقة ومرنة.

وفي جلسة اليوم الأول لمنتدى دافوس، ستناقش الشركات طرق الاستفادة من هذه الابتكارات الرائدة وتوسيع نطاقها لتأمين عملياتها في المستقبل.

وسيحاول قادة الدول استخلاص أجوبة موحدة لتساؤلات كثيرة منها: كيف يمكننا بناء مستقبل أكثر ذكاء؟ كيف يمكن للابتكار معالجة الأزمات، مثل تغير المناخ وإساءة استخدام التكنولوجيا؟ هل يسهم العمل الجماعي والقيادة المسؤولة في تعزيز المساواة والاستدامة والتعاون بدلا من تعميق الانقسامات القائمة؟

إعلان  نظرة قاتمة

وفي سياق متصل، أعرب عدد من المراقبين عن نظرتهم القاتمة بشأن نسخة هذا العام، خاصة في ظل افتتاح المنتدى مع تنصيب ترامب الذي وعد بتدمير اتفاقية باريس للمناخ وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، وعيّن مناهضا للتطعيمات مسؤولا عن النظام الصحي في الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، تزعزعت ركائز الإجماع الليبرالي المؤيد للعولمة بعد أن ألقى البريكست ظلاله على وحدة الاتحاد الأوروبي، وسقطت إيجابيات التجارة الحرة في فخ المصالح الاقتصادية، فضلا عن مخاطر سلاسل التوريد التي تلت الحرب الأوكرانية وعمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا.

منذ أكثر من 50 عاما، يحاول الاجتماع السنوي تجسيد "روح دافوس" للانفتاح والتعاون (الفرنسية) 5 محاور رئيسية

جاء تنظيم الاجتماع في 5 مجالات مهمة، على رأسها "إعادة تصور النمو" وهو بمنزلة دعامة بالغة الأهمية لبناء اقتصادات أقوى وأكثر مرونة ولتحديد مصادر النمو الجديدة في هذا الاقتصاد العالمي الجديد.

ويتمثل المحور الثاني في "الصناعات في العصر الذكي" لأن جميع الصناعات أصبحت ملزمة بالتكيف مع إستراتيجياتها التجارية لتأخذ في الاعتبار التحولات الجيواقتصادية والتكنولوجية الكبرى.

وسيحاول المشاركون الإجابة عن سؤال: كيف يستطيع قادة الأعمال إيجاد التوازن بين الأهداف القصيرة الأجل والضرورات الطويلة الأجل في تحويل صناعاتهم؟

ثم يأتي "الاستثمار في الأفراد" كأحد محاور المنتدى في ظل التغيرات الجيواقتصادية والتحول الأخضر والتقدم التكنولوجي على كل الأصعدة، من التوظيف والمهارات وتوزيع الثورة إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة.

وتحت عنوان "حماية الكوكب"، ستكون الشراكات والحوارات المبتكرة التي تمكّن الاستثمارات ونشر تكنولوجيات المناخ النظيفة حاسمة لإحراز تقدم في تحقيق أهداف المناخ والطبيعة العالمية، فضلا عن معالجة مثلث الطاقة المتمثل في تحقيق أنظمة طاقة عادلة وآمنة ومستدامة.

إعلان

وفي عالم متزايد التعقيد والسرعة، تعمقت الانقسامات المجتمعية وأصبحت الجغرافيا السياسية متعددة الأقطاب وتحولت السياسات نحو الحماية، مما يعوق التجارة والاستثمار، لذا رأى منظمو منتدى دافوس ضرورة تسليط الضوء على مبدأ "إعادة بناء الثقة" لإيجاد طرق جديدة للتعاون وإيجاد حلول، سواء على المستوى الدولي أو داخل المجتمعات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منتدى دافوس هذا العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

منتدى التجارة المنزلية بصلالة .. آفاق ريادية مستدامة لدعم رواد الأعمال الشباب

في إطار الجهود الرامية إلى تمكين رواد الأعمال الشباب وتعزيز ثقافة العمل الحر، دشّنت مبادرة "شبابنا ريادي" بالتعاون مع مركز إثراء الشباب ومكتبة دار الكتاب العامة منتدى "التجارة المنزلية: آفاق ريادية مستدامة"، وذلك مساء الأربعاء في قاعة مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة، بحضور الدكتورة نور بنت حسن الغسانية، رئيسة جمعية المرأة العمانية بصلالة.

وشهد المنتدى نقاشات ثرية شاركت فيها نخبة من رائدات الأعمال، حيث استعرضت بشرى بنت سعيد الغسانية تجربتها في عالم الأزياء، متطرقة إلى كيفية اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في هذا المجال، كما تحدثت منى بنت عبد النوبي عن مشروعها في لواري للأعمال الجبسية والمباخر والعطور، مستعرضة التحديات التي واجهتها والفرص المتاحة أمام المشاريع المشابهة.

من جانبها، سلطت فاطمة بنت سليم مستهيل الضوء على تجربتها في صناعة العطور والبخور وبيع البخور النسائي، فيما شاركت منى بنت مسلم تبوك، صاحبة مؤسسة "ومضات للتسويق"، رؤيتها حول أهمية التسويق في نجاح المشاريع التجارية المنزلية، مستندة إلى خبرتها كنائبة لرئيس لجنة التجارة الإلكترونية بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار سابقا، كما تطرقت منى للمشاريع الخدمية ذات رأس المال المنخفض أو التي تبدأ دون رأس مال، وتحدثت عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في إنجاح تجربة التجارة المنزلية.

أدارت أعمال المنتدى الإعلامية منى بنت العبد، التي قادت النقاشات بطريقة فاعلة، مما أتاح للحضور فرصة إثراء الحوار والتفاعل مع تجارب المشاركات، ويأتي هذا المنتدى ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى تمكين الشباب العماني في ريادة الأعمال، وتعزيز بيئة داعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يسهم في تحقيق الاستدامة والابتكار في القطاع الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • السكرتير العام للغرف التجارية: تحاورنا مع الجانب العراقي بشأن مشروعات التجارة والصناعة وإعادة الإعمار
  • الغرف التجارية : تحاورنا مع الجانب العراقي بشأن مشروعات التجارة والصناعة وإعادة الإعمار
  • «الغرف التجارية»: منتدى الأعمال العراقي رسالة لدعم الحكومة لشركات القطاع الخاص
  • في أسوان.. انطلاق فعاليات منتدى الأعمال والإستثمار بين تنزانيا ومصر
  • محافظ أسوان يشارك فى فعاليات منتدى الأعمال والاستثمار بين تنزانيا ومصر
  • منتدى التجارة المنزلية بصلالة .. آفاق ريادية مستدامة لدعم رواد الأعمال الشباب
  • الاتحاد الأوروبي يستعد لحظر الألمنيوم الروسي.. الأسعار ترتفع والتوترات التجارية تتصاعد
  • روسيا تدعو شركات الأعمال المصرية للمشاركة في منتدى الاستثمار بالقوقاز
  • «مسعود» يناقش التحديات التي تواجه عمل الشركات والحقول والموانئ النفطية
  • المنتدى الاقتصادي العماني القطري يناقش استغلال الفرص الاستثمارية وتوسيع نطاق التعاون