في مشهد سياسي غير مسبوق، تتصدر كوريا الجنوبية عناوين الأخبار الدولية بعد اعتقال رئيسها المعزول يون سوك يول، الذي أصبح رمزاً لأزمة سياسية خانقة أطاحت به من منصبه ووضعت البلاد أمام اختبار جديد للديمقراطية. 

اعتقال الرئيس السابق جاء في أعقاب سلسلة من الأحداث المتسارعة التي كشفت عن تصدعات عميقة داخل النظام السياسي، وسط احتجاجات شعبية وانقسامات داخلية تعكس حالة التوتر التي تعيشها البلاد.

نبذة عن الأزمة وتطوراتها

بدأت الأزمة عندما أعلن الرئيس المعزول يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في ديسمبر 2024، بحجة مواجهة تهديدات أمنية داخلية، وأثار هذا القرار ردود فعل غاضبة بالشارع الكوري وفي البرلمان، الذي صوت سريعاً على عزله في خطوة عكست رفضاً واسعاً لمحاولته تركيز السلطة.

ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وتزايد الضغوط السياسية، وجد يون نفسه معزولاً سياسياً، لتتوج هذه الأحداث باعتقاله في 15 يناير 2025، بناءً على مذكرة صادرة عن محكمة سيول الغربية، التي وجهت له اتهامات بمحاولة تقويض الديمقراطية وسوء استخدام السلطة.

منع الزوار وتمديد فترة الاحتجاز

وأعلنت السلطات الكورية الجنوبية منع الرئيس المعزول من استقبال الزوار خلال فترة احتجازه، بهدف ضمان سير التحقيقات دون أي تأثيرات خارجية. وفي 18 يناير، قررت المحكمة تمديد فترة احتجازه لمدة 20 يوماً إضافية، مما زاد من حدة التوترات بين أنصاره ومعارضيه، الذين نظموا مظاهرات متضاربة في شوارع العاصمة.

وأعلن في كوريا نقل الرئيس السابق للبلاد إلى زنزانة انفرادية بالجناح العام لمركز احتجاز سيئول، تبلغ مساحتها 12 مترا مربعا في مركز الاحتجاز في "إويوانغ" جنوب العاصمة سيئول، أمس الأحد، بعد أن أصدرت محكمة منطقة سيئول الغربية مذكرة اعتقال رسمية بحقه، وفقا لما ذكره شين يونغ هيه، المفوض العام لخدمة الإصلاحيات الكورية.
 

أسباب تفاقم الأزمة

تفاقمت الأزمة نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية وأمنية، إذ اتُهم الرئيس المعزول بتجاوز صلاحياته ومحاولة فرض نظام استبدادي يتعارض مع المبادئ الديمقراطية التي قامت عليها البلاد. كما فاقمت سياساته الاقتصادية من معاناة الشعب، ما دفع قطاعات واسعة للتظاهر والمطالبة برحيله.

لقيت هذه الأحداث اهتماماً واسعاً من المجتمع الدولي وأعربت دول ومنظمات حقوقية عن قلقها إزاء التطورات، داعيةً إلى ضمان محاكمة عادلة للرئيس المعزول واحترام سيادة القانون، وأكدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ضرورة الحفاظ على استقرار كوريا الجنوبية كدولة ديمقراطية محورية في المنطقة.

ومع استمرار التحقيقات، يواجه يون سوك يول تهماً خطيرة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وفقاً للقانون الكوري، من جهة أخرى، تواجه الحكومة الحالية تحديات كبيرة في تهدئة الأوضاع الداخلية، وتحقيق التوازن بين مطالب الشارع والحفاظ على الاستقرار السياسي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية يون سوك يول اعتقال الرئيس الكوري المزيد

إقرأ أيضاً:

تمديد توقيف رئيس كوريا الجنوبية المعزول

مدّدت محكمة في كوريا الجنوبية، الأحد، توقيف رئيس البلاد يون سوك يول المعزول على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية، في قرار أثار حفيظة مناصرين له سرعان ما اقتحموا مقر المحكمة.
وعلّلت محكمة في العاصمة "سول"، حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ"تخوّف" من أن يعمد الأخير إلى "إتلاف أدلة" في تحقيق يطاله.
كان الرئيس الكوري الجنوبي المعزول قد مثُـل أمام القضاء للبتّ في طلب تمديد احتجازه.
وتناول يون الكلمة لمدّة 40 دقيقة أمام المحكمة، بحسب ما أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية الرسمية للأنباء.
وكان محاميه قد قال، في وقت سابق، إن موكّله يأمل "بردّ الاعتبار" أمام القضاة.
وصرّح يون كاب-كون، محامي الرئيس المعزول، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة، أن موكّله "قدّم أجوبة وتفسيرات دقيقة حول الأدلّة والأسئلة القانونية".

أخبار ذات صلة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يحضر جلسة استماع تفاصيل جديدة حول حادث الطائرة المنكوبة في كوريا الجنوبية المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • مصدر كوري جنوبي: نقل الرئيس المعزول إلى زنزانة انفرادية
  • كيف يعيش رئيس كوريا الجنوبية المعزول داخل السجن؟.. زنزانة ينام فيها على الأرض
  • كوريا الجنوبية..القضاء يمدد توقيف الرئيس المعزول
  • حبس رئيس كوريا الجنوبية المعزول بتهم التمرد وإساءة استخدام السلطة
  • حبس رئيس كوريا الجنوبية المعزول بتهم تمرد وإساءة استخدام السلطة
  • ‎محتجون يقتحمون مقر محكمة في كوريا الجنوبية بعد تمديد توقيف الرئيس
  • كوريا الجنوبية .. محتجون يقتحمون مقر المحكمة بعد تمديد حجز الرئيس
  • تمديد توقيف رئيس كوريا الجنوبية المعزول
  • بدء جلسة محاكمة رئيس كوريا الجنوبية المعزول