المسلة:
2025-05-02@11:51:57 GMT

 الصين في العراق.. نفط بلا جيوسياسة؟

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

 الصين في العراق.. نفط بلا جيوسياسة؟

20 يناير، 2025

بغداد/المسلة: سلط معهد “كلينجينديل” الهولندي الضوء على مرتكزات القوة الناعمة للصين في العراق، مركزًا على محدوديتها في العلاقات مع إقليم كوردستان، وعلى الطموحات الصينية المتعلقة بضمان تدفق النفط وتأمين مصادر الطاقة. ورغم الأهمية الاقتصادية لعلاقات بكين مع العراق، فإن غياب الحضور الأمني والعسكري يقلل من قدرتها على منافسة النفوذ الأمريكي.

و أبرز التقرير أن الهدف الرئيسي للصين في العراق هو تأمين تدفق النفط وتنويع وارداتها دون الاعتماد المفرط على بغداد. تشارك الشركات الصينية في إنتاج نصف أو ثلثي النفط العراقي، مما يعزز حضورها في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن التجارة النفطية العالمية قصيرة المدى تجعل من الممكن استبدال الصين كمستورد رئيسي.

وأكد أن النخب السياسية في العراق تعتمد على الاستثمارات الصينية لضمان استمرار الإيرادات النفطية التي تشكل عصب الاستقرار السياسي والاجتماعي. وعلى الرغم من التوسع الكبير في العلاقات الاقتصادية، لا يبدو أن هناك طموحات جيوسياسية صينية أوسع تتنافس بشكل مباشر مع الولايات المتحدة.

تنامي القوة الناعمة

أشار التقرير إلى أن الصين تسعى لتوسيع قوتها الناعمة من خلال مبادرات مثل “الحزام والطريق” وتمويل المشاريع الاقتصادية الكبرى، مع توظيف خطاب مناهض للولايات المتحدة. كما تعمل على تطوير علاقاتها الدبلوماسية والأمنية عبر مبادرات مثل “مبادرة الأمن العالمي” و”منتدى التعاون الصيني العربي”.

النخب السياسية في العراق، خصوصًا ضمن “الإطار التنسيقي”، ترى الصين شريكًا مرحبًا به، مستفيدة من سياسة بكين الخارجية الأقل تدخلًا والأكثر استقرارًا مقارنة بالسياسات الأمريكية. كما أن شراكة الصين مع بغداد توفر للعراق تنوعًا استراتيجيًا في الشركاء الدوليين.

إقليم كوردستان: علاقة محدودة
تطرق التقرير إلى محدودية انخراط الصين مع إقليم كوردستان، حيث تعتمد بكين سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية. ويرتبط ذلك بموقف الصين تجاه قضايا الحكم الذاتي والانفصال، انطلاقًا من حساسيتها تجاه أقاليمها مثل التبت وشينجيانغ. وأوضح أن الصين تأخرت في إقامة تمثيل دبلوماسي في أربيل، فيما تتركز استثماراتها الكبرى في جنوب العراق.

بالمقابل، ركزت الصين على مشاريع اجتماعية وثقافية، مثل تأسيس أكاديميات هواوي وتقديم منح دراسية، إلى جانب استثمارات محدودة في قطاع النفط والغاز بالإقليم. ومع ذلك، فإن النخب الكوردية ترى في الصين شريكًا محتملًا لتحقيق مصالحها السياسية، رغم أن بكين لا تبدو مستعدة لدعم مساعي الإقليم نحو مزيد من الحكم الذاتي.

تحديات العراق

اختتم التقرير بالإشارة إلى التحديات التي تهدد استقرار العراق، وهي هشاشة المؤسسات الحكومية، وانتشار الميليشيات المسلحة، وخطر عودة تنظيم داعش أو ظهور أشكال جديدة من الإرهاب. واعتبر أن الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بنسبة 85% على الإيرادات النفطية، يحتاج إلى صيانة البنية التحتية النفطية للحفاظ على مستويات الإنتاج.

من منظور أوسع، أكد التقرير أن الصين تُعد لاعبًا مهمًا في العراق على المدى القصير، لكنها تظل شريكًا ثانويًا مقارنة بالولايات المتحدة، مع وجود توجه عراقي لتنويع الشراكات الدولية، مثل التعاون مع كوريا الجنوبية والصين في مشاريع كبرى كطريق التنمية وميناء الفاو.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

عيد العمال في العراق وعود موسمية وآمال مؤجلة

2 مايو، 2025

بغداد/المسلة: كتبت انوار داود الخفاجي:

في كل عام، وتحديداً في الأول من أيار، يقف العالم إجلالاً لليد العاملة التي تبني وتنتج وتنهض بالمجتمعات.

وفي العراق، يحتفل العمال بهذا اليوم وسط مزيج من الأمل والخذلان، في ظل بيئة عمل تزداد فيها التحديات، وتتباعد فيها المسافة بين الوعود الرسمية والواقع اليومي.

و رغم ما تنص عليه القوانين العراقية من ضمانات وحماية للطبقة العاملة، وعلى رأسها قانون العمل رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥، لا تزال هذه التشريعات حبيسة الأدراج في كثير من الأحيان، تعيقها بيروقراطية ثقيلة، وفساد مستشرٍ، وافتقار حقيقي للإرادة التنفيذية.

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تؤكد سعيها إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتوفير فرص تدريب وتأهيل، لكن الأثر على الأرض لا يرقى إلى حجم التحديات التي تواجه شريحة كبيرة من العمال، لا سيما في القطاع غير الرسمي فيما الأجور المتدنية، وساعات العمل الطويلة، وغياب الضمان الصحي والتأمين التقاعدي، هي ملامح يومية لحياة آلاف العمال العراقيين، الذين يرون أن التكريم الحقيقي لا يكون بالتصريحات الموسمية، بل بتحسين واقعهم المعيشي وضمان حقوقهم المسلوبة.

وإن كان البعض محظوظاً بالعمل في القطاع العام، فإن الغالبية العظمى في القطاع الخاص تعاني من انعدام الاستقرار وتقلّب الظروف.

أما على الصعيد المجتمعي، فلا تزال ثقافة احترام العامل محدودة، ويُنظر إلى بعض المهن اليدوية بنظرة دونية، ما يزيد من الإحباط ويعمّق الإحساس بالتهميش.

وفي المقابل، تبذل النقابات العمالية جهوداً متفرقة للدفاع عن حقوق من تمثّلهم، إلا أنها تعاني بدورها من قلة الدعم، وضعف التمثيل الفعّال في مراكز القرار.

ومع هذا الواقع، يبقى السؤال المشروع مطروحاً: هل العمال راضون عن ما تقدمه الحكومة والمجتمع لهم؟ الإجابة تأتي صريحة من أفواههم: “نريد أفعالاً لا أقوالاً”، فهم يتطلعون إلى دولة ترعى مصالحهم، وتضمن حقوقهم، وتمنحهم الشعور بأنهم ليسوا مجرد أدوات إنتاج، بل شركاء حقيقيون في بناء الوطن.

و في عيدهم العالمي، لا يحتاج عمال العراق إلى خطب ولا شعارات، بل إلى قرارات شجاعة، وتشريعات مفعّلة، ومجتمع يُعلي من قيمة العمل والعامل. فهل تُترجم الوعود إلى واقع؟ أم تبقى أحلام العمال مؤجلة حتى إشعار آخر؟.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: وجود الشرع في القمة العربية مهم
  • عيد العمال في العراق وعود موسمية وآمال مؤجلة
  • ترامب: جميع مشتريات النفط الإيراني يجب أن تتوقف
  • الأنواء: العواصف الغبارية تؤثر على مختلف دول المنطقة
  • أكثر مليون برميل صادرات العراق النفطية للأردن خلال 3 أشهر
  • رصاصة الثأر .. من ينقذ العراق من أعراف الدم؟
  • جولة جديدة من الحوار بين بغداد وواشنطن
  • العراق يصدر نحو 107 مليون برميل نفط بقيمة 8 مليارات خلال شهر
  • فرنسا تتسلم رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق
  • العراق تجاوز حصته النفطية.. خبير يتوقع ضغوطاً من أوبك+