الصين في العراق.. نفط بلا جيوسياسة؟
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
20 يناير، 2025
بغداد/المسلة: سلط معهد “كلينجينديل” الهولندي الضوء على مرتكزات القوة الناعمة للصين في العراق، مركزًا على محدوديتها في العلاقات مع إقليم كوردستان، وعلى الطموحات الصينية المتعلقة بضمان تدفق النفط وتأمين مصادر الطاقة. ورغم الأهمية الاقتصادية لعلاقات بكين مع العراق، فإن غياب الحضور الأمني والعسكري يقلل من قدرتها على منافسة النفوذ الأمريكي.
و أبرز التقرير أن الهدف الرئيسي للصين في العراق هو تأمين تدفق النفط وتنويع وارداتها دون الاعتماد المفرط على بغداد. تشارك الشركات الصينية في إنتاج نصف أو ثلثي النفط العراقي، مما يعزز حضورها في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن التجارة النفطية العالمية قصيرة المدى تجعل من الممكن استبدال الصين كمستورد رئيسي.
وأكد أن النخب السياسية في العراق تعتمد على الاستثمارات الصينية لضمان استمرار الإيرادات النفطية التي تشكل عصب الاستقرار السياسي والاجتماعي. وعلى الرغم من التوسع الكبير في العلاقات الاقتصادية، لا يبدو أن هناك طموحات جيوسياسية صينية أوسع تتنافس بشكل مباشر مع الولايات المتحدة.
تنامي القوة الناعمة
أشار التقرير إلى أن الصين تسعى لتوسيع قوتها الناعمة من خلال مبادرات مثل “الحزام والطريق” وتمويل المشاريع الاقتصادية الكبرى، مع توظيف خطاب مناهض للولايات المتحدة. كما تعمل على تطوير علاقاتها الدبلوماسية والأمنية عبر مبادرات مثل “مبادرة الأمن العالمي” و”منتدى التعاون الصيني العربي”.
النخب السياسية في العراق، خصوصًا ضمن “الإطار التنسيقي”، ترى الصين شريكًا مرحبًا به، مستفيدة من سياسة بكين الخارجية الأقل تدخلًا والأكثر استقرارًا مقارنة بالسياسات الأمريكية. كما أن شراكة الصين مع بغداد توفر للعراق تنوعًا استراتيجيًا في الشركاء الدوليين.
إقليم كوردستان: علاقة محدودة
تطرق التقرير إلى محدودية انخراط الصين مع إقليم كوردستان، حيث تعتمد بكين سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية. ويرتبط ذلك بموقف الصين تجاه قضايا الحكم الذاتي والانفصال، انطلاقًا من حساسيتها تجاه أقاليمها مثل التبت وشينجيانغ. وأوضح أن الصين تأخرت في إقامة تمثيل دبلوماسي في أربيل، فيما تتركز استثماراتها الكبرى في جنوب العراق.
بالمقابل، ركزت الصين على مشاريع اجتماعية وثقافية، مثل تأسيس أكاديميات هواوي وتقديم منح دراسية، إلى جانب استثمارات محدودة في قطاع النفط والغاز بالإقليم. ومع ذلك، فإن النخب الكوردية ترى في الصين شريكًا محتملًا لتحقيق مصالحها السياسية، رغم أن بكين لا تبدو مستعدة لدعم مساعي الإقليم نحو مزيد من الحكم الذاتي.
تحديات العراق
اختتم التقرير بالإشارة إلى التحديات التي تهدد استقرار العراق، وهي هشاشة المؤسسات الحكومية، وانتشار الميليشيات المسلحة، وخطر عودة تنظيم داعش أو ظهور أشكال جديدة من الإرهاب. واعتبر أن الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بنسبة 85% على الإيرادات النفطية، يحتاج إلى صيانة البنية التحتية النفطية للحفاظ على مستويات الإنتاج.
من منظور أوسع، أكد التقرير أن الصين تُعد لاعبًا مهمًا في العراق على المدى القصير، لكنها تظل شريكًا ثانويًا مقارنة بالولايات المتحدة، مع وجود توجه عراقي لتنويع الشراكات الدولية، مثل التعاون مع كوريا الجنوبية والصين في مشاريع كبرى كطريق التنمية وميناء الفاو.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
تركيا: لا رد عراقي حتى الآن حول استئناف تصدير النفط
صرح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، عدم تلقي بلاده أي معلومات من العراق بشأن استئناف تدفق النفط عبر خط أنابيب العراق, اذ كان قد ذكر وزير النفط العراقي حيان عبد الغني, يوم الاثنين الماضي ان صادرات النفط من إقليم كردستان العراق شبه المستقل ستستأنف في غضون الأسبوع المقبل، مما سيحل النزاع المستمر منذ قرابة العامين بشأن الصادرات النفط الكردية، وسط تحسن العلاقات بين بغداد وأربيل.
حيث ان قد اوقفت تركيا تدفقات النفط في مارس/ آذار 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن صادرات نفطية بلا تصاريح لحكومة إقليم كردستان عبر خطوط أنابيب بين عامي 2014 و2018.
وبتصريح من عبد الغني,اشار فيه بأن هناك وفد من وزارة النفط سيزور إقليم كردستان للتفاوض حول آلية استلام النفط من الإقليم وتصديره وستستأنف عملية التصدير في غضون أسبوع.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن