من حمص إلى المسرح العربي... وداعاً فرحان بلبل
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
لم يكن المسرحي السوري فرحان بلبل (1937-2025)، الذي رحل عن خشبة الحياة يوم أمس ووري غب الثرى اليوم في مدينته حمص، مجرد رجل مسرح عادي. بل هو الممثل والمخرج والناقد والباحث والمدرّس ومدير فرقة، وأب مسرحي للعديد من الممثلين.
عرفته لجان تحكيم مهرجانات سورية وعربية عديدة، وصدرت كتبه في أكثر من دولة عربية.
لم يغادر الراحل بلبل مدينته حمص، سواء قبل الحرب أو خلالها، إلا للتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، أو للمشاركة في لجان تحكيم المهرجانات، أو لمرافقة فرقته "المسرح العمالي بحمص" التي نشرت خطابها الفكري والفني في العديد من المحافظات السورية. عمل بلبل في كل الاختصاصات المسرحية داخل الفرقة، التي تأسست عام 1973 بناءً على رغبة اتحاد عمال حمص.
بدأ بلبل حياته الأدبية بكتابة الشعر والنقد الأدبي قبل أن يتحوّل إلى المسرح، حيث اعتكف في منزله لمدة 4 سنوات لدراسة فن المسرح بشكل معمق. قرأ النصوص المسرحية المترجمة إلى العربية من الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وكتب أول نص مسرحي له بعنوان "الجدران القرمزية"، الذي قدّمه ضمن فعاليات نادي دوحة الميماس عام 1969. ومنذ ذلك الحين، كرّس حياته للمسرح، مؤسساً فرقة "المسرح العمالي" التي أصبحت منصة لنشر الفكر الإنساني وقضايا المجتمع.
رؤية مسرحية إنسانيةقال الراحل بلبل عن توجهاته المسرحية: "بما أن الطبقة العاملة تسعى إلى تحقيق العدالة والخير والرفاه للإنسان، فإن أهدافها تلتقي مع أهداف الناس جميعاً".
ولهذا السبب، لم تقتصر أعمال فرقته على مناقشة القضايا العمالية، بل تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية عامة، مما جعلها قريبة من مختلف شرائح المجتمع.
أسرة مسرحيةأصبحت فرقة "المسرح العمالي" بمثابة أسرة فريدة، حيث تخرج منها عدد كبير من الفنانين، من بينهم أحمد منصور، صباح ضميراوي، عمر قندقجي، ونجاح سفكوني. كما عمل أفراد عائلته في المسرح، بما فيهم ابنه نوار، الذي درس المسرح أكاديمياً، وابنته سمر، التي درست الموسيقى قبل أن تهاجر.
توقف نشاط الفرقة عام 2011 بعد بدء الحراك الشعبي السوري، عندما أُوقف الراحل بلبل من قبل اتحاد العمال بقرار أمني بسبب مواقف ابنه نوار السياسية. ورغم ذلك، ظلت الفرقة رمزاً للإبداع المسرحي السوري.
نشر الثقافة المسرحيةقدّمت الفرقة عروضها في مختلف المدن والقرى السورية، حيث وصل عدد عروض المسرحية الواحدة إلى مئة عرض في بعض الأحيان. واعتمدت الفرقة على إقامة ندوات بعد العروض لمناقشة مضمون المسرحية مع الجمهور، مما ساهم في نشر الثقافة المسرحية في سوريا.
كتب الراحل 44 مسرحية، نُشر منها 32، إلى جانب ست مسرحيات للأطفال، ونُشرت أعماله في سورية وعدة دول عربية. كما أصدر 15 كتاباً نقدياً، أبرزها: "المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة"، و"من التقليد إلى التجديد في الأدب المسرحي السوري".
إحياء التراث بأسلوب معاصرأعاد بلبل صياغة "رسالة الغفران" للمعري، حيث استبدل الكلمات الغريبة بأخرى مفهومة للقارئ المعاصر، مع الحفاظ على أسلوب المعري الأصلي. قال بلبل عن هذا العمل: "كان الدافع هو حرصي على عدم قطع صلة القارئ المعاصر بكنوز تراثنا".
تكريم مستحقحظي بلبل بتكريمات عديدة من دول عربية ومؤسسات ثقافية سورية. كما كتب كلمة "يوم المسرح العربي" في مهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس عام 2018، وكانت بعنوان "نريد أن نقفل مخافر الشرطة في عقول المبدعين".
برحيل فرحان بلبل، تفقد الساحة الثقافية السورية والعربية أحد أعمدتها، لكن إرثه المسرحي سيظل حاضراً في ذاكرة المسرح العربي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون المسرح العربی
إقرأ أيضاً:
السعودية تتدخل لتهدئة التوترات بين الهند وباكستان
أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الجمعة اتصالين هاتفيين، بنظيريه الهندي والباكستاني، بشأن التطورات المتلاحقة بين الجارتين.
السعودية تتوسط بين الهند وباكستانوقالت وزارة الخارجية السعودية إن بن فرحان أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير خارجية الهند الدكتور سوبراهما نیام جایشانکار، استعرض خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لتهدئة التوترات فيها.
وفي نفس السياق، قالت الخارجية السعودية إن بن فرحان أجرى اتصالاً هاتفياً بنائب رئيس الوزراء وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية إسحاق دار.
التصعيد بين الهند وباكستانوجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لتهدئة التوترات فيها.
يوم الثلاثاء، أطلق مسلحون النار على 26 شخصًا، معظمهم من السياح الهنود، في هجوم قرب مدينة باهالغام الخلابة، وسارعت نيودلهي إلى ربط باكستان بالهجوم، على الرغم من أنها لم تُقدم أي دليل علنيًا.
وأعلنت الهند عن سلسلة من الإجراءات العقابية، حيث خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية، وعلقت معاهدة حاسمة لتقاسم المياه، وألغت جميع التأشيرات الممنوحة للمواطنين الباكستانيين. أعلنت الهند أيضًا أنها ستخفض عدد موظفي بعثتها العليا في باكستان، وستخفض عدد الدبلوماسيين الباكستانيين في نيودلهي من 55 إلى 30 اعتبارًا من 1 مايو.