افتتح الفريق مهندس  كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وأرسينيو أنطونيو دومينغيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، وذلك في يوم تاريخي هام لقطاع النقل البحري.

وزير الصناعة والنقل يلتقي جمعية مستثمري مدينة العبور ومحافظة القليوبية بحضور المحافظ وزير الصناعة والنقل يشهد توقيع انشاء شركة جديدة بين السكة الديد وسالشيف الإيطالية باسم (سالشيف تراك)

وحضر فعاليات الافتتاح  عدد من السفراء وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية، والفريق/ أحمد خالد محافظ الأسكندرية والفريق/ أشرف عطوة قائد القوات البحرية واللواء بحري أ.ح/ نهاد شاهين نائب وزير النقل لشئون القطاع البحري واللواء بحري أ.ح/ حسين الجزيري رئيس الهيئة المصرية لسلامه الملاحة البحرية واللواء/ طارق عبد الله رئيس قطاع النقل البحري واللواء/ أحمد حواش رئيس هيئة ميناء الإسكندرية.

بدأت مراسم الاحتفال باستعراض رئيس الهيئة المصرية لسلامه الملاحة البحرية  لأهم المشروعات التي تنفذها الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية  في مجال تطوير الملاحة البحرية والبنية التحتية لها ، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة العالمية وتنفيذًا للاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية ، كما تم مشاهدة فيلمًا تسجيليًا عن دور وأهمية مصر في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية والجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة النقل مُمثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري على مدار السنوات الماضية، لاستضافة مكتب التمثيل إلاقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر وأهمية هذا المكتب.

وألقى الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل  كلمته خلال فعاليات الافتتاح جاء فيها ، يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعًا اليوم في الإسكندرية عروس البحر المتوسط في هذا الحدث الہام، حيث نشهد افتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية الشقيقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هنا في مصر، بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، وهو انجاز يعكس ثقة المنظمة البحرية الدولية ويعزز مكانة مصر المحورية في مجال النقل البحري إقليميًا ودوليًا، ويؤكد على دورها الرائد كجسر للتعاون بين دول المنطقة بما يسهم في تطوير القطاع البحري وتعزيز التكامل بين دولنا العربية.

وأضاف إن اختيار مصر لاستضافة هذا المكتب الإقليمي جاء نتيجة لجهود كبيرة بذلتها وزارة النقل مُتمثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري على مدار السنوات الماضية، حيث بدأت الفكرة عام ٢٠١٩ عندما تقدمت مصر بطلب لاستضافة مكتب تمثيل إقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر يخدم الدول العربية الشقيقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأنه منذ ذلك الحين لم تتوقف الجهود والتنسيقات بين وزارة النقل ووزارة الخارجية والجهات المعنية، حيث قدمت مصر رؤية واضحة حول أهمية المكتب في دعم الدول العربية وتعزيز التعاون الإقليمي في القطاع البحري، وهو ما لاقى دعما من اشقائنا في الدول العربية وترحيبًا كبيرًا من جميع الأطراف إلى أن وافقت لجنة التعاون التقني بدورتها ۷۲ في أكتوبر ۲۰۲۲ على إقامة المكتب واعتمد المجلس القرار في دورته ١٢٨ في ديسمبر ٢٠٢٢ إلى أن وصلنا لتوقيع مذكرة التفاهم في يوليو ٢٠٢٣.

وأشار  الوزير الى أهمية مصر كدولة بحرية تنبع من عوامل عديدة تجعلها نقطة ارتكاز رئيسية في المنطقة حيث تعد مصر واحدة من أقدم الدول التي مارست النشاط البحري منذ العصور القديمة، ولها تاريخ طويل في بناء السفن والملاحة البحرية، مما يعزز من ثقافتها البحرية ويضعها في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال، وأن الله قد حبا مصر موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا فريدًا جعلها في قلب العالم، حيث تربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتتحكم في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية وهو قناة السويس، والتي تعد شريانًا رئيسيًا للتجارة البحرية الدولية ، لافتًا إلى أن مصر قد تبنت في السنوات الأخيرة استراتيجية طموحة لتطوير وتحديث موانيها وإنشاء موانئ جديدة بلغ اجمالها حاليا ۱۸ ميناء، وأصبحت تلعب دورًا محوريًا في دعم حركة التجارة الإقليمية والدولية، حيث تم ضخ استثمارات ضخمة لتطويرها وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة وتقديم الخدمات البحرية المتقدمة، مضيفًا  ولا يفوتنى في هذا اللقاء أن أؤكد التزام مصر بجميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالنقل البحري وسلامة الملاحة والبيئة البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، مما يجعلها شريكًا موثوقًا به في صناعة النقل البحرى العالمي.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن هذه العوامل مُجتمعة تجعل من مصر ليس فقط مركزًا بحريًا عالميًا هامًا، بل شريكًا قويًا في تحقيق رؤية المنظمة البحرية الدولية لتطوير القطاع البحري وتعزيز استدامته، ويأتي افتتاح هذا المكتب الإقليمي اليوم للتأكيد على الثقة التي تحظى بها مصر ودورها الريادي في دعم النقل البحري على المستويين الإقليمي والدولي.

مضيفًا ها هنا نقف الآن بتشريف السيد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية بمقر المكتب الذي أصبح حقيقة، ولم نكن لنصل إلى هذه المرحلة بدون دعم أشقائنا من الدول العربية ونعدهم أننا لن نألو جهداً في سبيل إنجاح هذا المكتب ليتمكن من تحقيق الهدف المرجو منه ليكون منصة فعالة لتقديم الدعم الفني والتقني وتعزيز التعاون الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه القطاع البحري في منطقتنا.

وفي الختام، أعرب الوزير عن خالص شكره وتقديره للمنظمة البحرية الدولية وأمينها العام على الثقة الغالية، ولكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الهام مؤكدًا التزام مصر الكامل بتوفير كل الدعم اللازم لضمان نجاح هذا المكتب في أداء مهامه وتحقيق أهدافه.

ومن جانبه قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في كلمته خلال فعاليات الافتتاح أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة،

إنه لشرف كبير أن أقف أمامكم اليوم في مدينة الإسكندرية التاريخية، منارة للتراث البحري والثقافي، حيث نحتفل بعلامة فارقة أخرى في رحلة التعاون البحري الدولي حيث الإطلاق الرسمي لمكتب التواجد الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA).

واسمحوا لي أن أتقدم بتهنئتي القلبية لجمهورية مصر العربية على اختيارها مضيفة لهذا المكتب الإقليميي.

حيث يعكس الاختيار الأهمية الاستراتيجية لمصر في المجال البحري، والتزامها الثابت بالنهوض بالشحن العالمي، ومكانتها الفريدة حيث يوجد بها  قناة السويس، وهي  واحدة من أهم شرايين التجارة البحرية في العالم.

إن الدور المحوري لمصر في ربط القارات والاقتصاديات لا مثيل له، وبلا شك سيستفيد هذا المكتب من الخبرة والقيادة البحرية الغنية التي توفرها هذه الأمة العظيمة.

بالنيابة عن المنظمة البحرية الدولية، أود أيضا أن أعرب عن عميق تقديرنا لحكومة مصر على دعمها الاستثنائي في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعيه . إن توفير البنية التحتية المضيفة والموارد والبيئة الترحيبية لهذا المكتب يؤكد تفاني مصر في تعزيز القطاع البحري، ليس فقط على الصعيد الوطني، ولكن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.

نحن ممتنون لشراكتكم  والتزامكم بمهمة مشتركة للشحن الآمن والمستدام.
من خلال هذا المكتب، نهدف إلى تقريب المنظمة البحرية الدولية من المنطقة، وضمان معرفة الاحتياجات والتحديات والتطلعات الفريدة لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفهمها ومعالجتها بفعالية.

إنه يمثل جسرا بين الحوكمة البحرية العالمية والحقائق الإقليمية، ويعزز التعاون ويقدم الدعم المستهدف لتعزيز القدرات البحرية والامتثال لصكوك المنظمة البحرية الدولية.

تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،بأهمية استراتيجية هائلة للتجارة العالمية. مياه البحر الأحمر والخليج العربي والبحر المتوسط هي شريان الحياة للتجارة والطاقة والاتصال. ومع ذلك، تواجه هذه المنطقة أيضا مجموعة من التحديات  في الممرات المائية الحرجة، وآثار تغير المناخ، وضرورة الانتقال إلى ممارسات شحن أكثر اخضرارا.

وتتطلب هذه التحديات العمل الجماعي والتفاهم المتبادل والحلول المشتركة. لطالما كانت مصر حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي وبطلا للتعاون البحري.

إن جهود مصر  في تعزيز الحوار والتوسط في النزاعات والنهوض بالتنمية المستدامة هي مثال للعالم.

سيلعب هذا المكتب دورا حاسما في تخطيط وبرمجة وتنفيذ أنشطة التعاون التقني التي تضطلع بها المنظمة البحرية الدولية في جميع أنحاء المنطقة. من تعزيز السلامة والأمن البحريين إلى مكافحة التلوث، وتعزيز إزالة الكربون، وتمكين المرأة في النقل البحري، سيساهم عمل هذا المكتب بشكل مباشر في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومهمة المنظمة البحرية الدولية المتمثلة في الشحن الآمن والآمن والمستدام للجميع.

بينما نحتفل بهذا الإطلاق، دعونا ننظر أيضا إلى المستقبل. دعونا نتصور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تزدهر التجارة البحرية دون خوف من انعدام الأمن، حيث الموانئ والشحن هي نماذج للاستدامة والكفاءة، وحيث البحار محمية للأجيال القادمة. من خلال العمل معا - الحكومات والصناعة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني - يمكننا أن نجعل هذه الرؤية حقيقة واقعية.

أود أن أكرر امتناني لمصر لاستضافة مكتب الوجود الإقليمي ولجميع دولنا الأعضاء وشركائنا على دعمهم الثابت لمهمة المنظمة البحرية الدولية.

أتطلع إلى مشاهدة الإنجازات المتوقعة من هذا الفصل الجديد في رحلتنا البحرية المشتركة.

كما تضمنت فعاليات الافتتاح جولة ميدانية لنائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل والأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في المقر الجديد للمكتب الإقليمي، حيث تم الاطلاع على الإمكانيات والتجهيزات الحديثة التي تضمن تفعيل دور المكتب في تقديم الدعم الفني والتدريب للدول الأعضاء في المنطقة، وتعزيز التواصل مع المكاتب الإقليمية الأخرى للمنظمة البحرية الدولية حول العالم.

جدير بالذكر أن مصر قد اتخذت عدد من  الإجراءات لإنجاح المكتب الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية، الذي يقع مقره في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بالإسكندرية بدأت تلك الإجراءات بتوقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة البحرية الدولية في 20 يوليو 2023، لاستضافة هذا المكتب الذي يهدف إلى التنسيق مع المنظمة البحرية الدولية لإقامة أنشطة التعاون التقني للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يُسهم في رفع قدرات الموارد البشرية البحرية في الإقليم وبناء كوادر قادرة على تطبيق صكوك المنظمة ،  كما قامت الهيئة المصرية لسلامه الملاحة البحرية بتجهيز مقر المكتب الإقليمي في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بالإسكندرية، مع توفير البنية التحتية والتجهيزات التقنية اللازمة لضمان سير العمل بكفاءة و عملت مصر على تسهيل الإجراءات والتعاون مع الجهات المعنية لضمان نجاح عمل المكتب الإقليمي وتقديم الدعم المطلوب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الصناعة الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية منطقة الشرق الأوسط فی الهیئة المصریة لسلامة الملاحة البحریة نائب رئیس مجلس الوزراء للتنمیة الصناعیة فی منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا العام للمنظمة البحریة الدولیة للمنظمة البحریة الدولیة فی الشرق الأوسط وشمال أفریقیا المنظمة البحریة الدولیة وزیر الصناعة والنقل فعالیات الافتتاح المکتب الإقلیمی للدول العربیة القطاع البحری الدول العربیة النقل البحری مکتب التمثیل هذا المکتب مصر فی

إقرأ أيضاً:

صحفيات بلاقيود تدعو للتحقيق دولي في قصف مركز احتجاز للمهاجرين بصعدة   وتدعو المؤسسات الدولية الى التحرك الفوري لتوفير الحماية للمهاجرين الأفارقة

  

طالبت منظمة "صحفيات بلا قيود بفتح تحقيق دولي جاد فيما يخص الممارسات التي تنتهجها المليشيا الحوثية بحق المحتجزين الأفارقة في محافظة صعدة 

وكشف الجهات الضالعة فيها ومحاسبتها وفقاً للقانون الدولي.

 

كما دعت بلا قيود المجتمع الدولي، ومجلس حقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إلى التحرك الفوري لتوفير الحماية الفعالة للمهاجرين في اليمن، وإنشاء مراكز استقبال خاضعة للرقابة الدولية، تضمن الكرامة والأمان لهؤلاء الأفراد.

وفي بيان صادر عن "صحفيات بلا قيود" وصل مأرب برس نسخة منه إنها تتابع بقلق بالغ الجريمة المروعة التي وقعت فجر الاثنين، 28 أبريل 2025، واستهدفت مركز احتجاز المهاجرين في محافظة صعدة شمالي اليمن،

وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المهاجرين الأفارقة، معتبرة أن هذا الهجوم قد يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مشددة على ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل لتحديد المسؤوليات ومساءلة الجناة.

و أكدت المنظمة وقوع جريمة القصف التي استهدفت مركز الاحتجاز الاحتياطي في صعدة، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المهاجرين الأفارقة.

وبحسب المعلومات الأولية وتقارير إعلامية تابعة لمليشيا الحوثي، كان المركز يضم نحو 115 مهاجراً غير نظامي، وقد أُعلن عن مقتل ما لا يقل عن 68 شخصاً وإصابة 47 آخرين إثر الغارات الجوية الامريكية.

     

كما أكدت منظمة “صحفيات بلا قيود” أن القصف الذي استهدف مركز احتجاز المهاجرين في صعدة، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والأشخاص غير المشاركين في الأعمال العدائية أثناء النزاعات المسلحة، ويعد جريمة حرب بموجب المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

 

كما شددت المنظمة على أن احتجاز المدنيين، ومن بينهم مهاجرون، داخل منشآت غير رسمية تفتقر للضمانات القانونية والمعايير الإنسانية، ودون إشراف قضائي أو رقابة دولية مستقلة، يمثل انتهاكاً خطيراً للمبادئ الدولية التي تحظر الاعتقال التعسفي والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة، ويعرض حياتهم وسلامتهم لخطر جسيم

 

وأوضحت المنظمة أن تعذر التحقق المستقل من الأرقام الدقيقة يعود إلى القيود المفروضة على عمل المنظمات الحقوقية والإعلامية في مناطق سيطرة المليشيا، مما يعزز الحاجة لتحقيق دولي شفاف ومستقل.

غياب المشروعية القانونية في احتجاز المهاجرين بمركز صعدة وتضارب المعلومات حول الواقعة

 

كما أعربت منظمة "صحفيات بلا قيود" عن قلقها البالغ إزاء غياب الأساس القانوني لاحتجاز عشرات المهاجرين الأفارقة في مركز صعدة الاحتياطي، مشيرة إلى انعدام الضمانات القانونية والمعايير الإنسانية المعتمدة دولياً.

 

وأوضحت أن تصريحات منظمة الهجرة الدولية، عبر متحدثتها الرسمية مونيكا شيرياك، أكدت أن المنظمة لم تكن تدير المركز ولم تكن على علم بتفاصيله، ما يثير شكوكاً جدية بشأن مشروعية المركز والجهات التي تشرف عليه. 

و اضاف البيان "قد زاد من هذه الشكوك التضارب الواضح في تغطية وسائل إعلام جماعة الحوثي للواقعة، سواء من حيث عدد الضحايا أو نزلاء المركز، إلى جانب تصريحات غير دقيقة زعمت إشراف المنظمة الدولية للهجرة، وهو ما نفته المنظمة بشكل رسمي.

  

وأكدت "بلاقيود" أن احتجاز المهاجرين يجب أن يتم ضمن منشآت رسمية تخضع لرقابة قضائية ودولية مستقلة، مع توفير الحد الأدنى من معايير الحماية القانونية والإنسانية، وهو ما لم يتحقق في هذه الحالة. وشددت على أن هذا الغموض والتلاعب بالمعلومات يفاقم من خطورة الانتهاك، ويعكس بيئة من الإهمال وسوء المعاملة ترقى لمستوى الجرائم الجسيمة بموجب القانون الدولي.

    

كما ذكّرت منظمة "صحفيات بلا قيود" بسلسلة الانتهاكات المروعة التي تعرض لها المهاجرون في اليمن، بما في ذلك استهداف مراكز احتجازهم بالقصف، وظروف الاحتجاز غير الإنسانية، وأعمال القتل الجماعي.

 

وقالت أن من أبرز هذه الانتهاكات حادثة احتراق مركز احتجاز المهاجرين في صنعاء عام 2021، والتي راح ضحيتها المئات نتيجة العنف المفرط وقمع الاحتجاجات بالقوة، وكذلك غارة جوية لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية في يناير 2022 على مركز الاحتجاز في صعده، مما أسفر عن مقتل 91 معتقلاً وإصابة نحو 236، فضلاً عن إطلاق الحوثيين النار على المعتقلين الذين حاولوا الهرب، عقب الغارة، ماتسبب بمقتل 16 شخصاً وإصابة 50 اخرين. و

وثقت تقارير دولية مقتل نحو 430 مهاجراً وإصابة 650 آخرين نتيجة القصف وإطلاق النار من قوات الأمن السعودية على الحدود اليمنية. ويتعرض المهاجرون كذلك للاحتجاز القسري، والابتزاز، والعمل القسري، فضلاً عن التجنيد القسري واستغلال النساء والفتيات جنسياً.  

 

وفي هذا السياق، كانت المنظمة قد وثقت في بيانها الصادر في مارس 2025 بشأن انتهاكات شهر فبراير، تنفيذ مليشيا الحوثي لحملة اختطافات واسعة طالت مئات المهاجرين الأفارقة في صنعاء وذمار، شملت مداهمة المحلات السكنية والتجارية بحثاً عنهم.

وقد تم نقل العديد منهم إلى أماكن مجهولة، ما أثار مخاوف من تعرضهم للاستغلال القسري، لا سيما في ظل تقارير سابقة وثقت تجنيد آلاف المهاجرين الأفارقة في صفوف المليشيا بعد تدريبهم في معسكرات خاصة.

 

هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية مناهضة التعذيب، وبروتوكول مكافحة الاتجار بالبشر، وغيرها من المواثيق الدولية ذات الصلة. وشددت المنظمة على أن هذه الانتهاكات الممنهجة تعكس سياسة متعمدة في التعامل مع المهاجرين كفئة بلا حماية، مما يستوجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإجراء تحقيقات مستقلة ومساءلة جميع الأطراف المتورطة، واتخاذ إجراءات فورية لضمان حماية حقوق المهاجرين ووضع حد للانتهاكات المتكررة بحقهم.

الغارات الجوية وامتداد دائرة الانتهاكات

و أشارت المنظمة إلى أن توسع دائرة الغارات الجوية الأمريكية في اليمن، قد أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، كما حدث في منشأة رأس عيسى في الحديدة وسوق فروة في صنعاء، وغيرها من المواقع المدنية. وأكدت أن هذه الغارات، التي طالت أسواقاً ومنشآت خدمية دون تمييز، تمثل نمطاً خطيراً من الانتهاكات التي قد ترقى إلى جرائم حرب.

وفي هذا السياق، رأت المنظمة أن المجزرة التي وقعت في مركز احتجاز صعدة، تندرج ضمن هذا النمط المقلق من الهجمات العشوائية على المدنيين. 

.

   

وأكدت أن هذه الانتهاكات، بالنظر إلى طبيعتها الواسعة والمنهجية ضد فئة مدنية ضعيفة، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما الأساسي، مما يستدعي فتح تحقيق دولي مستقل وشامل، وضمان محاسبة جميع المسؤولين عنها، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق المهاجرين وتأمين ظروف احتجاز إنسانية تحترم المعايير الدولية.

 

إدانة وتوصيات

دانت منظمة "صحفيات للاقيود" بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة، معتبرة إياها دليلاً إضافيا على تدهور الوضع الإنساني في اليمن وفشل المجتمع الدولي في حماية الفئات المستضعفة.

وطالبت المنظمة بفتح تحقيق دولي مستقل وعاجل تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المتخصصة، لضمان كشف ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها دون استثناء أو تسييس.

   

وحثت المنظمة جميع الأطراف المنخرطة في النزاع على الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والامتناع عن أي ممارسات تعرض المدنيين، خاصة المهاجرين، للأذى أو الاستهداف.

 وشددت على أن استمرار الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المهاجرين يهدد مصداقية منظومة حقوق الإنسان العالمية، ويشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم في ظل الإفلات من العقاب.

وفي ختام بيانها، أكدت "صحفيات بلا قيود" على ضرورة تعزيز آليات المساءلة الدولية، والعمل على إنهاء الانتهاكات المنهجية التي يتعرض لها المهاجرون في اليمن، سواء في مراكز الاحتجاز أو على طرق الهجرة، داعية إلى موقف دولي أكثر حزماً لحماية الكرامة الإنسانية ووقف دائرة العنف والإفلات من العقاب.

  

مقالات مشابهة

  • للعام الثامن على التوالي.. مستشفى صدر دمنهور تحصد الجائزة الماسيةمن المنظمة الدولية للجلطات
  • «الصحة» تعلن فوز مستشفى صدر دمنهور بالجائزة الماسية من المنظمة الدولية للجلطات
  • فوز مستشفى صدر دمنهور بالجائزة الماسية من المنظمة الدولية للجلطات
  • العفو الدولية: حصار إسرائيل لقطاع غزة عقاب جماعي وجريمة حرب
  • القمة العربية تعيد للعراق دوره الإقليمي
  • «طرق دبي» تطور شبكة النقل البحري الموسمية
  • العفو الدولية تدعو سلطات مالي للتراجع عن مقترح حل الأحزاب
  • طيران الإمارات تمدد شراكتها مع جمعية خطوط الرحلات البحرية الدولية
  • صحفيات بلاقيود تدعو للتحقيق دولي في قصف مركز احتجاز للمهاجرين بصعدة   وتدعو المؤسسات الدولية الى التحرك الفوري لتوفير الحماية للمهاجرين الأفارقة
  • “الهجرة الدولية”: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014