عربي21:
2025-03-03@18:43:30 GMT

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

أخيرا تحقق لها المراد!

فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك، الوزير السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره!

وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبر الموسم في الإعلام الغربي، فقد كان خبر المصافحة يدا بيد في الرياض هو خبر اليوم لهذا الإعلام.

ولو توقف الاهتمام في الحالتين على الإعلام العربي، لقلنا إنه إعلامنا الذي يهتم بسفاسف الأمور، ويجعل من الحبة قبة، لكن حتى سي إن إن، وبي بي سي، والحرة؛ كان الامتناع عن المصافحة في دمشق، والمصافحة في الرياض، موضوعا مهما لديها، فهل تم تدويل التفاهة؟!

بحسب الوزيرة الألمانية فقد تم إبلاغها قبل قدومها لدمشق بأنه لن تكون هناك مصافحة يدا بيد، وكان علمها واضحا، فلم تبادر بمد يدها، ليكون في الامتناع إحراجا لها، ومع ذلك ظهرت في الصور بجانب السلطة السورية الجديدة في الوضع "عبوسا قمطريرا"، أو كما نقول في مصر "شايلة طاجن ستها"، وهو تعبير لمن تكاثرت عليه الهموم، فهل بدت حاملة لطاجن ستها لعدم المصافحة أم لأنها تتأذى لنجاح الثورة السورية على أيدي الإسلاميين، وهي المرأة العنصرية، صاحبة التصريحات الجريمة في الحرب على غزة، عندما دافعت عن استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في القطاع، فعرت الحضارة الغربية من ورقة التوت التي تستر العورات؟!

كما كان عدم المصافحة في دمشق خبر الموسم في الإعلام الغربي، فقد كان خبر المصافحة يدا بيد في الرياض هو خبر اليوم لهذا الإعلام. ولو توقف الاهتمام في الحالتين على الإعلام العربي، لقلنا إنه إعلامنا الذي يهتم بسفاسف الأمور، ويجعل من الحبة قبة، لكن حتى سي إن إن، وبي بي سي، والحرة؛ كان الامتناع عن المصافحة في دمشق، والمصافحة في الرياض، موضوعا مهما لديها، فهل تم تدويل التفاهة؟!
لقد ذهبت الوزيرة الألمانية بعيدا وهي تقول إن أوروبا لن تقدم أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة في سوريا، وهو تدخل منها في شؤون دولة أخرى، وانتهاك لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولتكشف جانبا آخر من الخديعة التي ظل العالم الغربي يروج لها لسنوات طويلة، وهو أنه يدعو للديمقراطية في بلادنا.. إنه لا يزال يريد الديمقراطية المشروطة، وهي التي لا تأتي بالهياكل الإسلامية، وكأن ألمانيا وأوروبا التي تتحدث بيربوك بالنيابة عنها، هي قوة احتلال، وكما لو أن سوريا لا تزال ضمن المستعمرات!

المنسحقون:

ولأن لدينا طائفة من المنسحقين أمام الغرب، فقد ساهموا في إقامة الدنيا وإقعادها احتجاجا على تصرف الشرع، إذ كيف يخالف البروتوكول فلا يصافح الوزيرة الألمانية، دون أن يلفت انتباههم وهم في وضع الانسحاق أمورا عدة.

فليس هناك بروتوكول معتمد دوليا للقاءات بين القادة، ولكن هناك قواعد عامة، لا إلزام بالتمسك بها، ثم إن الطبقة الحاكمة حاليا في الغرب هي في مجملها طبقة شعبوية، كثيرا ما تخترق هذه القواعد، بدون الشعور بالنقص الذي يشعر به أناس منا، فنفروا خفافا وثقالا استنكارا لما أقدم عليه أحمد الشرع وإخوانه، فلماذا لا يكون من حق كل إنسان أن يتصرف وفق معتقداته وما يتصور أنه صحيح؟!

وبجانب هذا فإن المتحدثين عن البروتوكولات وكأنهم موظفون سابقون في المراسم الملكية البريطانية، لم ينتبهوا إلى أن الوزيرة الألمانية هي أول من اخترق الثابت -وليس المتحرك- من القواعد العامة، وهي التي جاءت لدمشق بملابس "الخروج العادي"، وكأنها تصطحب أطفالها للمدرسة، أو أنها في طريقها للنادي، فهل هذه ملابس وزيرة مسؤولة في لقاء رسمي؟!

إنه الشعور بالنقص، الذي جاء ليعزز الصورة التي سعى الغرب لتعزيزها، حتى أن صحيفة "بيلد تسايتونج" الألمانية هتفت: "لماذا يخشى الإسلاميون بيربوك؟!"، وكأنها ليست وزيرة مسؤولة ولكنها ملكة الإثارة، وهو سؤال طرحه عدم مصافحتها من قبل أحمد الشرع وإخوانه، وأجابت الصحيفة بأن هذه الخشية من جانب الإسلاميين من بيربوك يرجع إلى رؤيتهم للمرأة كجسد جنسي، لذلك خافوا من مصافحتها، وأن الناس يمكنهم المصافحة دون وجود أفكار جنسية لا وجود لها إلا في عالم الإسلاميين!

لقد كبر الموضوع يا سادة، ونفخوا في الحبة لتكون قبة، فيبدو أن التفاهة في أصلها وفصلها عالمية، وكأننا أمام برنامج إبراهيم عيسى، أو منشور لخالد منتصر!

العنوان للمرأة:

فهكذا صارت وزيرة مشهورة بالتفاهة والسطحية عنوانا للمرأة التي تمثل جاذبية وإثارة، إذن لماذا تدفع مالا لأفريقي ليقضي منها وطرا، على النحو الذي أذيع في ألمانيا، وترتب عليه طلاق زوجها لها، لأنها كانت تفعل بينما هي على ذمته، فأي مستوى هذا الذي يجعل من أنالينا بيربوك عنوانا للمرأة، التي لا يرى فيها الإسلاميون إلا مادة جنسية؟!

هل تعتقد الوزيرة فعلا أن الدعم الغربي المشروط يمثل قيمة لأي حكم رشيد، والشرط أن يذهب جانب منه لنخبة في عالمنا العربي تصنع على الأعين، مقابل أن تعد تقارير باسم حقوق الإنسان تستخدم لابتزاز الأنظمة ولسد احتياجات الغرب من الشغف بالمعلومات عن دول العالم الثالث؟!
إن هذا الشعور من جانب الوزيرة الألمانية باحتقار الإسلاميين للمرأة، هو الذي دفعها للمطالبة بحقوقهن مع الإدارة السورية الجديدة، وتشاركها في ذلك أصوات غربية هنا وهناك. والشرع عيّن امرأة رئيسا للبنك المركزي، كما عين أخرى محافظا لإحدى المحافظات، في حين أن المجتمع الأمريكي لم يتقبل إلى الآن أن تحكمه امرأة، فسقطت هيلاري كلينتون كما سقطت هاريس، وفي المرتين كان المنافس الفائز ليس هو أحد عظماء الغرب، فلا هو أيزنهاور، ولا فرانكلين روزفلت، أو أبراهام لينكولن!

ومن العجيب أن يظل القوم إلى الآن، وبعد أن تبدت العورات للناظرين، يتحدثون عن المرأة، بعد ما جرى لها في غزة، من قتل وسجن على أيدي الهمج الجدد، ألا يرهقهم التمثيل؟!

إن الوزيرة الألمانية وهي العنوان الغلط للمرأة وللدبلوماسية قالت إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة أن أوروبا لن تقدم أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة، فهل هذا سلوك وزيرة مسؤولة؟ ماذا تركت لمقدمي برامج التوك شو؟!

هل تعتقد الوزيرة فعلا أن الدعم الغربي المشروط يمثل قيمة لأي حكم رشيد، والشرط أن يذهب جانب منه لنخبة في عالمنا العربي تصنع على الأعين، مقابل أن تعد تقارير باسم حقوق الإنسان تستخدم لابتزاز الأنظمة ولسد احتياجات الغرب من الشغف بالمعلومات عن دول العالم الثالث؟!

لقد دعت أنالينا إلى إشراك كل الطوائف السورية في عملية إعادة الأعمار، وكأن ما جرى ليس انتصار ثورة، ولكنه تحول ديمقراطي ونتيجة انتخابات سقط فيها بشار الأسد وفاز أحمد الشرع، وكأن الشرعية الثورية بِدعا، وكأن حكم الأغلبية ليس هو المطلوب في سوريا، التي لا تزال الى الآن تعاني من إجرام الفلول!

عموما، فلما تحقق المراد، وتمكنت الوزيرة الألمانية من أن تضع يدها في يد أسعد الشيباني، فقد أعلنت عن تقديم دعم إضافي لسوريا بـ50 مليون يورو! فماذا لو صافحها الشرع؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا سوريا سوريا المانيا أوروبا مساعدات نساء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوزیرة الألمانیة أحمد الشرع فی الریاض

إقرأ أيضاً:

رمضان في مختبرات الغرب.. كيف يحل الباحثون العرب معادلة الصيام والإنجاز؟

بالنسبة للباحثين العرب في مختبرات الغرب يمثل شهر رمضان الكريم اختبارا يوميا لقوة الإرادة وقدرة التحمل في مواجهة تحديات العمل العلمي المكثف، فهؤلاء الباحثون، الذين يواصلون أبحاثهم المتقدمة في جامعات ومختبرات عالمية، يجدون أنفسهم أمام تحديات مزدوجة، وهي مواصلة الصيام لساعات طويلة مع الحفاظ على التركيز والإبداع في بيئات أكاديمية صارمة.

وفي هذه المادة، نغوص في قصص هؤلاء الباحثين العرب، ونستكشف كيف يواجهون تحديات الصيام والعمل العلمي، وكيف ينجحون في حل معادلة الصيام والإنجاز خلال شهر رمضان.

البداية كانت مع د. عبد الله شرف، باحث ما بعد الدكتوراه بمركز الأحياء في التشيك، الذي استهل الحديث عن تجربته بموقف جمعه مع مشرفه في رسالة الدكتوراه خلال أول شهر رمضان يقضيه في التشيك.

يقول ضاحكا في حديثه لـ"الجزيرة نت": "لم أعهده يتردد كثيرا على المختبر أثناء عملي، لكن في أول أيام الشهر كان يتردد بمناسبة وبدون مناسبة، ليصارحني لاحقا بأنه كان يخشى أن أتعرض للإغماء بسبب صيام رمضان، الذي تزامن حينها مع فصل الصيف".

ويضيف: "ينظر الغرب إلينا كباحثين عرب حريصين على الصيام خلال شهر رمضان على أننا أناس خارقون، إذ كيف نستطيع الامتناع عن الطعام والشراب طيلة فترة النهار، خصوصا في فصل الصيف".

د.عبد الله شرف يحرص خلال وجوده بالتشيك على تبكير وجبة السحور حتى يستطيع الاستيقاظ مبكرا ولا يتأثر إنتاجه البحثي بفترة الصيام (عبد الله شرف)

ورغم شيوع نمط "الصيام المتقطع"، القائم على الامتناع عن الطعام لفترة من الوقت تقترب من فترة صيام يوم في شهر رمضان، فإن الامتناع عن المشروبات خلال تلك الفترة لا يزال يمثل بالنسبة للغرب أمرا غريبا، كما يوضح شرف.

إعلان

ويقول: "ينتظر أقراننا في المختبرات رؤية كيف سيكون أداؤنا خلال هذا الشهر، لذلك فإن أكثر ما يحزنني أن بعض العرب يتخذون رمضان فترة للراحة، ويصدرون رسالة بأنه موسم كسل بالنسبة لنا".

وعن كيفية تنظيم يومه كي لا يؤثر الصيام على أدائه البحثي، يوضح أنه منذ عمله في مركز الأحياء في التشيك، يحرص على ألا تؤثر عباداته مثل الصيام وصلاة الجمعة على عمله، فتكون صلاته في الأيام العادية خلال استراحة الغداء، ويكون يوم صيامه يوما عاديا يذهب فيه إلى العمل في نفس الموعد الذي تعود عليه.

ولتحقيق ذلك، يقوم شرف بتبكير وجبة السحور إذ لا تتعدى منتصف الليل، حتى يستطيع الاستيقاظ مبكرا، ويحقق العهد الذي قطعه على نفسه بعدم تأثر إنتاجه البحثي بفترة الصيام.

ويقول: "أفتقد بذلك الكثير من أجواء الشهر، ولكن عزائي أن لدي رسالة مهمة أحرص على إيصالها، وهي أن عبادة الصيام لا تؤثر على إنتاجي البحثي، بل كثيرا ما أفاجئهم بمعدل إنجاز يفوق الأيام العادية في أحيان كثيرة".

الصيام وسط شعب محب للطعام

النظرة الغربية نفسها تجاه الشخص الصائم التي أشار إليها شرف، عاشها أيضا د. محمد فريشح، باحث ما بعد الدكتوراه بكلية الجيوديسيا والجيوماتكس بجامعة ووهان في الصين. يقول لـ"الجزيرة نت": "الشعب الصيني محب للطعام ويستمتع بتناوله في أوقات محددة، لذا ينظرون إلينا كأشخاص قادرين على الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة وكأننا خارقون".

ويلمس فريشح تقديرا كبيرا تجاه الشخص الصائم، وهو ما لاحظه في عدة مواقف لا تفارق ذاكرته، ومن أبرز تلك المواقف، عندما كان في رحلة مع زملائه بالجامعة إلى مدينة أخرى داخل الصين خلال شهر رمضان.

يقول: "وصلنا قبل الإفطار بساعتين، وعندما علم عميد الكلية التي زرناها أنني مسلم، أقام لنا وليمة في مطعم إسلامي، وعند تقديم الطعام، اعتذرت عن مشاركتهم لأنني كنت صائما، وفي البداية، رفضوا الأكل مراعاة لي، ولكن بعد أن أوضحت لهم أنني لا أنزعج من رؤيتهم يأكلون، وأصررت عليهم أن يتناولوا الطعام، وافقوا، وعند وصولنا إلى الفندق، اكتشفت أن عميد الكلية طلب لي وجبة إفطار من المطعم الحلال وأعطاها لمساعده ليحضرها لي عند وقت الإفطار".

إعلان

ولا يشعر فريشح أن الصيام يؤثر على إنتاجيته، ويضيف: "يمكن ببعض المرونة في تنظيم أوقات العمل ضبط الإيقاع خلال رمضان لتحقيق التوازن المطلوب، فيمكن مثلا العمل بعد الإفطار حتى السحور، أو خلال أوقات معينة من النهار، لأن طبيعة العمل البحثي لا تتطلب الحضور والانصراف في أوقات محددة".

ويحرص فريشح وأقرانه من الباحثين العرب في جامعة ووهان على خلق أجواء رمضانية عبر التجمع لأداء صلاة التراويح في منزل أحد الأصدقاء وتنظيم سحور جماعي، كما يقيمون إفطارا جماعيا في أول أيام رمضان بالجامعة. ومع ذلك، فإن هذه الأجواء لا تعوض الأجواء الرمضانية في مصر، ولكن من الأمور الإيجابية التي يشير إليها فريشح أن الوجود في الخارج يمثل فرصة للتدريب على البساطة في الإفطار والسحور، بعيدا عن إعداد أصناف كثيرة من الطعام.

ينصح الباحثون العرب في مختبرات الغرب ببعض المرونة في تنظيم أوقات العمل خلال رمضان لتحقيق التوازن المطلوب بين الصيام والإنجاز البحثي (محمد فريشح) صيام القطب الجنوبي.. أمنية مفقودة

مثل فريشح، تمكن د.أحمد سليمان، الباحث في معهد "كالتك" بالولايات المتحدة ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وأقرانه العرب، من خلق أجواء رمضانية عربية في أميركا، ويستخدم الطريقة نفسها التي تعتمد على تعديل مواعيد العمل بما يسمح بعدم تأثير الصيام على الإنتاجية.

ويرتبط شهر رمضان لدى سليمان بإنجازات مهمة، وأبرزها العام الماضي كان المشاركة في إتمام تطوير كاميرا تلسكوب "نانسي غريس رومان"، التي تفوق دقتها دقة كاميرا تلسكوب جيمس ويب بألف مرة، وهذه الكاميرا القادرة على تحييد ضوء الشمس، قد تسهم في اكتشاف حضارات فضائية لم نتمكن من رؤيتها.

وأثناء عمله على هذا المشروع المهم خلال شهر رمضان، كان سليمان يحضر بعض الحلوى الرمضانية لأقرانه في المختبر، حتى إنهم باتوا يسألون عن موعد حلول الشهر ليستمتعوا بالحلوى التي يجلبها. ويقول لـ"الجزيرة نت": "نجحت في خلق هذه الروح الإيجابية من خلال مشاركتهم فرحتهم بأعيادهم، فأصبحوا يشاركونني أيضا في الاحتفال بالأعياد الإسلامية".

إعلان

ولا ينسى سليمان أمنيته المفقودة، وهي صيام رمضان في القطب الجنوبي، وكان قريبا من تحقيق هذه الأمنية خلال إحدى المهام البحثية هناك، ولكن انتهت المهمة قبل حلول الشهر.

وأثناء تلك المهمة البحثية في القطب الجنوبي، خاض تجربة الإقامة لمدة يومين داخل خيمة تحاكي تلك التي استخدمها النرويجي روال أموندسن، ثاني مستكشفي القطب الجنوبي، الذي رفع علم النرويج فوق الخيمة الشهيرة.

ويقول: "قضيت معظم وقتي في الصلاة وقراءة القرآن، وكنت أتأمل في الآية الكريمة (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)، حيث إن الشمس لا تغيب في القطب الجنوبي، وتمنيت أن يكتب لي الله الصيام في هذا المكان، ولكن المهمة انتهت قبل حلول رمضان".

وعن كيفية الصيام في مكان لا تغيب فيه الشمس، يضيف: "كنت سأعتمد على التوقيت النيوزيلندي لأنه الأقرب للقطب الجنوبي، تماما كما فعلت مع مواقيت الصلاة خلال المهمة التي استمرت 4 أشهر".

د. أحمد سليمان الباحث بمختبر الدفع النفاث التابع لـ (ناسا) كان على مقربة من قضاء شهر رمضان بمكان لا تغيب عنه لشمس خلال مهمة بحثية طويلة بالقطب الجنوبي (أحمد سليمان) تجاوز اختبار شهر رمضان

ويرتبط شهر رمضان أيضا لدى د.محمد شعبان، الباحث في البيولوجيا البنيوية بجامعة إمبريال كوليدج لندن ومعهد فرانسيس كريك في المملكة المتحدة، بتحقيق إنجازات بحثية، كان أبرزها العام الماضي، كتابة دراسة مهمة نُشرت في دورية "موليكولار سيل"، كشفت أسرار عملية تخلص خلايا الإنسان من البروتينات التالفة.

ويقول شعبان لـ"الجزيرة نت": "بذلت جهدا كبيرا خلال الشهر بين عملي في المختبر وكتابة الدراسة، لكن الصيام لم يؤثر على حماسي، فشهر رمضان بالنسبة لي هو شهر الإنجاز".

ويضيف: "نصيحتي لمن سيصوم لأول مرة في الغرب هي ألا يؤثر الصيام على إنتاجك".

ويتذكر شعبان أثناء دراسته للماجستير في جامعة ستوني بروك بأميركا قبل انتقاله إلى لندن، أن زميلا أميركيا كان ينتظر شهر رمضان ليختبر نشاطه اليومي بالحضور مبكرا والمغادرة متأخرا، ولكنه لاحظ أن نشاطه لم يتأثر، فقال مازحا: "كنت أعتقد أن سر نشاطك هو نوع القهوة التي تحتسيها، لكن يبدو أن هناك سرا آخر".

إعلان

ويقول شعبان: "لا يوجد رسالة أفضل من أن نظهر للعالم أن الصيام ليس عائقا، بل محفز للنشاط والإنتاج".

د. محمد شعبان الباحث بجامعة إمبريال كوليدج لندن كان على موعد مع كتابة أهم أبحاثه حول اكتشاف آلية تخلص الخلايا البشرية من النفايات خلال شهر رمضان الماضي (محمد شعبان) رسالة إيجابية

وحرصت د.أمل أمين، أستاذة تكنولوجيا النانو بالمركز القومي للبحوث بمصر، والرئيسة المؤسسة لمبادرة "النساء في مجال العلوم بلا حدود"، خلال رحلتها البحثية بين ألمانيا وأميركا، على تصدير هذه الرسالة الإيجابية التي أشار إليها د. محمد شعبان.

وتقول لـ"الجزيرة نت": "أثناء دراسات ما بعد الدكتوراه في أميركا، كان الصيام يمتد حتى التاسعة مساء، وكان زملائي في المختبر يحثونني على الانصراف مبكرا، لكنني كنت حريصة على الانصراف في السابعة، وهذا كان يثير تساؤلات بعض الزملاء الأجانب حول كيفية القدرة على الصيام طيلة تلك الفترة، فكانت فرصة جيدة لشرح بعض معاني الصيام الحقيقية وتصحيح الصورة المغلوطة عنه بأنه يعوق العمل".

وترى أمين، من خلال تجربتها، أن الباحثين العرب بإمكانهم تنظيم وقتهم لقضاء الشهر الكريم بصورة متوازنة وغير مرهقة، خاصة أن أغلب العمل البحثي لا يرتبط بدوام ثابت، بل يرتبط بتجارب يمكن تنفيذها في أي وقت.

وتضيف: "على سبيل المثال، تخصصي في الكيمياء لا يعتمد على ساعات عمل محددة، بل يرتبط بتجارب أقوم بتنفيذها، وينتهي عملي بانتهاء تلك التجارب".

وتحذر أمين من استخدام بعض الباحثين العرب للصيام كمبرر للكسل أثناء عملهم في الغرب، مشيرة إلى أن ذلك يترك انطباعا سلبيا قد يؤثر على مسيرتهم البحثية وفرصهم في الاستمرار هناك.

تعاطف لا يضر بالعمل

ويشارك د.هيثم شعبان، أستاذ الفيزياء الحيوية ومدير أحد المشروعات البحثية بمركز أجورا لأبحاث السرطان بجنيف، د.أمل أمين في إطلاق التحذير نفسه.

إعلان

ويقول لـ"الجزيرة نت": "ستجد في الغرب تعاطفا من المشرفين وزملائك الباحثين أثناء الصيام، لا سيما إذا حل الشهر في فصل الصيف، إذ يكون الطقس حارا واليوم طويلا، لكن هذا التعاطف يقتصر على إبداء مرونة في تعديل مواعيد العمل، دون أن يؤثر ذلك على جودته، فما يهمهم هو الإنتاج".

ورغم هذه المرونة، يؤكد د.شعبان أنه تعود طوال رحلته البحثية الممتدة بين أميركا وأكثر من دولة أوروبية على عدم الاستفادة من هذه المرونة، وتكييف يومه بما لا يؤثر على أدائه خلال الصيام، حتى لو كان ذلك على حساب أداء الطقوس الدينية الخاصة بالشهر.

ويضيف: "ينتهي يومي مثل أي يوم عادي بصلاة العشاء، ولا أتناول وجبة السحور حتى لا أضطر للاستيقاظ قبل الفجر، والعودة للنوم مجددا، مما قد يعوق قدرتي على الذهاب إلى العمل مبكرا".

مقالات مشابهة

  • المالية العراقية تنفي تصريحات منسوبة للوزيرة بشأن قرار يتعلق برواتب القوات الأمنية
  • وزارة المالية تنفي تصريحات منسوبة للوزيرة بشأن سلم الرواتب
  • لافروف: الغرب يتلاعب بالمبادئ الدولية ويشعل الصراعات
  • سيارة تدهس المارة في مدينة مانهايم الألمانية
  • منفذ هجوم حيفا شاب درزي يحمل الجنسية الألمانية
  • الوزيرة تشكو من التهميش
  • رمضان في مختبرات الغرب.. كيف يحل الباحثون العرب معادلة الصيام والإنجاز؟
  • لاعبو بيرنلي يرفضون المصافحة تضامناً مع المجبري
  • السنة والشيعة .. بانوراما الضد والتوازن !
  • إندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه