لغر نقل مكان تنصيب ترامب.. ما علاقة قصة الرئيس ويليام هنري المأساوية؟
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
تساؤلات عدة أثارها نقل مكان تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لأول مرة منذ 40 عامًا، بسبب الطقس السيئ؛ لتكشف قصة الرئيس الأمريكي المأساوية ويليام هنري هاريسون السبب عن اللجوء وراء ذلك القرار.
تفاصيل حفل تنصيب ترامبوبشكل عام، تمثل مراسم التنصيب احتفالية لبداية فترة رئاسية جديدة، ويتمّ التخطيط لها من قبل اللجنة المشتركة للكونجرس المعنية بالمراسم، وفقًا لموقع ولاية واشنطن، والذي أكّد أنَّ أحداث التنصيب تتضمن مراسم أداء القسم، وخطاب التنصيب، واستعراض الفوز في موكب كبير تتخلله احتفاليات ضخمة.
من المعروف أنَّ تنصيب الرئيس الأمريكي يتمّ يوم 20 يناير في الحديقة الغربية لمبنى الكابيتول الأمريكي، كما هو منصوص عليه في التعديل العشرين لدستور الولايات المتحدة، ولكن ملايين الأمريكيين تفاجأوا بنقل حفل تنصيب ترامب الثاني إلى داخل مبنى الكونجرس، مرجعين السبب وراء ذلك إلى البرد والرياح والثلوج المتجهة إلى منطقة العاصمة واشنطن في يوم التنصيب، بحسب ما جاء في وسائل إعلام أمريكية.
ومن المتوقع أنَّ يشهد حفل تنصيب ترامب أبرد احتفال رئاسي منذ أكثر من 40 عامًا، بسبب دوامة قطبية شديدة ستتسبب في انخفاض درجات الحرارة لملايين الأمريكيين؛ إذ متوقع تتراوح سرعة الرياح بين 20 و30 ميلًا في الساعة، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 11 درجة تحت الصفر مع برودة الرياح، بحسب موقع «Fox Weather».
ويعد حفل تنصيب ترامب هو الحفل الثالث الذي يتم نقله إلى الداخل بسبب الطقس، كانت المرة الأولى عام 1909 في أثناء تنصيب الرئيس ويليام إتش تافت، إذ تمّ نقل الحفل إلى قاعة مجلس الشيوخ بسبب عاصفة ثلجية أسقطت 10 بوصات من الثلوج في واشنطن، أما المرة الثانية فكانت في أثناء حفل تنصيب الرئيس الأمريكي في عام 1985، إذ انخفضت درجات الحرارة وتم نقل الحفل إلى الداخل، وكانت آخر مرة في عام 1961 عندما تسببت عاصفة شتوية في نقل تنصيب جون كينيدي إلى داخل الكونجرس.
أشهر مراسم تنصيب بسبب الظروف الجويةوتعد المخاوف الحقيقية على حياة دونالد ترامب نابعة من حدث نادر مرتبط بواقعة الرئيس الأمريكي ويليام هنري هاريسون، الذي خدم أقصر فترة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تم ربط وفاته ربطها بما حدث يوم تنصيبه الموافق 4 مارس 1841، والذي وُصف بأنَّه واحد من أكثر مراسم تنصيب الرئيس شهرة في أمريكا، بسبب الظروف الجوية الصعبة، وفقًا لوسائل إعلام أمريكية.
وفي ذلك اليوم، انخفضت درجة الحرارة إلى 34 تحت الصفر، ثم وصلت في النهاية إلى 51 درجة بعد الظهر، ولم يكن الرئيس ويليام هنري البالغ من العمر 68 عامًا، يرتدي قبعة أو معطفًا أو قفازات عندما تلقى القسم ليصبح الرئيس التاسع للولايات المتحدة الأمريكية، وفي البرد الشديد قد ألقى أطول خطاب تنصيب في تاريخ أمريكا، حيث بلغ عدد كلماته 8445 كلمة، واستغرق أقل من ساعتين، وفقًا للجنة الكونجرس المشتركة لمراسم التنصيب.
وبينما ركب معظم الرؤساء الأوائل عربة إلى حفل تنصيبهم، ركب هاريسون من البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول على ظهر حصان أبيض محاطًا بحلفاء سياسيين مقربين، وبعدها مباشرة، أصيب بنزلة برد، ثم التهاب رئوي حاد، ولم يمكث أكثر من شهر حتى توفي بسبب ذلك.
وتمّ إلقاء اللوم في وفاة الرئيس الأمريكي ويليام هنري هاريسون على سوء الأحوال الجوية، ومع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى قياسي، برزت المخاوف على ترامب من مصير مشابه لهاريسون، وتمّ نقل المراسم إلى الداخل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دونالد ترامب تنصيب ترامب جو بايدن الانتخابات الأمريكية البيت الأبيض الرئیس الأمریکی حفل تنصیب ترامب درجات الحرارة تنصیب الرئیس
إقرأ أيضاً:
ترامب والعصابة الفنزويلية.. اختبار حدود سلطة الرئيس
واشنطن- منذ عودته إلى السلطة، يشن الرئيس دونالد ترامب هجوما واسع النطاق على القضاء والمحاكم التي تحاول التصدي لسعيه المستمر لتخطي نطاق صلاحياته التنفيذية طبقا للدستور.
واستدعى ترامب قانونا قديما، لم يسبق أن استخدم إلا 3 مرات، ليتم ترحيل المهاجرين من الأراضي الأميركية، مع التعهد بالتوسع في استخدام هذا القانون. وبالفعل بدأت الإدارة بترحيل أكثر من 200 شخص يشتبه في انتمائهم لعصابة فنزويلية إلى السلفادور، وتعهدت بترحيل الآلاف، وربما الملايين خلال الأشهر القادمة.
ويخول "قانون الأعداء الأجانب" -الذي اعتمد عام 1798- للرئيس توقيف مواطنين من دولة في حالة حرب مع أميركا أو ترحيلهم من الأراضي الأميركية.
وعلى مدار التاريخ الأميركي، استخدم القانون 3 مرات، المرة الأولى خلال الحرب البريطانية الأميركية عام 1812، ثم استخدم ضد المهاجرين الألمان واليابانيين خلال الحربين العالميتين الأولى 1914-1917، والثانية 1939-1945.
وأمر القاضي جيمس بواسبرغ، بمحكمة العاصمة واشنطن الفدرالية، يوم 15 مارس/آذار بوقف عمليات الترحيل للفنزويليين، لكن إدارة ترامب مضت قدما فيها، وادعت أنها لم تنتهك أمر القاضي لأن الطائرات كانت بالفعل فوق المياه الدولية.
إعلانوبموجب الدستور الأميركي، يجب على السلطة التنفيذية الامتثال لأوامر السلطة القضائية (المحكمة)، ومن هنا أثار موقف إدارة ترامب مخاوف بشأن ما إذا كان الرئيس يحترم سلطة المحاكم، ويحترم مبدأ "الفصل بين السلطات" الذي يعد أحد أعمدة منظومة الحكم الأميركية.
منطق الرئيس ترامب
اعتمد ترامب في اتهامه عصابة فنزويلية أسمها "ترين دي أراغوا" (TdA)، على القانون الذي ينص على أنه "كلما كانت هناك حرب معلنة، أو يتم ارتكاب أو محاولة أو التهديد بالغزو أو التوغل ضد أراضي الولايات المتحدة، يمكن القبض على جميع رعايا هذه الدولة أو الحكومة المعادية وتقييدهم وتأمينهم وإبعادهم كأعداء أجانب".
ويمنح قانون الأعداء الأجانب الرئيس سلطات واسعة للأمر باحتجاز وترحيل مواطني دولة معادية دون اتباع الإجراءات المعتادة.
وتعود أصول هذه العصابة إلى فنزويلا، حيث كانت تشارك في أنشطة إجرامية متعددة، بما في ذلك القتل، الخطف، وتهريب البشر، والأسلحة، والمخدرات. وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة في عام 2025.
Today, the first 238 members of the Venezuelan criminal organization, Tren de Aragua, arrived in our country. They were immediately transferred to CECOT, the Terrorism Confinement Center, for a period of one year (renewable).
The United States will pay a very low fee for them,… pic.twitter.com/tfsi8cgpD6
— Nayib Bukele (@nayibbukele) March 16, 2025
وفي خطاب تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، قال ترامب إنه سيستخدم هذا القانون "للقضاء على وجود جميع العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية التي تجلب جرائم مدمرة إلى الأراضي الأميركية".
واستشهد ترامب بصياغة القانون من خلال اتهامه العصابة الفنزويلية بالتهديد بـ"غزو" الولايات المتحدة. وأعلن أن أعضاءها "عرضة للاعتقال والتقييد والتأمين والإبعاد".
إعلانوتصر إدارة ترامب على أنها لم تتحد أمر المحكمة. وقالت وزارة العدل، التي استأنفت الحكم، إن العديد من الأشخاص "تم إبعادهم بالفعل من أراضي الولايات المتحدة بموجب الإعلان قبل صدور قرار المحكمة".
وقالت المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إن "الإدارة لم ترفض الامتثال لأمر المحكمة"، موضحة أن الأمر جاء بعد مغادرة رحلة الترحيل إلى السلفادور.
تحدي قرار ترامبوانتقد قرار ترامب من قبل جماعات حقوقية، ورفع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU) دعوى قضائية لوقف عمليات الترحيل على أساس أن الولايات المتحدة لم تكن في حالة حرب.
كما انتقدت الحكومة الفنزويلية استخدام ترامب للقانون قائلة إنه "يجرم بشكل غير عادل الهجرة الفنزويلية" و"يستحضر أحلك الأحداث في تاريخ البشرية من العبودية إلى رعب معسكرات الاعتقال النازية".
ويجادل بعض الخبراء القانونيين بأن ترامب ليس لديه سلطة استخدام هذا القانون لأن الولايات المتحدة ليست رسميا في حالة حرب مع أي دولة أو مع عصابات الجريمة المنظمة التي استشهدت بها الإدارة.
وتزعم الدعوى القضائية أن قرار ترامب "يشوه اللغة الواضحة للقانون: يعتبر وصول غير المواطنين من فنزويلا غزوا أو توغلا من قبل دولة أو حكومة أجنبية، حيث تعتبر عصابة ترين دي أراغوا، وهي عصابة فنزويلية، أقرب إلى دولة أو حكومة أجنبية".
ويرى القاضي أنه على هذا النحو، يمكن للحكومة الأميركية تحديد أي فنزويلي في الولايات المتحدة كعضو في تلك العصابة، بغض النظر عن الحقائق، وبالتالي بدء عملية ترحيلهم.
جادلت الدعوى أيضا بأن قانون الأعداء الأجانب "لم يكن على الإطلاق سوى سلطة تم التذرع بها في زمن الحرب، ومن الواضح أنه لا ينطبق إلا على الأعمال الحربية: لا يمكن استخدامه هنا ضد مواطني بلد –فنزويلا– لا تحاربها الولايات المتحدة، ولا تغزو هي الأراضي الأميركية، ولم تشن توغلا في الأراضي الأميركية".
إعلان ترامب والقضاءدعا الرئيس ترامب إلى عزل القاضي الذي أمر بوقف تنفيذ الأمير التنفيذي له بترحيل أعضاء العصابة الفنزويلية من الأراضي الأميركية بعيدا عن المسار القضائي. وقال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس "المساءلة ليست ردا مناسبا على الخلاف بشأن قرار قضائي".
وفي حديث للجزيرة نت، أشار المستشار بروس فاين، مساعد نائب وزير العدل الأميركي سابقا، إلى أنه "لم يقم أي رئيس قضاة بالمحكمة العليا من قبل بمثل هذا التصريح العام. لقد كسر القاضي روبرتس هذا التقليد في خطوة رادعة لخروج ترامب على القانون الدستوري".
وأضاف فاين أنه "من المرجح أن يستهزئ الرئيس ترامب بأمر المحاكم في المستقبل القريب، وربما يضطر الكونغرس للتدخل، خاصة أنه لا يوجد لدى المحاكم قوات عسكرية أو قوات شرطة لتنفيذ أوامرها وأحكامها".
وحذر المستشار من "تحول وزارة العدل إلى ملحق للبيت الأبيض، مع تخليها عن مسؤوليتها الدستورية في تنفيذ القوانين بأمانة".
في الوقت ذاته، أظهر استطلاع أجرته شبكة الإذاعة الوطنية NPR في وقت سابق من هذا الشهر أن 58% لم يكونوا واثقين من أن ترامب سيتبع أوامر المحكمة إذا منعوا إجراءاته التنفيذية.