دعوات إسرائيلية لفرض عقوبات على الحريديم لرفضهم الخدمة العسكرية
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
ما زالت قضية تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، خاصة مع ظهور مزاعم جديدة للحاخامات مفادها أن العديد القليل من تلاميذ المدارس الدينية الذين يلتحقون بالجيش "يتخلّون" عن الديانة اليهودية وطقوسها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، مما أثار مزيدا من الجدل بين الإسرائيليين.
يائير غباي الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن "رئيس كتلة حزب يهدوت هتوراة، عضو الكنيست إسحاق بينداروس، مؤخراً عن قلقه الرئيسي بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، مدعياً بأن بعضهم يتركون الدين بسبب الخدمة في الجيش، وقبله قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي إن الجنود المتدينين لا يقاتلون الجيش من أجل الدين، وتحدث آخرون من نفس التيار أن كل من ذهب للجيش وهو يرتدي "الكيبا" على رأسه، عاد بدونها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من المناسب التعامل مع هذه الادعاءات بشكل تجريبي، ونفحص ما إذا كان الجيش له تأثير روحي سلبي مفرط، وبعبارة أخرى، هل دخول اليهود المتدينين للجيش وهم يرتدون "الكيباه"، وخروجهم بدونها ينبع من الخدمة العسكرية، أم أنه كان ليخلعها حتى بدون الخدمة العسكرية".
وأشار إلى أن "نتائج الدراسات الميدانية أكدت أن مستوى التدين في العائلة اليهودية يشكل ركيزة قوية لمنع تسلل العلمانية الى أفرادها، وبالتالي إذا التحق الشباب من البيوت الحريدية بالجيش الإسرائيلي فإن هناك احتمالية كبيرة أن يظلوا ملتزمين بالتوراة، ولذلك فقد حان الوقت للسياسيين الحريديم لإظهار الشجاعة، والتوضيح للحاخامات أن الواقع مختلف عما اعتادوا على التفكير فيه، ولا يوجد ما يبرر القلق بشأن الخدمة في الجيش".
شلومو فيشر، عالم الاجتماع بمعهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن "السبب الحقيقي وراء معارضة اليهود المتشددين للتجنيد الإجباري في الجيش يعود إلى رغبتهم الأساسية بالانفصال بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي، ما يجعل من مساعي العديد من الإسرائيليين لإيجاد حلول معقولة لمشكلة تجنيد اليهود المتشددين دينياً تبوء بالفشل الذريع، لأن هذه الحلول التي يقترحونها لن تحظى بقبول، جزئي على الأقل، من جانب الجمهور الحريدي وقياداته".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "بعض الحلول المقترحة أخذ قيم دراسة التوراة في الاعتبار داخل المحاضرات العسكرية في الجيش، أو تجنيد الحريديم فقط الذين لا يدرسون، فيما سيتم إعفاء من يدرسون التوراة "بجدية"، وبالتالي يدور الحديث عن إعفاء نصف الحريديم من التجنيد، واقتراح ثالث بإنشاء الجيش لألوية مخصصة للمتدينين الحريديم دون أي وجود للنساء".
وأشار إلى أن "مثل هذه المقترحات كانت مطروحة على الطاولة منذ عقود، ولم تتطور إلى شكل متماسك وعملي، لأن الحريدية ما زالت تعلن معارضتها الشديدة للتجنيد الإجباري، حتى بالنسبة لمن لا يدرسون من تلاميذها، والسبب في ذلك أن الحلول المذكورة أعلاه خاطئة من حيث الأساس، حتى لو أجبر الجيش نفسه على التكيف مع الثقافة الحريدية، لأن الأساس الأيديولوجي لوجود الحريديم هو الانفصال عن باقي اليهود".
وأوضح أن "ظاهرة انفصال اليهود المتدينين عن الآخرين تعود إلى قرون طويلة، وتنبع من أسباب عميقة وجوهرية، وهي تعارض كل التغيرات الجذرية التي طرأت على اليهود مع الحداثة الجارية، وهم يعارضون تبني القومية الحديثة، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي أيضًا، بل شعورهم بأنهم يشكلون الشعب الحقيقي والأصيل لإسرائيل، وبالتالي فإن موقفهم تجاه الآخرين سيكون متناقضاً على الدوام، وجاء الرمز الأكثر وضوحاً للانفصال هو تجنب التجنيد في جيش الاحتلال".
وأكد أن "مسألة الانفصال تنتمي لجوهر الهوية الحريدية، ولا مجال للمرونة في التعامل معها، ولتبريرها في الخطاب العام، يتم استخدام كل أنواع الأعذار، لكن الحقيقة البسيطة أن كلها تنبع من الفعل الأولي والمؤسس للانفصال، فأينما بدأ الحريديون فقد بدأوا بالانفصال عن باقي اليهود، وعلى مرّ التاريخ، في أوروبا أو في فلسطين المحتلة، لم تنجح المقترحات المطروحة بشأن التجنيد الإجباري باختراق عمق فكرة الانفصال الحريدي".
وأشار إلى أن "الحريديم ينطلقون من افتراضات خاطئة، ولذلك من أجل أن نكون عمليين، فلا فائدة من الحديث معهم، أو التنازل لهم، بل منح من لا يتطوعون في الجيش وضعية "الفارّ من الخدمة العسكرية"، مع فرض ما يصاحبه من عقوبات اقتصادية، رغم أنها لن تحدث في الحكومة الحالية، لكنها تؤسس لما سيكون في المستقبل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحريديم الاحتلال غزة الاحتلال الحريديم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخدمة العسکریة فی الجیش
إقرأ أيضاً:
ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
أكّدت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية، رفض المملكة للمحاولات التى قد تهدد وحدة جمهورية السودان؛ من خلال الدعوة لتشكيل حكومة سودانية موازية؛ ممّا يعيق جهود التوصل لحل للأزمة السودانية.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د.سفيان القضاة، دعم الأردن للجهود المُستهدفة حل الأزمة السودانية، وبما يحفظ أمن السودان الشقيق واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه.
وكانت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، أعلنت - السبت الماضي - ميثاقًا سياسيًا لتشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة رفضتها الحكومة السودانية، وجاء التوقيع بعد مشاورات ومفاوضات استمرت لنحو خمسة أيام في العاصمة الكينية (نيروبي) بهدف تشكيل "حكومة موازية" في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع والقوى الداعمة لها