قال اتحاد العمل النسائي في بيان إن مقترحات التعديل التي تم عرضها خلال اللقاء التواصلي للحكومة « كانت أكثر من مخيبة للآمال ».

وأوضح الاتحاد في بيان وقعته رئيسة الاتحاد عائشة الحيان، أن « التعديلات خرجت عن المنهجية التي بدأ بها الاشتغال على هذا الملف من لجنة موحدة بتخصصات مختلفة إلى اختيار التواصل مع المواطنات والمواطنين من خلال قطاعين حكوميين أعطيا الانطباع بوجود الاختلاف حتى قبل عرض المقترحات ».

ويرى الاتحاد أن « اللقاء التواصلي كان موجها للعموم مما كان يحتم توخي الدقة والوضوح في طرح تصور الدولة للعلاقات الأسرية ولحقوق الأفراد داخل هذه العلاقات بما يتماشى وكل المكتسبات التي راكمتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة »، مشيرا إلا أن « اختزال اللقاء التواصلي في مقترحات محددة دون تقديم أي توضيحات لطريقة تنزيلها وتطبيقها عمليا فتح المجال للمغالطات وتحوير النقاش وتناسل خطابات التحريض على الكراهية والعنف من طرف مناهضي حقوق النساء، دون أي تدخل من الجهة المعنية للحد من هذه الانحرافات التي تقوض من أهمية هذا الورش المجتمعي ».

وتبعا لذلك سجل اتحاد العمل النسائي، أن « التعديلات المقترحة لم تستجب لمطالبنا في اتحاد العمل النسائي والحركة النسائية والحقوقية، المتمثلة في تغيير شامل وعميق لمدونة الاسرة ينبني على مقاربة حقوقية ويقطع مع التمييز والحيف والظلم في حق النساء، ومع تكريس علاقات التراتبية والتبعية باسم قوامة ذكورية تجاوزها الواقع بفضل كد النساء وكدحهن؛ حيث لن تمكن التعديلات الجزئية رغم إيجابيات بعضها من تحقيق العدل والمساواة والكرامة الإنسانية للنساء ».

وأضاف البيان، « لم تعتمد المقترحات المقدمة مبادئ المساواة وعدم التمييز والمصلحة الفضلى للطفل، كمرتكز موجه وناظم لها، وكهدف جوهري للإصلاح شكل على مدى عقود أساس المطالبات ومسلسلات المراجعة المتعلقة به. وهو تجاهل سافر لمقتضيات الدستور والمواثيق الدولية المصادق عليها من طرف المغرب، ولرهانات التنمية المستدامة والتقدم والعدالة التي نصبو إليها ».

وسجل الاتحاد « جعل آراء المجلس العملي بمثابة الكلمة الفصل في قضايا ذات أبعاد مجتمعية وحقوقية وسياسية واقتصادية لا يمكن اختزالها في البعد الفقهي فقط، وهو ما يتعارض مع جوهر قضية إصلاح المدونة باعتبارها اختيار للمجتمع الجدير بمغرب النصف الأول من القرن الواحد والعشرين »، مضيفا، « الأدهى من ذلك الاحتكام الى قواعد وآراء فقهية تعود إلى عدة قرون خلت وتستجيب لخصوصيات مجتمعية غابرة بدل إعمال آليات الاجتهاد والانفتاح على روح العصر وعلى التقدم العلمي والتحولات الاجتماعية وتطلعات ملايين النساء المغربيات إلى العدل والكرامة والإنصاف ».

وأشار الاتحاد إلى « الإبقاء على الاستثناء في تزويج الطفلات رغم كل الدراسات والتقارير التي أبرزت عواقبها الوخيمة وضدا على ما تنص عليه الالتزامات الدولية والدستورية للمغرب »، مشيرا إلى أن « رفع السن المسموح فيه بالاستثناء إلى 17 ليس جديدا بل بدأ العمل به في عدد من المحاكم، ولم يمكن من الحد من الظاهرة ولم يوقف الأصوات العديدة المطالبة بإلغائه ».

وقال الاحاد إن « رفض إلغاء تعدد الزوجات رغم مطالبتنا الدائمة بالقطع معه نهائيا كما تم القطع مع العبودية ومع الحدود وغيرها، وذلك لما تمثله من انتهاك لكرامة وحقوق النساء والأطفال، ومن تقويض لاستقرار الاسرة ».

واعتبر الاتحاد  ان « اقتراح اشتراط عدم التعدد في عقد الزواج لا يمثل جديدا، بل تم اعتماده منذ تعديل مدونة الأحوال الشخصية سنة 1993، لكنه لا يمكن أن يحمي جميع النساء منه، كما أن شروط العقم والمرض المانع للمعاشرة الزوجية المقترحة للإذن به تتنافى كلية مع مقومات التماسك الأسري وتختزل كيان المرأة في البعدين الجنسي والإنجابي؛ مع أن العقم والمرض المانع من المعاشرة الزوجية مشكل رجالي أيضا وليس خاصا بالنساء ».

وأكد اتحاد العمل النسائي حاجة المغرب إلى إصلاح حقيقي وشامل للمدونة، ندعو جميع الفاعلين المعنيين وضمنهم اللجنة التي ستضطلع بصياغة مشروع القانون إلى تحمل مسؤولياتهم بالعمل على رفع هذا التحدي الذي يرتهن به بناء أسرة ترتكز على العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية لكل أفرادها، والتي تشكل أساس المجتمع المتماسك العادل المتضامن والمنفتح على المستقبل والعصر.

وجاء في بيان الاتحاد أيضا، « نهيب بالمجلس العلمي الأعلى لتعميق البحث والتحليل لفهم التحولات المجتمعية الراهنة وإعمال الفكر والاجتهاد لبلورة « أجوبة تجديدية تُساير متطلبات العصر » كما جاء في الدعوة الملكية، كما ندعو الجميع الى الانخراط الفعال في النقاش المجتمعي لدحض ما يروج له من مغالطات وأكاذيب وللتوعية بضرورة الإصلاح العميق من أجل مدونة عادلة ومتوائمة مع تحولات البنى الأسرية الراهنة وإشكالياتها وانتظاراتها ».

كلمات دلالية اتحاد العمل النسائي تعديلات مدونة الأسرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اتحاد العمل النسائي تعديلات مدونة الأسرة

إقرأ أيضاً:

اتحاد الكاراتيه يؤكد تنفيذ كافة الإجراءات وفقا للكود الطبي المعتمد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد مجلس إدارة الاتحاد المصري للكاراتيه برئاسة محمد الدهراوي على التزامه التام بالضوابط الصحية والرياضية والإدارية وحرصه على تنفيذ كافة الإجراءات وفقا للكود الطبي والصحي المعتمد.
أصدر مجلس الادارة بيانا أعلن خلاله مشاطرته أحزان والد وأسرة لاعب الكاراتيه الراحل يوسف أحمد متقدما لهم بخالص التعازي والمواساة في هذا المصاب الأليم.
أكد الاتحاد أنه حرص منذ اللحظة الأولى على توفير كافة سبل الرعاية الطبية اللازمة حيث كانت جميع الأجهزة الطبية متوفرة في موقع الحدث، بالإضافة إلى وجود سيارة اسعاف مجهزة، كما تم تقديم الرعاية والإشراف الطبي الكامل بالمستشفى، وبذل جميع المتخصصين والأطقم الطبية أقصى جهدهم لتقديم الدعم اللازمة.
شدد الاتحاد على التزامه التام بالضوابط الصحية والرياضية والإدارية وحرصه على تنفيذ كافة الإجراءات وفقا للكود الطبي والصحي المعتمد، وبما يتماشى مع اللوائح الصادرة من وزارة الشباب والرياضة، لضمان سلامة جميع اللاعبين والمشاركين في مختلف الفعاليات الرياضية.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الكاراتيه يؤكد تنفيذ كافة الإجراءات وفقا للكود الطبي المعتمد
  • "موتسيبي" يهنئ "أبو ريدة" على فوزه برئاسة اتحاد شمال أفريقيا
  • موتسيبي يهنئ أبو ريدة على فوزه برئاسة اتحاد شمال أفريقيا
  • موتسيبي يهنئ أبو ريدة على فوزه برئاسة اتحاد شمال إفريقيا
  • الحكومة تفتح ورش تعديل قانون المقاول الذاتي
  • مبادرة إنسانية لدعم النساء العاملات خلال رمضان.. فطار جماعي لـ500 سيدة
  • هنادي الكندري تكشف عن الفنانة التي تفضل العمل معها.. فيديو
  • اتحاد الاعلاميين الافارقة يثمن ادوار الاعلاميين فى معركة الكرامة
  • اتحاد الطيارين الإسرائيليين يوجه نداء عاجلاً لـ نتنياهو
  • اتحاد العمال يدين تجديد العدوان الإسرائيلي على غزة