جريدة الوطن:
2025-04-28@12:50:46 GMT

أصداف: «عصور» السرعة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

أصداف: «عصور» السرعة

في مقابلة تلفزيونيَّة غير مؤرَّخة، لكن قَدْ تكُونُ في ستينيَّات القرن الماضي، يقول الكاتب الكبير الحائز على جائز نوبل للآداب نجيب محفوظ، إن «عصر السرعة» الذي يعيشون ـ في ذلك الوقت ـ أصبح يؤثِّر بقوَّة في حياتهم، وخصوصًا في كيفيَّة تنظيم وقْته بَيْنَ الوظيفة والكتابة. واللافت أنَّه يُسمِّيه «عصر السرعة» ويأتي ذلك في ضوء المعطيات المتسارعة في الحياة اليوميَّة السَّائدة.


بالتأكيد لو أراد محفوظ وصف عصرنا الحالي لاستخدم ذات الوصف «عصر السرعة» دُونَ أن يزيدَ عليه أيَّ شيء، إذ يتأثر بالعوامل الآنيَّة مُجتمعة ومقارنًا ذلك بالحقبة القريبة التي عاشتها المُجتمعات وبما سبقها، سواء عاشها الشخص أو تكرَّست صورتها من خلال ما يروى عَنْها.
قَبل ستينيَّات القرن العشرين بقرون حصل المتغيِّر الكبير عندما اخترع الألماني جولدسميث يوهان جوتنبرج المطبعة في نَحْوِ العام 1440، التي انتقلت بعالَم الطِّباعة والكتابة والقراءة انتقالًا هائلًا رغم بساطتها وبدائيَّتها في تلك الفترة، إلَّا أنَّها مثَّلت مفصلًا مُهمًّا وكبيرًا في حياة النَّاس. وبِدُونِ شكٍّ فقَدْ ولَّد الشعور الأهم لدى المهتمين في عالَم التأليف والقراءة، ويؤشِّر ذلك حجم السرعة التي بدأ العالَم يعيشها لحصول هذا المتغيِّر الكبير، وبالتأكيد وصف الكثيرون منتصف القرن الخامس عشر بـ»عصر السرعة» بسبب النافذة التي فتحها هذا الاختراع في حقل سيشهد من جرَّاء ذلك توسعًا كبيرًا وفي ميادين عديدة.
محطَّات كثيرة عاشتها البَشَريَّة عَبْرَ قرون وعقود وفي كُلِّ محطَّة يرى النَّاس أنَّ «عصر السرعة» قَدْ حلَّ بقوَّة وأنَّه قَدْ وصل مرحلة غير مسبوقة، وقَدْ تكُونُ الثورة الصناعيَّة التي انبثقت منتصف القرن التاسع عشر في بريطانيا من بَيْنِ الحقب الأكثر إثارة حتى ذلك الوقت، وشهدت نقاشات وجدلًا حَوْلَ طبيعة الحقبة وماذا تُشكِّل للبَشَريَّة قياسًا لِمَا سبَق وتحقَّق. وبِدُونِ نقاش، لا بُدَّ من أنَّ وقع ذلك قَدْ ترك قناعة لدى الغالبيَّة العظمى من النَّاس تؤكِّد أنَّ «عصر السرعة» قَدْ حلَّ بِدُونِ منازع على الإطلاق.
في ظلِّ الثَّورة الصناعيَّة تواترت الانتقالات العديدة، فقَدِ ارتبطت الاختراعات والابتكارات بعجلة الثَّورة الصناعيَّة وتطوُّراتها، وجاء اختراع ماركوني في العام 1901 حيث تمكَّن من صناعة أوَّل جهاز استقبال راديو لاسلكي، واضعًا بذلك اللبنة الرئيسة لإطلاق الإذاعة، ثم التلفزيون الذي دشَّن خدمته في العام 1936 بالنسبة للـ»بي بي سي» وفي العام 1935 للتلفزيون الفرنسي، وبذلك ازداد الحديث عن عصر السرعة لكن بلباس جديد وآليَّات مبتكرة.
وخلال عقد واحد من اختراع الإنترنت في العام 1990 حصلت تطوُّرات هائلة حتى دخلنا عصر الذَّكاء الاصطناعي في جيله المتقدِّم لكنَّه ليس النِّهائي.
جميع الذين يصفون عصرهم «بالسرعة» على حقٍّ، لكن لا نعرف حتى الآن ما هي الظروف الخاصَّة بوصفه في حقبته القادمة وما بعدها.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی العام ة التی

إقرأ أيضاً:

بـ 12 هدفاً.. «بارسا فليك» الأفضل في «كلاسيكو القرن الحالي»!

 
عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة كوندي: هذا ما نعيش من أجله في برشلونة الصحف المدريدية: «ثُلاثية» برشلونة و«انتصار» كرة القدم!


يواصل برشلونة تحت قيادة هانسي فليك تحقيق أرقام رائعة وغير مسبوقة، في تاريخ مواجهات «الكلاسيكو» منذ بداية القرن الحالي، ويُعد تسجيل فريقه 12 هدفاً في 3 مباريات جمعته حتى الآن مع ريال مدريد في هذا الموسم، الرقم الأبرز منذ موسم 2000-2001، إذ لا يتجاوزه رقمياً سوى كتيبة «البلوجرانا 2011-2012» مع بيب جوارديولا، عندما سجّل 13 هدفاً في مرمى «الريال»، لكنها جاءت في 6 مباريات، خسر منها برشلونة واحدة وتعادل مرتين، مقابل الانتصارات الثلاثة.
ويبدو «بارسا فليك» مستعداً لتجاوز بعض أرقام كتيبة «الجيل الذهبي»، فيما يخص معدلات التهديف في مباريات «الكلاسيكو» بموسم واحد، إذ يتساوى حالياً مع حصاد نسخة 2008-2009، بمعدل 4 أهداف في كل مباراة، لكن الفريق وقتها سجل 8 أهداف في مباراتين، بفضل «سُداسية رفاق ميسي» الشهيرة، قرب ختام «الليجا»، بعدما فاز ذهاباً بنتيجة 2-0.
ونجح برشلونة مع فليك في تعويض إخفاق الموسم الماضي، الذي شهد فوز «الملكي» في جميع مباريات «الكلاسيكو»، بـ 3 انتصارات أيضاً، لكن الحصاد التهديفي لا يمكن مقارنته، لأن «الميرنجي» أحرز 9 أهداف خلالها، بمعدل 3 أهداف في المباراة، بينما سجّل برشلونة 4 أهداف، مثلما حصد الريال هذا الموسم حتى الآن، مقابل اهتزاز شباكه 12 مرة حتى الآن.
المباراة المُقبلة بينهما في الدوري الإسباني، الأخيرة هذا الموسم، خلال شهر مايو، قد تمنح «بارسا فليك» هدية غير عادية حال تحقيقه الفوز فيها، إذ أن الانتصار في 4 مباريات بـ «الكلاسيكو» خلال موسم واحد، لم يعرفه أي منهما أبداً في «ربع القرن» الحالي، كما أن استمرار دوران عجلة الهجوم «الكتالوني»، قد يرفع غلته التهديفية إلى رقم قياسي تاريخي أمام «غريمه».
وكان برشلونة قد فاز على الريال في 3 مباريات خلال موسم واحد، في 3 مرات سابقة، لكنها لم تكن بالهيئة الحالية، إذ فاز في 3 مواجهات وتعادل في مباراة خلال موسم 2018-2019، وكرر انتصاراته مقابل تعادلين وهزيمة في 2011-2012، بينما فاز 3 مرات وخسر مرتين في موسم 2022-2023، أما ريال مدريد، فقد فاز في 3 مباريات هو الآخر مرتين، بالموسم الماضي وقبلها في نُسخة 2012-2013، عندما لعبا 6 مباريات في «الكلاسيكو»، انتهى نصفها لمصلحة «الملكي»، مقابل تعادلين وهزيمة.
فليك رفع رصيد برشلونة من التفوق التهديفي على ريال مدريد في المواجهات المُباشرة بموسم واحد، إلى 13 مرة، إذ لن يتمكن الريال «منطقياً» من تعويض فارق الـ 8 أهداف الحالي بينهما في «كلاسيكو الليجا» المقبل، الذي يأمل المدرب الألماني في تسجيل مزيد من الأهداف خلاله، لتجاوز المعدل الأفضل لتفوق «البلوجرانا»، في موسم 2018-2019، عندما أحرز 5 أمثال أهداف غريمه، بواقع 10 أهداف مقابل هدفين في 4 مباريات.
على الجانب الآخر، امتلك ريال مدريد ذلك التفوق التهديفي 10 مرات، أبرزها في موسم 2007-2008، عندما سجّل 5 أمثال أهداف «البارسا» أيضاً، لكن الإجمالي كان 5 أهداف مقابل هدف وحيد في مباراتين، وكان «الملكي» قد أحرز 12 هدفاً في مرمى «البلوجرانا» بموسم 2012-2013، لكن ذلك جاء في 6 مباريات، ووقتها بلغ برشلونة شباكه 9 مرات، ويذكر أن الريال لم يسجل على الإطلاق في مرمى «البارسا» خلال مباراتي موسم 2009-2010، مقابل 3 أهداف في مرماه خلال انتصاري برشلونة، الذي عانى من الوضع نفسه في مباراتي نُسخة 2019-2020، مقابل هدفين في مرماه، لكنهما انتهتا بتعادل وخسارة.

مقالات مشابهة

  • تحطيم 42 رقمًا قياسيًا في ماراثون لندن
  • حواس: المتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن 21 والافتتاح 3 يوليو
  • الحاكم العام لكومنولث استراليا تزور المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة- صور
  • الحاكم العام لكومنولث استراليا تزور المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة
  • 4 صور.. الحاكم العام لأستراليا تزور الأهرامات والمتحف المصري الكبير
  • بـ 12 هدفاً.. «بارسا فليك» الأفضل في «كلاسيكو القرن الحالي»!
  • السيسي يبحث مع الحاكم العام لأستراليا تعزيز العلاقات.. ويدعوها لحضور افتتاح المتحف الكبير
  • العثماني والداودي وأفتاتي وأمكراز ومصلي أبرز قيادات "البيجيدي" التي ظفرت بعضوية المجلس الوطني الجديد
  • الرئيس السيسى يدعو الحاكم العام لأستراليا للمشاركة فى حفل افتتاح المتحف الكبير
  • رسالة من القرن السابع عشر تنفي رواية "هجر شكسبير لزوجته"