أوراق عمل متنوعة في ندوة التراث الجيولوجي بمحافظة مسندم
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
نفّذ مكتب محافظ مسندم ندوة بعنوان (التراث الجيولوجي في مسندم) وذلك ضمن فعاليات وبرامج الشتاء مسندم بالتعاون مع النادي الثقافي -فرع مسندم- برعاية معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، وذلك بقاعة نادي خصب، تناولت الندوة أربعة محاور حول جيولوجية مسندم أدار هذه الندوة خالد بن أحمد الشحي حيث أشار في بداية حديثه إلى أن محافظة مسندم تُعد متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يعكس عصورا جيولوجية مختلفة، وتبرز تكوينات صخرية وتضاريس تعد شاهدة على تطور الأرض عبر ملايين السنين، هذا التراث الجيولوجي يمثّل كنزًا علميًا وسياحيًا وبيئيًا يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ويشكّل أساسًا للتنمية المستدامة.
قدّم الدكتور حمد المحرزي عميد كلية السياحة ورقة العمل الأولى بعنوان السياحة الجيولوجية في محافظة مسندم تناول فيها مفهوم السياحة الجيولوجية التي تُعد شكلًا من أشكال السياحة الطبيعية حيث تركز على الجيولوجيا والمناظر الطبيعية مشيرا إلى هذا النوع من السياحة تعمل في الحفاظ على التنوع الجيولوجي وفهم علوم الأرض، كما تطرق كذلك إلى أهمية السياحة الجيولوجية في الحفاظ على الطبيعة المميزة وتمكّن المخيمات المحلية من تقدير القيمة المعنوية والعلمية للمواقع ذات الأهمية الجيولوجية إلى جانب تعزيز الجوانب السلوكية والتوجيهية للسلوك المستدام للحفاظ على البيئات إضافة إلى الحفاظ على المكونات الطبيعية كالنباتات والحيوانات النادرة.
كما استعرض المحاضر أهم المميزات الجيولوجية الرئيسية في محافظة مسندم مع تنوع تضاريسها بما فيها من جبال وطبيعة جيولوجية وكهوف وخلجان برية وأحافير وكلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا مع التراث الثقافي، وقدّم مجموعة من الأفكار والمقترحات لتطوير السياحة الجيولوجية وزيادة الاستثمارات فيها مثل الحدائق الجيولوجية في قمم الجبال وعلى مداخل الخلجان وإنشاء مسارات جيولوجية لتسويق هذه المواقع باعتبارها تجارب سياحية يقبل عليها السياح إلى جانب إنشاء مواقع للتخييم مجهزة بكافة الخدمات.
فيما قدم ورقة العمل الثانية الباحث عمر بن علي الشحي والمهتم بمجال التاريخ والموروث العماني تناول فيها تأثير المعالم الجيولوجية على الثقافة المحلية وأسلوب الحياة عند سكان الجبال في محافظة مسندم، وكيف أثرت الطبيعة الجبلية أو المعيشة في الجبال على سكانها إذ إنها أوجدت مجتمعًا زراعيًا يقوم على مجموعة من المزارع والتي تسمى باللهجة المحلية (وعوب) وتعتمد هذه الزراعة على مياه الأمطار والماء المخزن في البرك الجبلية.
وأضاف عمر الشحي أن سكان الجبال في محافظة مسندم طُبِعت حياتهم بخصائص الأقوام الجبلية وارتبط عالمهم وخيالهم وفكرهم بالجبل الصخري الوعر كما تناول المحاضر طرق التجارة التاريخية واعتمادها على جغرافية المنطقة، فمحافظة مسندم تتميز منذ القدم بموقع جغرافي فريد حيث تطل على أهم ممر مائي في العالم وهو مضيق هرمز، وقد أكسبها هذا الممر ميزة تاريخية عند الحضارات القديمة حيث أمسكت بخطوط الملاحة العالمية كما تناول كذلك المواقع الأثرية وسياقاتها الجيولوجية مشيرا إلى أن علم الجيولوجية يقوم بدور مهم في الكشف عن الآثار واللقى الأثرية، فعن طريق دراسة تكوينات الأرض والصخور والتربة يمكن للباحثين والمهتمين تحديد المناطق والمواقع الأثرية،
وفي ختام حديثه أشار إلى مدى تأثر الممارسات والمعارف التقليدية بالبيئة الجيولوجية فسكان الجبال في محافظة مسندم من خلال خبرتهم ومعرفتهم ومهارتهم نجحوا في تطوير مجموعة واسعة من ممارسات الإدارة السليمة للجبال.
أما الدكتور طلال العوضي أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس فقد ناقش ورقة العمل الثالثة حول دور الموارد الجيولوجية في المحافظة على التفاعل الاقتصادي والاجتماعي لمحافظة مسندم، حيث أشار في حديثه إلى أن أهمية محافظة مسندم تتركز في أنها تمثل البوابة الشمالية لسلطنة عمان ومنطقة ارتباط رئيسية مع دول الجوار الجغرافي كدولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تشرف محافظة مسندم بشكل مباشر على مضيق هرمز أحد أهم المضايق البحرية في العالم، وتتميز المحافظة بموقع جغرافي متنوع فحدودها القارية جميعها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما حدودها البحرية مطلة على بحر عمان والخليج العربي فهي منفصلة مكانيًا تمامًا عن أراضي الدولة الأم سلطنة عمان. ويطلق على الموقع في علم الجغرافيا الجيوب الجغرافية الخارجية وهو ما يمثل صعوبات جغرافية بالربط بالأرض الأم ومما يتطلب من جهود إضافية لإيجاد الترابط بين المنطقتين المنفصلتين وقامت الحكومة منذ فترات طويلة بجهود متكاملة لربط محافظة مسندم بالمحافظات الأخرى من خلال تطبيق عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة شأنها شأن المحافظات العمانية الأخرى بهدف تحقيق التنمية البشرية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن الأم.
أما ورقة العمل الرابعة جاءت بعنوان جيولوجية محافظة مسندم والمناطق المحيطة بها قدمها يوسف الدرعي تطرق فيها إلى النشأة الجيولوجية والتركيبة الهيكلية لجبال مسندم والتكوينات الطبقية لجبالها إلى جانب الأحافير والرحلات الجيولوجيا الأولى حيث أشار المحاضر إلى أن شبه جزيرة مسندم تضم سلسلة طبقات جبلية مميزة وقد نتج عن الحركات التكتونية انفصال جبال مسندم من جبال زاجروس في إيران مع استمرار النشاط الحركي التكتوني تنخفض سلسلة جبال مسندم سنويا بمعدل (6) مليمترات تحت مضيق هرمز بسبب تصادم الصفيحة العربية والأوراسية وتتكون صخورها من صخور كربونية من مختلف الأعمار حيث تقسم الكتلة الجبلية لشبه جزيرة مسندم إلى ثلاث مجموعات رئيسية.
كما استعرض المحاضر أهم الأحافير في جبال مسندم موضحًا سبب حفظ هذه الأحافير بشكل جيد وهو نتيجة تكوّن الصخور الجيرية في البيئة البحرية كالأصداف والقواقع والشعب المرجانية وأحافير عظام الأسماك، وفي ختام حديثه أشار يوسف الدرعي إلى أن الرحلات الجيولوجية الأولى إلى محافظة مسندم تعد من الأحداث البارزة في تاريخ الاستكشاف الجيولوجي للمنطقة حيث تم الإشارة إليها في القرن التاسع عشر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السیاحة الجیولوجیة فی محافظة مسندم الجیولوجیة فی ورقة العمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
واجهة الشاطئ الجديد في العيجة تسهم في رفع مكانة ولاية صور السياحية
يعد مشروع واجهة الشاطئ الجديد بمنطقة العيجة بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، أحد الواجهات البحرية للمدن الساحلية المميزة التي تم تطويرها حديثًا، بتكلفة تقديرية وصلت نحو 300 ألف ريال عُماني.
وقال سالم بن خادم الهاشمي مدير التخطيط والاستثمار بمحافظة جنوب الشرقية: إن هذا المشروع يأتي ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها المحافظة لتطوير المرافق الخدمية وتعزيز الاستثمار في القطاع السياحي، ويشكل المشروع الذي نفّذته شركة “جريال” بالتعاون مع محافظة جنوب الشرقية، إضافة نوعية ومتميزة للتنمية السياحية والحضرية بالمحافظة، ويمتد على مساحة 16,000 متر مربع، موضحًا أن المشروع يسعى إلى تحقيق رؤية شاملة للتنمية المستدامة من خلال تحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز جاذبية المنطقة كوجهة سياحية حديثة.
وأشار إلى أن المشروع يتميز بتصميم عصري ويتضمن مرافق خدمية متكاملة أبرزها ممشى صحي، و4 مقاهٍ، بالإضافة إلى مطاعم متنوعة، وبرج لمراقبة الشاطئ، وساحة مخصصة للفعاليات أضيف على جنباتها مساحات خضراء تُضفي جمالًا بصريًا وتعزز من مفهوم الاستدامة البيئية، كما تتضمن الواجهة البحرية مصلى للرجال وآخر للنساء، بالإضافة إلى مواقف خاصة للمركبات وغيرها من المرافق العامة للزوار.
وأوضح مدير التخطيط والاستثمار بمحافظة جنوب الشرقية أنه بفضل تصميم المشروع المبتكر ومرافقه المتنوعة، نأمل أن يصبح محطة رئيسية للزوار والسياح من داخل الولاية وخارجها، حيث يوفر المشروع تجربة استثنائية تجمع بين الترفيه والاسترخاء، مما يعزز من مكانة ولاية صور كوجهة سياحية رائدة على مستوى محافظة جنوب الشرقية وسلطنة عمان.
جدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المشاريع الجاري والمخطط تنفيذها والمعززة للميزة النسبية للمحافظة والمتمثلة في الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية وخاصة الشواطئ البحرية والتي من أبرزها واجهة الأشخرة، وواجهات أصيلة والحدة بولاية جعلان بني بو علي، وواجهتا طيوي والبر بولاية صور.