فلنزج بالكفاءات فـي خطط التنمية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
بعد تفحُّصٍ متأنٍ، ثم مراجعة لا بأس بدقَّتها، وجدتُ أنَّ الكفاءات الأكاديميَّة المتاحة في دوَّل الخليج العربيَّة لَمْ تُقدِّم ما هو متوقَّع مِنْها لخطط التنمية التي وضعَها أولو الأمْرِ في حكومات دوَل الخليج.
ويُمكِن للمرء أن يردَّ ذلك النكوص إلى اعتماد أغلب هذه الحكومات على حُزم جاهزة مستوردة لتلبية ما تريده وتخطط له، كما يُمكِن أن يردَّ هذا الإخفاق إلى انكفاء الكفاءات الأكاديميَّة الرفيعة التدريب على نَفْسِها ومحافظتها على مسافة من نَوْع ما بَيْنَها وبَيْنَ خطط التنمية وبرامج الإعمار والبناء.
والحقُّ، يرد الخلل أعلاه على الطرفين كذلك: الحكومي والأكاديمي: فإذا ما كان الأخير متقوقعًا يحيا في أبراج عاجيَّة، فإنَّ على الحكومات الخليجيَّة كسر القوقعات المتكلِّسة التي تغلِّف الكفاءات الجامعيَّة على سبيل تحريرها وإطلاقها نَحْوَ آفاق الخدمة العامَّة والإبداع، كما فعلت الدوَل الصناعيَّة المتقدِّمة من خلال الدعم المالي والتشجيع المعنوي اللذَيْنِ سرعان ما أثْمَرا بالمزيد من زجِّ الكفاءات العلميَّة المتخصِّصة في الحياة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة وعلى مختلف الصُّعد عَبْرَ هذا الإقليم الحيوي الممتد من البصرة إلى مسقط، وهو الإقليم الذي تعتمد عليه كافَّة دوَل العالَم المتقدِّمة لتجهيزها بالطَّاقة من أجْلِ تدوير عجلات الصناعة والزراعة والتجارة فيها.
وبعكسه، ما فائدة هذه النهضة الأكاديميَّة التي لَمْ تترك مدينة، ولا حتى قرية إلَّا ولامستها من خلال بناء جامعة هنا أو معهد عالٍ هناك!
هنا تتجلَّى أهمِّية المكاتب الاستشاريَّة التي ينبغي لكُلِّ كُلِّيَّة أو معهد أو جامعة تأسيسها وذلك لرفْدِ خطط التنمية والاستثمار بالمنظورات المتخصِّصة والآراء السديدة عَبْرَ دوَل الخليج وفي القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ.
والحقُّ، فإنَّه يُشترط في مِثل هذه المكاتب الإدارة الرشيدة التي تعمل جاهدة على البرهنة لأولي الأمْرِ بأنَّ جهودهم والأموال السخيَّة التي خصَّصوها للمؤسَّسات الأكاديميَّة لَمْ تذهب سدًى مع الريح، علمًا أنَّ المؤسَّسات الأكاديميَّة في مختلف دوَل الخليج العربي قَدْ تمكَّنت من استقطاب الكفاءات الرفيعة من داخلها، وكذلك من كافَّة دوَل الشرق الأوسط، وهي كفاءات ينبغي أن تُستثمرَ وتُستغلَّ بأعلى طاقاتها لخدمة المُجتمعات الخليجيَّة واقتصاداتها.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تبني شراكات فعالة مع المكاتب الإحصائية لمجموعة "بريكس"
شارك المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء في الاجتماع السادس عشر لرؤساء المكاتب الإحصائية الوطنية لمجموعة "بريكس"، الذي عقد مؤخراً بمدينة قازان في روسيا، ضمن الفعاليات المصاحبة لأعمال قمة قادة دول مجموعة "بريكس"، في مشاركة هي الأولى لدولة الإمارات بصفتها عضواً في المجموعة.
ومثلت اجتماعات رؤساء المكاتب الإحصائية الوطنية لمجموعة "بريكس"، منصة فعالة لصناع القرار والخبراء العالميين في مجالات الإحصاء والبيانات الضخمة، لتبادل المعرفة واستكشاف فرص التعاون والشراكات، والاطلاع على أبرز التقنيات العلمية والمبتكرة ذات الصلة بالعمل الإحصائي، وتنفيذ مشاريع ومبادرات مثمرة، لدعم عمليات التقييم المستمر للاحتياجات المتجددة على مستوى العالم. جسور تواصل وأكدت حنان منصور أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، أن المشاركة في هذا الحدث المهم، تمثل فرصة لبناء جسور التواصل والشراكات الفعالة مع المكاتب الإحصائية الوطنية لمجموعة "بريكس"، وتعزيز بناء أنظمة إحصائية عالمية ومبتكرة، لتوظيف البيانات والاعتماد على الإحصاءات الموثوقة ذات الجودة العالية، وإبراز نموذج دولة الإمارات الرائد في التحول الرقمي، وتطبيق الحلول التكنولوجية المتقدمة، لتحقيق التميز الإحصائي لخدمة البرامج التنموية، ودعم الاحتياجات المستقبلية ومواجهة التحديات العالمية.وأشارت إلى التزام الدولة والمجتمع الإحصائي فيها، بالتحسين المستمر لجودة الإحصاءات الوطنية، من خلال توظيف أدوات جديدة وأساليب حديثة، لضمان نشر بيانات موثوقة للرقم الإماراتي الموحد، عبر أنظمة إحصائية تتسم بالكفاءة والتكيف والمرونة في مواجهة المتغيرات مع الحفاظ على أعلى معايير النزاهة.
وأعربت عن تطلعها إلى بناء شراكات فعالة مع المكاتب الإحصائية الوطنية لمجموعة "بريكس"، مع اقتراب بدء تفعيل عضوية دولة الإمارات في اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة للفترة 2025-2028، لتطوير المجتمعات الإحصائية وبناء القدرات والكفاءات، وتبادل الخبرات في مجالات الحوكمة الإحصائية واستخدام البيانات الضخمة وعلوم البيانات في إنتاج الإحصاءات الرسمية. تقرير إحصائي وتم خلال الاجتماع، الإعلان عن إصدار "التقرير الإحصائي المشترك لمجموعة "بريكس" 2024"، الذي شارك في إعداده ممثلو المكاتب الإحصائية الوطنية لدول المجموعة، ويضم أهم الإحصاءات والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء، مثل الناتج المحلي الإجمالي، والتضخم والأرقام القياسية لأسعار المستهلك، ومؤشرات السكان والعمالة والبطالة وغيرها.
في سياق متصل، عقد وفد الدولة، اجتماعات ثنائية مع الدكتور سوراب جارج أمين عام وزارة الإحصاء وتنفيذ البرامج في جمهورية الهند، وماو شنغيونغ نائب مفوض المكتب الوطني الصيني للإحصاء، لمناقشة تطوير الأنظمة الإحصائية، وسبل تعزيز دور الإحصاء والبيانات في استشراف المستقبل على مستوى القطاعات الحيوية، وتوظيف أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي البديلة في جمع وتحليل بيانات شاملة لدعم عمليات اتخاذ القرار والتخطيط الاستراتيجي.