جريدة الوطن:
2025-04-02@11:34:33 GMT

نحو التحول إلى بنوك «ميتا»

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

نحو التحول إلى بنوك «ميتا»

أحدث العصر الرَّقمي تغييرات عميقة في العالَم المصرفي، حيث أصبح العملاء يطالبون بتوفير المزيد من الراحة والخصوصيَّة والأمان من قِبل مزوِّدي الخدمات الماليَّة. وقَدِ استجابت البنوك لهذا التحدِّي من خلال تقديم المزيد من التسهيلات الرقميَّة، وتبسيط تعاملاتها، وإطلاق بنوك رقميَّة، وتأسيس أنظمة لتكوين الشراكات.

ولكن يظلُّ التحوُّل الرَّقمي للخدمات المصرفيَّة عمليَّة مستمرَّة لَمْ تنتهِ بعد. كذلك نشهد ظاهرة جديدة ستُعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها النَّاس ويعملون ويلعبون ويستهلكون من خلال الميتافيرس.
الميتافيرس هو عبارة عن شبكة واسعة النطاق وقابلة للتشغيل البيني مكوّنة من عوالم افتراضيَّة ثلاثيَّة الأبعاد يتمُّ تقديمها في الوقت الفعلي، ويُمكِن تجربتها مباشرة وفي نفْسِ الوقت من قِبل عددٍ غير محدود من المستخدمين. ولا يقتصر الميتافيرس على منصَّة واحدة أو تطبيق واحد، إذ إنَّه مجموعة من المساحات الافتراضيَّة المترابطة التي تغطِّي مجالات مختلفة، مِثل الألعاب والوسائط الاجتماعيَّة والترفيه والتعليم والتجارة وغير ذلك. وتقدَّر قيمتها بتريليونات الدولارات في المستقبل القريب.
وسيكُونُ للميتافيرس آثار كبيرة على القِطاع المصرفي ودَوْر البنوك، حيث ستكُونُ المعاملات والعمليَّات الماليَّة الأخرى عنصرًا حاسمًا في تفاعلات الميتافيرس. وسيحتاج المستخدمون إلى القيام بعمليَّات تبادل عَبْرَ عوالم افتراضيَّة مختلفة، باستخدام أشكال مختلفة من العملات والأصول الرقميَّة. كما ستحتاج البنوك إلى توفير حلول دفع سلسة وآمنة يُمكِنها دعم عملات ومنصَّات متعدِّدة. علاوة على ذلك، ستحتاج البنوك إلى تقديم منتجات وخدمات جديدة تُلبِّي الاحتياجات والتفضيلات المُحدّدة لمستخدمي الميتافيرس، مِثل التحقُّق من الهُوِيَّة وحماية البيانات وإدارة الثروات والإقراض والتأمين وغير ذلك. يجِبُ ألَّا تكُونَ البنوك سلبيَّة أو مقاومة لهذا التغيير، بل يجِبُ أن تتبنَّاه كفرصة للوصول إلى عملاء جُدد، ولتوفير عروض قيِّمة جديدة، وتوليد تدفقات جديدة للإيرادات. للقيام بذلك، يجِبُ على البنوك اتِّباع خطَّة لِتصبحَ «بنوك ميتا» من أجْلِ خدمة الاقتصاد الحقيقي بالإضافة إلى الاقتصاد الرَّقمي المتنامي.
ويجِبُ أن تساعدَ هذه البنوك العملاء على الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الافتراضي من خلال تسهيل تحويل الأموال الورقيَّة إلى عملات وأصول رقميَّة، والعكس صحيح. ويجِبُ على بنوك ميتا أيضًا توفير التعليم والتَّوجيه حَوْلَ كيفيَّة استخدام وإدارة العملات والأصول الرقميَّة في الميتافيرس.
كذلك يجِبُ أن تنشئَ بنوك ميتا وجودها الخاصَّ في الميتافيرس من خلال الشراكة مع المنصَّات الحاليَّة التي يُمكِنها استضافة فروعها الافتراضيَّة. علَيْها أن تقدِّمَ تجربة عملاء سلسة وغامرة تستفيد من قدرات الميتافيرس ومن الذَّكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضَّخمة لتوفير خدمات مخصَّصة للعملاء في الميتافيرس.
يجِبُ علَيْها أيضًا ألَّا تقتصرَ على تكرار منتجاتها وخدماتها الحاليَّة أو تكييفها في الميتافيرس، بل علَيْها استكشاف الاحتمالات والفرص الجديدة التي يوفِّرها الميتافيرس. يجِبُ أن تجربَ بنوك ميتا نماذج الأعمال الجديدة ومصادر الإيرادات التي يتمُّ تمكينها بواسطة الميتافيرس، مِثل إنشاء الأصول الرقميَّة أو الاستثمار فيها، ورعاية الأحداث الافتراضيَّة أو استضافتها، وتقديم ميزات مصرفيَّة أو خدمات مصرفيَّة اجتماعيَّة، وغير ذلك.
إنَّ الميتافيرس ليس سيناريو بعيدًا أو افتراضيًّا، ولكنَّه حقيقة تتشكَّل بالفعل. يجِبُ على البنوك التي ترغب في أن تظلَّ ذات صلة وتنافسيَّة في العصر الرَّقمي أن تبدأَ في الاستعداد لهذا التغيير الآن، من خلال تحوُّلها لبنوك (ميتا) يُمكِنها خدمة عملائها مع تطوُّر احتياجاتهم في عالَم رقمي متنامٍ.
طلال أبو غزالة
كاتب عربي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال ة التی التی ی

إقرأ أيضاً:

فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا

لا يُعد العمل الفني إبداعًا حقيقيا ما لم يُضف قيمة فنية جديدة، وهذا ما حققه المخرج الأميركي لي وانيل في فيلمه الجديد "رجل ذئب" (Wolf Man) لعام 2025. ففي هذه النسخة، لم يكن تحوّل البطل إلى ذئب غاية في حد ذاته، كما هو معتاد في أفلام المستذئبين، بل كان تجليًا لأزمة وجودية تتعلق بالماضي والحاضر الذي يعيشه البطل.

تخلى وانيل عن الصورة النمطية للمستذئب ذي الشعر الكثيف والملامح الحيوانية البارزة، وفضّل استخدام جسد البطل ذاته كوسيط بصري للتحول، ليجعل من هذا التحول مجازًا فنيًا يعكس معاناة رجل مثقل بذكريات طفولة قاسية وواقع أسري مضطرب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟list 2 of 24 أفلام عائلية للمشاهدة مع أطفالك في العيدend of list

ويُعد هذا الفيلم إعادة تصور حديثة لفيلم "الرجل الذئب" (The Wolfman)، الذي أخرجه جو جونستون عام 2010 وتدور أحداثه في أوائل القرن التاسع عشر.

لقد تطور مفهوم "الرجل الذئب" في الأدب والسينما على مدى قرون، لكن ظهوره السينمائي منحه طابعًا جماهيريا استند إلى اللعب الهوليودي التقليدي على مخاوف الإنسان البدائية من الوحوش والظلام، وحتى الدماء.

الرجل الذئب في الأدب والسينما

تعود أقدم الإشارات إلى تحول البشر إلى ذئاب إلى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا في كتاب التحولات للشاعر الروماني أوفيد، حيث يروي حكاية الملك "ليكاون" الذي حوّله كبير الآلهة زيوس إلى ذئب عقابًا على كفره وجحوده.

إعلان

وفي العصور الوسطى، ظل موضوع المستذئبين حاضرًا كما يظهر في رواية "بتر الأنف" للكاتبة الفرنسية ماري دو فرانس في القرن الثاني عشر، التي تحكي عن رجل نبيل يتحوّل إلى مستذئب بعد أن تخونه زوجته.

شهد القرن التاسع عشر انفجارًا في أدب الرومانسية والخيال والمخلوقات الخارقة، وكان للذئاب فيها حضور لافت. من أبرز تلك الأعمال "زعيم الذئاب" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، و"فاغنر الذئب الضاري" (1847) للروائي والصحفي البريطاني جورج دبليو إم رينولدز، وكلاهما استخدم شخصية الذئب في سرد يجمع بين الرعب والعاطفة.

أما أول تجسيد سينمائي لمفهوم الرجل المستذئب، فكان في فيلم "ذئب لندن" (Werewolf of London) عام 1935، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع فيلم "الرجل الذئب" (The Wolf Man) عام 1941، والذي وضع الأسس التي سار عليها كثير من صناع أفلام الرعب لاحقًا، مثل فكرة التحول عند اكتمال القمر والتأثر بالفضة، وهي عناصر أصبحت من ثوابت تراث المستذئبين في الثقافة الشعبية.

ويثير اختيار الذئب تحديدًا دون غيره من الحيوانات المفترسة تساؤلًا مهما: لماذا الذئب؟ ربما تكمن الإجابة في التشابه اللافت بين الذئاب والبشر في السلوك الاجتماعي خاصة، إذ تعيش الذئاب في قطعان منظمة، تقوم على الولاء والتسلسل الهرمي، تمامًا كالمجتمعات البشرية. كما أن خروج الذئب للصيد يوازي حياة الإنسان البدائية حين كان يعتمد على الصيد والالتقاط.

وفي العديد من الثقافات، تعد الذئاب مساحة خوف خالصة باعتبارها تهديدات محتملة للإنسان وللماشية، مما دفع الإنسان لتحوّل شكلي تضمّن قوة جبارة وغضبا لا يمكن السيطرة عليه. ولعل الأصل في ذلك التحول قد داعب الخيال السينمائي لأول مرة مع مشهد شخص أصيب بالسعار بعد "عضة كلب"، فتحوّل سلوكه إلى ما يشبه سلوك الذئب.

ذئب شرس وأب طيب

عرض فيلم "الرجل الذئب" 2010 و"الرجل الذئب" 2025 أسطورةَ الذئب الكلاسيكية، لكنهما يختلفان بشكل كبير في البيئة وتركيز الشخصية والعمق الموضوعي.

إعلان

تدور أحداث النسخة الأصلية من فيلم "الرجل الذئب" في إنجلترا عام 1891، وتحكي قصة لورنس تالبوت، الممثل الشهير الذي يعود إلى قريته بلاكمور عقب الوفاة الغامضة لشقيقه، في حبكة تجمع بين الرومانسية والرعب الكلاسيكي.

أما نسخة عام 2025، فتنتقل إلى الريف المعاصر في ولاية أوريغون الأميركية، حيث يرث بليك لوفيل (يؤدي دوره كريستوفر أبوت) منزل طفولته، وينتقل للعيش فيه مع عائلته على أمل بدء حياة جديدة تساعده في تجاوز أزماته الزوجية ومواجهة ذكريات الطفولة المؤلمة التي جمعته بوالده.

في نسخة 2010، يواجه لورنس تالبوت أيضًا ماضيا قاسيا، يشمل وفاة والدته وابتعاده عن والده السير جون تالبوت. ومع عودته إلى مسقط رأسه، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذه الجراح القديمة، والتي تتعقّد مع تحوله إلى رجل ذئب.

يتعامل بليك في نسخة 2025 مع التوترات العائلية، وخاصة مع زوجته شارلوت (الممثلة جوليا غارنر)، وإرث والده المنفصل عنه جرادي (الممثل سام جايغر)، ويعمل تحوله إلى ذئب كاستعارة للصدمة الموروثة والخوف من أن يصبح مثل والده.

تركز القصة في النسخة القديمة من الرجل الذئب على ما يسببه التحول من رعب لعالمه الخارجي، كما تجسد صراعه مع وحشه الداخلي، وفي النسخة الأحدث، يغوص صناع العمل عميقا في الجوانب النفسية لتحول البطل إلى ذئب، إذ يتابع المشاهد التغيير التدريجي لبليك مع التركيز على رعب الجسد وتآكل إنسانيته، مما يشير إلى قسوة الأزمة النفسية التي يعاني منها وهشاشة حالته.

ويتجلى الخصم الرئيسي في شخصية الأب بنسخة عام 2010، الذي يتبيّن لاحقًا أنه هو نفسه مصدر اللعنة التي حولت ابنه إلى مستذئب، لتبلغ ذروة الصراع في مواجهة دامية بين الأب والابن، محمّلة برمزية عميقة لصراع الأجيال.

أما في النسخة المعاصرة، فينقلب المشهد؛ إذ يتمثل العدو في كائن خارجي يهاجم البطل ويسيطر عليه من الداخل. وعلى مدى نحو ثلث زمن الفيلم، يناضل البطل لحماية أسرته من ذلك الوحش الكامن في داخله، أو من ذاته، حتى وإن كلفه ذلك حياته.

يقف الفيلمان على طرفي رمزين متباينين: في النسخة القديمة، ترمز اللعنة إلى عبء الإرث العائلي والمصير المحتوم، في حين تعكس النسخة الجديدة قلق البطل من التحول إلى نسخة أخرى من والده. وكلا الفيلمين يعيدان إحياء واحدة من أبرز الثيمات التي طغت على الثقافة الغربية في ستينيات القرن الماضي، وهي ثيمة "قتل الأب"، لا بمعناها الحرفي، بل بوصفها تمردًا على الميراث الذكوري التقليدي وسعيًا للتحرر من سلطته الرمزية والثقافية.

إعلان أزمة إيقاع

قدّم المخرج لي وانيل في نسخة 2025 معالجة بصرية مميزة لتحول البطل إلى ذئب، أضافت عمقا فنّيا واضحا، لكنه لم ينجح في الحفاظ على إيقاع متوازن؛ إذ بدأ الفيلم بسرعة لافتة، ثم تباطأ بشكل ملحوظ خلال مشاهد التحول الجسدي المفصلة، مما أضعف تماسك التجربة.

تميز وانيل أيضا في توظيف عناصر البيئة المحيطة، مثل الظلام والغابة الكثيفة، لخلق أجواء رعب فعّالة مدعومة بتصوير ذكي لتفاصيل الوجوه وردود الأفعال. وقدّم كريستوفر أبوت أداءً مفعمًا بالألم الداخلي حتى في لحظات الصمت، في وقت انسجم فيه الحزن الطبيعي في ملامح جوليا غارنر مع النبرة الكئيبة التي طغت على أغلب مشاهد الفيلم.

مقالات مشابهة

  • استقالة مفاجئة لرئيسة أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا
  • منظومة الصناعة والثروة المعدنية تستعرض أحدث الابتكارات الصناعية في معرض التحول الصناعي العالمي “هانوفر ميسي 2025”
  • “منظومة وزارة الصناعة” تستعرض أحدث الابتكارات الصناعية
  • وزير الاتصال: يجب التحلي باليقظة الإعلامية لكشف تزييف الحقائق التي تنتهجها الأطراف المعادية للجزائر
  • أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء ويتابع الحالة المطرية التي شهدتها المحافظة
  • أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء عقب الحالة المطرية التي شهدتها
  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو
  • الصين تعتزم ضخ 69 مليار دولار في أربعة بنوك حكومية كبرى لديها لتعزيز رأس المال
  • البنوك ترفع الطوارئ في العيد.. سحب 24 مليار جنيه من الـATM خلال 4 أيام