عضو بـ«النواب»: اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة انتصار كبير للدبلوماسية المصرية
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن سريان اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، التي باتت حيز التنفيذ رسميًا، بعد تمسك إسرائيل باستمرار طيرانه الحربي في سماء غزة حتى يتم تسليم أسماء الأسرى الإسرائيليين، بادرة أمل وانتصار كبير للدبلوماسية المصرية بمعاونة ودعم الأطراف الإقليمية التي كانت سبب رئيسي في حلحلة الأزمة واتخاذ قرار توقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أكثر من عام، عاش أهالي غزة على أتلال من الأنقاض وأيضًا داخل الخيام وسط الاستهداف المباشر.
وأضاف «عمار» في بيان له، أن تاريخ المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل اتخذ مسارات عديدة ومراحل مختلفة ما بين التعنت من قبل حكومة بنيامين نتنياهو الذى خرق كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وأصر على معاركه العسكرية التي لم تقتصر على حدود غزة بل طالت أراضي عربية، بعدما انتهك سيادتها وأصر على التوغل في الجنوب اللبناني للثأر من أذرع حزب الله، فقد نفذت تل أبيب جرائم اغتيالات عدة زادت من اشتعال المشهد الإقليمي وساهمت في اتساع دائرة الصراع بالمنطقة وكانت لها عواقب وخيمة دفعت مصر على إثرها فاتورة ضخمة.
غرفة دائمة لمتابعة الأزمةوأشار عضو مجلس النواب، إلى مصر لعبت دورًا محوريًا تجاه الأشقاء الفلسطينيين فإنها لم تدخر جهدًا منذ اليوم الأول للأزمة لمحاولة احتوائها على كافة المستويات، حيث شكلت مصر غرفة دائمة لمتابعة الأزمة والتي ارتكز عملها منذ اللحظة الأولى على ضرورة تكثيف دخول المساعدات لأهالي القطاع للتخفيف من وطأة الحرب، لافتًا إلى أن الدبلوماسية المصرية نجحت في تشكيل ضغط على حكومة نتنياهو بل وشكلت ضغط عالمي لفتح معبر رفح من الجانب المصري على مدار الساعة لإدخال المساعدات واستقبال جرحى والمصابين.
وأوضح أن دور مصر تاريخي لدعم القضية الفلسطينية لكنها نجحت في هذه المحنة بأن تكون الدولة الأكثر التزامًا بواجباتها العربية أمام الشعب الفلسطيني الذى عاش محنة صعبة للغاية، بعدما تخلت دول الغرب عن مسؤولياتها أمام وطبقت المعنى الحقيقي لمفهوم ازدواجية المعايير إزاء ما يرتكب بحق الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة طيلة أكثر من عام، لكن الدور المصري لم يترك فرصة لكشف هذه الازدواجية أمام المحافل الدولية التي ساهمت في تأجيج الموقف لدى الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفلسطينيين وقف إطلاق النار غزة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ترامب ومائة يوم في الحكم
مائة يوم مرّت على تسلّم دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت هذه الأيام، ولو جزئيا، ولو أوليّا، ما يمكن أن يُنجزه ترامب خلال أربع السنوات لإدارته الراهنة. فقد تكشفت بأن تهديداته، وما يلوّح به من تغيير، لم يقم على دراسة استراتيجية، أو خطط مدروسة معدّة للتنفيذ.
فهو يعتمد على نمط من الحرب النفسية، أو إخافة من يتوجّه إليهم، في تحقيق ما يطلبه منهم، فإذا قوبل برفض ومعارضة، أو واجه مقاومة مبطنة بالمساومة، فلا حرج عنده من التراجع، أو التقدّم بطلبات أخرى. فهذا ما حدث له، مثلا، مع عدد من الدول الحليفة لأمريكا، أو غير الحليفة، وهو يعالج رفع الرسوم الجمركية. وقد تراجع متخذا قرارا لتنفيذ وعده بعد تسعين يوما، طبعا قابلة للتمديد، بل هي قابلة أيضا للتراجع بعد مفاوضات.
الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وهذا ما حدث له بالنسبة إلى مطالباته من كندا والمكسيك وبنما، أو ما سيحدث له في مطالبته بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم لعبور قناة السويس. بل يمكن اعتبار تخليه عما فرضه على نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلا آخر على تردّده، أو في الأصح على عدم ثباته على الموقف، وتحويل ما حققه من نجاح إلى فشل، وذلك عندما عاد ليعطي الضوء الأخضر لنتنياهو الذي أطلق العنان لحرب إبادة ثانية، كانت نتيجتها عزلة عالمية، إذ لم تؤيدّهما دولة واحدة في العالم.
وبهذا عاد ترامب إلى سياسة متردّدة مرتبكة، بين المضيّ في تغطية سياسة نتنياهو الخرقاء الفاشلة من جهة، وبين الضغط مرّة أخرى لوقف إطلاق النار، لكن بازدواجية راحت تراوح بين المفاوضات واستمرار الحرب.
ترامب وطاقمه التنفيذي منحازون تماما للكيان الصهيوني، وقد وصل التطرّف بهم إلى المطالبة بترحيل فلسطينيي غزة، ودعك من المزحة السخيفة المتعلقة بتحويلها إلى "ريفييرا". ثم أضف التناقض الصارخ في نهج ترامب وإدارته للسياسة أو الحرب، عندما يصرّ على ضرورة إطلاق الأسرى جميعا، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلّا بوقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي تقبل بها المقاومة.
وهذا الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من هنا يحق توقع التقلّب والتذبذب والفشل لترامب على مستوى عام، كما على المستوى الفلسطيني، ولا سيما إذا لم يحسم في وضع حدّ لنتنياهو المأزوم، والآخذ بأمريكا والغرب إلى العار، وتغطية جرائم الإبادة.