الصحف الأجنبية اليوم.. تبادل أسرى حماس وإسرائيل وفرحة الفلسطينيين.. وعود ترامب في أول خطاب رئيسي له من واشنطن
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سلطت الصحف العالمية اليوم، الاثنين، الضوء على أبرز الأحداث والقضايا المتنوعة التي تشكل محط اهتمام عالمي مثل وقف اطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وإسرائيل في غزة وتبادل الأسرى، إضافة إلى تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، كما تناولت بشكل موسع تطورات النزاع في أوكرانيا.
وقف اطلاق النار في غزةرصدت العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، سريان المرحلة الأولى من هدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما رصدت في الوقت نفسه فرحة الشعب الفلسطيني في غزة، إلى جانب تركيزها لعملية إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع.
فقد سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على إطلاق سراح حوالي 90 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين سلمتهم حماس إلى إسرائيل، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا.
وكما أبرزت احتفال آلاف الأشخاص الذين أطلق سراح معظمهم في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين من سجن عوفر في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بالأسرى، ملوحين بأعلام فلسطين وحركة حماس. وانتظرت الأمهات والآباء والأشقاء والأصدقاء لساعات في البرد لاحتضان أحبائهم كجزء من الاتفاق.
ومن بين المفرج عنهم شذى جرابعة (24 عاما)، التي ألقي القبض عليها بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي انتقدت فيه 'وحشية' الحملة الإسرائيلية في غزة. 'أنا سعيد جدًا! الحمد لله أنني بالخارج. لقد عاملوني معاملة سيئة للغاية في السجن. وقالت لصحيفة الجارديان: 'كان الأمر فظيعًا'.
فيما ذكرت "بوليتيكو" أنه مع بقاء يوم واحد فقط على انتهاء رئاسة جو بايدن وبدء خروج الرهائن الإسرائيليين من غزة، أكد نائب مستشار الأمن القومي جون فينر أن رئيسه يستحق الفضل في وقف القتال.
قال فينر لجوناثان كارل يوم الأحد في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC: "هذه الصفقة هي في الحقيقة الصفقة التي طرحها في مايو".
وقال فاينر: "إن اهتمام العالم والصحافة وربما حتى الحكومات الأخرى في جميع أنحاء العالم قد تحول إلى قضايا أخرى". "لكن الرئيس بايدن، حرفيًا كل يوم تقريبًا، كان يتصل بجيك سوليفان أو بي أو بآخرين في فريقنا ويطلب تحديثًا بشأن الصفقة، وما يمكنه فعله للمساعدة في دفع الأمور إلى الأمام، ومن يمكنه نشره في المنطقة، ومن سيعينه؟ يمكن الاتصال على الهاتف."
وتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم الأحد. كما بدأت شاحنات المساعدات تتدفق عبر غزة. ويؤدي الاتفاق إلى وقف إطلاق نار مبدئي مدته ستة أسابيع، ومن المقرر أن يتم خلاله إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية (بعضهم مات) ومئات السجناء الفلسطينيين. ومن المقرر أن تجرى المفاوضات بشأن اتفاق طويل الأمد في الأسابيع المقبلة.
وكان فريق بايدن يعمل على وقف إطلاق النار منذ أشهر مع قطر ومصر.
قال فاينر: "لم يفلت الأمر من انتباهه أبدًا". لقد كان إصراره حقًا هو الذي أدى في النهاية إلى اليوم الذي سنشهده اليوم والفرصة لمستقبل أفضل في المنطقة التي يفتحها هذا الأمر”.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه مع بدء وقف إطلاق نار "هش" في غزة لم تحقق "إسرائيل" هدفها الأساسي من الحرب وهو تدمير حماس، وفق تعبيرها.
وأضافت: إن حماس ذات جذور عميقة في غزة واتفاق وقف إطلاق النار قد يعزز مكانتها"، وأوضحت "لا تهديد لمكانة حماس في غزة حتى لو تم استبعادها من أي حكومة محلية مستقبلية".
تنصيب ترامبأبرزت الصحف الأجنبية أول خطابٍ رئيسي لترامب في واشنطن منذ خطابه في السادس من يناير عام 2021، الذي سبق اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.
وخلال خطابه في واشنطن بين أنصاره، تعهد ترامب بالعمل بسرعة غير مسبوقة، وبإصدار أوامر تنفيذية كثيرة في الأيام الأولى. وقال إنه سيتخذ قرارات تنفيذية حاسمة وسريعة بحيث يحل المشاكل التي تواجه بلاده.
وقالت صحيفة "الجارديان" وعد دونالد ترامب بالعمل "بسرعة وقوة تاريخيتين" عندما يعود إلى البيت الأبيض يوم الاثنين، مطبقا وابلا من الأوامر التنفيذية التي تستهدف الهجرة غير الشرعية وأولويات يمينية أخرى.
وأعلن ترامب يوم الأحد خلال عودته منتصرا إلى واشنطن، حيث نظم “مسيرة انتصار” صاخبة مع آلاف المؤيدين في ساحة رياضية بوسط المدينة: “لقد فزنا، لقد فزنا”. "يا له من شعور جيد. نحن نحب الفوز، أليس كذلك؟ سنجعل بلادنا أعظم من أي وقت مضى”.
وقال: «اعتبارًا من الغد، سأتصرف بسرعة تاريخية من القوة وأصلح كل أزمة تواجه بلادنا».
“كل أمر تنفيذي جذري وأحمق لإدارة بايدن سيتم إلغاؤه في غضون ساعات من أداء اليمين الدستورية. ستستمتع كثيرًا بمشاهدة التلفاز. قال أحدهم بالأمس، لا توقع مع الكثير من اللاعبين في يوم واحد، فلنفعل ذلك على مدار أسابيع. فقلت، مثل الجحيم… لا، سنفعلها غدًا”.
كما أعلنت صحيفة "واشنطن بوست", أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أوصاه بإقالة دبلوماسيين كبار في وزارة الخارجية.
وقالت مصادر، إن هذه الإجراءات تهدف إلى إظهار "النأي التام" عن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، وفقا لروسيا اليوم.
وذكرت أن "عشرات الدبلوماسيين" سيستقيلون ظهر 20 يناير بعد تلقي تعليمات من مساعدي ترامب.
وبين المشمولين بالإقالة نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية جون باس، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة جيفري بايت.
وقال أحد الدبلوماسيين الذين طلب منهم الاستقالة للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، إن فريق ترامب تعامل مع الأمر "بشكل مهني".
وأوضح أن الإدارة الجديدة "تريد أن يكون لديها أشخاص عملت معهم سابقا".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن سيترك للرئيس المنتخب دونالد ترامب، رسالة متبعا بذلك التقاليد الرئاسية لنقل الحكم.
ووفق الشبكة، فإنه قبل أربع سنوات، عندما غاب ترامب عن حفل تنصيب بايدن بعد رفضه الاعتراف بفوزه، كشف الأخير أن ترامب اتبع أحد التقاليد الرئاسية بترك رسالة له على مكتبه في البيت الأبيض.
ورغم أنه لم يتم الكشف عن محتويات الرسالة، إلا أن بايدن وصفها بأنها كانت "سخية جدا".
وحسبما قالت "سي إن إن" فإن ترامب فتن بالرسالة التي تركها له الرئيس السابق باراك أوباما عندما تولى منصبه.
فيما أشارت الصحيفة أيضا إلى أن ترامب مساعديه بتنظيم مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أيام قليلة من تنصيبه.
وذكرت القناة نقلا عن مصادر مطلعة أن "الرئيس المنتخب دونالد ترامب كلف مساعديه بتنظيم مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام القليلة المقبلة بعد أدائه اليمين الدستورية".
ووفقا لـ"سي إن إن"، ستتمحور المحادثة حول عقد لقاء شخصي بين الزعيمين في الأشهر المقبلة بهدف "محاولة وضع حد للحرب في أوكرانيا".
وأضافت القناة أنه ما يزال من غير الواضح ما إذا تم تحديد موعد لإجراء المكالمة.
التطورات في أوكرانيا
تناولت الصحف الغربية، مثل "نيويورك تايمز" تصاعد المعارك في أوكرانيا وتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار.
وفي ظل الهجمات المستمرة من قبل القوات الروسية على مدن أوكرانية، يتزايد الضغط الدولي على الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات. وتشير التقارير إلى أن الوساطات من قبل الأمم المتحدة وحلفاء أوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحاول العمل على وقف التصعيد وتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمادية. ورغم هذه الدعوات، يبقى التقدم في محادثات السلام بطيئًا جدًا.
ومع ذلك، تؤكد الصحف أن فرص وقف الحرب تظل ضئيلة في الوقت الحالي بسبب تعنت الأطراف المتورطة. الحكومة الأوكرانية، برئاسة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تتمسك بموقفها بعدم قبول أي اتفاقية سلام من شأنها أن تمنح روسيا مكاسب الأراضي التي تم الاستيلاء عليها.
ومن ناحية أخرى، ترفض روسيا التنازل عن أهدافها العسكرية في أوكرانيا، مما يعقد أي تقدم نحو حل شامل.
كما سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الضوء على المكاسب العسكرية التي حققتها القوات الروسية في الآونة الأخيرة في حرب أوكرانيا، والتي تدخل عامها الثالث بعد أيام.
وأشارت «الجارديان» في تقرير إخباري إلى أن معظم هذه المكاسب تركزت في منطقة دونيتسك طبقا لما ذكرته وزارة الدفاع الروسية، موضحة أن القوات الروسية في الوقت الحالي أصبحت تسيطر على منطقتين إضافيتين في شرق أوكرانيا إلى جانب المناطق التي تمكنت من بسط سيطرتها عليها منذ بداية الحرب.
ولفت التقرير، إلى أن الجانب الأوكراني لم يصدر أي بيانات حول سقوط المنطقتين تحت سيطرة القوات الروسية، مكتفيا بالقول إن قتالا عنيفا يدور بين الجانبين عند مدينة بوكروفيسك.
فيما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا مطولًا أكدت فيه أن واشنطن تدرك أن روسيا ستحتفظ بالمناطق الـ4 الجديدة.
وكتبت الصحيفة: "في حال التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في أوكرانيا، ستحتفظ روسيا بجميع الأراضي المحررة، وهذا أمر مفهوم في إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
كما أشار المقال إلى أن معظم مسئولي إدارتي بايدن وترامب يدركون أن روسيا "ستحتفظ بـ20% من أوكرانيا"
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس ترامب غزة الرئيس الأمريكي المنتخب المزيد المنتخب دونالد ترامب الرئیس الأمریکی وقف إطلاق النار القوات الروسیة فی أوکرانیا إطلاق سراح جو بایدن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطاب الرئيس في ذكرى الصمود
في سياق الصراع المستمر بين المركز الإمبريالي والأطراف الواقعة تحت سطوته، يبرز خطاب الرئيس مهدي المشاط، بوصفه تحدياً مباشراً للهيمنة الأمريكية في المنطقة. هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا، فنزويلا، وإيران، فإنّ الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً، اقتصادياً، أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة.
العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع “جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية” للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة “التنمية المستقلة” التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحدّ الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبّق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة، وفرض الحصار عليها، لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع، أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأنّ اليمن “كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة”، وهو استدعاء يحمل بُعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية.
في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجلّ للأحداث، بل هو سجلّ لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم “المبتلين بمرض المسارعة”، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.