بلغت الاستثمارات الإجمالية في ميناء صحار والمنطقة الحرة بصحار 30 مليار دولار أمريكي، مع تحقيق قفزة نوعية العام الفائت، عبر استقطاب مشروعات جديدة تجاوزت قيمتها 4 مليار دولار أمريكي، شملت اتفاقية بقيمة 1.35 مليار دولار لإنشاء أكبر منشأة لإنتاج البولي سيليكون في الشرق الأوسط، ومشروعا بقيمة 1.6 مليار دولار لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال باستخدام الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى اتفاقية بقيمة 600 مليون دولار لإنشاء أول مصنع لتركيز خام الحديد في سلطنة عُمان.

تعكس هذه المشروعات التزام ميناء صحار بتعزيز الابتكار وتبني تقنيات الطاقة النظيفة، مما يرسخ مكانته كمركز استراتيجي للصناعات المستدامة في المنطقة. واحتفل ميناء صحار والمنطقة الحرة أمس في فندق كراون بلازا القرم بأدائه المتميز لعام 2024 خلال الحفل السنوي لاستقبال الشركاء تحت شعار "ربط التجارة، وصناعة الفرص"، في حدث سلط الضوء على مكانة الميناء كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية لسلطنة عُمان، ودوره المحوري في دعم أهداف التنويع الاقتصادي لـ"رؤية عُمان 2040".

ارتفاع مناولة البضائع

وقد أظهر الأداء التشغيلي لعام 2024 نموا متسارعا ومرونة تشغيلية، حيث استقبل الميناء أكثر من 3000 سفينة، وارتفعت مناولة البضائع العامة بنسبة 77% مقارنة بالعام السابق، في حين سجلت مناولة الحاويات زيادة بنسبة 15%، وارتفعت عمليات المسافنة بنسبة 19%. أما المنطقة الحرة في صحار، فقد واصلت تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للاستثمارات الصناعية واللوجستية، حيث وصلت نسبة إشغال الأراضي إلى 85%، مما يعكس الطلب المتزايد من المستثمرين الحاليين والجدد.

وقال الرئيس التنفيذي لميناء صحار، إيميل هوخستيدين: "يعد ميناء صحار والمنطقة الحرة مركزا لوجستيا للتنويع الاقتصادي في سلطنة عمان ومنصة عالمية للابتكار والاستدامة. ونحن نحتفل بعشرين عاما من الإنجازات، نفخر بنجاحنا في بناء منظومة متكاملة تستقطب الاستثمارات النوعية وتعزز القدرة التنافسية لعُمان على المستوى الإقليمي والعالمي. ومع المضي قدما، سنواصل مواءمة جهودنا مع "رؤية عُمان 2040"، لتعزيز التنمية المستدامة واستكشاف فرص جديدة تسهم في ترسيخ مكانة عُمان كوجهة اقتصادية عالمية".

من جانبه، أوضح محمد بن علي الشيزاوي، القائم بأعمال المنطقة الحرة بصحار بأن المنطقة ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات النوعية، حيث تمثل بيئة ديناميكية تتيح للشركات الازدهار في إطار منظومة مترابطة ومتطورة. مضيفا: "تم في عام 2024، توقيع على 9 اتفاقيات على مساحة 130 هكتارا من الأراضي، باستثمارات إجمالية بلغت 1.8 مليار دولار، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون لبيئتنا الاستثمارية المتكاملة. ومن خلال تطوير البنية التحتية ومشروعات التوسعة، وتبني أحدث التقنيات، وتوفير الحوافز النوعية، نواصل تمكين شركائنا من تحقيق أقصى إمكاناتهم والمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام لعُمان".

تحالف إزالة الكربون

وفي إطار التزامه بالاستدامة، انضم ميناء صحار في عام 2024 إلى تحالف إزالة الكربون الصناعي، واستمر في تفعيل مبادرة "ميثاق ميناء صحار والمنطقة الحرة للحياد الصفري"، الذي يجمع 12 شركة للتعاون في تحقيق أهداف الحياد الكربوني. كما شهد العام توسعا في استخدام الوقود الحيوي والهيدروجين لتقليل الانبعاثات البحرية، إلى جانب شراكات استراتيجية لتحسين كفاءة الوقود واستدامته.

وحظيت إنجازات ميناء صحار بتقدير إقليمي وعالمي، حيث نال جائزة الحماية البيئة ضمن جوائز "ماريتايم ستاندرد"، وجائزتين للتميز في الصحة والسلامة من الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث (روسبا)، بالإضافة إلى تكريم في يوم اللوجستيات العماني. وعلى صعيد التنمية البشرية، أسهم ميناء صحار في دعم أكثر من 36 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز مكانته كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في سلطنة عُمان. كما تم التركيز على تنمية الكفاءات الوطنية من خلال برامج تدريبية مبتكرة تهدف إلى إعداد الكوادر العمانية لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية. وانعكست جهود ميناء صحار والمنطقة الحرة المجتمعية إيجابا على أكثر من 56 ألف مستفيد، من خلال برامج مثل "مسير" الذي يهدف إلى تمكين الشباب العُماني، ومبادرات لدعم التعليم والرعاية الصحية في المجتمعات المحلية. ومع تطلعاته المستقبلية، يبقى ميناء صحار والمنطقة الحرة ملتزما بالابتكار والنمو المستدام، وتوسيع آفاق الاستثمار، وخلق فرص اقتصادية واجتماعية تتماشى مع أهداف "رؤية عُمان 2040"، مما يعزز مكانة عُمان كوجهة اقتصادية واستثمارية رائدة على المستوى الإقليمي والعالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: میناء صحار والمنطقة الحرة المنطقة الحرة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

خسر 113 مليار دولار.. وما زال الأغنى في العالم

البلاد ــ وكالات
قد يبدو من الصعب انهيار ثروة أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، وحتى ابتعاده عن القمة بات مستبعدًا.
وفيما تشهد ثروة الغالبية العظمى من المليارديرات على قائمة “بلومبرغ لأصحاب الثروات” تذبذبًا في ثرواتها وتبادلًا للمراكز على غرار لعبة الكراسي الموسيقية، أصبح ماسك الملياردير المؤسس لشركة “تسلا” خارج هذه اللعبة. وفي التفاصيل، تبخر ربع ثروة ماسك هذا العام وخسر 113 مليار دولار من ثروته، إلا أن جولات التمويل الأخيرة لشركاته الخاصة غير المدرجة في البورصة عوضت جانبًا كبيرًا من الخسائر، وأبقته على قمة هرم الثروة العالمي.
مؤخرًا كانت شركة السيارات الكهربائية “تسلا” المساهم الرئيس في ثروة أغنى رجل في العالم، إلا أنها لم تعد كذلك.
خلال مسيرة ماسك المضطربة، استفادت شركاته الخاصة- سبيس إكس، ومشروع زراعة الدماغ نيورالينك، وشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة XAI– من جولات التمويل الجديدة.

مقالات مشابهة

  • طارق الجيوشي: عمال مصر عصب التنمية في الجمهورية الجديدة
  • وضع حجر الأساس لمشروع "مرسى" لتزويد السّفن بوقود الغاز في ميناء صحار
  • خسر 113 مليار دولار.. وما زال الأغنى في العالم
  • 26% زيادة حجم المناولة في ميناء «دي بي ورلد - السخنة» خلال الربع الأول
  • بعد ساويرس.. طلعت مصطفى تستهدف 17 مليار دولار في مشروع ضخم بالعراق
  • عاجل - الحكومة تقر قانون العلاوات الجديدة.. زيادة مرتقبة للرواتب تبدأ من يوليو بحد أدنى 150 جنيهًا شهريًا
  • العراق يعتزم رفع التبادل التجاري مع إيران إلى 25 مليار دولار
  • محافظ المنوفية يبحث مع مسؤولي الصحة موقف المشروعات الطبية الجديدة بالمحافظة
  • وزير الإسكان يُتابع معدلات تسويق عدد من مشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
  • 565 مليون دولار لإنشاء مصنع إنتاج الخلايا والوحدات الشمسية في "حرة صحار"