قالت وزيرة العمل الفلسطينية إيناس العطاري، إن ريادة الأعمال ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي رؤية لتغيير الواقع، ووسيلة لتمكين الشباب الفلسطيني من إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال كلمة وزيرة العمل، اليوم الاثنين، في جلسة "مستقبل ريادة الأعمال"، بهدف مناقشة دعم ريادة الأعمال التي تُعتبر أحد أبرز المواضيع الحيوية لمستقبل فلسطين، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يسهم في استقرار سوق العمل وديمومته، وذلك بحضور ومشاركة فاعلة من المانحين والمؤسسات الدولية والمحلية التي تُعنى بريادة الأعمال.

وتأتي الجلسة استنادا إلى بوصلة سوق العمل الفلسطيني التي أطلقتها وزارة العمل، لبحث احتياجات سوق العمل من التخصصات والمهن، ومواءمتها مع الأيدي العاملة الفلسطينية المؤهلة والمدربة، بما يواكب التطورات التكنولوجية، وتوجيه جهود المانحين وتوحيدها لدعم قطاع العمل في فلسطين.

واستعرضت عطاري، المحاور الرئيسية التي تركز عليها وزارة العمل في تعزيز ريادة الأعمال، منها تهيئة البيئة الداعمة للرياديين، حيث تعمل الوزارة على تحديث القوانين واللوائح التي تسهّل إنشاء الشركات الناشئة، وتطوير قانون الاستثمار والمُخاطر بالشراكة مع الجهات ذات الاختصاص، الذي سيشجع المزيد من المستثمرين على دعم المشاريع الريادية، حيث إنه قبل العدوان الأخير على قطاع غزة ، ارتفعت المشاريع الريادية إلى 17%؜، ما يعكس ثقة متزايدة بالبيئة الريادية، علما أن هناك 60% من حاضنات الأعمال والمؤسسات العاملة في القطاع الريادي في فلسطين لها هوية ريادية واضحة.

وقالت: "نعمل على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية لزيادة قدرة المؤسسات الداعمة للرياديين على تقديم الدعم الفني والتمويل، إضافة إلى تمكين الشباب والنساء من ريادة الأعمال، ويمثل الشباب والنساء أكثر من 70% من سكان فلسطين، ولهذا نحن ملتزمون بإشراكهم في هذا القطاع، فقد عملنا خلال العام الماضي على إطلاق برامج تدريبية استفاد منها أكثر من (500) متدرب، واستفاد منهم 67 بمنح ريادية، قيمة كل منها 5500 يورو بدعم من الصندوق الفلسطيني للتشغيل، كما نعمل باستمرار على تحديث البرامج الريادية في المناهج التدريبية، لنغرس في الأجيال القادمة روح الابتكار والتفكير الإبداعي.

وأشارت عطاري إلى الجهود المبذولة لمعالجة التحديات التمويلية، باعتبارها العقبة الكبرى أمام الرياديين، ونعمل بالتعاون مع شركائنا على دعم المشاريع الريادية، وتمكين أصحاب الأفكار الإبداعية من خلال تحويل أفكارهم إلى شركات ناجحة، ونسعى إلى توفير حلول تمويل مبتكرة من خلال الشراكات مع المنظمات المانحة، وقد نجحنا العام الماضي في توفير مشاريع ممولة تعزز مهارات الشباب في الفئة العمرية 18-28، وتسهم في خفض معدلات البطالة، استفاد منها حوالي 800 متدرب/ة في مواضيع ريادية متنوعة، كما نعمل على تعزيز الشراكة مع المانحين لتوفير آليات تمويل مبتكرة وداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأكدت وزيرة العمل أهمية تعزيز التشبيك والتعاون من خلال تفعيل الريادة والتواصل بين الرياديين والمستثمرين والمؤسسات الأكاديمية وحاضنات الأعمال، لتبادل المعرفة والعمل والخبرات، إذ استهدفت الوزارة 350 صاحب /ة مشروع صغير ودرّبتهم على المهارات الإدارية والريادية والخضرنة، وعملت على تشبيكهم مع المحافظ المالية. و60% من الشركات التي استُهدفت في المشروع أصبح لديها وصول أفضل إلى القوى العاملة الماهرة، كما نشجع الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لأن فلسطين تمتلك الكفاءات والقدرات التي تؤهلها للتنافس على المستوى العالمي.

وتابعت: ولأن التكنولوجيا هي مفتاح المستقبل، تولي وزارة العمل كقائدة قطاع العمل وبيت ريادة الأعمال، الاهتمام بالريادة الرقمية والابتكار، ودعم ريادة الأعمال الرقمية وتطوير الذكاء الاصطناعي، لخلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنافسية.

وأكدت عطاري أن ريادة الأعمال هي الأمل الذي يجب أن نتمسك به، وهي السبيل نحو بناء مستقبل أفضل لشبابنا ووطننا، داعية الحكومات والمنظمات المانحة والمؤسسات الخاصة والعامة، إلى العمل معا على دعم هذا القطاع الحيوي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين انتشال جثامين 39 شهيدا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة 3 إصابات جراء إلقاء مسيرة للاحتلال قنبلة على مواطنين في رفح حماس: ما جرى أمس يجسد الفارق بين أخلاق المقاومة وهمجية الاحتلال الأكثر قراءة الصليب الأحمر: جاهزون للعب دور محايد حال التوصل إلى صفقة تبادل أبو عبيدة: أكثر من 10 قتلى إسرائيليين شمال قطاع غزة آخر 72 ساعة أبو صفية: مستشفى العودة – تل الزعتر خرج عن العمل بفعل الحصار الإسرائيلي هل استجاب نتنياهو أم لا؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: ریادة الأعمال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لبناء الاستقلال المالي

سلطت الكاتبة المتخصصة في الشؤون المالية الشخصية جيمي كاتمول -في مقال حديث نشرته مجلة فوربس- الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) لتحقيق الاستقلال المالي، خاصة من خلال دعم رواد الأعمال في إطلاق مشروعاتهم بأقل التكاليف الممكنة.

ريادة الأعمال أصبحت أكثر سهولة

ولطالما اعتُبرت تكلفة تطوير البرمجيات من أكبر العقبات أمام تأسيس الشركات، خصوصا في مجالات التقنية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي تعرفه شركات الإعلانات الكبرى عنك؟list 2 of 2كيف تتحول أسواق المال الهابطة إلى فرص استثمارية؟end of list

إذ قد تصل تكلفة تطوير تطبيقات الهاتف إلى ما بين 30 ألفا و300 ألف دولار، إلى جانب التكاليف المرتفعة لتوظيف فرق تطوير داخلية أو التعاقد مع شركات خارجية. إلا أن كاتمول تشير إلى أن "تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة قد غيّر المعادلة تماما".

أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ترفع من إنتاجية المطورين بنسبة كبيرة (شترستوك)

وتقدم شركة "سوفت ماين" مثالا بارزا في هذا المجال، حيث توفر منصة لتطوير التطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستقلين وأصحاب المشاريع الصغيرة بناء تطبيقاتهم دون الحاجة إلى مطورين محترفين، وبالتالي تقليص التكاليف بشكل كبير.

ووفقا لتقرير صدر عن شركة "ماكينزي" في 2023، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ترفع من إنتاجية المطورين بنسبة كبيرة، مما يعزز من فرص خفض النفقات.

إعلان تقليل التكاليف وزيادة الربحية

وتشير كاتمول إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تمنح رواد الأعمال العديد من المزايا المالية، أبرزها:

خفض تكاليف التأسيس: حيث يمكن بدء مشروع برأس مال أقل دون الحاجة إلى فريق تطوير ضخم. تسريع إطلاق المنتجات: تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليص مدة تطوير المنتجات، مما يسمح باختبار الأفكار بسرعة والتكيف مع السوق. زيادة الربحية: من خلال تقليل النفقات التشغيلية، يمكن توجيه الموارد نحو اكتساب العملاء والتوسع في السوق. خفض مستوى المخاطرة: أشارت دراسة صادرة عن "سي بي إنسايتس" إلى أن 38% من الشركات الناشئة تفشل بسبب استنفاد الأموال، غالبا بسبب الإفراط في الإنفاق على تطوير المنتجات. وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في الحفاظ على التكاليف ضمن الحدود المعقولة. توازن في السوق الرقمية

توضح كاتمول أن الشركات الكبرى لطالما كانت تهيمن على أدوات التطوير والتقنية بفضل ميزانياتها الضخمة.

الذكاء الاصطناعي منح الشركات الصغيرة والأفراد أدوات فعالة لبناء مواقع إلكترونية، وتصميم تدفقات العمل، وتطوير تطبيقات بكفاءة وجودة عاليتين (شترستوك)

بيد أن الذكاء الاصطناعي بدأ في "تسوية أرض الملعب"، بحسب تعبيرها، من خلال منح الشركات الصغيرة والأفراد أدوات فعالة لبناء مواقع إلكترونية، وتصميم تدفقات العمل، وتطوير تطبيقات بكفاءة وجودة عاليتين.

الذكاء الاصطناعي كرافعة للنمو المالي

ومن النصائح الأساسية التي قدمتها الكاتبة في التقرير: "استثمر في ما يهم فعلا"، في إشارة إلى أهمية تركيز رواد الأعمال على التسويق، وتطوير تجربة العملاء، وتحسين المنتج، بدلا من إنفاق مبالغ طائلة على التطوير البرمجي التقليدي. فمن خلال إعادة توجيه الموارد، يمكن تحقيق الاستقرار المالي والنمو طويل الأمد.

بحسب فوربس، فإن التحول نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال ريادة الأعمال لم يعد خيارا، بل ضرورة في زمن يبحث فيه الجميع عن الاستقلال المالي والتحكم في مستقبلهم.

إعلان

ولمن يتطلّع إلى تأسيس عمله الخاص، فإن هذه اللحظة، بفضل الذكاء الاصطناعي، قد تكون الأنسب للانطلاق نحو الحرية المالية.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لبناء الاستقلال المالي
  • فيصل الدوخي: أنا لست مدمنا للشهرة.. وأسعى لتقديم الأعمال الفنية التي لها قيمة
  • «الملتقى» يكشف عن مبادرات تعزز دور القطاع الخاص في اقتصاد أبوظبي
  • لدعم التمكين الاقتصادي.. انطلاق برنامج « ريادة الأعمال والتثقيف المالي» بقرى حياة كريمة بالمنيا
  • محافظ المنيا: انطلاق برنامج ريادة الأعمال والتثقيف المالي بقرى حياة كريمة
  • الرئيس السيسي: المرأة المصرية ركيزة أساسية في بناء الدولة بجميع المجالات
  • الرئيس السيسي: المرأة المصرية ركيزة أساسية في بناء الدولة
  • برزة رواد مسندم تناقش التحديات والفرص في ريادة الأعمال
  • آمنة الضحاك: تحلية المياه منخفضة الكربون ركيزة أساسية في استراتيجيتنا الوطنية
  • برلمانية: تمكين المرأة اقتصاديًا ركيزة هامة لتحقيق تكافؤ الفرص