إعدام الملك لويس بالمقصلة.. كيف انتهى الحكم الملكي في فرنسا؟
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
شهدت فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخها، حيث أُعدم الملك لويس السادس عشر وعائلته بعد اتهامهم بالخيانة العظمى، مما شكّل نقطة تحول رئيسية في مسار الثورة الفرنسية، وانطلاقة لعهد جديد من الحكم الجمهوري.
تولى الملك لويس السادس عشر عرش فرنسا عام 1774، في وقت كانت فيه البلاد تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، بسبب الإنفاق المفرط في الحروب، وأبرزها حرب الاستقلال الأمريكية، فضلاً عن التكاليف الباهظة للحفاظ على حياة الرفاهية في البلاط الملكي في قصر فرساي.
مع تصاعد الغضب الشعبي نتيجة الجوع والفقر وتفاقم الضرائب على الفئات الفقيرة، وخلال القرن الثامن عشر، واجهت الخزينة الفرنسية أزمة خانقة نتيجة للحروب المتواصلة التي خاضها ملوك فرنسا، بدءًا من حملات لويس الرابع عشر وانتهاءً بفترة حكم لويس السادس عشر. وقد زاد الأخير من تفاقم الأوضاع الاقتصادية بدعمه المالي الكبير للثورة الأمريكية، مما أدى إلى زيادة الأعباء على الشعب الفرنسي، وخاصة أفراد الطبقة الثالثة، التي تمثل عامة الشعب الفقير.
فانفجرت الثورة الفرنسية عام 1789، مطالبة بالحرية والمساواة وإسقاط الحكم الملكي.
اتهم الثوار الملك بالخيانة العظمى بعد محاولة هروبه الفاشلة في يونيو 1791 إلى بلجيكا بمساعدة القوى الملكية الأجنبية، وهو ما اعتبره الثوار دليلاً قاطعًا على تآمره ضد إرادة الشعب ومحاولته استعادة الحكم المطلق.
مع تصاعد العداء بين فرنسا الثورية والدول الأوروبية المؤيدة للملكية، تصاعد الضغط لإزالة الملك كرمز للفساد والطغيان.
في ديسمبر 1792، خضع لويس السادس عشر لمحاكمة علنية أمام الجمعية الوطنية، حيث وُجهت له تهم الخيانة والتآمر مع القوى الأجنبية ضد فرنسا.
صوّتت الجمعية بالأغلبية على إعدامه، ونُفذ الحكم في 21 يناير 1793 باستخدام المقصلة في ساحة الكونكورد، وسط حضور شعبي كبير.
لم يقتصر الأمر على الملك وحده؛ فقد أُعدمت الملكة ماري أنطوانيت لاحقًا في أكتوبر من نفس العام بعد محاكمة مماثلة. كما تعرضت العائلة الملكية للسجن والإذلال، وانتهى المطاف بالكثير منهم بالإعدام أو العيش في المنفى.
كان إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته إعلانًا صريحًا بنهاية الحكم الملكي في فرنسا وبداية عصر جديد قائم على مبادئ الجمهورية والمساواة.
ومع ذلك، لم يخلُ هذا العصر من التحديات، حيث دخلت فرنسا في حقبة من الفوضى والاضطرابات السياسية والاجتماعية، تُعرف بعهد الإرهاب الذي شهد إعدام العديد من الشخصيات البارزة باسم الثورة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا الثورة الفرنسية الملك لويس السادس عشر المزيد لویس السادس عشر الملک لویس
إقرأ أيضاً:
سفارة فنزويلا بالقاهرة تحيي الذكرى الـ23 لعودة تشافيز إلى الحكم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أحيت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة الذكرى الثالثة والعشرين لأحداث 11-13 أبريل 2002، والتي شهدت انتفاضة شعبية أعادت الزعيم الراحل هوجو تشافيز إلى الحكم بعد انقلاب قصير قادته قوى معارضة بدعم من أطراف داخلية وخارجية، وذلك ضمن فعاليات "أيام الكرامة الوطنية" التي نظمتها السفارة بمقرها.
السفير أومار: الشعب الفنزويلي أنقذ ديمقراطيته في 13 أبريل
وأكد السفير ويلمر أومار، في كلمته خلال الفعالية، أن الشعب الفنزويلي تمكن في 13 أبريل 2002 من "إنقاذ الكرامة الوطنية" عبر انتفاضته ضد الانقلاب، واستعادة النظام الدستوري وعودة الرئيس تشافيز إلى قصر ميرافلوريس.
وشدد على أن الثورة البوليفارية مستمرة في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار والتدخل الخارجي.
وأشار السفير إلى أن فنزويلا واجهت على مدى سنوات محاولات متكررة لإسقاط حكومتها الشرعية عبر انقلابات، وحملات إعلامية، وعقوبات اقتصادية، إلا أن الشعب بقي متمسكًا بخيار الثورة والعدالة الاجتماعية.
انتخاب مادورو في 2024.. تجديد للثقة الشعبيةوأضاف أن انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو في يوليو 2024، يجسد استمرار الإرادة الشعبية الرافضة للتدخلات الخارجية، والمتمسكة بمشروع تشافيز الوطني.
فنزويلا تدين الإجراءات الأمريكية ضد المهاجرينكما أدان السفير الفنزويلي بشدة الإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد المهاجرين الفنزويليين، واصفًا إياها بـ"الهمجية وغير القانونية"، مطالبًا بالإفراج الفوري عن المحتجزين، وداعيًا المجتمع الدولي إلى التصدي لمحاولات تجريم الهجرة وانتهاك حقوق الإنسان.
وشدد على أن الديمقراطية الفنزويلية، رغم كل التحديات، تظل قوية وصلبة، وأن مؤسسات الدولة تعمل باستمرار للحفاظ على السيادة الوطنية والاستقرار السياسي.
الحوار.. خيار فنزويلا الدائم لحل النزاعاتواختتم السفير كلمته بالتأكيد على إيمان بلاده بالحوار كوسيلة دائمة لحل النزاعات، وبالثقة الكاملة في وعي الشعب الفنزويلي وقدرته على التصدي لأي محاولات خارجية للنيل من استقلاله أو قراره السياسي.
تمثال بوليفار.. لفتة فنية توثق الصداقةوفي لفتة فنية لافتة، أهدى الفنان التشكيلي المصري أحمد رضا تمثالاً من إبداعه يجسد الزعيم التاريخي سيمون بوليفار، إلى سفارة فنزويلا، حيث أعرب السفير ويلمر أومار عن بالغ تقديره لهذه الهدية الراقية، وقرر عرض التمثال بشكل دائم داخل مقر السفارة.