سريلانكا في مهب الانتقادات بسبب خطط ترحيل الروهينغا
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
كولومبو- تواجه الحكومة السريلانكية انتقادات حادة من أحزاب المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان إثر تصريح وزير الأمن العام أناندا ويجيبالا الذي أشار فيه إلى أن سريلانكا تدرس ترحيل أكثر من 100 لاجئ من الروهينغا إلى ميانمار، بعد أن أنقذتهم البحرية السريلانكية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتستضيف بنغلاديش المجاورة نحو مليون لاجئ من الروهينغا، بالإضافة إلى أعداد كبيرة موزعة بين ماليزيا وإندونيسيا ودول أخرى.
والروهينغا هم أقلية مسلمة في ميانمار التي تشكل فيها البوذية الأغلبية، وهم من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، وهم محرومون من حقوق المواطنة الأساسية، وغالبا ما يتعرضون للاستهداف من قبل الميانماريين الآخرين.
احتجاز
وبعد استكمال الإجراءات القانونية الأولية أصدرت محكمة سريلانكية قرارا بإرسال اللاجئين إلى مركز احتجاز للمهاجرين، ولكنهم احتُجزوا لاحقا في معسكر تابع للقوات الجوية بمنطقة مولايتفو، مما أثار انتقادات واسعة من نشطاء حقوق الإنسان.
وفي تعليق على هذا التطور، أعرب روكي فرناندو -وهو ناشط في حقوق الإنسان- للجزيرة نت عن تقديره للجهود التي بذلتها سريلانكا لإنقاذ الروهينغا، لكنه انتقد احتجازهم في معسكر تابع للقوات الجوية، معتبرا أن قضايا اللاجئين يجب أن تتعامل معها السلطات المدنية.
إعلانوأضاف فرناندو في حديثه للجزيرة نت أن موظفي الخدمة المدنية في شمال وشرق البلاد اكتسبوا خبرة كبيرة في إدارة الأزمات الإنسانية، خاصة بعد الحرب التي استمرت 30 عاما مع منظمة نمور التاميل.
وقال "لا يمكن إشراك القوات العسكرية في هذا النوع من الأنشطة، إذ يقتصر دورها على مراقبة الحدود".
من جهته، وصف النائب المعارض مجيب الرحمن للجزيرة نت ادعاء وزير الأمن العام بوجود تقارير استخباراتية تشير إلى أن 100 ألف من الروهينغا يعتزمون الهجرة إلى سريلانكا بأنه "محاولة لتبرير قرار الحكومة بالنظر في ترحيل الروهينغا إلى ميانمار".
يعيش الروهينغا أوضاعا مأساوية وتستضيف بنغلاديش نحو مليون منهم (الجزيرة) الاتجار بالبشروفي تطور آخر، مُنعت لجنة حقوق الإنسان في سريلانكا -وهي هيئة معتمدة من قبل الحكومة ولكنها تتمتع بسلطة مستقلة في قضايا حقوق الإنسان- من الوصول إلى لاجئي الروهينغا.
وفي خطوة تصعيدية، بعثت اللجنة رسالة إلى الرئيس السريلانكي واستدعت مسؤولين بشأن قرار الرفض، وتم في نهاية المطاف منح اللجنة حق الوصول إلى اللاجئين.
وفي الوقت نفسه، صرح وزير الأمن العام بأن المعلومات تشير إلى أن هؤلاء الروهينغا كانوا ضحايا للاتجار بالبشر.
في المقابل، قال فرناندو للجزيرة نت إنه "وفقا لما يعرفه العالم عن اضطهاد الروهينغا في ميانمار وما يصرح به الأشخاص الذين وصلوا إلى هؤلاء اللاجئين، فإنهم جاؤوا نتيجة للاضطهاد في ميانمار".
وفي البرلمان، سأل زعيم حزب المؤتمر الإسلامي السريلانكي رؤوف حكيم الحكومة "كيف تجرؤون على القول إنهم مهربو بشر؟ هل نسيتم أن أعضاء حزبكم في السبعينيات والثمانينيات عندما تعرضتم للاضطهاد، طلبتم اللجوء في إيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا ولبنان؟ والآن، تعاملون هؤلاء الفقراء من الروهينغا بهذه الطريقة".
يشار إلى أن الحزب الرئيسي داخل الائتلاف الحاكم -وهو جبهة التحرير الشعبية التي يتزعمها الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي- قاد حركتين متمردتين ضد حكومة سريلانكا عامي 1971 و1987، وواجه أعضاء الحزب قمعا وحشيا، إذ تم قتل العديد منهم أو اعتقالهم، واضطر الكثير منهم إلى اللجوء إلى دول أجنبية بحثا عن الحماية.
إعلان
اتفاقية اللاجئين
وعلى الصعيد القانوني، سريلانكا ليست دولة موقعة على اتفاقية اللاجئين الدولية لعام 1951، مما يترك وضع اللاجئين في البلاد بمنطقة رمادية قانونيا.
ومع ذلك -وفقا للحقوقي فرناندو- أُلزمت سريلانكا بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي العرفي بعدم إعادة اللاجئين، وهو ما يوجب -يضيف المتحدث ذاته- الالتزام بهذا المبدأ، وسيُنظر إلى انتهاكها له على أنه سمعة سيئة للبلاد.
وفي ظل هذه الخلفية بقي العديد من اللاجئين في سريلانكا قبل التوجه إلى دول أخرى كلاجئين.
ويبلغ العدد الحالي للاجئين المسجلين وطالبي اللجوء في سريلانكا نحو 500 شخص، بمن في ذلك 105 لاجئين من الروهينغا الذين وصلوا في وقت سابق.
ووفقا لفرناندو، فإنه في الماضي تصرفت جميع الحكومات السريلانكية بسخاء تجاه اللاجئين القادمين من ميانمار وباكستان ودول أخرى، مع بعض الاستثناءات النادرة المتعلقة بإعادتهم.
احتجاجات ودعواتوفي البرلمان، دعا زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا الحكومة إلى التوقف عن اتخاذ خطوات توصف بأنها "لا إنسانية"، مشيرا إلى أن ترحيل الروهينغا إلى ميانمار يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان، خاصة في ظل اعتراف المجتمع الدولي بالتمييز الذي يتعرضون له.
وتزامنا مع هذا اندلعت احتجاجات في العاصمة كولومبو ومناطق أخرى عدة، إذ طالب المتظاهرون الحكومة بالتراجع عن خطط الترحيل.
وفي رسائل مفتوحة منفصلة إلى الرئيس، حث كل من النائبين مجيب الرحمن ورشاد بديع الدين الحكومة على التعامل مع القضية من منظور إنساني.
وردا على جميع هذه الاتهامات أكد وزير الأمن العام في البرلمان أنه "وفقا للمعلومات الاستخباراتية المتوفرة فإن هؤلاء الروهينغا ضحايا لتهريب البشر، وإذا تم التحقق من أنهم لاجئون في التحقيقات المقبلة فسيتم التعامل معهم وفقا لقوانين اللاجئين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وزیر الأمن العام حقوق الإنسان من الروهینغا للجزیرة نت إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تشيد بما أنجزته مصر في حقوق الطفل والمرأة
انطلقت قبل لحظات الاحتفالية الختامية التي ينظمها المجلس القومي لحقوق الإنسان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك بمناسبة انتهاء برنامج العمل المشترك لعام 2024، الذي يهدف إلى حماية وتعزيز الحقوق الإنجابية والجنسية في مصر.
وقال إيف ساسينراث، الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إننا نتمنى أن يكون ما قمنا به في هذا الملف له أثر كبير، مقدما الشكر للمجلس القومي لحقوق الإنسان وكافة الحضور ومن بينهم نقيب الأطباء المصري، وكذلك الجهات والمؤسسات الحكومية المشاركة في دعم ملف الحقوق الإنجابية والجنسية للطفل والمرأة.
وأضاف “ساسينراث” - خلال كلمة له بالاحتفالية، أن مصر تدعم ملف الحقوق الإنجابية والجنسية للمرأة خاصة في الأرياف والمناطق المهمشة، وهي ملتزمة ومتقدمة في ثقافة مكافحة العنف ضد المرأة، خاصة المواثيق والعهود الدولية، ودائما تشارك في المراجعات الأممية.
وقدم ممثل الأمم المتحدة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولمؤسسات الدولة المصرية على المبادرات القومية التي تطرحها الدولة للحفاظ على صحة الطفل والمرأة، مشيدا بكافة الخطوات التي تعمل عليها مصر في هذا الملف.
وأكد أن ما أنجزته الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية وخاصة العام الماضي لدعم الحقوق الصحية والانجاببة للسيدات وتحديدا في المناطق البعيدة والنائية، يتسق تماما مع ما تعمل عليه الأمم المتحدة في هذا الملف، مطالبا الجميع بالتكاتف مع الحكومات لتحصل كل السيدات على حقوقهن.
وفي ختام كلمته شدد ممثل الأمم المتحدة على أهمية حصول الأطفال والنساء على حقوقهن كاملة خاصة في المناطق المشتعلة والمناطق المهمشة.
يشمل برنامج الاحتفالية عدة أنشطة، أبرزها استعراض الدراسة الشاملة عن الصحة الإنجابية في مصر، ومناقشة ورقة السياسات الخاصة بالتشريعات والقوانين الداعمة للحقوق الإنجابية والجنسية، بالإضافة إلى إعلان الفائزين في المسابقة الطلابية الخاصة بالصحة الإنجابية.
ويحضر الاحتفالية الختامية عدد من الشخصيات بارزة، من بينهم: السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إيف ساسينراث، الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إيريك شوناليه، السفير الفرنسي بالقاهرة، أمجد العضايلة، السفير الأردني بالقاهرة، الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومى للطفولة والأمومة، الدكتورة ايمان كريم، أمين عام المجلس القومي لذوي الإعاقة، السفير محمود كارم، أمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان، ود. وفاء بنيامين، أمين لجنة الحقوق الاجتماعية بالمجلس، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس القومي لحقوق وممثلين لوزارة الصحة والسكان، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ وممثلين لمنظمات المجتمع المدني.
إضافة إلى عدد من الجهات المعنية، وكافة الجهات التي شاركت في أعمال الأنشطة الخاصة ببرنامج العمل المشترك، والتي ساهمت في نجاح الأنشطة وقدمت العديد من المقترحات والتوصيات اللازمة لدعم الحقوق الانجابية والجنسية وغرس ثقافة حقوق الإنسان وضمان التمتع بها.
ويأتي هذا الحدث في إطار التزام المجلس وصندوق الأمم المتحدة للسكان بتعزيز الحقوق الإنجابية والجنسية، ودعم الجهود الوطنية في تنفيذ التوصيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.