الوطن:
2025-01-20@12:08:01 GMT

علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!

خلال الساعات الأخيرة لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، بدأ الأمريكيون حديثا مفاده أنّ التطبيع بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني سيشكل حافزا للأخير كي يتخذ خطوات جادة نحو حل الدولتين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحاول تسويق نفسه كرجل سلام قوي، بعد فرضه اتفاق غزة على مجرم الحرب نتنياهو، لم يشر من قريب أو بعيد حتى الآن، إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا يبدو أنّ هذا الأمر ضمن أجندته في الشرق الأوسط.

لكنه في المقابل مهتم أكثر بإقامة علاقات طبيعية بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني ليُتمم ما بدآه أثناء ولايته الأولى فيما عُرف باتفاقات إبراهام للسلام.

لذلك شرع بعض الساسة الأمريكيين في تسويق فكرة أنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزة كافٍ للتطبيع بين الرياض وتل أبيب، التي ستعتبره حافزا مشجعا للاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة.

يتجاهل الأمريكيون مبدأ الأرض مقابل السلام، الذي تأسس عليه المبادرة العربية ويغفلون عن عمد حقيقة مفادها أن اتفاقات إبراهام لم تغير شيئا في سلوك الاحتلال الصهيوني، بل إن شهوته في سفك الدماء والتوسع في الاستيطان ارتفعت إلى مناسيب جعلت رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير دفاعه على قائمة المطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة.

رغم التحديات الهائلة، التي تواجه إتمام اتفاق غزة بالوصول إلى المرحلة الثالثة للتفاوض حول عملية إعادة الإعمار، إلا أنّ احتمالات نجاحه كبيرة نسبيا، فهناك إصرار مصري قطري على الحيلولة دون انتهاز مجرم الحرب نتنياهو أي فرصة لانتهاك الاتفاق عبر غرفة عمليات مشتركة للمتابعة وحل المشكلات التي تظهر أولا بأول أثناء تنفيذ بنود الاتفاق في مرحلته الأولى.

وهناك سبب آخر يعزز إمكانية صمود هذا الاتفاق عبر مراحله المختلفة يتعلق برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فليس من المعقول أن يسمح بفشل اتفاق هدد جميع أطرافه بالجحيم إذا لم يتم التوصل إليه قبل دخوله البيت الأبيض، علاوة على ذلك قد يتخذه ترامب مبررا للحديث مع المسؤولين في الرياض لبدء خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ومع ذلك لن يكون اتفاق غزة كافيا لتحقيق كل أحلام ترامب، فهناك ألغام تنتظر هذا الاتفاق، ليس في غزة، وإنّما في أراضي الضفة الغربية.

اليمين الصهيوني الإرهابي مهّد الأرض لما يمكن وصفه بحرب استيطان شرسة تستهدف ابتلاع مدن وقرى الضفة الغربية كافة، وهو ما ينذر بانفجار عنيف من قبل الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين لتكون حربا أخرى أشد ضراوة من حرب غزة، بسبب طبيعة أراضي الضفة الجبلية بحسب مراقبين عسكريين، ومع عدم وجود رؤية واقعية لإدارة قطاع غزة، بعد وقف الحرب، ورفض حكومة الكيان أي دور للسلطة الفلسطينية في القطاع، تعنت الأخيرة إزاء الاقتراح المصري لتشكيل لجنة إسناد مشتركة تضم شخصيات عامة فلسطينية وتكنوقراط بتوافق بين جميع الفصائل، فمن المرجح أن تصل أصداء المواجهات في الضفة إلى غزة.

حينها ستدخل كل أراضي فلسطين المحتلة في دوامة عنف طويلة وسيواجه جيش الاحتلال حرب استنزاف قد تكبده خسائر مضاعفة عن تلك التي تكبدها على يد رجال المقاومة الغزيين.

في تلك الأجواء، ومع احتمال موافقة ترامب على ضم الضفة الغربية لسلطة الاحتلال سيكون من المستحيل مجرد الحديث عن علاقات طبيعية أو شبه طبيعية بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني، بل إنّ أحلام ترامب حول فرض السلام بالقوة ستذهب جميعها أدراج الرياح.

الأرقام هي التي تحذر من دخول الضفة الغربية دوامة عنف واسعة النطاق، فبعد تولي حكومة مجرم الحرب نتنياهو في ديسمبر 2022، صادق ما يسمى بمجلس التخطيط والبناء الأعلى الصهيوني خلال عام 2023 على بناء 12 ألفا و349 وحدة سكنية، و9884 وحدة أخرى في عام 2024.

وبحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أقام المستوطنون 29 بؤرة استيطانية جديدة خلال العام المنصرم.

وتشير بيانات الهيئة الفلسطينية إلى أنّ حكومة مجرم الحرب صادرت 650 مليون متر مربع، وهو ما يعادل 12% من أراضي الضفة الغربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اتفاق غزة حرب الاستيطان تنصيب ترامب الضفة الغربیة مجرم الحرب

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا من الضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 16 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية. 
وذكر نادي الأسير، في بيان اليوم /الأحد/ وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان، واستولت على مركباتهم، في قرية المنشية جنوب شرق بيت لحم، كما اعتقلت ثلاثة شبان، خلال اقتحامها منازلهم في مخيم الجلزون شمال رام الله، والعبث بمحتوياتها.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، قرية باقة الحطب شرق قلقيلية، واعتقلت مواطنا في الأربعينيات من عمره، بعد مداهمة منزله، وتفتيشه، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين من ضاحية ذنابة شرق مدينة طولكرم، بعد مداهمة منازلهم في الضاحية، في الوقت الذي احتجزت فيه مواطنا لفترة من الوقت، قبل الإفراج عنه في وقت لاحق.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين خلال اقتحام مدينة الخليل وبلدة اذنا غربا، كما احتجزت عددا من الشبان قبل أن تفرج عنهم، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت، مواطنين اثنين من بلدة اليامون غرب جنين، بعد مداهمة منزليهما، وتفتيشهما، كما اعتقلت شابا أثناء مروره على حاجز عسكري عورتا قرب مدينة نابلس.
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدات ومخيمات ومداخل مدينة الخليل بالبوابات الحديدة، وشددت من إجراءاتها على حارات البلدة القديمة والحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي سنجل وترمسعيا، شمال شرق رام الله، وداهمت عددا من المنازل دون أن يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| نقل الدفعة الأولى للأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر إلى الضفة وترامب يتعهد بمنع الحرب العالمية الثالثة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • المقاومة الفلسطينية تتصدى لاقتحامات العدو الصهيوني في الضفة
  • العدو الصهيوني يعلن عن نشر سبع سريات عسكرية في الضفة الغربية بدءًا من غدٍ الأحد
  • العدو الصهيوني يعلن الدفع بـ7 سريات عسكرية إلى الضفة المحتلة
  • العدو الصهيوني يعتقل فلسطينية وعدداً من الشبان في الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • الكابينت يوسع أهداف الحرب لتشمل الضفة الغربية
  • الاحتلال يُواصل الاعتداء على أهالي الضفة الغربية
  • قوات العدو الصهيوني تعتقل 3 فلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة