صرّح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، بأن مقاومة الشعب الفلسطيني ليست مرتبطة بأي دولة، بل تنبع من إرادته الحرة.

 

وقال بقائي في بداية حديثه عن تطورات الأسبوع الماضي، وأشار إلى الزيارة المهمة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى طاجيكستان وروسيا، والتي شهدت توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا.

وأضاف أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كان تطورًا مهمًا في المنطقة، مؤكدًا أن إيران أوضحت موقفها، معتبرةً هذا الاتفاق مثالًا آخر على النصر والمقاومة في مواجهة الاحتلال والظلم.

مقاومة الشعب الفلسطيني ليست مرتبطة بأي دولة

وأضاف بقائي، خلال حديثه عن وقف إطلاق النار في غزة، أن “دول المنطقة وشعوبها، وكذلك المجتمع الدولي، استخلصوا دروسًا واضحة من هذا التطور”.

وأوضح: “إذا اعتبرنا النصر بناءً على عدد القتلى ومستوى الدمار، فقد يبدو أن الكيان الصهيوني قد انتصر. إلا أن الحقيقة هي أن هذا الكيان انتهك جميع المعايير الدولية وتجاوز كل الخطوط الإنسانية”.

وأشار إلى أن “هذه الجرائم لم تكن لتحدث لولا الدعم الأمريكي والغربي، حيث لم يدّخروا جهدًا في تعزيز واستمرار هذه الجرائم. ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية كانت هزيمة شاملة ووصمة عار للاحتلال وداعميه، حيث أثبتوا أولًا أنهم لا يؤمنون بحقوق الإنسان، وثانيًا أن العامل الحاسم في هذه المعركة كان مقاومة الشعب الفلسطيني، التي لا ترتبط بأي دولة، بل تنبع من صميم هويته وإيمانه بقضيته”.

إيران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية والعسكرية

وفيما يتعلق بادعاءات حول محادثات بين إيران وأوروبا بشأن البرنامج الصاروخي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن “من الطبيعي أن يطرح البعض هذه القضايا، لكن المهم هو موقف إيران الثابت، حيث لن يكون هناك أي تفاوض بشأن قدراتنا الدفاعية والعسكرية”.

وأضاف: “إذا أثيرت مثل هذه المواضيع، فقد تلقت الرد المناسب بالفعل”.

وفيما يخص آلية “سناب باك” (إعادة فرض العقوبات)، أشار بقائي إلى أنه “منذ حكومة الرئيس السابق، أوضحنا أنه إذا تم إساءة استخدام هذه الآلية للضغط على إيران، فإن ردنا سيكون بالمثل، ولن يكون هناك أي مبرر لبقاء إيران في بعض الاتفاقيات الدولية”.

موقف إيران والحكومة يُعبَّر عنه عبر المتحدث الرسمي

وفيما يتعلق بتصريحات أحد مسؤولي الحكومة حول المفاوضات، أكد بقائي أن “موقف إيران والحكومة يُعلن من خلال المتحدث الرسمي فقط. وما يتم طرحه خارج هذا الإطار لا يعكس موقفنا الرسمي، بل يعبر عن رأي شخصي للمتحدث”.

وأضاف: “يجب أن نضع في الاعتبار أن السياسة الخارجية مسألة متخصصة، وأي تبسيط للمواضيع المعقدة في هذا المجال ليس مفيدًا”.

الرد على مزاعم حظر دخول البضائع الإيرانية إلى سوريا

وبشأن الادعاءات حول حظر دخول السلع الإيرانية إلى سوريا، شكك بقائي في صحة الخبر، قائلًا: “لدي شكوك حول صحة هذا الادعاء”.

كما أشار إلى قضية سفر المواطنين الإيرانيين إلى سوريا، موضحًا: “سبق أن أوضحنا أننا لا نوصي مواطنينا بالسفر إلى سوريا في الوقت الحالي”.

اتفاقية إيران وروسيا

وحول نص الاتفاقية بين إيران وروسيا، أوضح بقائي أن “نص معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا متاح لوسائل الإعلام. أما فيما يتعلق بالإشارة إلى اتفاقية عام 1940، فهي جزء من تاريخ العلاقات الإيرانية-الروسية ولا تزال سارية المفعول. كما أن اتفاقية عام 1999، التي تشكل أساس العلاقات الثنائية، أشارت إلى هاتين الاتفاقيتين”.

أداء بايدن خلال أربع سنوات من رئاسته لأمريكا

وفي رده على سؤال لوكالة تسنيم بشأن أداء بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، قال بقائي: “على المستوى الإقليمي، كانت إدارة بايدن واحدة من الأسوأ في الستين عامًا الماضية، حيث قضت آخر 16 شهرًا من ولايتها في دعم إبادة جماعية واضحة في المنطقة. ومن اللافت أن اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لهذه الإدارة، وهو أمر ذو دلالة عميقة. وسيظل هذا السجل الأسود عالقًا في أذهان شعوب المنطقة، وخاصة أولئك الذين عانوا من العدوان الصهيوني”.

وأضاف: “على المستوى الثنائي، واصلت واشنطن سياساتها العدائية، ولم تُظهر جدية في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بل استمرت في فرض عقوبات جائرة ضد إيران. ومن هاتين الزاويتين، سواء من خلال سياسات زعزعة الاستقرار أو الضغوط المستمرة على إيران، تركت الإدارة الأمريكية سجلًا سيئًا. والأسوأ من ذلك هو أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين يحاولون فرض سياساتهم الفاشلة على الآخرين، مما يثبت أن نواياهم خلال هذه السنوات الأربع كانت خبيثة”.

دور إيران في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وفيما يخص دور إيران في وقف إطلاق النار والتطورات في فلسطين، أكد بقائي أن “إيران أوضحت موقفها بشأن ضرورة وقف الإبادة الجماعية. وقف إطلاق النار يعني أن هناك توقفًا مؤقتًا في مخطط القضاء على فلسطين”.

وتابع: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة على المستويات الدولية والإقليمية والثنائية لوقف الجرائم الحربية. وانطلاقًا من إيماننا بأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة والاستفادة من إمكاناتهم الذاتية، واصلنا دعمنا خلال الأشهر الـ16 الماضية”.

وأضاف: “حفاظ المقاومة على روحها القتالية، إلى جانب الوحدة والتماسك الوطني داخل فلسطين ودعم باقي أطراف محور المقاومة، أجبر العدو على القبول بوقف إطلاق النار. وكل الأطراف استخلصت دروسها من هذا التطور”.

يتبع..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار إیران وروسیا بین إیران إلى سوریا

إقرأ أيضاً:

شوقي علام: الشيخ الشعراوي مثال حي على النقل المعنوي للعلم

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الإجابة على السؤال المهم حول كيفية ضبط الخطاب الديني لمواجهة الإلحاد تبدأ بسؤال آخر جوهري: «من الذي سيتحدث باسم الإسلام؟»، موضحًا أن هذا السؤال يمثل نقطة حاسمة في عملية التخصص وتشكيل الخطاب الديني الصحيح.

دور المؤسسات التعليمية في تشكيل الخطاب الديني

وأشار علام حلقة برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس إلى أن المؤسسات التعليمية العريقة مثل الأزهر الشريف، وجامعة القرويين، وجامعة الزيتونة في تونس، وكذلك الجامعات العتيقة في السودان، تمثل مصادر رئيسية لتمثيل الخطاب الديني، موضحا أن هذه الجامعات تشترك في الاهتمام بمراحل الإسناد المختلفة في التعليم، وهو أحد أبرز معالم هذه المؤسسات.

دور العلماء في نقل المعرفة والأخلاق

وأوضح مفتي الديار المصرية السابق أن من درس العلوم الدينية كان شخصًا ضليعًا في مجاله، غير أنه قد لا يكون مشهورًا بنفس القدر الذي يشتهر به البعض اليوم، مضيفا أن هؤلاء العلماء لم يقتصروا على تدريس القواعد العلمية فقط، بل قدموا درسًا في الأخلاق والتربية، حيث أن بعض المشايخ كانوا يربون تلاميذهم ليس فقط من خلال العلم، بل من خلال أفعالهم الصامتة.

التربية المعنوية والنقل النبوي

أشار علام إلى أن التربية يمكن أن تكون أيضًا في النظرة أو اللقاءات التي تتم بين الشيخ والتلميذ، مؤكداً أن هذه العملية تعد جزءًا أساسيًا في نقل الميراث النبوي، مضيفا أن هذا النقل ليس مجرد نقل للمعرفة، بل هو نقل لنور إلهي يمر عبر مسارات مختلفة من جيل إلى جيل.

النور النبوي والتفاوت بين الصحابة

أكد أن النور الذي بدأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن لأي مسلم أن يحوزه بشكل كامل كما كان عند النبي، وأن الإنسان يحصل على هذا النور بقدر تهذيبه وتربيته الذاتية، مضيفا أن الصحابة كانوا على مستويات مختلفة في تلقي هذا النور، وهو ما يفسر التفاوت بينهم في فهم الأمور الدينية.

الشيخ الشعراوي والنقل المعنوي للعلم

أوضح علام أن الشيخ الشعراوي رحمه الله هو مثال حي على هذا النوع من النقل المعنوي، حيث يمكن للمرء أن يشعر بهذا النور ويستفيد منه أكثر عند الاستماع إليه مباشرة مقارنة بقراءة كتبه، مشيرا إلى أن هذا المعنى النوراني لا يظهر بوضوح عند قراءة الصحف أو الكتب المجردة، لأن المعاني الحقيقية للنصوص لا يمكن استشعارها إلا من خلال مجالس العلماء.

المنهج العلمي لضبط الخطاب الديني

ختامًا، أكد علام أن اتباع المنهج العلمي الصحيح هو السبيل لضبط الخطاب الديني، وإذا تم ضبطه بشكل صحيح، فإننا نكون قد استبعدنا أحد الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الإلحاد أو التشويش الفكري في المجتمعات.

مقالات مشابهة

  • بقائي: المقاومة للتحرر من الاحتلال والفصل العنصري هو حق إنساني وقانوني
  • شوقي علام: الشيخ الشعراوي مثال حي على النقل المعنوي للعلم
  • إيران: هجوم مسلّح يستهدف قضاة المحكمة العليا في طهران
  • مقتل قاضيين بهجوم مسلح على المحكمة العليا في طهران
  • إيران.. مسلح يغتال قاضيين أمام المحكمة العليا في طهران
  • اغتيال قاضيين أمام المحكمة العليا في إيران
  • مراسلنا في طهران: مقتل وإصابة ثلاثة من كبار القضاة بالمحكمة العليا في إيران بهجوم مسلح
  • إيران:العراق واجهتنا الأمامية لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن
  • وزير خارجية إيران يرحب باتفاق وقف النار ويؤكد دعم غزة