عالم الطهي عام 2025: كيف ستعيد وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي تشكيل عاداتنا الغذائية؟
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
يشهد عالم الطعام تحولات جوهرية مدفوعة بالتكنولوجيا الحديثة والوعي البيئي المتزايد، إلى جانب عودة ملحوظة للفعاليات الشخصية. بحلول عام 2025، تتكامل هذه العوامل لتعيد تشكيل علاقتنا بالطعام، بدءًا من إنتاجه وحتى تقديمه، عبر مزيج مبتكر يجمع بين الاستدامة والابتكار.
التكنولوجيا تقود ثورة الطهيالتكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، أصبحت حاضرة بشكل لافت في عالم الطهي.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي توفر خطط وجبات مصممة بناءً على الحمض النووي وأسلوب حياة المستخدم، ما يعزز من تبني خيارات غذائية صحية ودقيقة.
إلى جانب ذلك، تُستخدم التكنولوجيا لتحسين سلسلة الإمداد الغذائي من خلال تقنيات الزراعة الذكية وخدمات التوصيل الآلي. هذه الابتكارات لا تسهم فقط في توفير الطعام بكفاءة، لكنها تعزز من استدامة النظام الغذائي ككل، ما يجعل عام 2025 خطوة مهمة نحو بناء قطاع غذائي أكثر وعياً بالبيئة.
وسائل التواصل الاجتماعي بدورها لا تزال قوة دافعة رئيسية وراء صيحات الطعام. منصات مثل TikTok وInstagram تُحدث تأثيرًا كبيرًا على الاتجاهات الغذائية، ما يحول الأفكار من مجرد منشورات إلى ظواهر واقعية.
تجمع هذه المنصات بين المجتمعات عبر وصفات وتجارب طهي جديدة، ما يجعلها وسيلة لاكتشاف وتبني المأكولات المبتكرة.
عام 2025، يصبح التركيز على الاستدامة أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. الاتجاه نحو الأطعمة النباتية، تقليل النفايات الغذائية، واعتماد تغليف صديق للبيئة يمثل استجابة مباشرة للأزمات البيئية.
ويبدو أن المستهلكين يتجهون لتبني ممارسات أكثر استدامة، والطهاة بدورهم يتجهون نحو الابتكار لتقديم خيارات تجمع بين الصحة وحماية البيئة.
في الوقت نفسه، يشهد هذا العام عودة قوية للفعاليات الشخصية التي تقدم تجارب طعام شاملة تتجاوز مجرد تناول وجبة. من حفلات العشاء الفريدة إلى مهرجانات الطعام الغامرة، تسعى هذه الفعاليات لتقديم تجارب تفاعلية تشمل التذوق والتعلم والتواصل.
كما تشهد سياحة الطعام أيضًا ازدهارًا مع اختيار المزيد من المسافرين وجهاتهم بناءً على ثقافتها الغذائية، ما يعكس تحولًا نحو تجربة الطعام كجزء أساسي من الرحلات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من يأبه للسعرات الحرارية عند تناول طعام يحبه؟ دراسة تظهر عدم فعالية ملصقات السعرات على قوائم الطعام تعرف على نادين وكلير: روبوتات تقدم الطعام والشراب في مقهى فاخر بنيروبي شاهد: المشاركون في قمة "أستراليا-آسيان" يختتمون اجتماعهم بمداعبة " الكوالا" وإطعامه في ملبورن الذكاء الاصطناعيطبختكنولوجياوسائل التواصل الاجتماعي الغذاءفن الطبخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس قطاع غزة دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذكاء الاصطناعي طبخ تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي الغذاء فن الطبخ إسرائيل حركة حماس قطاع غزة دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو إطلاق نار ألمانيا إيلون ماسك فلسطين عام 2025
إقرأ أيضاً:
العيد في عُمان .. احتفاء بالتقاليد والابتكار الرقمي
العيد في عُمان مناسبة للفرح والتآلف الاجتماعي واستعادة التقاليد العريقة، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، أيضا، لحظة للتعبير الرقمي. ومن أبرز مظاهر العيد اليوم في سلطنة عُمان وسم بات حديث الجميع، وهو #لقطة_عمانية_في_العيد، الذي يبدو أنه ساهم في تغيير الطريقة التي يحتفل بها العُمانيون بالعيد ويشاركون عبرها تجاربهم. وتحول والوسم، الذي ينشد في كل عيد، من منصة لعرض مظاهر الاحتفال، إلى ظاهرة رقمية تجسد الإبداع العُماني على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو مثال حيٌّ على كيفية استخدام العُمانيين لمنصة «إكس» (تويتر سابقًا) لترويج ثقافتهم وتراثهم، ولكن أكثر من ذلك، لابتكار تقاليد جديدة تشمل الجميع، رجالا ونساء وأشخاصا من ذوي الإعاقة على حد سواء.
اكتسب وسم #لقطة_عمانية_في_العيد زخمه منذ عدة سنوات كوسيلة للعُمانيين لمشاركة لقطات من احتفالاتهم بالعيد. في البداية، كان يُستخدم في الغالب لنشر صور تجمعات العائلات، والأزياء التقليدية، ووجبات العيد الخاصة. لكن بمرور الوقت تحول إلى جزء لا يتجزأ من العيد في عُمان، ينتظره الناس بحماس داخل البلاد وفي أرجاء الخليج العربي. لقد أصبح الوسم بمثابة ألبوم رقمي جماعي يجمع العُمانيين من مختلف المناطق، ما يخلق حالة من الاحتفاء الوطني بالعيد لم يكن من الممكن تحقيقها قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
ما يجعل #لقطة_عمانية_في_العيد مميزًا هو مزجه بين التقاليد والتفاعل الرقمي الحديث. فمن خلال هذا الوسم، يوثق العمانيون احتفالاتهم بالعيد، ويساهمون، في الوقت نفسه، بالحفاظ على التراث وابتكار أساليب جديدة للاحتفال. فالتقاليد العُمانية، مثل إعداد الشواء وارتداء الدشداشة والعباية، وأداء صلاة العيد، تحظى بإبراز واحتفاء واسعين. وفي الوقت ذاته، تنشأ عادات جديدة كالتحديات الإبداعية في التصوير الفوتوغرافي، والتعبيرات الفنية عن فرحة العيد، وحتى سرد القصص الرقمية عن تاريخ العائلات.
وقد أثبت العُمانيون على منصة « إكس» أنهم مبدعون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للترويج الثقافي. فمن خلال الوسم نجحوا في تحويل اللحظات الشخصية إلى ذكريات جماعية، مما ساعد الجميع، حتى من يعيشون في الخارج، على الشعور بالارتباط بوطنهم وبتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. علاوة على ذلك، شجع هذا الوسم الأجيال المختلفة على التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة هادفة، حيث يظهر في العديد من المنشورات كبار السن الذين قد لا يكونون نشطين رقميًا، ما يعكس الروابط بين الأجيال وانتقال التقاليد.
ومن الجوانب البارزة الأخرى في #لقطة_عمانية_في_العيد هو شموليته، حيث يستخدمه العمانيون من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية، بما في ذلك الرجال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة. لقد وفر هذا الوسم منصة للأشخاص ذوي الإعاقة لمشاركة تجاربهم وإبراز دورهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع العُماني. فبعض المنشورات تسلط الضوء على احتفالات العيد المهيأة للجميع، حيث تبذل العائلات والمجتمعات جهودا لضمان أن تشمل الاحتفالات الجميع. بينما تبرز منشورات أخرى إبداعات الفنانين وصناع المحتوى من ذوي الإعاقة، مما يثبت أن الفضاءات الرقمية يمكن أن تكون أدوات تمكين للجميع.
وبطرق عديدة، يعكس نجاح هذا الوسم قوة التماسك المجتمعي في عُمان، فهو لا يقتصر على عرض الصور الجميلة فحسب، بل يتمحور حول المشاركة والفخر الوطني. كما أن التفاعل الكبير مع الوسم كل عام يؤكد على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون قوة توحيدية، تجمع العُمانيين معا بغض النظر عن أماكن وجودهم أو وضعهم الاجتماعي.
إن العيد في عُمان هو احتفال بالأسرة والتقاليد، لكنه في العصر الرقمي أصبح أيضا احتفالا بالإبداع والتواصل. وقد أصبح وسم #لقطة_عمانية_في_العيد جزءا أساسيا من مظاهر العيد، مما يثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تُستخدم ليس فقط لمشاركة التراث الثقافي، بل للمساهمة في تشكيله أيضا. ومن خلال هذا التقليد الرقمي السنوي، أظهر العُمانيون كيف يمكن أن تكون منصة أكس أداة قوية للحفاظ على الثقافة، والابتكار. ومع اقتراب العيد يترقب العُمانيون بفارغ الصبر المشاركة في هذا الحراك الرقمي، مما يضمن استمرار ازدهار التقاليد القديمة والجديدة في عالم رقمي دائم التطور.
د. نجمة بنت جعفر الزدجالية أكاديمية في جامعة السلطان قابوس