سودانايل:
2025-01-20@11:15:24 GMT

الفلول يلفون الحبل حول رقابهم

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق المدنيين بالجزيرة أدت إلى قرار معاقبة زعيمهم، الصادر من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية – وكالة استخبارات مالية أمريكية، بتنفيذ من وزارة الخزانة، وكما عهدنا منظومة الإسلام السياسي منذ مجيئها للحكم عبر الانقلاب العسكري، أنها تلف الحبل حول رقبتها بسبب عقليتها الأصولية المتشددة، وقد شهد العالم بشاعة الجرائم التي ارتكبتها بمدينة ود مدني بعد انسحاب قوات الدعم السريع، فصدمت الشعوب المحبة للسلام بانتهاكاتها لحق الانسان في الحياة، وذبحه من الوريد إلى الوريد، بأسلوب يتطابق مع طرائق تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، ومعلوم أن الجماعة الاخوانية المتدثرة برداء الجيش في السودان، والتي جعلت من ميناء بورتسودان عاصمة مؤقتة، أنها تسير على ذات نهج حركات ومنظمات التطرف الديني الناشطة في الإقليم، ومع اجتهاد اعلامها المضلل منذ زمان سطوة نظامها البائد، وضخها لكم هائل من البيانات المرئية والمسموعة والمقروءة – المفبركة، في محاولات يائسة لإقناع العالمين العربي والإفريقي، بخلو منظومتهم غير الشرعية المتواجدة ببورتسودان، من الكادر الاخواني المتطرف مصاص الدماء، إلّا أن انتهاكاتها لحقوق الانسان بولاية الجزيرة أعادت حسابات الدول الجارة والأخرى الصديقة، وأجبرتها على الإدانة والرفض والشجب الذي وصل مداه محاصرة رأس المافيا بقرار الخزانة الأمريكية، والذي طال أيضاً أعوانه التابعين لنفس التنظيم الإرهابي، الخادمين له بتزويده بالقنابل السامة والمحرمة دولياً، التي تم اسقاطها على مدن دارفور – الكومة، نيالا، كبكابية، كتم، مليط، لقد اتخذ قرار ابعاد هذا التنظيم الاخواني من المشهد من قبل الدوائر الإقليمية والدولية، فبالرغم من أن هذا التنظيم المختطف لسيادة الدولة والسارق لقيادة الجيش حاول خداع العالم كل الوقت، لكنه فشل في تمرير الخديعة هذا الوقت.


من حمق الفلول وسقوط القناع عن وجههم الإجرامي المحترف، ردود أفعال المواطنين بدولة جنوب السودان وتضامنهم مع اخوتهم المقتولين غدراً، على أيدي مجرمي كتائب الإرهاب الاخواني بولاية الجزيرة، فتعرض الفلول لمواطني الجنوب هو القشة التي قصمت ظهر بعير ما تبقى من علاقات، بين حكومة جنوب السودان ومافيا الاخوان ببورتسودان، وبذلك يكون الفلول قد ضيّقوا الخناق حول أعناقهم بتوسيع دائرة العداء مع الجوار السوداني، ففي الشهور السابقة اختلقوا أزمة مع الجارة الغربية، وهذا الديدن هو مسلك طبيعي لهذه المافيا المرتدية للباس الدين الذي هو بريء منها براءة يوسف، ومنذ تأسيس حكمهم المبني على الباطل وسفك الدماء من يومهم الأول، سدروا في غي وحمق بتخريب علاقات السودان بجواره الإفريقي والعربي ومحيطه العالمي، وأثبتوا بالدليل أنهم غير جديرين بتولي زمام أمر هذا البلد العملاق، الذي تنظر إليه الحكومات بعين العشم في الإفادة والاستفادة، وكغيرها من الأنظمة الثيوقراطية تسير عصابة بورتسودان بخطى حثيثة نحو هاوية السقوط النهائي، فما عادت المجتمعات والشعوب والحكومات تسمح بوجود منظومة تمتهن الجريمة المنظمة، والانتهاك الصارخ والصريح للقانون الدولي، والتخطيط والتنفيذ للغارات الجوية على المدنيين، ورمي القنابل المحرمة دولياً على رؤوسهم، وهذا الجنون الذي يسلكه رموز الحكم المختطف وغير الشرعي، مآله وصول هؤلاء الرموز لذات النهايات، التي ختمت أنظمة الحكم الباطشة من حولنا – سوريا وليبيا وتونس – التي أوصلت الطغاة فيها لمكب نفايات التاريخ، الذي تتجمع في قاعه قمامات رموز التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، فما يحدث حتمية تاريخية ماضية إلى غاية واحدة، هي ختام المسلسل الدموي الممتد من سنين، وإغلاق أبدي لمصنع الموت المصدر بضاعته للمدنيين وحدهم وليس سواهم.
اليوم بلغ الضعف منتهاه بخاطفي قرار الدولة السودانية المجتمعين بميناء السودان، وذلك بمحاولاتهم اليائسة في إرجاع عقارب الساعة للوراء بالانصياع لمطلب الحكم المدني ، لكن فات الأوان كما تغنى الراحل صلاح بن البادية، وما كتب على جبين جماعة الإرهاب الاخواني قد بان بينونة كبري في ولاية الجزيرة، فالعبادة لا تجدي بعد نفخ الصور، والمثل السوداني يقول (تاباها ممحلة تكوسها قروض)، والظالمون قلوبهم غلف، لا يتبينون طريق الرشاد إلّا بعد أن تبلغ الروح الحلقوم، ولا يرعوون إلّا بعد التفاف الساق بالساق، ولا يعون الدرس إلا بعد سوقهم إلى ربهم للحساب على ما اقترفوه من ذنب بحق الأبرياء، وعلم القاصي والداني دنو أجلهم المحتوم يوم أن هربوا شرقاً، وجعلوا الشعب المرجانية ترسانات علّها تقيهم شر الطوفان القادم من الخرطوم اتي تركوها خلفهم، فالطاغوت محطته الأخيرة واحدة، وذلك من زمان نوح حتى عصر بن علي والقذافي وبشّار، فالطاغية لا يرى بعين البصيرة، فهو بصري الرؤية أعمى البصيرة، يصدق ما تراه العين من بريق زائف، لذا نجد أن جميع الطغاة لم يدركوا اللحظة الفاصلة، فبشار ترك خصوصياته الخاصة التي نشرها الثوار، والقذافي نسى ألبوم صور عشيقته الأمريكية السمراء طويلة القامة ممشوقة القوام، وهكذا تسوق الأقدار من أزهق الأرواح عبثاً إلى حيث تشاء لا إلى حيث يشاء.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيلها.. سعاد مكاوي صوت المونولوج الذي لا يُنسى

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة القديرة سعاد مكاوي، التي اشتهرت بأداء المونولوجات الغنائية، وارتبط اسمها بالفنان الكبير إسماعيل ياسين.

ولدت سعاد محمد سيد مكاوي في عام 1938 بمدينة طنطا، نشأت في كنف والدها الملحن محمد مكاوي، مما منحها أساسًا قويًا في الفن والغناء. تميزت بصوت شعبي أصيل، وأصبحت من أبرز نجمات الغناء في مصر، خاصة بأغنيتها الشهيرة "قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى؟".

بيلي إيليش مرشحة لدور البطولة في الموسم الثاني من مسلسل Mr. & Mrs. Smithجاستن بيبر يوجه رسالة رومانسية لهايلي بعد شائعات الطلاق

قدمت سعاد العديد من الأغاني الناجحة مثل "لما رمتنا العين"، "عاوز أروح"، و"عواد باع أرضه". تزوجت ثلاث مرات، وكان من بين أزواجها الفنان محمد الموجي والمخرج عباس كامل.

بعد اعتزالها لفترة طويلة، عادت سعاد مكاوي إلى الساحة الفنية في التسعينات، لكنها لم تحقق نفس النجاح السابق، وقررت الابتعاد عن الأضواء حتى رحيلها في عام 2008.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيلها.. سعاد مكاوي صوت المونولوج الذي لا يُنسى
  • سيف علي خان| القبض على المتهم بطعنه وكشف ملابسات جريمته
  • من الذي انتصر في حرب غزة؟
  • تعرف على تطبيق ريد نوت الذي بدأ يستبدل تيك توك
  • د. عنتر حسن: الطبيب السوداني الذي قتل في جوبا !!!
  • مجلس الصحوة الثوري – قيادة موسى هلال: الاحتفالات التي عمت أرجاء البلاد استفتاء حقيقي لدعم الشعب للقوات المسلحة
  • إزالة التعديات على خط التنظيم بحي شرق كفر الشيخ
  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • كيف علّق برّي على اللقاء الذي جمعه بنواف سلام؟