تأمُلات
كمال الهِدَي
. صحيح أن المصائب والمحن تُظهر معادن البشر، ولا أقول معادن الرجال بحسبان أن للنساء أيضاً معادن وقدر.
بالرغم من قسوة ما قام به جيش الكيزان وكتائبهم المجرمة في مدني وما حولها مؤخراً، إلا أن هذه الأحداث ربما كشفت لبعض الواهمين حقيقة أن الجنوبيين أناس في منتهى الرقي والفهم العالي والوفاء والحرص على سلامة إخوتهم السودانيين هناك بالرغم من أخطاء حكوماتنا في حقهم.
. نعم وقعت هناك بعض الحوادث المؤلمة التي تضرر منها بعض من لا ذنب لهم، لكن تفاعل حكومة الجنوب كان سريعاً وقدموا لنا جميعاً - خاصة لحكومة البرهان – درساً يُفترض أن نستفيد منه ونصبح أكثر تواضعاً في تعاملنا مع الآخرين ونتخلى عن وهم أننا أفضل الشعوب.
. منذ إنفصال هذا الجزء العزيز من وطننا لم تفارقني الحسرة على ضياعه فقد عاشرناهم في الأحياء، وزاملناهم في حجرات الدراسة، ونشأت بيننا وبينهم وشائج قوية وجميلة، لذا لم يكن هيناً علينا مغادرتهم إلى غير رجعة.
. لكن بعد هذه الأحداث الأخيرة فرحت لهم بالإنفصال عن بلدنا وسأقول لكم لماذا.
فرحت لهم لكون مسئوليهم تمتعوا بالإحترام الكامل والمسئولية والصدق تجاه موقف بهذه الصعوبة، بالرغم من أن السبب فيه هو غطرسة وطغيان الكيزان آفة هذا السودان ومن ينوبون عنهم في حكومة بورتسودان.
. فقد أشار خبر إلى أن أحد أسباب تأجيج مشاعر المواطنيين الجنوبيين تجاه ما جرى لأبناء جلدتهم في مدني هو إحتفال أقامه سفير البرهان في جوبا بمناسبة دخول الجيش وكتائب الكيزان لحاضرة الجزيرة.
. سمعت وزيرة داخلية جنوب السودان تتحدث فأثلجت صدري بكلامها المسئول ورغبتهم الأكيدة في إحتواء التفلتات بأسرع وقت وتوفير الحماية لإخوتهم السودانيين، وأثارت إعجابي بتهذيبها وترتيب أفكارها وصدقها.
. تكلمت بشفافية عن وقوع بعض الأحداث المؤسفة ولم تقل لم تحصل إعتداءات مثلما ذكر وزير إعلام البرهان الكذوب دون حياءٍ
. وأصغيت لأكثر من والٍ يخاطبون السودانيين هناك لطمأنتهم وتخييرهم بين أن يظلوا في أماكنهم مع توفير الحماية لهم، أو نقلهم لمكان آخر أكثر آماناً لحين هدوء الأوضاع.
وما جرى هناك هو ما يطلق عليه تفلتات بإعتبار أن جموع غاضبة من عامة الناس تعاملوا بردود أفعال غير مرشدة وأعتدوا على بعض مواطنينا وممتلكاتهم، لكن لأن حكومة الجنوب تتعامل بمسئولية كسائر حكومات العالم - بإستثناء السودان – ولكونها حكومة واعية بدورها في حماية وتأمين ضيوفها- سيما السودانيين- فقد سارعوا لتوفير هذه الحماية والأمن، بل حرصوا وسارعوا لتطييب خواطر إخوتهم السودانيين بكلام طيب عن البلد الأم والمشاركة في كل شيء والوشائج المتجذرة.
. ولك أن تتخيل عزيزي القاريء لو أن هذا الوضع كان معكوساً، بالطبع كنا سنشهد تواطؤ الأجهزة الرسمية وسد آذانهم عن ما يجري حتى يشفي بعض المرضى النفسيين عندنا غليلهم في إخوتنا الجنوبيين.
. لن نكذب ونقول أن الوضع كان مثالياً فالجنوب كسائر بلدان عالمنا الثالث يعاني من عدة مشاكل، إلا أن حكومتهم ومسئوليها أبدوا الجدية اللازمة في إحتواء الأزمة وتكلموا كلاماً صادقاً وصادراً من القلب بالرغم من معاناة أهلهم بسبب الأوضاع الإقتصادية التي زادتها حرب السودان تعقيداً عليهم.
. ولا أشك في أن حديثهم وتصرفهم السريع قد خفف علي المتضررين أنفسهم الكثير.
. أثناء متابعتي لخطوات وأحاديث مسئولي حكومة الجنوب سألت نفسي ألف مرة السؤال: ما سبب تعالي حكومة الكيزان على إخوتنا الجنوبيين فيما مضى!
. حيث كنا نسمع متغطرساً مثل وزير المالية علي محمود يقول قبل الإستفتاء وعبر فضائية السودان " الجنوب كان ماشي ما يمشي، (أنا) عندي فيه شنو"!!
. لاحظوا (الأنا) دي وكأن السودان بشماله وجنوبه وقتذاك كان ملكية خاصة لهؤلاء المجرمين والفاسدين.
. وبالطبع لم أجد إجابة للسؤال غير أن بعض الواهمين في هذا السودان يحتاجون لمعالجات نفسية.
. فهؤلاء النفر - أعني مسئولي حكومة الجنوب – أبدوا تديناً أكثر ممن فصلوا الجنوب بداعي أن أهله غير مسلمين.
. نعم أبدوا تديناً حقيقياً والواحد منهم يحمد الله علي أن السودانيين لم يفقدوا أرواحهم، وأن المال (بمشي وبجي).
. ما بين الأقواس كلام كبير للغاية لو آمن به الكثيرون في هذا السودان لجنبونا شروراً عديدة، ولما شهدنا مستويات غير مسبوقة في النفاق والكذب والتدليس وسوء الأخلاق.
. ولا أدري كيف يكون التدين الحقيقي إن لم يدفع صاحبه لتحمل المسئولية كمسئول وللمحافظة على الأرواح وللصدق في التعامل ولكظم الغيظ وللأدب في التعامل مع الآخر وهو بالضبط ما فعله إخوتنا الجنوبيين الذين لم يقبل بوجودهم بيننا الكيزان وبعض المهوسيين!
. أبدى مسئولو الجنوب أيضاً درجات عالية من الرقي والفهم السليم وهم يميزون بين من قاموا بالجرائم البشعة في حق مواطنيهم بمدني، وبين ضيوفهم من السودانيين الأبرياء الذين هربوا للمحافظة على حيواتهم.
. كما أبدى المسئولون الجنوبيون وفاءً إفتقدناه كثيراً في بلدنا في الآونة الأخيرة وهم يؤكدون للسودانيين هناك أن الجنوب بلدهم، وأن كل شيء سيعود لطبيعته خلال أيام لكي يعودوا لممارسة أعمالهم كالمعتاد.
. وهنا في السودان حيث الإعلام الكذوب والنفاق غير المسبوق يحدثونك عن زيارة الكباشي لجوبا، وكأنه غادر إليها حرصاً على أرواح وممتلكات السودانيين هناك.
. أصلاً حكومة الجنوب لم تنتظر زيارات هؤلاء المجرمين الخونة ولا إتصالاتهم وقامت بما رأته واجباً على أكمل وجه.
. وبالطبع غادر الكباشي لشأن يخصهم ككيزان حكومة، فلو أن حياة السودانيين تهمهم لما قتلوهم ظلماً في وطنهم ولما شردوهم بسبب حربهم العبثية ضد من صنعوهم بأيديهم للإمعان في ظلم وذل المواطنين.
. لو حاولت أن أحصي ما أبداه مسئولو حكومة جنوب السودان خلال هذه الأزمة فسوف أحتاج لمجلدات لا لمساحة مقال واحد.
. فلهم منا جزيل الشكر والتقدير وكامل الإحترام علي هذه الدروس المجانية، وعلى جديتهم وإلتزامهم وفهمهم للدبلوماسية ولواجب الحكومات ولوفائهم وصدقهم في التعامل مع إخوتهم السودانيين.
. جنوبي أنت أخي مواطن هذه الدولة الوليدة فلك أن تفخر بذلك بالرغم من الصعوبات التي تواجهك.
. الواحد بالجد أحس بأن لدينا بلد ثانٍ يستطيع أي منا اللجوء له بإطمئنان متى ما ضاقت به السبل.
. أمنياتي بأن يتعاون أهلنا في الجنوب مع حكومتهم ويكونوا سنداً لها بالنصح والإلتزام حتى يزدهر بلدهم فهم يستحقون كل تطور ونماء.
kamalalhidai@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حکومة الجنوب بالرغم من
إقرأ أيضاً:
اللاجئون السودانيون في إثيوبيا.. إنتهاكات متواصلة ومضايقات من حكومة أديس أبابا
فر أكثر من 1.6 مليون لاجئ سوداني من بلادهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023. ولجأ 31,000 منهم إلى إثيوبيا. كثير منهم توجهوا مباشرة إلى أديس أبابا في محاولة للوصول إلى الشرق الأوسط. في العاصمة الأثيوبية يتقدمون بطلب للحصول على تأشيرة إلى أحد بلدان الشرق الأوسط. ولكن فترة انتظار الرد طويلة وتستمر أحيانا لشهور، ما يشعرهم بأنهم عالقون في هذه المدينة الضخمة التي لا يتحدثون لغتها.
التغيير _ وكالات
لاجئة سودانية تنظر من نافذة منزلها. نادرًا ما تغادر منزلها في أديس أبابا خوفًا من اعتقالها بسبب عدم تجديد تأشيرتها.
وقالت لاجئة سودانية طلبت عدم ذكر اسمها إنها نادرا ما تغادر منزلها في أديس أبابا خوفا من تعرضها للاعتقال بسبب عدم تجديد تأشيرتها.
أديس أباباويتعرض اللاجئون السودانيون المقيمون في المدن الإثيوبية لمزيد من الفقر بسبب رسوم التأشيرات التي تفرضها الحكومة والتي تتجاوز قدراتهم، وقد تم اعتقال بعضهم بسبب فشلهم في دفع الرسوم الشهرية والمتأخرات.
وتشترط إثيوبيا على السودانيين الراغبين في الحصول على وضع اللاجئ أن يعيشوا في مخيمات مخصصة – حيث لا يتعين عليهم دفع رسوم التأشيرة – لكنها كانت في السابق تقدم إعفاءات من التأشيرة لأولئك الذين قرروا العيش في المناطق الحضرية حيث يكون انعدام الأمن أقل.
لكن هذه الإعفاءات توقفت في أكتوبر الماضي، مما أجبر آلاف اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات على البدء في دفع 100 دولار شهرياً لتجديد تأشيراتهم، بالإضافة إلى غرامات إضافية قدرها 10 دولارات يومياً في حالة تخلفهم عن الدفع.
دفع الرسوموقال أحد اللاجئين، الذي لم يتمكن من دفع الرسوم منذ دخوله إثيوبيا في يوليو الماضي، لصحيفة “ذا نيو هيومانيتاريان”: “تعتقل الشرطة السودانيين بانتظام وتلقي بهم في السجن لأنهم لم يدفعوا الرسوم الشهرية”.
وقالت اللاجئة، وهي معلمة في مدرسة ثانوية في السودان، إنها تعتمد على ابنها في فرنسا لدفع تكاليف غرفة الفندق المتواضعة التي تتقاسمها مع ابنتها. ومنذ سمعت عن الرسوم الشهرية، قالت إنها تتجنب الخروج.
اندلعت حرب السودان – التي تواجه فيها قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تحولت إلى متمردة ضد الجيش النظامي – في أبريل 2023، وتسببت في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من 12.3 مليون شخص بسبب العنف، منهم 3.5 مليون عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، وخاصة تشاد ومصر وجنوب السودان.
منذ بداية الحرب، وصل نحو 163 ألف شخص من السودان -بما في ذلك 85 ألف مواطن سوداني- إلى إثيوبيا، التي تعد موطنا لثاني أكبر عدد من اللاجئين في أفريقيا، حيث تستضيف أكثر من مليون شخص.
“ولن يتمكنوا من الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية أو التعليم أو فرص العمل، وقد يكونون عرضة للاستغلال.”
لقد حظيت إثيوبيا بإشادة واسعة النطاق لسماحها لأعداد كبيرة من اللاجئين بدخول البلاد، ومع ذلك فإنها لديها العديد من السياسات الضارة بسكان اللاجئين، كما أنها متورطة في عدد من الصراعات الداخلية المدمرة والمميتة.
ظروف قاسيةيواجه اللاجئون السودانيون في المخيمات ظروفاً إنسانية وأمنية مزرية ، وخاصة في منطقة أمهرة، حيث تعرضت حياتهم للهجوم والاختطاف والاغتصاب على يد الميليشيات المحلية. ونتيجة لذلك، أغلقت بعض مخيمات اللاجئين.
وفي الوقت نفسه، يفتقر العديد من اللاجئين السودانيين في المناطق الحضرية، الذين يقدر عددهم بنحو 15 ألف لاجئ، إلى الحماية التي كان من الممكن أن يحصلوا عليها لو حصلوا على وضع اللاجئ.
وقال طارق أرجاز، مسؤول الاتصالات في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إثيوبيا: “قد يفتقر المواطنون السودانيون الذين لا يسجلون أنفسهم كلاجئين إلى الحماية القانونية ويواجهون الترحيل أو الاحتجاز. ولن يتمكنوا من الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية أو التعليم أو فرص العمل وقد يكونون عرضة للاستغلال”.
“أحاول أن أطعم نفسي، هذا هو همي الوحيد”من المفترض أن يقوم السودانيون الراغبون في التقدم بطلب اللجوء بالتسجيل لدى وصولهم إلى مدينتي ميتيما وأسوسا على الحدود الإثيوبية. وبمجرد التسجيل، يُطلب منهم الاستقرار في معسكرات تديرها الأمم المتحدة وتوزعها السلطات المحلية.
ويمكن للراغبين في العيش خارج المخيمات التقدم بطلب للحصول على تصريح من دائرة اللاجئين والعائدين التابعة للحكومة، إلا أن الحصول على هذه التصريحات قد يكون صعباً لأن المتقدمين يجب أن يكون لديهم كفيل محلي أو يثبتوا قدرتهم على إعالة أنفسهم.
وبالتالي فإن العديد من اللاجئين السودانيين في المناطق الحضرية لا يتمتعون بوضع اللاجئ ولا يحملون تصاريح الإقامة التي يصعب الحصول عليها. وهذا يعني أنهم مطالبون بتجديد تأشيراتهم باستمرار، حتى برغم أن قِلة منهم فقط يستطيعون تحمل تكاليفها.
قال لاجئ سوداني بلا مأوى يبلغ من العمر 25 عامًا ويعيش في أديس أبابا منذ أبريل الماضي إنه لا يستطيع التركيز إلا على بقائه اليومي في الشوارع وهو خائف من مواجهة أجهزة الأمن الإثيوبية.
وعندما وصل إلى إثيوبيا، كان يعمل لدى شركة تصميم كانت تريد نقله جواً إلى مكاتبها في موريتانيا. لكنه قال إنه سُرق منه هاتفه وجهاز الكمبيوتر المحمول العام الماضي، مما منعه من العمل وأدى إلى إنهاء عقده.
وقالت أم عزباء عبرت الحدود الإثيوبية مع أطفالها الأربعة في يونيو 2023 إنها غير قادرة أيضًا على دفع رسوم التأشيرة لأنها تركز على أشياء أكثر أهمية.
وقالت لصحيفة “ذا نيو هيومانيتاريان” “أحاول أن أطعم نفسي. هذا هو همي الوحيد. لم أدفع إيجاري منذ شهرين، لكن مالك المنزل يعرف أنني سأعيد له المال عندما أحصل عليه”.
وقالت المرأة، وهي خبيرة تجميل في السودان، إنها تقوم بأعمال صغيرة غير رسمية لإطعام أطفالها، من فن رسم الحناء على اليدين إلى تقديم الشاي والوجبات الخفيفة في ساحة مطعم يديره زوجان سودانيان إثيوبيان.
أوقاتاً عصيبةقال أستاذ سوداني للرياضيات لجأ إلى أديس أبابا، إنه مدين للحكومة الإثيوبية بمبالغ كبيرة لدرجة أنه لا يستطيع تحمل تكاليف السفر إلى بلد آخر، وهو ما يوقعه في حلقة مفرغة.
وقال الأستاذ إن العديد من اللاجئين السودانيين في العاصمة يواجهون أوقاتًا عصيبة، حتى أن بعض الشباب يلجأون إلى الجريمة لتوفير لقمة العيش. وأضاف: “إنهم على استعداد لفعل أي شيء مقابل وجبة أو مبلغ صغير من المال”.
اللاجئون المحتجزونويقول حسن توكل، الأكاديمي السوداني الذي يجمع الأموال في أديس أبابا لدفع كفالة المعتقلين، إن اعتقال السودانيين الذين لم يجددوا تأشيراتهم أمر شائع.
وأرسل توكل لصحيفة “ذا نيو هيومانيتيريان” قائمة بأسماء 12 لاجئا سودانيا قال إنهم معتقلون منذ بداية فبراير وجميعهم محتجزون في العاصمة.
وقال مصدر دبلوماسي في أديس أبابا، طلب عدم ذكر اسمه ليتحدث بحرية، إن مسؤولي السفارة السودانية طلبوا تمديد الإعفاء الأصلي من رسوم التأشيرة، وإن السلطات الإثيوبية وعدت بمنحه.
وقال المسؤول إنهم غير متأكدين مما إذا كانت الحكومة قد أوفت بتعهدها بسبب “الافتقار إلى الإرادة” أو لأسباب سياسية، والتي قد تكون مرتبطة بالعلاقات المتوترة الأخيرة بين إثيوبيا والسلطات السودانية.
وقال صحافي سوداني في أديس أبابا إن عناصر من أجهزة الأمن بملابس مدنية أوقفوه العام الماضي وسجنوه لمدة شهرين لأنه لم يراجع تأشيرته منذ أكثر من نصف عام.
وقال الصحفي إنه كان يتقاسم زنزانة مع نحو 40 معتقلا، بينهم سبعة لاجئين سودانيين، جميعهم مدينون لوكالة خدمات الهجرة والمواطنة التابعة للحكومة الإثيوبية.
وقال إنه تم إطلاق سراحه لكن عليه متأخرات تصل إلى 1200 دولار ويخشى أن يتم اعتقاله مرة أخرى. وأضاف “ليس من المنطقي أن نطلب منا دفع مثل هذه المبالغ عندما هربنا من الحرب. الحكومة الإثيوبية تبحث ببساطة عن المال”.
وقال صحفي سوداني لاجئ ثان إن رسوم التأشيرة من المفترض أن تُدفع بالدولار، وهو ما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الدفع بالفعل.
وقال الصحافي “للحصول على الدولارات، يجب أن أذهب إلى السوق السوداء، وهو أمر غير قانوني بحكم التعريف. ويمكن للشرطة أن تعتقلني إذا عثرت على دولارات أو أي عملة صعبة أخرى في جيبي”.
مخاوف من العودةورغم الوضع الصعب الذي يواجهونه – والتقدم الأخير الذي أحرزه الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع – فإن اللاجئين الذين تحدثوا إلى صحيفة نيو هيومانيتاريان قالوا إنهم لا يفكرون في العودة إلى السودان في أي وقت قريب.
وتقول الأم العزباء التي تعيش في أديس أبابا مع ابنتها: “تركت منزلي في الخرطوم، ليس لدي مكان آخر أعيش فيه، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات في المدن التي تسيطر عليها القوات المسلحة”.
وقال الشاب الذي يعيش في الشوارع إن أفراد عائلته في السودان نازحون داخليا ويواجهون ظروفا صعبة لا يرغب في تجربتها.
وقال “لقد فقد والدي وظيفته كمدرس لأن المدارس مغلقة. لا يوجد عمل ولا خدمات ولا شبكة ولا كهرباء هناك. وكشاب، سيكون من الخطر جدًا بالنسبة لي أن أعود إلى السودان. قد أضطر إلى حمل السلاح”.
تم حجب أسماء جميع اللاجئين نظرًا للمخاطر التي يواجهونها.
تم تحريره بواسطة فيليب كلاينفيلد.
الوسومإثيوبيا السودانيون اللاجئون انتهاكات