طرابلس – «القدس العربي» لقاء جديد يجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بحضور حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، اللقاء تطرق إلى أهمية التنسيق بين الجهات الليبية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، وعلى ضرورة منع التدخلات الخارجية وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.


وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن السيسي أكد حرص مصر على ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية، كما شدد على أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في البلاد.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس المصري “ضرورة منع التدخلات الخارجية في ليبيا وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
ويأتي الحديث عن ملف المرتزقة في ليبيا في ظل استمرار شكاوى الجيش السوداني من استمرار تدفق قوافل من مسلحي قوات الدعم السريع من ليبيا، حيث أعلن الجيش السوداني استهدافه عدداً من الآليات السبت بواسطة الطيران الحربي، ولا تزال الجهات الرسمية السودانية تكرر اتهامها لقائد الجيش خليفة حفتر بتوفير الدعم لقوات الدعم السريع من بدء الحرب السودانية.
وأكد رئيس جيش تحرير السودان، مني اركومناوي، عبر حسابه على منصة “أكس”، أن الدعم الأجنبي يتواصل عبر محور ليبيا ويدخل تعزيزات جديدة بقوة قوامها 400 آلية عسكرية متنوعة عن طريق ليبيا إلى دارفور الآن، حسب قوله.
هذه الأنباء الجديدة تأتي لتطرح تساؤلات حول الرابط بين التحرك الجديد للمعارضة السودانية مع عزم روسيا توسيع نفوذها في ليبيا ونقل قوات معدات إلى قاعدة “معطن السارة” على الحدود مع تشاد والسودان، وهو وصف بالاستراتيجي وضمن عملية روسية كبرى لتعزيز السيطرة على منطقة الساحل الإفريقي وذلك بعد خسارتها مواقعها في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وحول الدور الذي يلعبه حفتر في دعم قوات المعارضة السودانية، تشير مصادر عسكرية ومحلية أن كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر قد توجهت مؤخراً نحو “معطن السارة” لتأمين المنطقة وحماية الطرق المؤدية إلى السودان بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.
وبدأ التحرك الروسي في إثارة القلق الأوروبي، حيث عبرت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن أهمية التركيز بشكل أكبر على جناحه الجنوبي، وهي منطقة جنوب البحر المتوسط وشمال إفريقيا، محذرة من توجه روسيا إلى تعزيز وجودها في شرق ليبيا.
وقبل أيام، قالت وكالة “نوفا” الإيطالية بأن روسيا تعمل على توسيع نفوذها في ليبيا من خلال نقل الرجال والمعدات إلى قاعدة “معطن السارة” على الحدود مع تشاد والسودان.
ونقلت الوكالة في تقرير لها، عن مصادر ليبية وصفتها بالمطلعة، أن موقع قاعدة معطن السارة استراتيجي، وقد استُخدمت خلال الحرب الليبية التشادية في الثمانينيات، وتقع الآن في قلب عملية روسية كبرى لتعزيز السيطرة على منطقة الساحل، التي أصبحت بشكل متزايد في مركز المصالح الجيوسياسية لموسكو.
وأوضح التقرير أنه في ديسمبر 2024، أرسلت روسيا مجموعة من الجنود السوريين الفارين من هيئة تحرير الشام لإعادة القاعدة إلى العمل، بهدف تحويلها إلى نقطة استراتيجية للعمليات العسكرية في إفريقيا، يمكن الإمداد منها مباشرة إلى مالي وبوركينا فاسو وربما السودان.
ويعتبر ذلك مرحلة جديدة في التوسع الروسي في القارة الإفريقية بعد خسارتها مواقعها في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد. وتكثف روسيا تدخلها في ليبيا، حيث تنقل معدات عسكرية عبر عشرات الرحلات الجوية بين بنغازي وقاعدة اللاذقية في سوريا.
وفي الأشهر الأخيرة، وسعت موسكو وجودها في ليبيا، وعززت عملياتها في قواعدها الجوية الأربع الرئيسية: قاعدة الخادم في شرق البلاد؛ وقاعدة الجفرة في الوسط؛ وقاعدة براك الشاطئ جنوب غرب سبها بالجنوب، وقاعدة القرضابية في سرت بالمنطقة الوسطى الشمالية.
وتستضيف هذه القواعد مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الدفاعات الجوية ومقاتلات ميج 29 وطائرات بدون طيار، وتديرها فرقة مختلطة من العسكريين الروس ومرتزقة مجموعة فاغنر، بعيدًا عن رقابة السلطات الليبية.
وبحسب مصادر “نوفا”، قامت موسكو مؤخراً بتوسيع وجودها من خلال قاعدة عسكرية جديدة، وهي قاعدة معطن السارة، في منطقة كانت لها أهمية استراتيجية تاريخياً.
وتشير المصادر نفسها إلى أن روسيا نقلت في كانون الأول/ ديسمبر 2024، كميات كبيرة من المعدات العسكرية وأرسلت إلى القاعدة قوة مكونة من ضباط وجنود سوريين، سبق أن انتشر الكثير منهم في سوريا وغادروا البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
ومن المقرر أن تصبح قاعدة معطن السارة مركزًا لوجستيًا رئيسيًا للعمليات الروسية في إفريقيا، ومركزًا مهمًا لتدفق الإمدادات إلى مناطق أخرى في الساحل، ولا سيما إلى مالي وبوركينا فاسو، حيث عززت روسيا بالفعل قواتها العسكرية، كما تعتبر القاعدة أيضًا استراتيجية لحماية طرق الإمداد إلى السودان.
وأكدت مصادر “نوفا” أن رتلًا عسكريًا من كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر، توجه مؤخراً نحو “معطن السارة” لتأمين المنطقة وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.
ورغم الوجود العسكري الروسي المتزايد في المنطقة، تؤكد مصادر “نوفا” أن موسكو نأت بنفسها عن قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
وأشار التقرير إلى عمل روسيا على الاتصال المتزايد مع المجتمعات القبلية في الجنوب الليبي على الحدود مع تشاد والنيجر، وتمكن الروس من تشكيل تحالفات مع القبائل المحلية، وخاصة التي تسيطر على المناطق الحدودية، لتعزيز موقعها الاستراتيجي والوصول إلى الثروات الطبيعية، مثل مناجم الذهب في جبال كالانغا. وسبق أن كشف مسؤولون أمريكيون وغربيون، بداية ديسمبر الماضي، أن موسكو بدأت في سحب كميات ضخمة من العتاد العسكري والقوات من سوريا يشمل أنظمة دفاع جوي متطورة.
وأظهرت صور أنظمة دفاع جوي متطورة تنتظر نقلها خارج سوريا. وفي الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي، أظهرت صور أخرى عودة طائرة أنتونوف إلى حميميم من ليبيا.
كما يُظهر مقطع فيديو جرى تحديد موقعه جغرافيًا أن إحدى الطائرات التي وصلت أخيرًا إلى قاعدة الخادم في ليبيا حلقت إلى مدينة باماكو في مالي، حيث حلت روسيا أخيرًا محل النفوذ الفرنسي طويل الأمد.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إلى السودان فی لیبیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

التايمز: السودان يقترب من التقسيم على الطريقة الليبية بعد عامين من الحرب

شدد تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، على أن الطرفين المتحاربين في السودان أعلنا عن خطط لمستقبل السودان وعلى خطوط الحرب الأهلية بشكل يدفعه إلى الانقسام بحكم الأمر الواقع بعد عامين من الحرب.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، لاجتماع عقدته قوات الدعم السريع شبه العسكرية وتحالف من الحلفاء السياسيين يوم الثلاثاء للاتفاق على ميثاق يحدد سلطة وحدة لحكم الأراضي الخاضعة لسيطرة المقاتلين.

والشهر الماضي، اتهمت الولايات المتحدة رسميا قوات الدعم السريع، التي تعتمد على الدعم العسكري والمالي من الإمارات العربية المتحدة، بالإبادة الجماعية.

وكان قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان قدم رؤيته عن "كتلة سياسية ديمقراطية" للحكم وبقيادة رئيس وزراء مدني. وسيتم توقيع الميثاق هذا الأسبوع وربما علم نقطة تحول في الحرب الأهلية ويؤدي إلى تقسيم البلاد بناء على خطوط المعركة، وفقا للتقرير.



ونظرا لاستمرار الحرب في مناطق عدة من السودان، فمن غير المرجح أن يسيطر أي طرف على مناطق واسعة من البلاد، كما حدث في ليبيا، حيث نشأت  حكومتان تديران جزءا من البلاد ومنذ ما يزيد عن عقد.

وفي الوقت الذي عقد فيه الدعم السريع اجتماعه في كينيا خرجت التقارير الإخبارية عن مجازر ارتكبها عناصر الدعم السريع وقتلهم أكثر من 200 شخص من بينهم أطفال في ولاية النيل الأبيض. وقتل الكثيرون منهم وهم يحاولون اجتياز نهر النيل هربا، حسب محامو الطوارئ، التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.

ووفقا للتقرير، لا تسيطر قوات الدعم السريع على الولاية بالكامل. وكشفت صور فيديو في ما بعد المجزرة في القريتين الواقعتان على بعد 55 ميلا من العاصمة الخرطوم مقبرة جماعية امتلأت بالجثث المغطاة بالأكفان ومن كل الأحجام.

وقالت وزارة الخارجية التابعة للجيش إن عدد القتلى الحقيقي هو 433. وتقول مجموعة محامو الطوارئ إن قوات الدعم السريع ارتكبت أثناء الهجوم الذي خلف مئات الجرحى والمفقودين: "إعدامات واختطاف وقامت بتهجير قسري ونهب للممتلكات".

وجاء الهجوم مع تصاعد الحرب بين الطرفين وتحقيق الجيش تقدما في الخرطوم.

ونقلت الصحيفة عن كاميرون هدسون ، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله إن توقيت إعلان حكومة الوحدة الوطنية من جانب قوات الدعم السريع، في الوقت الذي تخسر فيه أراضي رئيسية لصالح الجيش، يجب أن يُنظر إليه "بقدر كبير من الشك".

وأضاف "إنها تحاول أن تحقق على طاولة المفاوضات ما فشلت في تحقيقه على أرض المعركة".  


واندلع الصراع في السودان في نيسان/ أبريل 2023 عندما فشلت القوات الحكومية في الاتفاق على اتفاق لتقاسم السلطة مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وكان من شأن الاتفاق أن يؤدي إلى انتخابات ديمقراطية بعد الانقلاب العسكري الذي نفذ  بشكل مشترك في عام 2021.  

وقتلت الحرب عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليونا وخلق ما وصفته لجنة الإنقاذ الدولية بأنه "أكبر أزمة إنسانية تم توثيقها على الإطلاق". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنها كانت كارثة "مذهلة من حيث الحجم والوحشية". 

واتهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، على الرغم من أن قوات الدعم السريع تشتهر بارتكاب التطهير العرقي والعنف الجنسي المنهجي، وخاصة في دارفور، موقع الإبادة الجماعية قبل أكثر من عقدين من الزمان.

ولا يزال الجيش السوداني يتمسك بالفاشر، عاصمة غرب دارفور والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل العام الماضي. 

مقالات مشابهة

  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • فورين بوليسي: منشأة بحرية روسية بديلة تتشكل في ميناء طبرق
  • كينيا ترد على اتهامات السودان بشأن اجتماع نيروبي
  • بولسونارو يصف الحكومة البرازيلية بالمستبدة
  • كينيا تدافع عن نفسها بعد اتهامات سودانية بـ"إعلان العداء"
  • “التايمز”: السودان يقترب من الانقسام على الطريقة الليبية
  • نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا
  • مناقشة أوضاع الجالية السودانية في ليبيا
  • التايمز: السودان يقترب من الانقسام على الطريقة الليبية بعد عامين من الحرب
  • التايمز: السودان يقترب من التقسيم على الطريقة الليبية بعد عامين من الحرب