أفراد يتحدون قيم المجتمع العراقي بنشر المحتوى السيء عبر شاشات الاعلانات الكبيرة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
20 أغسطس، 2023
بغداد/المسلة الحدث: كشف الخبير القانوني علي التميمي، الاحد، عن عقوبة نشر الفيديو المخل بالحياء عبر شاشة الاعلان، بعدما قام شخص بتهكير إحدى شاشات العرض وبث مواد مخلة بالآداب وسط العاصمة بغداد، فيما افادت مصادر ان الامر حدث في الحلة في بابل أيضا.
وظاهرة نشر أفلام مسيئة للآداب عبر الشاشات من قبل قراصنة وهاكرز هي مشكلة خطيرة لم يألفها العراق من قبل، وقد حدثت في دول اخرى اذ ينشر محتوى جنسي وعنيف ومسيء للقيم والأخلاق عبر وسائل الإعلام والإنترنت.
وتتسبب هذه الأفعال في تأثير سلبي على الأفراد والمجتمعات، خاصة الشباب والأطفال الذين يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لتلك المحتويات دون تصفية أو توجيه مناسب.
ويدعو الخبير التميمي الى تحديث التشريعات لمواجهة التحديات الجديدة التي يطرحها الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة، كما ينبغي أيضًا توفير آليات لمراقبة ومعاقبة المخالفين.
وقال التميمي في تصريح لـ المسلة، ان قانون العقوبات العراقي في المادة ٤٠٣ عاقب بالحبس لمدة لاتزيد عن سنتين وبالغرامة أو باحداهما..على كل من قام بصنع أو استيراد أو الحيازة على صور أو افلام وغيرها وكانت مخلة بالحياء وكذلك في حالة عرضه على الجمهور ويعتبر ضرف مشدد اذا كان الهدف هو إفساد الأخلاق..
وبعض الأفراد يقومون بنشر محتوى مسيء كوسيلة للتمرد أو للتحدي من القيم الاجتماعية والأخلاقية.
واضاف ان التحقيق الجنائي هو الذي يثبت اذا كان الفعل متعمد أو لا من خلال معرفة القصد الجنائي للفاعل وهل يوجد شركاء من عدمه وهل توجد أطراف متورطة في ذلك.
و مع تقدم تقنيات التلاعب الرقمي، أصبح من الممكن تعديل محتوى الوسائط بطرق تجعله يبدو وكأنه أصلي ومنتج بشكل احترافي.
و يمكن للجهة المتضررة من جراء الفعل اذا كان الفعل فرديا ان تطالب بالعقوبة الجزائية بالاضافة الى التعويض عن الضرر المعنوي وفق القانون المدني العراقي .
وتابع: اما معرفة هل هو متعمد في فعله ام لا وهل كان خطئا ام اهمال فان هذا يثبته التحقيق من خلال انتداب خبراء في مجال البث والاعلام تنتدبهم محكمة التحقيق ومن خلال تقريرهم نكون امام الوصف القانوني للجريمة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، الاحد، إلقاء القبض على متهم قام بتهكير إحدى شاشات العرض وبث مواد مخلة بالآداب وسط العاصمة بغداد.
وذكرت الوكالة في بيان، أنه “تم إلقاء القبض على متهم قام بتهكير إحدى شاشات العرض في بغداد وبث مواد مخلة بالآداب”.
وليل السبت، اخترق أحد الاشخاص شاشة العرض في تقاطع عقبة بن نافع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، وبث مواد مخلة بالآداب عبرها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الاحتفاء بالآداب والفنون دليل على التقدم الحضاري
كانت الآداب والفنون على مر التاريخ جزءا من التطور الطبيعي للإنسان وفكره، ودليلا على تفرده من بين مخلوقات الله الأخرى على هذه الأرض. وتعزز الفنون والآداب التي أنتجها الإنسان عبر القرون هُويته وتعزز وحدته وتقدمه، وتكشف عن تصورات الإنسان وتأملاته في هذا الكون ورؤيته للمستقبل عبر الأدب الاستشرافي.. والفنون والآداب وكل النتاج الفكري الإنساني هي التي تشكل وعي الإنسان وهذا أحد أهم شروط التقدم الإنساني فكرا وخلقا. والثقافة بكل مفرداتها كانت على الدوام الركيزة الأساسية للهوية المجتمعية، تجسد القيم والتقاليد، وتعكس خبرات المجتمعات وتساهم في التعبير عن الروح الثقافية والحفاظ عليها، ومن خلال الشعر والسرد ومجمل الفنون البصرية تنقل المجتمعات تراثها عبر الأجيال. والأمم والشعوب التي تحتفي بالمبدعين وتكرم المثقفين هي أمة واعية ومدركة لأهمية النتاج الذي يبدعه هؤلاء المبدعون والمفكرون.. وهذا الاحتفاء وإن كان فرديا في الكثير من الأحوال إلا أنه احتفاء بالمنجز الفكري والأدبي والإبداعي كافة، واعتراف بدوره ومكانته. وعندما أعلنت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب نتائج دورتها الجديدة اليوم كانت تؤكد اهتمام الدولة في عُمان بالمنجز الثقافي والفكري وبالعقول التي أنتجته وأبدعته. وعُمان عبر التاريخ كانت تحتفي بمبدعيها ومفكريها وشعرائها ولذلك ازدهر الأدب والفكر وأنتج الشعراء ملاحم شعرية ستبقى خالدة تنتقل من جيل إلى جيل، وكذلك أنتج المبدعون مدونات في كل صنوف المعرفة العلمية وفي العلوم الإنسانية في أوقات لم تكن فيه مطابع وكانت الكتب تُخط وتُنسخ باليد ومن يعود إلى دار الوثائق العمانية وغيرها من المؤسسات المعنية بحفظ المخطوطات والوثائق سيقف على المنجز الإنساني في عُمان ويعرف أن ذلك ما كان ليزدهر لولا أن الدولة العمانية والقيادة السياسية فيها كانت داعمة لهذا الإبداع والعطاء الفكري الكبير. والآداب بكل أنواعها وتجلياتها دليل قوة المجتمعات وقدرتها على التأمل والتفكير، وهي بعد ذلك أداة من أدوات غسل الروح الإنسانية وتطهيرها من العناء اليومي وفق تعبير بابلو بيكاسو الذي قال إن «الفن يغسل عن الروح غبار الحياة اليومية». وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب واحدة من أهم الجوائز في العالم العربي ليس في قيمتها المادية فقط ولكن أيضا في مكانتها المعنوية لأنها مرتبطة باسم السلطان قابوس وبعُمان التي تلبس الجائزة ذلك البعد الحضاري والتاريخي المستمد من حضارتها وتاريخها العريق.وهذه مناسبة للتأكيد على أهمية الجوائز في دعم الثقافة والمثقفين والأدباء والمفكرين لبذل الكثير من العطاء من أجل أن تبقى مشاعل النور متقدة تضيء للإنسان مسارات المستقبل. |