جدل في ألمانيا بسبب تسريب وثيقة دبلوماسية تهاجم ترامب عشية تنصيبه
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
تسبّب تسريب وثيقة دبلوماسية من السفير الألماني في واشنطن ينتقد فيها دونالد ترامب بشدة، إلى وسائل الإعلام، في إثارة الجدل أمس الأحد، عشية تنصيب الرئيس المنتخب.
فقد أعرب السفير الألماني لدى الولايات المتحدة الذي سيمثل بلاده في حفل تنصيب دونالد ترامب، عن قلقه من "الخطط الانتقامية" للرئيس المنتخب، ورأى أن برنامجه قد يقوض الديموقراطية في أمريكا، وذلك في وثيقة سرية نشرتها الأحد صحيفة "بيلد".
وردت تصريحات أندرياس ميكايليس في برقية دبلوماسية أرسلت الثلاثاء إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، دان فيها "استراتيجية التعطيل القصوى" التي يتبعها الرئيس الأمريكي الجديد "لإعادة ترسيم النظام الدستوري" لبلاده بحسب الصحيفة.
Germany's ambassador to the US wrote a cable warning that Donald Trump will undermine democracy. Andreas Michaelis said he expects Trump to rob legislators, law enforcement and the media of independence.https://t.co/QCYz3DIKaq
— DW News (@dwnews) January 19, 2025وخروجاً عن الأعراف الدبلوماسية المعتادة، رأى ميكايليس في الوثيقة الداخلية السرية، أن ترامب رجل مدفوع بـ"الرغبة في الانتقام" معتبراً أنه قد يتجه نحو "تركيز السلطات القصوى في يد الرئيس" على حساب الكونغرس والولايات الفدرالية.
واعتبر السفير الألماني الذي كان قبل أكثر من 20 عاماً المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، أن المبادئ الديموقراطية الأساسية للولايات المتحدة قد "تقوض إلى حد كبير" بهذه الطريقة لممارسة السلطة.
ويأتي تسريب هذه البرقية الدبلوماسية في توقيت غير مؤات بالنسبة لبرلين، خصوصاً أن هذا السفير البالغ 65 عاماً سيمثل الحكومة الألمانية الإثنين خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
في تحليله أعرب أيضاً عن قلقه من تهديدات "الترحيل الجماعي" للأجانب والإشراف على التحقيقات القضائية، مع سعي ترامب إلى تعيين حلفاء في مناصب رئيسية، على قوله.
كما أنه قلق من رغبة ترامب وحليفه إيلون ماسك، في فرض قيود على حرية التعبير والحد من حقوق الأقليات.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هذه الوثيقة، لكنها شددت على أنها كانت مصنفة "سرية" وكان ينبغي أن تظل كذلك.
وقالت مساءً للتلفزيون الرسمي عندما سئلت عن الموضوع "بالطبع تعمل السفارات على كتابة التقارير، هذا هو عملها، خصوصاً عندما تكون هناك تغييرات حكومية، حتى نعرف موقفنا. وبالطبع سفارتنا في واشنطن تفعل ذلك أيضاً".
وحاولت الوزيرة التقليل من أهمية الموقف، قائلة إن "الرئيس الأمريكي (المنتخب) كان سبق له أن أعلن ما ينوي فعله، خصوصاً في ما يتعلق بالقرارات التي ستُتخَذ في البيت الأبيض مستقبَلاً ..وعلينا بالطبع أن نكون مستعدين لذلك".
German ambassador warns Trump will test the U.S. constitutional order, report sayshttps://t.co/Dzo5Wmk5je pic.twitter.com/nMdaA4uZsT
— The Washington Times (@WashTimes) January 20, 2025كما سعت وزارة الخارجية الألمانية إلى التقليل من أهمية التسريب في الإعلام قائلة إن الولايات المتحدة "هي أحد أهم حلفائنا". وأضافت "علينا الحفاظ على التعاون الوثيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما يخدم مصالح ألمانيا وأوروبا".
وقال لارس كلينغبيل الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس في مقابلة السبت للصحيفة نفسها، إن "من الضروري العمل بشكل جيد مع كل حكومة أمريكية، لكن الإشارات الأولى التي وردتنا غير مشجعة".
وأضاف، "نمد يدنا لدونالد ترامب" لكن "لنكن واضحين: إذا رفض اليد الممدودة علينا أن نكون أقوياء وندافع عن مصالحنا".
وكتبت صحيفة "كولنيشه روندشاو" الألمانية، أن "برلين تجعل من نفسها أضحوكة قبل تغيير السلطة في الولايات المتحدة".
وبالنسبة إلى السفير الألماني السابق في واشنطن والمدير السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، فولفغانغ إيشنغر، فإن "التسريب سامّ للأسف في الوضع الحالي" لأنّ من شأنه إثارة حفيظة الإدارة الأمريكية الجديدة.
كما أعرب زعيم المعارضة المحافظة في ألمانيا، فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي لتولي منصب المستشار، عن استيائه من "نشر تعليق من سفارة ألمانية مليء بكل أنواع الانتقادات والهراء حول الرئيس الأمريكي المنتخب".
وأضاف خلال اجتماع انتخابي "الرئيس الأمريكي وحكومته لا يحتاجان إلى أن تُوجّه إليهما ألمانيا أصابع الاتهام". ويحاول ميرتس منذ أيام أن يبعث برسائل انفتاح.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة ترامب ألمانيا الولايات المتحدة ألمانيا ترامب الخارجیة الألمانی السفیر الألمانی الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
هدية روسية إيرانية لترامب عشية تنصيبه
قدَّمَ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود پزشكيان هديةً للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قبل تنصيبه، غير أن ترامب تجاهلها رغم مخاطرها.
أحدث صفقة بين إيران وروسيا تتعلق بنقاط الضعف بين الشركاء الأربع
ولم يكن توقيت هذه الهدية أقلّ أهمية من "اتفاقية الشراكة الشاملة" الروسية الإيرانية في حدّ ذاتها.
وقبل ثلاثة أيام من حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، اجتمع مسعود پزشكيان وفلاديمير بوتين في موسكو بغية التوقيع على اتفاقٍ ثنائي يشمل التجارة والتعاون العسكري والعلوم والتعليم والثقافة، وغيرها من المجالات.
ويُسلّط هذا الاتفاق أيضاً الضوء على العلاقة المتنامية بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية؛ وهي الدول التي تُشكِّل جميعاً "محور المعتدين" الذي لم يعترف الرئيس الأمريكي المنتخب بعد بأنه يُمثِّل أولوية لا بد من التعامل معها.
تعاون مزدهر للمحوروفي هذا الإطار، قال فريدريك كيمبي رئيس المجلس الأطلسي ومديره التنفيذي، في مقاله بالموقع البحثي الأمريكي إن أكثر شيء يُميِّز تحديات فترة ولاية ترامب الأولى عن تحديات فترة ولايته الثانية هو التعاون الصناعي والاقتصادي والسياسي الدفاعي المزدهر لهذا المحور.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة تلغرام: "هذه المعاهدة ليست مجرد نقطة تحول رئيسة تُعزِّز علاقاتنا الثنائية فحسب. وهذا ليس اتفاقاً سياسياً وحسب؛ وإنما خارطة الطريق إلى المستقبل".
Russian President Vladimir Putin and Iranian President Masoud Pezeshkian signed a “comprehensive partnership agreement” on Friday.
The deal provides Donald Trump a pre-inaugural gift that he ignores at his peril, writes @FredKempe in #InflectionPoints. https://t.co/OmYfocHtpA
شهدت العلاقات بين روسيا وإيران والصين تقارباً متزايداً على نحوٍ مطّرد منذ غزو بوتين لأوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات. وأرسلت إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى، فضلاً عن طائرات مُسيرة وتكنولوجيا طائرات مسيرة إلى روسيا.
وكشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" مؤخراً عن أن مصنعاً في منطقة تاتارستان بجنوب روسيا يعكِف على إنتاج طائرات "شاهد" المسيّرة المصممة إيرانياً بكمياتٍ كبيرة باستخدام مكونات صينية.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، صَنَّعَ المصنع نحو ستة آلاف طائرة مُسيرة طراز "شاهد"، أي أكثر من ضِعف إنتاجه في العام السابق.
وفي يونيو (حزيران) 2024، وقَّعَ بوتين اتفاقية شراكة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وأعقبت بيونغ يانغ ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) بإمدادِ موسكو بعشرةِ آلاف جندي للتصدي للهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية. وفي وقتٍ سابق من ذاك الشهر، ألقت القوات الأوكرانية القبض على جنديين كوريين شماليين على مقربةٍ من الحدود. وبعد ذلك، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبرمَ بوتين معاهدةً أمنية مع روسيا البيضاء شملت نشر سوريا للأسلحة النووية التكتيكية في روسيا البيضاء.
Putin signed a Strategic partnership agreement with the president of Iran - that doesn't have a clause on mutual military assistance.
One of the main aspects of Russian-Iranian cooperation are mutual weapon supplies.
The agreement was signed days before Donald Trump’s… https://t.co/IelM1RON9l pic.twitter.com/ZD2do8kRCP
وجاءَ ذلك في أعقاب التوسع المستمر وتعزيز الشراكة "بلا حدود" التي أبرمها بوتين مع الرئيس الصيني شي جين بينع قبل فترةٍ وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقاومت القيادة الصينية الجهود التي يبذلها المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون كافةً لإقناع بكين بتقليص دعمها لروسيا الذي لولاه لما كانت موسكو قادرةً على مواصلة حملتها العسكرية.
عواقب تاريخية وجيوسياسيةوعلى الرغم من تركيز ترامب الأخير على استعادة قناة بنما، والاستحواذ على غرينلاند، وضم كندا إلى الولايات المتحدة بحيث تصبح الولاية الحادية والخمسين، فإن أسلوب تعامله مع التعاون بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية ستكون له عواقب تاريخية وجيوسياسية أكبر بلا حدود.
ومع ذلك، يضيف الكاتب إن أحدث صفقة بين إيران وروسيا تتعلق بنقاط الضعف بين الشركاء الأربع بقدر ما تتعلق بقوتهم المشتركة، مما يمنح ترامب فرصاً لعرقلة أهدافهم المشتركة. لم تكن إيران ضعيفة اقتصاديّاً وعسكريّاً كما هي الآن منذ ثلاثين عاماً، مشيراً إلى تعرَّضَ وكلاؤها حماس وحزب الله إلى ضرباتٍ مدمرة، ودفاعاتها الجوية تداعت، وضرباتها الصاروخية غير المسبوقة على إسرائيل العام الماضي أخفقت في إضعاف القوة العسكرية لإسرائيل.
ومن اللافت أن روسيا لم تُقدِّم لإيران اتفاقية الدفاع المشترك التي كانت جزءاً من اتفاقياتها مع روسيا البيضاء وكوريا الشمالية.
وقال جون ألترمان، الخبير بشؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، لشبكة سي إن إن: "إن الروس لديهم حاسّة سادسة مذهلة في ما يخص بالأطراف التي تقع في ورطة".
وأردفَ قائلاً إن موسكو ربما حسبت أنه "بإمكاننا تقديم بعض العون لهم، لكننا سنُحْكِم قبضتنا عليهم ونستنزف منهم ما نبتغيه".
فرض المصالح الأمريكيةفكيف سيستجيب ترامب لهذه الهدية قبل توليه مهام منصبه؟ يتساءل الكاتب ويقول: من أبرز إخفاقات الرئيس الأمريكي جو بايدن تردده المفرط في مواجهة التحدي المتصاعد الذي تُمثِّله روسيا والصين إلى جانب إيران وكوريا الشمالية، رغم أنه كان سبّاقاً في تشخيص "المنعطف الحاسم" الذي بشَّرَ به هذا التعاون الاستبدادي.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "ربما كان ترامب أكثر استعداداً من بايدن لتنفيذ إجراءات غايتها فرض المصالح الأمريكية، غير أنني سأستمع إلى خطابه الافتتاحي بحثاً عن مؤشراً مبكراً لكيفية تشخيصه لأكبر التحديات العالمية".