المرأة كمحاربة وملكة وزوجة: دراسة جينية تكشف عن الدور المحوري للنساء في العصر الحديدي
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
خلافًا للتصور السائد عن العصور القديمة، أظهر بحث جيني حديث أن المرأة في بريطانيا كانت تتمتع بمكانة رفيعة كمحاربة وزوجة. فكانت المجتمعات السلتية أمومية في تكوينها الاجتماعي، إذ كان الرجال ينتقلون للسكن مع عائلات زوجاتهن بعد الزفاف، وليس العكس.
كشفت دراسة نُشرت في مجلة "نايتشر" عن بنية اجتماعية مختلفة بشكل غير عادي في المجتمعات السلتية في العصر الحديدي، تؤكد أن المجتمعات في ذلك الوقت كانت أمومية، بحيث كان الرجال يتبعون زوجاتهن.
ولدعم هذه النظرية، قامت كلية ترينيتي في دبلن بجمع أدلة جينية عبر تحليل جينومات 57 فردًا مدفونين في مقابر العصر الحديدي المرتبطة بشعب دوروتريجيان، وهو جزء من قبيلة سلتية كانت تعيش في دورست منذ 2000 عام.
وخلصت النتائج إلى أن معظم الأفراد كانوا أقارب من جهة الأم، في حين يبدو أن الأفراد الذكور في هذه المقابر قد هاجروا إلى المنطقة، على الأرجح بعد الزواج.
ويتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات السابقة، ويثبت أن المرأة في بريطانيا لعبت دورًا محوريًا في العائلة، وهو ما تعكسه الروايات التاريخية التي تشير إلى نفوذ نساء سلتيكيات قويات مثل الملكات بوديكا وكارتيمندوا، اللاتي كن قائدات جيوش وشاركن في الحياة السياسية.
Relatedشاهد: مسيرة نسوية في إسطنبول دعما لحقوق المرأة الأفغانيةيوم المرأة العالمي: احتجاجات نسوية عالمية على استمرار حوادث الاغتصاب و التحرش الجنسيغلاسكو تستعد لتكون أول مدينة نسوية في المملكة المتحدةومن أبرز الأدلة التي أثبتت أهمية المرأة في المجتمعات السلتية، اكتشاف أظهر أن المحارب الذي دفن قبل حوالي ألفي عام في حزر سيلي قبالة ساحل كورنوال كان في الواقع امرأة.
وقد عانى العلماء منذ عام 1999 في تحديد جنس المحارب، وذلك بسبب وجود سيف فيه، وهي عادة الأدوات المرتبطة بمدافن الذكور، أما النساء فكانت المرايا تقليدًا في مقابرهن.
إلا أن دراسة رائدة أجريت في عام 2023 بقيادة مؤسسة هيستوريك إنجلند أظهرت أن الشخص المدفون كان أنثى.
في هذا السياق، قالت الدكتورة سارة ستارك، عالمة أحياء الهياكل العظمية البشرية في مؤسسة هيستوريك إنجلند: "على الرغم من أننا لا نستطيع أن نعرف تمامًا رمزية الأشياء التي عُثر عليها في القبور، إلا أن الجمع بين السيف والمرآة يشير إلى أن هذه المرأة كانت تتمتع بمكانة عالية داخل مجتمعها وربما لعبت دورًا قياديًا في الحرب المحلية، حيث كانت تنظم أو تقود غارات على الأعداء".
وأضافت ستارك: "قد يشير ذلك إلى أن مشاركة الإناث في الحروب كانت أكثر شيوعًا مما نعتقد، وقد يكون ذلك قد أرسى الأسس التي انبثقت منها فيما بعد قيادات مثل بوديكا."
المصادر الإضافية • Theo Farrant
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قادة شركات التكنولوجيا العملاقة.. من سيحضر ومن سيغيب عن حفل تنصيب ترامب؟ من هن الأسيرات الثلاث اللواتي سيتم الإفراج عنهن في اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة؟ ليدي غاغا وبيلاي إيليش وغيرهما في "أمسية موسيقى وتضامن" لمساعدة منكوبي حرائق كاليفورنيا المملكة المتحدةحروبتقانة نسويةبريطانيامجتمععلم الآثارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المملكة المتحدة حروب بريطانيا مجتمع علم الآثار إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو إطلاق نار ألمانيا فلسطين تيك توك وقف إطلاق النار العصر الحدیدی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف كيفية وصول الإغوانا إلى فيجي قبل 34 مليون سنة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ حوالي 34 مليون سنة، شرع أسلاف الإغوانا الحديثة في واحدة من أطول الرحلات عبر المياه التي قام بها أي نوع من الفقاريات البرية غير البشرية التي تعيش على اليابسة.
أظهرت دراسة جديدة أن هذه الرحلة الملحمية بدأت من الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، حيث قطعت سحالي الإغوانا مسافة نحو 8 آلاف كيلومتر، أي ما يعادل خمس مساحة محيط الأرض، عبر المحيط الهادئ، قبل أن تصل في النهاية إلى فيجي.
باستخدام الأدلة الجينية، يقترح الباحثون أن الإغوانا قامت بهذه الرحلة الاستثنائية عن طريق الطفو على نباتات عائمة، ربما تتكونّ من أشجار أو نباتات مُقتلعة.
ذكر المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور سايمون سكاربيتا، وهو الأستاذ المساعد في جامعة سان فرانسيسكو، أنه لطالما دار جدل بين العلماء حول كيفية وصول الإغوانا إلى فيجي. حيث أشارت نظريات سابقة إلى أن نوعًا من الإغوانا المنقرضة قد عبر المحيط من الأمريكتين على طوافات نباتية من دون تحديد إطار زمني واضح، بينما اقترحت نظريات أخرى أن السحالي هاجرت عبر اليابسة من آسيا أو أستراليا.
وقد أجرى سكاربيتا هذا البحث خلال زمالة ما بعد الدكتوراه الممولة من المؤسسة الوطنية للعلوم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وكذلك في منصبه الحالي.
تساعد هذه النتائج، التي نُشرت بدورية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، في إلقاء الضوء على هذا اللغز القديم حول كيفية وصول هذه الزواحف إلى تلك الجزر النائية.
وأراد سكاربيتا وفريقه اختبار كل من نظريتي التجديف عبر المياه واليابسة، بالإضافة إلى فرضيات أخرى بشأن الأصل البيوجغرافي للسحالي أي الإيغوانا الفيجية، بما في ذلك التشتت عبر القارة القطبية الجنوبية أو عبر جسر بيرينغ البري.
وأضاف سكاربيتا أن فهم هذا النوع من التشتت عبر المياه قد يقدم رؤى جديدة حول كيفية استعمار الأنواع الأخرى للمناطق المعزولة مع مرور الوقت.
تتبع الجيناتأظهرت الإيغوانا بالفعل قدرتها على البقاء أثناء السفر لمسافات طويلة عبر المحيط، وفقًا لدراسة أُجريت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1998.
في عام 1995، ظهرت ما لا يقل عن 15 سحلية إيغوانا خضراء على شواطئ أنغويلا في منطقة الكاريبي، على طوافات مصنوعة من الأشجار المقلوعة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه السحالي ربما قامت بالطفو على بُعد حوالي 322 كيلومترًا من غوادلوب عقب أحد الأعاصير.
أشار سكاربيتا إلى أن هذا النوع من التجديف عبر المياه يوصف غالبًا بالتشتت "الذي يشبه اليانصيب"، وهو حدث نادر يسمح للأنواع بالاستعمار في منطقة يصعب الوصول إليها. ويمكن للأحداث الجوية الكبرى، مثل الأعاصير أو الفيضانات، أن تقتلع النباتات وتحمل الحيوانات معها.
وبهدف تحديد الوقت الذي وصلت فيه الإيغوانا إلى فيجي، قام الباحثون بتحليل جينات 14 نوعًا حيًا من الإيغوانا. ووجد الفريق أن أقرب قريب حي لسحالي الإيغوانا الفيجية هو نوع Dipsosaurus، أي نوع من سحالي الصحراء الأصلية في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك.
أوضح سكاربيتا أن هذه الأدلة الأحفورية تدعم الفكرة القائلة إن هذه الإيغوانا نشأت في أمريكا الشمالية، حيث لم يتم العثور على أحافير للسحالي الصحراوية في أي مكان آخر بالعالم.
وأشارت التحليلات أيضًا إلى أن الإيغوانا الفيجية انحرفت عن أسلافها الأمريكيين لفترة تتراوح بين 34 مليون و30 مليون سنة مضت، واستقرت تقريبًا في الوقت ذاته الذي حدثت فيه التكوينات البركانية لأرخبيل فيجي.
يتحدى هذا الجدول الزمني النظريات السابقة التي تفترض أن الإغوانا قد قامت برحلة معقدة عبر اليابسة من أمريكا الجنوبية عبر القارة القطبية الجنوبية، وهو ما كان سيحدث في وقت لاحق في التاريخ، حسبما ذكره الدكتور جيمي ماكغواير، وهو أستاذ البيولوجيا التكاملية في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف المشارك للدراسة.
وقال الدكتور شين كامبل-ستاتون، وهو أستاذ مساعد في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة برينستون، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة: "في التحليلات الفيلوجينية، هناك دائمًا درجة من عدم اليقين عند محاولة التنبؤ بتوقيت أحداث التباين بين الأنواع".
وأضاف: "في هذه الحالة، كان المؤلفون يتحلون بدقة كبيرة في جمع أنواع مختلفة من البيانات الجينية واستخدام نماذج مختلفة لاختبار فرضيتهم، حيث وجدوا أن غالبية النتائج تتفق إلى حد كبير".