كشفت دراسة جديدة أن حالات الإصابة بالخرف بين سكان الولايات المتحدة المسنين ستزداد بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة، بمعدل إصابة اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2026.

وتُقدّر الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Medicine"، أن أكثر من 42% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في الولايات المتحدة، أي حوالي اثنين من كل خمسة أفراد، سيصابون بالخرف في سنوات حياتهم الأخيرة.



ووفقا للدراسة، من المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات الجديدة التي يتم تشخيصها بالخرف سنويًا، حيث سيرتفع من حوالي 514,000 حالة في عام 2020 إلى مليون حالة سنويا بحلول عام 2060.


ويرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى شيخوخة سكان الولايات المتحدة، خاصة جيل "طفرة المواليد"، الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964، ويشكلون حاليا شريحة كبيرة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

جيل طفرة المواليد وتحولات ديموغرافية
يمثل جيل طفرة المواليد، الذي بلغ تعداده نحو 73 مليون شخص في عام 2020، عاملا رئيسيا في زيادة حالات الخرف. ومن المتوقع أن يصل جميع أفراد هذا الجيل إلى سن 75 عامًا على الأقل بحلول عام 2040، وهو العمر الذي تزداد فيه احتمالات الإصابة بالخرف بشكل كبير.

وتشير الدراسة إلى أن حوالي 17% فقط من حالات الخرف يتم تشخيصها قبل سن 75 عاما، بمتوسط عمر للإصابة يبلغ 81 عاما.

وأبرزت الدراسة "اختلافات مذهلة" في معدلات الإصابة بالخرف حسب العرق. وأشارت إلى أن البالغين السود معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة أعلى بكثير من البالغين البيض، كما أن المرض يظهر بينهم في مراحل عمرية أصغر. وتوقعت الدراسة أن تتضاعف حالات التشخيص السنوية بين البالغين السود ثلاث مرات بحلول عام 2060.

وربط الباحثون هذه التفاوتات العرقية بالآثار التراكمية للعنصرية البنيوية وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الأشخاص طوال دورة حياتهم. وأوضحوا أن نقص الوصول إلى التعليم والتغذية قد يؤدي إلى تفاوتات مبكرة في الاحتياطي المعرفي، بينما تؤدي الفجوات في الرعاية الصحية إلى زيادة عوامل الخطر المرتبطة بالخرف في منتصف العمر.

وأظهرت الدراسة أن النساء الأكبر سنا يواجهن خطرا أكبر للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال الأكبر سنا، حيث تبلغ نسبة الخطر بين النساء حوالي 48% مقارنة بـ35% بين الرجال. ويُعزى هذا الاختلاف جزئيا إلى أن النساء يميلن إلى العيش لفترات أطول، مما يزيد من احتمالات إصابتهن بالمرض في المراحل المتأخرة من الحياة.

كما أشارت الدراسة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في خطر الإصابة بالخرف. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين APOE - وهو جين يرتبط بنقل الكوليسترول والدهون عبر مجرى الدم - معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 59%، مقارنة بـ48% لمن يحملون نسخة واحدة من الجين و39% لمن لا يحملون أي نسخة منه.

دور نمط الحياة في الحد من المخاطر
رغم أن العمر والعوامل الوراثية هما المحركان الأساسيان للعبء المتزايد للخرف، أكد الباحثون على وجود فرص كبيرة لتقليل هذا العبء من خلال تحسين أنماط الحياة.

وأشارت الدراسة إلى أن إدارة عوامل الخطر مثل الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، والعناية بالصحة العقلية، وعلاج فقدان السمع قد تقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالخرف.

وكتب الباحثون: "ربطت بيانات متراكمة من التجارب السريرية بين سلوكيات نمط الحياة الصحية، وإدارة عوامل الخطر الوعائية، وإعادة تأهيل السمع، مع تحسين النتائج المعرفية. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 20% فقط من البالغين في الولايات المتحدة يلبون أهداف نمط الحياة والصحة القلبية الوعائية الموصى بها، وحوالي 30% فقط من كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع يستخدمون سماعات الأذن".

وفي تموز /يوليو، أدخلت جمعية الزهايمر معايير تشخيص جديدة تعتمد على المؤشرات الحيوية - مثل بروتينات بيتا أميلويد وتاو التي يمكن اكتشافها عبر الاختبارات المعملية أو تصوير الدماغ - بدلاً من اختبارات الذاكرة التقليدية.

يهدف هذا النهج إلى تحسين التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، وتمكين المرضى من الحصول على علاجات جديدة تهدف إلى إبطاء تقدم المرض.


رغم ذلك، يشير الخبراء إلى أن التجارب السريرية للأدوية الجديدة "تعاني من نقص التنوع العرقي"، مما يجعل من الصعب ضمان فاعلية العلاجات بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

وشدد الباحثون على الدعوة إلى سياسات تهدف إلى تعزيز الشيخوخة الصحية والحد من عدم المساواة الصحية. وكتبوا: "تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الملحة إلى سياسات تعزز الوقاية والشيخوخة الصحية، مع التركيز على تحقيق المساواة في الصحة العامة".

وأكدوا أن الوقاية وإدارة عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة يجب أن تكون أولويات صحية عامة ملحة للحد من العبء الكبير والمتزايد للخرف في الولايات المتحدة خلال العقود القادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة دراسة الولايات المتحدة الخرف الزهايمر دراسة الولايات المتحدة الزهايمر الخرف المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الإصابة بالخرف عوامل الخطر بحلول عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

قهوة الصباح وتأثيرها على الدماغ.. دراسة تكشف مفاجأة مذهلة

لطالما اعتُبرت القهوة المشروب السحري لبداية اليوم، حيث يعتمد عليها الملايين حول العالم لزيادة التركيز والانتباه. ولكن، هل تعلم أن قهوة الصباح قد تؤثر على دماغك بطرق لم تكن تتخيلها؟

 دراسة علمية حديثة كشفت عن مفاجأة مثيرة حول تأثير القهوة على الدماغ، تتجاوز مجرد تحسين الانتباه والإنتاجية، بحسب ما نشره موقع ع New Atlas .

ما الذي كشفته الدراسة؟قهوة الصباح وتأثيرها على الدماغ.. دراسة تكشف مفاجأة مذهلة!

وفقًا لدراسة نُشرت في إحدى المجلات المتخصصة في علم الأعصاب، وجد الباحثون أن تناول القهوة في الصباح لا يقتصر على تحفيز الجهاز العصبي، بل يؤدي أيضًا إلى:

1. تعزيز الذاكرة قصيرة المدى: أظهرت نتائج الدراسة أن الكافيين يساعد في تحسين استرجاع المعلومات، مما يجعله مشروبًا مثاليًا للطلاب والموظفين الذين يحتاجون إلى تذكر تفاصيل دقيقة.


2. تحفيز إفراز الدوبامين: القهوة تساهم في رفع مستويات الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة والتحفيز، ما يساعد في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالإرهاق.


3. تقليل خطر الإصابة بأمراض الدماغ: أظهرت الدراسة أن استهلاك القهوة المعتدل قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون.


4. تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية: رغم الاعتقاد الشائع بأن القهوة قد تؤثر سلبًا على النوم، إلا أن الدراسة وجدت أن تناولها بكميات معتدلة في الصباح يساهم في ضبط الساعة البيولوجية وتحسين جودة النوم لاحقًا.

لا تضع رأسك على أكثر من وسادة أثناء النوم.. لهذه الأسبابأسرار إعداد الفول للسحور في رمضان بطرق مذهلةكيف تتجنب الإصابة بالصداع خلال شهر رمضان ؟نشرة المرأة والمنوعات.. خطوات سهلة للتخلص من الزغطة.. إزاي تعملي الزبادي اليوناني في بيتك بكل سهولةالطماطم والكيوي أبرزها.. أطعمة غير متوقعة تقوي العظام وتحافظ على صحتهاالكوب بـ 30 جنيه.. إزاي تعملي الزبادي اليوناني في بيتك بكل سهولةبرج السرطان وحظك اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025: تفاهم وتعاطفبرج الجوزاء وحظك اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025: رحلة من نوع خاصاعملي أحلى مخلل في رمضان.. طريقة عمل مخلل الجزربرج الثور وحظك اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025: هتحط قواعد حياتك

لكن هناك جانب سلبي!

ورغم فوائدها، حذرت الدراسة من الإفراط في شرب القهوة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى:

زيادة معدل ضربات القلب

ارتفاع ضغط الدم

التسبب في القلق والتوتر بسبب تأثير الكافيين على الجهاز العصبي

 قهوة الصباح ليست مجرد مشروب يمنحك الطاقة، بل هي محفز قوي للدماغ يعزز التركيز، الذاكرة، والمزاج. ومع ذلك، يُنصح بالاعتدال في تناولها للحصول على فوائدها دون التأثير سلبًا على الصحة. لذا، في المرة القادمة التي تحتسي فيها قهوتك الصباحية، اعلم أنك لا تمنح نفسك فقط دفعة من النشاط، بل تساعد عقلك أيضًا على العمل بكفاءة أكبر!

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف خطر القيلولة الطويلة والزمن المناسب لها
  • دراسة: الموسيقى تساعد على تخفيف الألم بفعالية أكبر
  • دراسة: انقراض الديناصورات سمح بظهور وتطور الفواكه
  • قهوة الصباح وتأثيرها على الدماغ.. دراسة تكشف مفاجأة مذهلة
  • دراسة: زيت الزيتون يقلل الإصابة بالخرف
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب
  • توصية بتناول وجبة إفطار غنية بالسعرات الحرارية لمرضى القلب.. لماذا؟
  • دراسة حديثة: «الذكاء الاصطناعي» يتفوق على البشر في هذا المجال!
  • تناول الطعام من العبوات البلاستيكية يهدد حياتك!
  • دراسة: النوم على الظهر يزيد من احتمالية الشخير