موقع 24:
2025-01-20@08:58:34 GMT

«صفقة» برسم التنفيذ

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

«صفقة» برسم التنفيذ

رغم التوقيع على اتفاق غزة الذي حظي بترحيب عربي ودولي واسع، والذي دخل حيز التنفيذ صباح أمس الأحد، إلا أن الشكوك حول نوايا نتانياهو الحقيقية تظل قائمة حتى في ظل ضمانات الوسطاء نظراً لقدرته على اختلاق الذرائع، وفي أية لحظة للعودة بالأمور إلى المربع الأول، وبالتالي فإن العبرة ستبقى مرهونة بالتنفيذ.

صحيح أن الاتفاق الذي جاء قبل أيام قليلة من تولي إدارة ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض وُضع للتطبيق، وربما يصعب على نتانياهو الهروب من تنفيذه، إلا أن احتمالات التلاعب والعرقلة هي أكثر ما يجيده نتانياهو، كما ظهر في حديثه للإسرائيليين قبل ساعات قليلة من بدء وقف إطلاق النار.

إذ تحدث نتانياهو عن إمكانية استئناف الحرب، وعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، بل وزيادة عدد قواته في هذا المحور وعن بقاء قواته في بعض المناطق وما إلى ذلك، وهي كلها تتناقض مع الاتفاق نصاً وروحاً.
ربما يرى البعض أن هذا الحديث موجه للداخل الإسرائيلي، وعلى الأخص لليمين المتطرف، وقد يكون صحيحاً، خصوصاً وأنه تحدث أيضاً عن الإنجازات التي تحققت من دون أن يتحدث عن الفشل في تحقيق أي من أهداف الحرب، طبعاً باستثناء القتل والتدمير، في مشهد يوحي بالضعف لا بالقوة. فلا الرهائن تمت استعادتهم بالقوة، بل إن القوة تسببت في مقتل العديد منهم، ولا القضاء على الفصائل الفلسطينية قد تحقق، ولم يتم تهجير الفلسطينيين، ولا إعادة احتلال القطاع، الذي سينسحب منه وفق الاتفاق، ومعه تبددت أهداف اليمين المتطرف الذي كان يتهيأ للاستيطان ويعقد المؤتمرات لهذه الغاية.
وهو ما يعكس حالة التخبط التي يعيشها نتانياهو، بعد أن فقد ثقة الإسرائيليين أنفسهم. فالاتفاق الذي تم توقيعه، مؤخراً، لا يختلف في جوهره كثيراً عن الإتفاق الذي أبرم في مايو (أيار) الماضي، والذي تراجع عنه نتانياهو، رغم أنه كان يستند أساساً إلى مقترح إسرائيلي تبنته الإدارة الأمريكية، فلماذا وافق عليه الآن وفي هذا التوقيت بالذات؟
الفارق الوحيد هو أن أنهاراً من الدماء الفلسطينية سالت ما بين الاتفاقين، والحقيقة أن نتانياهو وافق عليه مكرهاً، وتحت ضغوط داخلية وخارجية، وتحديداً التدخل الحاسم لإدارة ترامب، إلى جانب التحولات التي ظهرت في المجتمع الإسرائيلي، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن نحو 73 في المئة من الإسرائيليين يطالبون بإبرام صفقة تبادل. لكن من الواضح أن نتانياهو لا يرى في الاتفاق سوى المرحلة الأولى فقط، وبالتالي فهو يقدم الوعود تلو الوعود للمتطرفين، بأنه لن ينهي الحرب وسيعود لتحقيق الأهداف التي لم تتحقق على مدار 15 شهراً تقريباً.
وبالتالي فإن مناورات نتانياهو ستظل برسم الوسطاء وإدارة ترامب تحديداً التي أعلنت رغبتها في إطفاء نيران الحروب في المنطقة والعالم، لأن مناوراته لا تنتهي، وظلالها ستظل تحوم في الأفق حتى تنفيذ الاتفاق بالكامل، وفتح مسار حقيقي لتسوية سياسية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل اتفاق غزة

إقرأ أيضاً:

تحدٍ سياسي أم إنجاز دبلوماسي.. صفقة غزة تكشف تعاونا مفاجئا بين ترامب وبايدن

في وقت إعلان الوسطاء عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة جديدة لتبادل المحتجزين، كان خلف الكواليس تعاون غير مسبوق لأول مرة بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجديدة، لكن، كيف تعاونا فريقا الرئيسان مع بعضهما للوصول إلى اتفاق بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على غزة؟

مسؤول كبير في إدارة «بايدن»، قال  بعد التوصل إلى الاتفاق إن التعاون بين الطرفين كان غير مسبوق تقريبًا.

وكان بريت ماكجورك، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس المنتخب «ترامب»، في الدوحة، للوصول إلى اتفاق بين الطرفين.

محاولات دفع الصفقة إلى الأمام

تقاسم ماكجورك وويتكوف الاجتماعات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدفع الصفقة إلى الأمام، بما في ذلك المحادثات الحاسمة بين «ويتكوف» ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي والتي انضم إليها «ماكجورك» عبر الهاتف، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.

وإذا كان «ماكجورك» يركز في المقام الأول على معايير الصفقة، فإن ويتكوف كان حاضرًا للتأكيد على رغبة «ترامب» في إتمام الصفقة بحلول يوم التنصيب.

بعد الإعلان عن الاتفاق، أخذ كل من الرئيس القادم والمنتهية ولايته الفضل الكامل في ذلك، وهي علامة على استمرار توتر العلاقات بينهما.

ملامح اتفاق كشف عن «بايدن»

يعد تحديد المسؤول عن الاتفاق أمر معقد، ويقول مسؤولون في إدارة «بايدن» إن الزخم نحو التوصل إلى اتفاق بدأ قبل الانتخابات الأمريكية، بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار منفصل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وتتوافق ملامح الاتفاق النهائي مع حماس بشكل وثيق مع اقتراح كشف عنه بايدن لأول مرة في مايو الماضي، لكنه لم يتمكن من استكماله.

وفي حديثه في منتجع ترامب، مار إيه لاجو، في وقت سابق من يناير الجاري، قال «ويتكوف» إن فريق جو بايدن كان «رأس الحربة» في المحادثات.

وبعد التوصل إلى اتفاق، اعترف حتى مسؤولو «بايدن» بأن الموعد النهائي لتولي «ترامب» منصبه كان عاملًا مُحفزًا في إيجاد النجاح أخيرًا بعد أشهر من الفشل.

وسارع ترامب، الذي كان يراقب التطورات من فلوريدا، إلى إعلان أن الاتفاق لم يكن ممكنًا إلا بفوزه، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «كان من الممكن أن يحدث اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي هذا فقط نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر».

مقالات مشابهة

  • الاتفاق يدخل حيّز التنفيذ و«ترامب» يحذّر «نتنياهو»: إذا لم يحترمونا سوف يندلع الجحيم
  • أول مأزق لوقف إطلاق النار..نتانياهو يؤجل التنفيذ بسبب قائمة الرهائن
  • وقف اطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ اليوم الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القدس
  • نتانياهو: سنعود إلى القتال بقوة غير مسبوقة في هذه الحالة
  • نتانياهو يهدد حماس قبل ساعات من بدء اتفاق غزة
  • حكومة الاحتلال ترضخ .. وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ غداً
  • الجيش الإسرائيلي: الاتفاق يدخل حيز التنفيذ صباح الغد وهذا ما سنقوم به
  • الحكومة الإسرائيلية تصادق على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة
  • تحدٍ سياسي أم إنجاز دبلوماسي.. صفقة غزة تكشف تعاونا مفاجئا بين ترامب وبايدن