كتب جوزيف قصيفي في" الجمهورية": تتركّز الاتصالات على عنصر الشباب المهتم بالشأن العام الذي أحبط منالتجربة الحزبية، ووجد أنّ رفع السقوف وركوب الموجات لاستقطابه على قاعدة دغدغة المشاعر، والاستثمار في مخاوفه وهواجسه لا توصله إلى ما ينشد منحلم. كما لم يجد في الكنيسة ومؤسساتها البديل الذي يمنحه بعض التفاؤل في المستقبل، على رغم من حيوية ما في أداء الرهبانيات، ظلت دون المستوى المتوخى.
ولم تكن الكنيسة
التي يُسجّل لها مواقف وطنية بارزة في المنعطفات المصيرية لا يمكن إنكارها، في مستوى انتظارات الفاتيكان واتباعها منها،خصوصاً في الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بلبنان، وهي كانت قادرة على التقديم اكثر فأكثر. وهي لم تصادف يداً مقبوضة ومغلولة من الانتشار الذي أرهق واستُنزف على مستويين: دعم عائلاته وبلداته المباشرة، والمؤسسات الكنسية. ذلك عدا مساعدات الكنائس العالمية. واليوم تجد هذه
النخب في عهدجوزاف عون فرصة يجب الإفادة منها ليس كبوابة لدخول السلطة، واحتلال المناصب والمواقع، بل لإشاعة دينامية جديدة. ويعكف مخضرمون وشباب ممن خبروا الشأن العام، وكانت لهم تجارب حزبية ونضالية ونقابية وبلدية ووظائف عليا في الإدارة العامة، على وضع تصور ينطلق من وجوب اعتبار انتخاب عونليس مجرد عملية دستورية بدفع دولي عربي إقليمي واسع النطاق فحسب، بلالمدخل إلى ورشة حقيقية لبناء الوطن على قاعدة مختلفة تعزز الولاء له اولاً،وتجذر أبناءه في أرضهم، وتدفع بشبابه إلى إعمال أدمغتهم التي بنت أوطان آلاخرين وبلدانهم، على استكشاف ما يكتنز لبنان من ثروات بشرية، ومادية وطبيعية وإمكانات واعدة، ليعود فعلاً إلى شغل موقعه في الخريطة العربية والعالمية، ونقطة جذب واستثمار، وهو الزاخر بموارده الإنسانية القادرة إعادة صوغ ريادته. ومن المداولات التي تجري في حلقة ضيّقة حتى آلان، ضماناً لحسن الانطلاقة، ليس تأليف حزب او حركة او تيار تُضاف إلى الاحزاب والتيارات والحركات التي تكثر في الوسط المسيحي، والتي تتناحر في ما بينها جهاراً، أو في الخفاء ومن » تحت الطاولة »، في محاولة لأن تكون الواجهة السياسية للعهد. فلا عون في هذا الوارد، لأنّه يصرّ على الاضطلاع بدوره المحدّد في الدستور رئيساً للبلاد ورمزاً لوحدة أرضها وشعبها، وهو لن يقبل بأن يكون دوره في سدّة الرئاسة أقل من ذاك الذي أدّاه وهو على رأس قيادة الجيش. وإنّ خطاب القَسَم يستأهل احتضاناً وآلية شعبية داعمة ومؤيدة لإحباط أي محاولة للالتفاف عليه من داخل او خارج. وفي اعتقاد هذه النخب انّه اذا وُفقّت في سعيها ولاقت نجاحاً، فإنّ ذلك سيكون بمثابة كرة الثلج التي تكبر لتشكّل حيوية إيجابية تنتقل إلى سائر المكونات اللبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خطاب نوايا لتوطين تصنيع الرقاقات المتقدمة
أبوظبي: «الخليج»
وقّعت إيدج، إحدى المجموعات الرائدة عالمياً في مجال الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة، أمس الثلاثاء، خطاب نوايا مع لوكهيد مارتن للتعاون في توطين تصميم المعالجات المتقدمة القائمة على الرقاقات للحواسيب أحادية اللوحة. ويهدف خطاب النوايا، الذي تم توقيعه في معرض (آيدكس 2025)، لتعزيز القدرة التنافسية لدولة الإمارات في سوق الطيران والدفاع العالمية من خلال «برنامج منظومة الرقاقات»، وستقود شركة هالكن التابعة للمجموعة والرائدة إقليمياً في التصنيع والإنتاج الشامل لأنظمة الأسلحة الذكية، التعاون الاستراتيجي مع شركة لوكهيد مارتن للتوسع في قدرات إنتاج إلكترونيات الحواسيب أحادية اللوحة في دولة الإمارات.
ويعدّ برنامج منظومة الرقاقات أحدث التطورات من قسم التصنيع الخاص في شركة «هالكن»، وسيكمّل منشأة تجميع لوحات الدوائر المطبوعة المتقدمة داخل الشركة.
وتسمح المعالجات القائمة على الرقاقات بتحسين الاستهداف والتوجيه عبر حوسبة أكثر تطوراً، ما يتيح خوارزميات متقدمة لرصد الهدف وتتبعه وتوجيهه. وباعتبارها معالجات عالية الأداء، يمكنها أيضاً التعامل بكفاءة مع البيانات من أجهزة استشعار متعددة في وقت واحد، ما يوفر وعياً بالموقف في الوقت الفعلي.