إتفاق بين سلام وحزب الله وأمل على التـمثيل والبيان الوزاري
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
عشية مرور أسبوع على تسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة نواف سلام، تكثّفت اللقاءات والاتصالات من أجل الخروج بتشكيلة حكوميّة في وقت سريع، وربما قبل انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من الجنوب، في 27 الجاري، بالإفادة من الزخم الذي رافق انتخاب الرئيس جوزف عون وتسمية سلام. ويُشير مطّلعون على الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها سلام إلى أنّ الأخير يُحاول تبديد العراقيل عبر توسيع مروحة اتصالاته في ظل إجماع الكتل السياسيّة على ضرورة تسريع مهمّته والتعاون معه.
وشهد اليومان الماضيان أول تواصل مباشر بين الرئيس المكلّف وحزب الله، بعدما كان يجري ذلك عبر الرئيس نبيه بري، إذ عُقد لقاءان، السبت والأحد، ضمّا سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل. ووصفت مصادر مطّلعة اللقاءين بـ «الإيجابييْن»، أدلى خلالهما سلام بمطالعة طويلة حول النظام السياسي بدأت بصيغة الـ 1943 وصولاً إلى اتفاق الطائف الذي أكّد تمسكه به، وتحدّث عن «الفرص الضائعة» وعن «الفرصة الحالية» للإنقاذ، كما أكّد حرصه على عدم إقصاء أي مكوّن أو طرف سياسي. وقالت المصادر إن الطرفين تجاوزا الإشكالية التي رافقت التسمية في الاستشارات النيابية وأكّدا استعدادهما للتعاون، وأن سلام أكّد أنه لم يكن مرشح تحدّ لأحد، وأن النواب هم من سمّوه، وهو أيضاً يسلّم بالتمثيل الشيعي للثنائي وبعدم إمكانية تجاوزه. وأضافت أن إعطاء وزارة المال للشيعة «بات وراءنا والنقاش لا يدور حول الحصص لأن مسألة التمثيل الشيعي محسومة»، ورغم أنه لم يتم الاتفاق بعد على ما إذا كان الثنائي سيطرح أسماء الوزراء لينتقي الرئيس المكلّف منها أم العكس، «إلا أن هذه الآلية يمكن التوصل إلى حل لها، والنقاش يدور حول إدارة الحكم في المرحلة المقبلة وكيفية معالجة القضايا الرئيسية ورؤية الحكومة لها».
أما الجانب الآخر من النقاش فيتعلق بالبيان الوزاري والصيغة المُفترض اعتمادُها حول دور المقاومة بما ينسجم مع ما ورد في اتفاق الطائف، خصوصاً أن الحكومات منذ تشكيل الرئيس السابق تمام سلام حكومته عام 2014، دأبت على اعتماد عبارة موحّدة حول حق اللبنانيين في المقاومة من أجل تحرير الأراضي المحتلة. كذلك يجري النقاش حول تنفيذ القرار 1701، لجهة التزام الحكومة بما ينص عليه حول تطبيقه جنوب نهر الليطاني، وأن يكون هناك التزام واضح بأن أي بحث حول السلاح خارج هذه المنطقة تتم إحالته إلى مشاورات على مستوى وطني يتولّاها رئيس الجمهورية.
وفيما عُلم أن الثنائي طالب إلى جانب المال بوزارة خدماتية وازنة كالأشغال أو الصحة، قالت المصادر إنه بدا واضحاً أن رئيس الحكومة المكلّف ليس لديه بعد تصور أولي للتوزيعة الحكومية، وهو لم يبدأ بعد النقاش مع بقية الأطراف حيث يمكن أن تبرز عراقيل.
وفيما يُحاول سلام إبعاد اتصالاته عن الإعلام، يصرّ على أن تكون «طبخة» التشكيلة من مهمّته، على أن يتشاور فيها مع رئيسَي الجمهوريّة والمجلس النيابي فور انتهائه من إعداد المسوّدة الأوليّة، وفق الخطوط العريضة التي وضعها، وأوّلها عدم إقصاء أي طرف وفصل النيابة عن الوزارة وتشكيلة «تكنو – سياسيّة» يُشارك فيها اختصاصيون ومُسيّسون غير منضوين في الأحزاب المحسوبين عليها، على أن يوقّع الوزراء تعهداً بعدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة.
وتشير تسريبات أولية إلى أن الحكومة ستضم ممثلين عن الثنائي حزب الله وحركة أمل (5 حقائب بينها المالية) والقوات اللبنانيّة (4 حقائب) والتيار الوطني الحر (حقيبتان) وتيّار المردة (حقيبة) وحزب الكتائب (حقيبة) والمنشقين عن التيار الوطني الحر (حقيبة) والطاشناق (حقيبة) والحزب الاشتراكي (حقيبتان).
بالنسبة إلى الحقائب المتبقية، وبينها رئيس الحكومة نفسه، فيجري بحث في جمع التغييريين والمستقلين ليشكلوا كتلة من 15 نائباً، ما يمنحهم (ثلاث حقائب) على أن يصار إلى دمج ولو غير معلن لنواب الشمال السنّة بما يتيح لهم حصة (حقيبة)، علماً أن «الكباش السنّي» يتمثّل في تمسّك عدد من الشخصيّات بوزارة الدّاخلية والبلديّات، باعتبارها الوزارة السياديّة الوحيدة التي ستكون من حصّة السنّة، إضافة إلى أنها الوزارة التي ستُشرف على الانتخابات النيابية. مع الإشارة إلى أن الرئيس جوزف عون الذي أكد أمام زواره أنه لا يريد حصة وزارية له، أصرّ على أن يكون له حق الفيتو على الأسماء المرشّحة لحقائب الخارجية والدفاع والداخلية، وسط تداول في اسم بول سالم للخارجية والمحامي محمد العالم للداخلية (مقرّب من مستشار رئيس الجمهورية ربيع الشاعر) وأحد الضباط الموارنة السابقين للدفاع.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أوفد النائب ملحم رياشي للقاء سلام لاستطلاع خارطة التوزيع الحكومي، وفهم طبيعة تقسيم الحقائب. وتفيد المعلومات بأنّ رياشي «خرج بانطباع بأن سلام مصرّ على تمتين علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري»، انطلاقاً من حرصه «على انطلاقة جديدة وواعدة للبلد، تحتّم فيها المصلحة الوطنية تصفير الإشكاليات، إضافة إلى عدم رغبة الرجل بتكرار تجربة رئيس الحكومة حسان دياب».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المکل ف إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية: التعليم هو سبيل النهوض وأمل الأجيال القادمة
شهد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، والاستاذ ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية ،اليوم فعاليات مبادرة «ارجع مدرستك» التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بالغربية، وذلك بمدرسة العزيزية الابتدائية التابعة لإدارة سمنود التعليمية.
المبادرة، التي تهدف إلى إعادة الطلاب المتسربين والمنقطعين عن الدراسة إلى مقاعدهم الدراسية، جاءت ضمن إطار خطة الدولة لمكافحة التسرب التعليمي وضمان حصول كل طفل على حقه في التعليم، وفقًا لتوجيهات السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
في بداية الفعالية، حرص اللواء أشرف الجندي على توزيع الهدايا العينية والمادية على 100 طالب من مختلف المراحل الدراسية، حيث شملت الهدايا ملابس، حقائب مدرسية، مستلزمات دراسية، مواد غذائية، ومبالغ مالية، بهدف تشجيع الطلاب على العودة إلى مدارسهم واستكمال تعليمهم. كان من بين الطلاب الذين تم تكريمهم 90 طالبًا من المرحلة الابتدائية و10 من المرحلة الإعدادية. هذه المبادرة تُعد استجابة سريعة وفعّالة لتحديات التسرب التي تواجه العديد من الطلاب في المحافظة.
جهود محافظ الغربيةوخلال الفعالية، تحدث محافظ الغربية مع عدد من الطلاب، واستمع إلى قصصهم وتحدياتهم التي أدت إلى انقطاعهم عن الدراسة، مؤكدًا لهم أن “التعليم هو الأمل والمستقبل”، وأن الدولة حريصة على تقديم كل الدعم لأبنائها من أجل أن ينالوا حقهم في التعليم. وأضاف: “لا مكان لأي طفل بعيد عن المدرسة، نحن نعمل على توفير كل الظروف المناسبة لاستقبالهم في فصول الدراسة، من أجل بناء مستقبل مشرق لهم ولبلدنا.”
وبجانب تقديم الهدايا، شهد الحضور عروضًا فنية أبهرت الجميع، حيث قدم الطلاب مجموعة من الفقرات التي تضمنت تلاوة القرآن الكريم، فقرات غنائية وطنية، عروض رياضية في لعبة الكاراتيه، ومشاهد درامية تحاكي أهمية التعليم في حياة الإنسان. وقد كانت هذه الفقرات تجسيدًا حقيقيًا لإبداع الطلاب وموهبتهم التي تستحق الدعم والتشجيع.
جهود محافظ الغربيةوأشاد اللواء أشرف الجندي بالمواهب التي عرضها الطلاب خلال الفعالية، قائلاً: “الطلاب الذين شاهدناهم اليوم ليسوا فقط طلابًا عادوا إلى المدارس، بل هم سفراء للمستقبل، وهم من سيبنون وطنهم بموهبتهم وعلمهم.”
من جهته، كشف ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، عن الأرقام التي تتعلق بظاهرة التسرب من التعليم، حيث بلغ عدد الطلاب المتسربين من المرحلة الابتدائية 1340 طالبًا، في حين بلغ عدد المنقطعين 1842 طالبًا، بينما وصل عدد المتسربين من المرحلة الإعدادية إلى 694 طالبًا، وبلغ عدد المنقطعين 1596 طالبًا.
وأوضح أن المديرية نجحت حتى الآن في إعادة 504 طلاب هذا العام، منهم 335 بالمرحلة الابتدائية و169 بالمرحلة الإعدادية، ما يُعد خطوة كبيرة في مواجهة ظاهرة التسرب.
وأكد وكيل الوزارة أن ظاهرة التسرب لها آثار سلبية كبيرة على المجتمع، حيث تساهم في تفشي الجهل والأمية، مما يرفع من نسبة البطالة في المجتمع ويزيد من المشاكل الاجتماعية مثل السرقات والانحرافات. وأضاف أن المبادرة تعكس حجم الجهد الذي تبذله الدولة في تقديم الحلول الفعّالة والمستمرة لحل هذه المشكلة.
دعم طلاب وطالبات المدارسوتُعد فعالية اليوم بداية لمجموعة من الفعاليات التي ستُنفذ في باقي إدارات الغربية، حيث من المقرر أن يتم تنفيذ المبادرة في إدارات زفتى، قطور، وغرب المحلة في الأيام القادمة، لتشمل جميع الطلاب المتسربين في مختلف المراحل الدراسية.
وفي ختام الفعالية، توجه اللواء أشرف الجندي بكلمة إلى الحضور، قائلاً: “كل طالب عاد إلى المدرسة هو أمل جديد في بناء جيل واعٍ، قادر على مواجهة التحديات وبناء وطنه. نحن هنا لندعمهم ونوفر لهم كل سبل النجاح.”