راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
من قبل إستقلال السودان لم تتوقف فتن الجنوب و اهله في الشماليين و تعددت
بين التنكيل و الذبح و الحرق للاحياء و مساكنهم و متاجرهم .
نشبت احداث توريت قبل الإستقلال في العام ١٩٥٥م بتمرد الجنود الجنوبيين في ( الأورطة ١٨ ) و قتلهم لزملائهم ثم خروجهم لمتاجر الشماليين و بيوتهم حيث قتلوا الرجال و جمعوا النساء في السجون و فتحوا عليهن نيران اسلحتهم و اشعلوا عليهن الحرائق
و افنيت عائلة الشيخ الفزاري من ابناء و حفدة .
كان عدد من قتلوا في المجازر اكثر من مائة و عشرين قتيلا .
ثم وقعت الأحداث التي اعقبت شائعة مقتل وزير الداخلية الجنوبي في الحكومة السودانية و قتل أكثر من خمسين شماليا .
تكررت عمليات القتل و الترويع منهم في الخرطوم عقب مقتل جون قرنق و خرجت جموعهم تقتل المارة في الطرقات بالسواطير و السكاكين و قضبان السكة حديد و قتل اكثر من مائة و خمسين شماليا .
اليوم و في هذه الحرب إنتشر مرتزقة التمرد من ابناء النوير في الخرطوم و شرق النيل و شاركوا في كل العمليات العسكرية خاصة في المدفعية و اعمال القناصة .
عقب احداث الجزيرة خرجت جموعهم في جوبا تقتل في الشماليين و تحرق متاجرهم .
إستنكر رئيس الجنوب سلفا كير ما وقع و قال انها ( عمليات إرهابية ضد مواطنيه ) و كانما كان مواطنيه يوزعون الورود في الخرطوم .
إنتهزت حكومتهم الحرب و بدات في حملات تسويق لمنطقة ابيي مخالفة الإتفاق الموقع معها بشأن الإستفتاء .
لم تكن حكومة الجنوب وفية لما قامت به الحكومة السودانية من تنظيم الإستفتاء و قيام الدولة الجديدة .
كان القبح مجسدا في مقابلة الإحسان بالجحود و تجلي ذلك في قول باقان اموم الوزير الجنوبي في حكومة السودان و تصريحه ( لقد تخلصنا من وسخ الخرطوم ) .
في سماحة لا تنفع معهم ذهب الرئيس البشير ليشاركهم الإحتفال بميلاد دولتهم فكانت الهتافات القبيحة و كان باقان ينفث سمومه و اراد حرق العلم السوداني لولا ان تصدي له ياور السيد الرئيس سعادة اللواء ياسر بشير عليه رحمة الله و رضوانه الذي رفع العلم ثم قبله و طواه .
حاول باقان منع الرئيس البشير من إلقاء كلمته فمنعه الدكتور رياك مشار .
لم يتوقف السودان في بذل كل ما يساعد الدولة الجديدة و تنازل كثيرا عن المنشآت النفطية التي أسسها علماء و أبناء الشمال و سمح لهم بتصديرها و فتح حدوده لكل السلع المهمة التي يحاجها الجنوب .
سبق ذلك تنازلات كبيرة في نيفاشا و كل الإتفاقيات السابقة و كان ان اتيح لهم حكم الجنوب كله و المشاركة الواسعة في الحكومة المركزية .
عند قيام دولة الجنوب دارت الحروب بينهم و فتح السودان حدوده لكل من لجأ إليه هربا من الموت .
ثم كانت النتيجة ان حملوا السلاح مع التمرد .
مؤخرا تمت إجرات ( شخبطة ) في رأس و ( جيب ) سلفا كير ليقوم علي إثرها بتغييرات في حكومته
ابعد بها من لهم علاقات طيبة بالسودان و إستبدلهم بمعادين .
لم يعد من سبيل إلا التعامل القوي مع الجنوب و وفقا لما تكفله النظم و الأعراف الدولية و علينا ان نبعد الجنوبيين من بلادنا بحيث لا يبقي منهم إلا من يستوفي شروط الإقامة في السودان بدفع قيمتها و التاشيرة التي يدخل بها مع محاكمة كل المحاربين و توقيع اقصي العقوبات التي تقضي بها المحاكم عليهم .
علي الحكومة ان توقف نقل البترول عبر السودان إلا بدفع قيمة الإستخراج و النقل كاملة و وقف كل الصادرات حتي تدفع قيمتها كاملة .
اما ابيي فإن المسيرية سيقومون بكل ما يلزم حال وقف الحرب .
كما ان الإجراءات الأحادية بشأن أبيي من جانبهم فمصيرها ان ( يبلوها و يشربوا ماءها )
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من نزع فتيل البارود في وجه الشماليين في جنوب السودان !
منتصر إبراهيم الزين
تقبل الله ضحايا العنف في جنوب السودان، والخزي للقتلة في شماله، نتيجة الأعمال الانتقامية التي راح ضحيتھا ثلاثة مدنيين في مدينة جوبا وعدد سبعة من الجرحى حسب بيان الشرطة في جوبا، وقتلى الأعمال الوحشية على يد القوات المسلحة بعد دخولھا إلى مدينة واد مدني.
في أدبيات تحليل النزاع، دائماً ما تكون الأعمال الانتقامية، نتاج تراكمات وتھيئة نفسية مسبقة وليست فجائية واستجابة لحظية كما يتبادر لدى البعض، وأحياناً لا يتم التساؤل عن كيفية حدوث الأعمال الانتقامية لأن التركيز يكون منصبا حول ھول الصدمة وتداعيات الكارثة!
تم ارتكاب مذبحة الإبادة الجماعية في حق التوتسي بموقف مسبق تم تشكيله من فترة طويلة، بخطاب كراھية وتحريض عنصري ممنھج؛ فقد كانت تبث في إذاعة الھوتو نعرات وتوصيفات ھيأت التوتسي لسلب الصفة البشرية من ضحاياھم المحتملين بإطلاق تسمية “أنينزي” أي الحشرات، وبذلك لم يكن من الصعب ارتكاب تلك الأهوال التي حفرت اسمها في سجل التاريخ!
للحقيقة يكاد المرء غير المدرك للأوضاع في جنوب السودان يشعر بالاستغراب من الأعمال الانتقامية في حق السودانيين من جانب الجنوبيين ويحق أن نتساءل: كيف استطاع الجنوبيون تجاوز مظالمھم التاريخية أثناء الانفصال ولم يشرعوا في طرد الشماليين وسلب أموالھم والانتقام منھم من تركة الحرب الأهلية، أضف إلى ذلك أن الجنوب قد انفصل وتطارده لعنات خطاب كراھية من غلواء الانفصاليين الشماليين، رغم ذلك وبينما يوفر الانفصال بعض التبرير، لكن لم نشھد أي موقف متطرف انتقامي، ونشأت أجيال جديدة بوجدان جديد، وشھدت مدينة جوبا في وقت قريب قبل أقل من أربعة شھور تلاحما كرويا في دوري أبطال الأندية الأفريقية، التي رسم الجنوبيون فيھا لوحة تضامن وتآزر منقطع النظير أعطت أملا بأن حروب السودان رغم بشاعتھا لم تستطع أن تفرق تلاحم الشعوب ووجدانھا المشترك !!!
ماذا حدث، إنه خطاب الكراھية والتھيئة المسبقة، فأبحثوا عن الفاعل!
ھناك خطاب كراھية وتحريض موجه من إعلاميين معروفين في جنوب السودان، فإذا لم تتحرك سلطات الجنوب في مواجھتهم وتحميلھم مسؤولية ما حدث، فإن الحريق سيتجاوز حدود الشماليين الجنوبيين، ليشتعل بين مكونات الجنوب نفسه، والواقع في الجنوب في منتھى الھشاشة، وتعتبر الأحداث الأخيرة مقياسا لذلك، وبداية لحريق أكبر على السلطات أن تتحسب له، وتواجهه من الآن بموقف رادع .
جوبا، مدني، حرب السودان