رهانات التحالفات الإجرامية في عدوانها الجديد على اليمن
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
في كل عدوان وإجرام على الآخرين، تستفيد أمريكا والكيان المحتل من الاعتماد على الأحلاف التي يتم تشكيلها، سواء باستخدام القوة والإرهاب أو بصنع المبررات التي تدفع الآخرين للمشاركة بحكم القوة والسيطرة والإمكانيات غير المحدودة التي تستحوذ عليها وتسخرها لتنفيذ سياستها وأهدافها.
فما إن تمت إزاحة نظام الأسد في سوريا بدأت الحملة واتجهت الأنظار نحو اليمن كهدف قادم، لأنه يمثل الرقم الأصعب في معادلة تدمير الشعوب العربية والسيطرة على مقدراتها بعد سفور تحالفات صهاينة العرب وإظهارها للعلن وجعلها من الثوابت والمقدسات على حساب الكرامة والدين والوطن.
في العدوان السابق كانت السعودية والإمارات في الواجهة لكن الإشراف والتوجيه والإدارة للحلف الصهيوني الصليبي الذي تمثل فيه أمريكا رأس الحربة وثعالب أوروبا بخبرتها الاستعمارية والكيان المحتل بإجرامه ووحشيته وصهاينة العرب بعد أن تم تأمين الغطاء السياسي من خلال الأمم المتحدة بتمويلات العرب ومؤامرات الحلف.
أما اليوم فقد تدخل الحلف مباشرة، فجاءت أمريكا بأساطيلها وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا كتحالف رباعي للعدوان على اليمن تحت ذريعة تهديد الملاحة الدولية والإضرار بالاقتصاد العالمي.
القوات المسلحة اليمنية أعلنت للعالم أجمع أن ضرباتها تستهدف السفن المتجهة إلى الكيان المحتل والدول المرتبطة به حتى يتم إيقاف الإجرام ضد الأبرياء والعزل وفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات للمحاصرين في غزة، وهو الأمر الذي يعتبرونه إجراما يوجب شن الغارات على اليمن والاعتداء عليه وشكلوا حلفا بزعم حماية الملاحة الدولية، مع أن الإجرام الصهيوني مستمر وتم تأمين احتياجات المجرمين من قبل صهاينة العرب والغرب بالجسور البرية والبحرية والجوية- البرية من الإمارات ثم السعودية ثم الأردن وصولا إلى فلسطين المحتلة وبحريا من خلال البحر الأبيض المتوسط ومصر ثم الكيان المحتل.
لقد انتكست الفطرة لدى قادة تحالف الإجرام، فأصبحت نفوسهم ترى الحق باطلا والباطل حقا والإجرام وسفك دماء الأبرياء من باب التقرب إلى الله، وإلا فما هو السبب الذي يجمع بين صهاينة العرب والغرب لتأييد جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد شعب أعزل محاصر في غذائه ووجوده وعلى أرضه.
تحالفهم على ممارسة الإجرام لا يثير التساؤل، بينما وقوف اليمن لمناصرة الأشقاء المظلومين في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران يجعلونه محلا للتساؤل: كيف لا يدعم اليمن إجرامهم بل يدعم الجانب المعتدى عليه؟ كيف لا يدعم الجانب القوي ويستفيد من التحالف معه؟
اليمن يدعم محور المقاومة انطلاقا من المبادئ والقيم والأخلاق ضد الذين لا مبادئ لهم ولا قيم ولا دين ولا أخلاق لهم، بل يجتمعون على الإجرام والطغيان والاستبداد؛ يقف ضد عصابه إجرامية تدعي أنها تدافع عن الإنسانية وحقوق الإنسان زيفا وكذبا.
أحد ضباط جيش الاحتلال الصهيوني (عريشايعكوبوفيتش) أقر بنجاح الجيش اليمني في مواجهة صهاينة العرب خلال العشر السنوات الماضية ونجح أيضا في مواجهة الأسطول الأمريكي والمتحالفين معه؛ ونجح في إصابة الأهداف بالأراضي المحتلة، وبحسب رأيه، فإن مواجهة الحوثي لا تشبه مواجهة حزب الله أو حماس، وأما عن مصادر القوة لدى أنصار الله، فيرجع ذلك إلى فكر مرن وإسناد القبائل له فهي تتفق معه في الرؤية والهدف، ولديه مساحة واسعة يتحرك فيها وأنه يسعى للدخول في المرحلة السادسة من التصعيد.
ما يتحدث عنه المحللون العسكريون وخبراء الاستراتيجية الإجرامية هي بعض عوامل قوة الشعب اليمني الذي ينطلق في مواقفه من إيمانه بالله وهويته الإيمانية التي توجه بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك فهو حاضر في دعم وإسناد قضايا أمته العربية والإسلامية لأنه شعب الأنصار لا يتنصل عن نصرة الحق والعدل حتى وأن اختار البعض الانحياز للقوى الإجرامية المعروفة بعداوتها لليمن منذ وجودها وتسليمها الحكم لخدمة الاستعمار والاستبداد على حساب المبادئ والقيم، فمنذ ظهورها على الساحة السياسية وهي تدير المؤامرات وتنفذ المشاريع الإجرامية تارة تحت العناوين القبلية؛ وأخرى طائفية ومذهبية وجهوية وحزبية، يدبرون الحرب تلو الأخرى ويزرعون الاختلافات ويؤججون الصراعات خدمة لأعداء الأمه وتنفيذا لمخططاتهم الشيطانية، حتى أنهم أعلنوا الحرب دون موافقة من يسمونهم بالشرعية وبعد العدوان جلبوهم إليهم ليبرروا إجرامهم ويستولوا على مقدرات اليمن لتمويل حربهم عليه.
في خيارات المواجهة: -حسب رأي رئيس المخابرات الصهيونية السابق عاموس يدلين- يرى ان مواجهة اليمن تتجاوز الردع التقليدي ويجب عمل خطة طويلة الأمد لإسقاط النظام في صنعاء وشن حملة واسعة ضد وسائل الإعلام اليمنية واستهداف الإعلاميين والبنى التحتية وتصنيف الإعلام اليمني ضمن قادة حرب المعلومات، مما يساعد على تجاوز أي جدل دولي في استهدافهم؛ لأن هدف تدمير إسرائيل بالنسبة لليمن ليس شعارا بل عقيدة دينية جهادية .
أما خطوات التحرك -حسب رأي (عريشا)- فيكون بالاستعانة باللجنة اليمنية الإماراتية وحزب الإصلاح المدعوم سعوديا وتنظيم الجيش الجنوبي وتأمين الحصول على شرعية الأمم المتحدة لشن الحرب على اليمن بواسطة تحالف صهاينة العرب والغرب من أجل وقف تدخل اليمن لدعم مظلومية الأشقاء والمستضعفين على أرض غزة ومحور المقاومة .
كل هذه التنظيرات لا تخرج عن الوسائل والأساليب التي استخدمها الحلف السابق في عدوانه على بلادنا المستمر منذ عشر سنوات، لكن المختلف اليوم هو دخول اللاعبين الأساسيين بأسمائهم وحقائقهم الإجرامية –أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا كواجهة، فقد سبق لهم مجتمعين تدمير العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا وغيرها من أقطار الوطن العربي والأمة الإسلامية، ووفقا لرأي المفكر العربي القدير عبدالله النفيسي: فإن أمريكا ومجموعة الثعالب الأوروبية التي تقودها أمريكا وإسرائيل لم تكن غائبة عن إدارة الأنظمة العربية والتحكم بها أمريكا كرأس حربة وإسرائيل كقاعدة متقدمة لتنفيذ أجنداتهم في تمزيق الوطن العربي والأمتين العربية والإسلامية.
اليمن موجود على الخريطة السياسية وحضارته من أعرق وأقدم الحضارات الإنسانية الراقية التي تسامت في أهدافها ومبادئها، ومبرر تحالف الإجرام والعدوان عدم وجود معلومات كافية عنه، لقد وصل التدخل في الشؤون اليمنية إلى أن يقوم السفير الأمريكي بالاستعانة بالخونة والعملاء لشراء الأسلحة من القبائل وتدميرها تحت إشرافهم وتدمير الأسلحة اليمنية التي تشكل عاملا هاما، رغم أنها تقليدية وأمريكا وإسرائيل وصهاينة العرب يعملون معا، لكن -حسب رأي عريشا-لا بد من الحصول على المعلومات اللازمة وتسريع عملية تدريب الجيش اليمني من قبل خبراء أمريكا وفرنسا وتزويده بالقدرات اللازمة والعمل في جبهتين متوازيتين :الأولى: التسوية السلمية لإرغام “الحوثي” حسب تعبيره- على نزع السلاح كما حدث في العراق؛ وتشكيل جبهة واسعة ضده .
والثانية: تدريب العناصر الجنوبية وفرض حصار بري وبحري وجوي واقتصادي .
ما ينصح به سليل الإجرام هو ما فعله صهاينة العرب والغرب ضد اليمن على مدى عشر سنوات مضت، دمروا المطارات واقتادوا السفن للتفتيش إلى موانئهم وقننوا دخول البضائع والمواد الغذائية من أجل هزيمة اليمن .
لم يستسلم اليمن بل اعتمد على إمكانياته الذاتية وكسر الحصار والإجرام والعدوان وفرض معادلة الحرب لصالحه حتى رضخوا للسلم بعد أن خابت مساعيهم في تحقيق ولو جزء بسيط من أهداف حربهم على بلادنا.
كانت الحرب مع صهاينة العرب يكتنفها الغموض بسبب انحياز البعض من القوى السياسية لصهاينة العرب، أما اليوم وقد كشف الإجرام عن هويته ووجهه الإجرامي بأنه عدوان أمريكي صهيوني لتحالف صهاينة العرب والغرب، فقد أيقن الشعب اليمني صدق توجه قيادته السياسية وهب لنصرة قضايا أمته وحماية المبادئ والقيم من أن يدنسها الاستعمار والاستعباد والطغيان والإجرام .
إن تحالفاتهم الإجرامية ضد اليمن اليوم تدل على جهلهم حقائق التاريخ ولذلك يريدون أن يجربوا بأنفسهم حتى يحصل لهم اليقين، لأن شعباً شهد له رب العزة والجلال في محكم كتابه وشهد له الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، يستحيل على الإجرام أن يغيّر كرامة الله وشهادة نبيه ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى ((الإيمان يمان والحكمة يمانية)) وأشار إلى اليمن وقال ((إني لأجد نفس الرحمن من ها هنا)) وأشار باصعبه السبابة إلى اليمن .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مخدرات وسلاح .. حملات مكبرة على البؤر الإجرامية بالمحافظات
شنَّ قطاع الأمن العام بمُشاركة الأجهزة الأمنية بمديريتى أمن (أسوان– دمياط) حملات أمنية بعدد من دوائر أقسام ومراكز الشرطة.
أسفرت جهود الحملات فى مديرية أمن أسوان عن ضبط عدد (5) قضايا "إتجار بالمواد المخدرة".. ضُبط خلالهم (أكثر من 8 كيلو جرامات لمخدر الحشيش – 5 كيلو جرامات لمخدر البانجو - كمية لمخدرى "الهيروين – الشابو" – كمية من الأقراص المخدرة) بحوزة (7 متهمين "لـ2 منهم معلومات جنائية").
كما تم ضبط (5) قطع سلاح نارى بدون ترخيص.. عبارة عن (2 بندقية خرطوش - 3 فرد محلى – عدد من الطلقات)، و تنفيذ عدد (807) حكم قضائى متنوع.
وفى مديرية أمن دمياط نجحت الحملات فى ضبط (5) قضايا "إتجار بالمواد المخدرة".. ضُبط خلالهم (أكثر من 7 كيلو جرامات لمخدر الحشيش – أكثر من 7 كيلو جرامات لمخدر البانجو – أكثر من 10 كيلو جرامات لمخدر الهيدرو - كمية لمخدرى "الهيروين – الشابو") وكذا (2) قطعة سلاح نارى بدون ترخيص .. عبارة عن (بندقية خرطوش - فرد محلى - عدد من الطلقات) بحوزة (6 متهمين " لـ 5 منهم لـهم معلومات جنائية").
تم إتخاذ الإجراءات القانونية ، وذلك فى أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها ومواصلة الحملات الأمنية لإستهداف وضبط حائزى ومتجرى المواد المخدرة والأسلحة النارية والذخائر غير المرخصة وضبط المحكوم عليهم الهاربين من تنفيذ الأحكام.