عربي21:
2025-04-17@12:18:07 GMT

وما رفعت غزة الراية البيضاء

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

ما إن تم توقيع عقد الهدنة وخروج أهل غزة فرحين معلنين انتصارهم؛ إذا بطابور طويل من الفَشَلة فاقدي أهلية المواجهة الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وكانت تدور أعينهم من الخوف كالذي يُغشى عليه من الموت يحسبون كل صيحة عليهم.. يصطفون على طريق الذل ويقذفون المقاومة من كل جانب ويكتبون بأقلام الخزي ومِداد الهوان كلمات العار ليغتالوا الفرحة وليجعلوا النصر هزيمة.



عندما فصل الشهيد يحيى بجنوده -بعد مرحلة إعداد لا تخطر على قلب بشر-وقال لهم من يبايعني على الموت؟ رفعوا أيديهم مبايعين وأكف ضراعتهم إلى الله مستنصرين، ثم نادى في المسلمين عربا وعجما مَن ينصرنا وله الجنة؟ فجاءه الجواب بلسان الحال قبل المقال: اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ها هنا قاعدون لا طاقة لنا اليوم بنتنياهو وجنوده، ولا قوة لنا بأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولئن عمّ الطوفان فإننا سنأوي إلى جبل الذل يعصمنا من الماء، إنكم توردون أنفسكم موارد التهلكة.

ولما اشتدت الحرب وحَمِيَ وطيس المعركة وبدأت آلة القتل تعمل وأخذت مواكب الشهداء تأخذ طريقها إلى الجنة، قال هؤلاء: هذا ما قلناه لهم وحذرناهم منه، أما نحن فقد أنعم الله علينا إذ لم نكن معهم شهودا، وأخذ هؤلاء المرجفون يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، مستغلين جراحات إخواننا وصرخات أطفالهم ودموع ثكلاهم وتهديم بيوتهم لمزيد من همز المقاومة ولمز المقاومين والنيل منهم، فماذا هم قائلون اليوم؟

هل سيكف هؤلاء المعوقون من شيوخ العار ولِحى الزور وعمائم السوء وكُتّاب العلمانية ومرتزقة الأنظمة وعملاء أوسلو ودايتون وخفافيش التنسيق الأمني مع العدو المجرم؛ عن سلقكم بألسنة حِداد؟

لن ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في كل المدائن حتى يغيض الماء وترسو سفينة التحرير رافعة عَلَمَ الحق وتستوى على أرض فلسطين المباركة.. ومن أجل ذلك لم ترفع غزة الراية البيضاء.

يقولون -ويقول بعض المخلصين أيضا- لقد كانت حسابات الطوفان خاطئة وقد خلّفت خمسين ألف شهيد ومائة ألف جريح ناهيك عن التدمير الشامل لكل مظاهر الحياة، وما كان لحماس أن تستفز عدوها على هذا النحو دون حسابات موازين القوى!!

وأنا أرجع بهم إلى التاريخ سريعا لعلي أُنَشِط ذاكرتهم؛ هل استفزتهم حماس -بل هل كانت موجودة أصلا- وتسببت في مؤتمر بازل سنة 1897، أو اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916، أو وعد بلفور سنة 1917، أو مجزرة دير ياسين سنة 1948، أو اجتياح مصر والجولان سنة 1967، أو حريق المسجد الأقصى سنة 1969، أو مجزرة بحر البقر سنة 1970، أو احتلال جنوب لبنان سنة 1978، أو احتلال بيروت سنة 1982، وماذا فعلت حسابات القوة إذ تلقت جيوشكم العربية مجتمعة هزيمة نكراء سنة 1948؟ من أجل ذلك "لم ترفع غزة الراية البيضاء".

لم تسلم المقاومة من التواطؤ أو الرغبة في الخلاص منها فقال الذي أبغضهم من مصر لعدوهم لا تكرموا مثواهم، بل زاد وزايد عليهم، وقال نصا يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023: "بإمكان إسرائيل إذا كان هناك نية لتهجير الفلسطينيين من غزة توجد صحراء النقب في إسرائيل تنقلهم إليها لحين الانتهاء من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة والتخلص من حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الجماعات المسلحة، ثم ترجعهم بعد كده إذا شاءت".

ثم ها هم أولاء يخرجون علينا بأثواب الوطنية ومسوح الدفاع عن القضية ناهيك عن جهود الوساطة!!

وهنا ما رأيك في أن إسرائيلكم تلك لم تستطع تهجير أهل غزة طوعا أو كرها إلى صحراء النقب ولا إلى غيرها؟

ما رأيك في أن إسرائيلكم تلك لم تستطع تصفية المقاومة ولا القضاء على حماس والجهاد الإسلامي ولا غيرها؟

وما رأى جهابذة التحليل السياسي الذين يأبون تسمية ما حدث نصرا وما زالوا يرون أن حسابات المقاومة كانت خاطئة وأن الكلفة باهظة؟

أليست خطة التهجير قد سقطت؟

أليست خطة الجنرالات قد سقطت؟

أليست خطة التمركز وعدم الانسحاب من نتساريم وفيلادلفيا قد سقطت؟

أليست خطة القضاء على المقاومة قد سقطت؟

أليست خطة استرداد الرهائن بالقوة قد سقطت؟

وبعد ذلك وقبل ذلك.. أليست معركة كسر الإرادة قد فشلت؟

المشكلة عند الكثيرين هي منطلقات التفكير واختلاف المقاييس والمعايير. وهنا يحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الطائفة المقاومة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين". فاعتناق الحق والدفاع عنه والظهور به والموت في سبيله هو عين النصر وهو عقيدة المسلم، أما مسألة حسابات تكافئ القوى وحسابات العدد -رغم أهميتها- فمردود عليها قديما وحديثا بنصوص القرآن والسنة أو بشواهد التاريخ. ولا يفوت فتى مميز أن جهاد الدفع غير جهاد الطلب، وهو متعين على كل مسلم ومسلمة إذا انتهكت الحرمات واستبيحت المقدسات واحتلت الأرض واعتدى على العرض فوجب الجهاد بالمستطاع فقال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وقال عز وجل: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".

من أجل ذلك أخذت غزة بالأسباب وجاهدت بالمستطاع.. ولم ترفع غزة الراية البيضاء.

غزة صمدت في وجه عدوها وحلفائه من قوى الاستكبار والاستعمار وما وهنت لِما أصابها من أسراب الطائرات وترسانات الأسلحة وأساطيل البحر ودبابات البر ومدافع البغي.

غزة لم تخطئ في حساباتها اللهم إلا تقديرها لحجم الدعم والنصرة من الدول العربية والإسلامية، ولم يخطر على قلب قادتها هذا الخذلان والخزي والعار والانبطاح بل ومساعدة البعض لأعداء الأمة، وما حدث في الداخل من خونة التنسيق الفاجر مع العدو الغاصب.

غزة الصامدة التي لم ترفع الراية البيضاء تحتاج الآن إلى إعمار النفوس المكلومة قبل البيوت المهدومة، تحتاج إلى مواساة الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى والزوجات الأيامى، غزة لا تحتاج إلى حساباتكم السياسية وتحليلاتكم العبقرية فإما أن تقولوا خيرا أو لتصمتوا..

وسلام على أهل فلسطين سلام على شعب غزة العظيم..

سلام على غزة روح الروح..

سلام على غزة التي أحيت ما مات من الأمة..

سلام على غزة ما وهنت لما أصابها في سبيل الله وما ضعفت وما استكانت وما استسلمت وما رفعت الراية البيضاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة احتلال احتلال مقاومة غزة صمود مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غزة الرایة البیضاء سلام على قد سقطت لم ترفع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تتوقع عودة 2.1 مليون نازح للخرطوم خلال 6 أشهر

الخرطوم: «الشرق الأوسط» أعلنت الأمم المتحدة اليوم، الثلاثاء، أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح من السودان الذي مزقته الحرب إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك، اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل (نيسان) 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة ضرورة الاستعداد لبدء عودة العديد من النازحين إلى ديارهم في الخرطوم.

أصبحت العاصمة ساحة قتال منذ البداية تقريباً، ولكن منذ أن استعادها الجيش الشهر الماضي، قالت الوكالة: «نشهد عودة الناس، ونرى الأمل يلوح في الأفق».

وقال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة في السودان للصحافيين في جنيف من بورتسودان: «تقديرنا في المنظمة الدولية للهجرة هو أنه خلال الأشهر الستة المقبلة، سيعود 2.1 مليون شخص إلى العاصمة الخرطوم».

وأضاف أن هذا الحساب «يستند إلى أعداد الذين فهمنا أنهم غادروا العاصمة عند بدء الحرب».

وأكد: «لذا، نقدر أن 31 في المائة من النازحين داخلياً في السودان بعد الحرب يأتون بالفعل من الخرطوم»، مضيفاً أن الوكالة تتوقع أن يعود نحو نصفهم.

وأوضح أن العودة ستعتمد على «الوضع الأمني... وتوافر الخدمات على أرض الواقع».

وأقرّ رفعت بأنّ تجهيز المدينة لاستقبال تدفق جماعيّ سيشكل تحدياً.

وأوضح: «نرى أنّ بعض المناطق في الخرطوم نفسها قد تمّ تنظيفها، لكنّني متأكد من أنّ العملية ستستغرق وقتاً أطول»، مضيفاً أنّ «شبكة الكهرباء في الخرطوم بأكملها قد دمرت».

وحذر رفعت من أنه «مع عودة الناس، فإن الحرب لم تنته بعد»، حيث لا يزال آلاف نازحين في أماكن أخرى من البلاد، وخاصة في إقليم دارفور.

وأوضح: «يجب أن يتوقف الصراع، وعلينا أن نبذل كلّ جهد ممكن لوقفه».

لكنّه أقر بأن الأموال التي جمعت لتلبية احتياجات السودان المتزايدة لم تكن كافية.

وقال إن المنظمة الدولية للهجرة كشفت يوم الثلاثاء عن خطة استجابة تتطلب ما يقارب 29 مليون دولار للوصول إلى نحو نصف مليون شخص في الخرطوم، بمن فيهم العائدون.

   

مقالات مشابهة

  • الزمالك ينعى سعد محمد لاعب القلعة البيضاء السابق
  • القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد حزب الله بـقطع اليد يتفاعل
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • شوبير: مصطفى محمد ليس ضمن حسابات الأهلي على الإطلاق
  • خطأ تقني يُربك حسابات الجيش الإسرائيلي بعد انفجــ.ـار في مستوطنة «نير إسحاق»
  • خلال 6 أشهر.. الأمم المتحدة تتوقع عودة 2,1 مليون نازح إلى الخرطوم
  • الأمم المتحدة تتوقع عودة 2.1 مليون نازح للخرطوم خلال 6 أشهر
  • مفاجأة .. مدرب الزمالك يدخل حسابات الأهلي
  • تفاريس خارج حسابات الفتح أمام الاتحاد بسبب الإصابة
  • مين هيعالج المصريين.. برلماني يقترح منع سفر الأطباء لمدة 5 سنوات بعد التكليف