بناء على معطيات صفقة غزة، سيواجه المشروع الحوثي في اليمن اشكاليات كبيرة بلا شك، لأنه اتخذ من مسرحية المناصرة حجة للهروب من الاستحقاقات الخدمية التي واجهه بها المحتجون إبان فترات الهدنة منذ مطلع عام ٢٠٢٢ كالرواتب والكهرباء والتأمينات والأسعار والأراضي والمطالب الخدمية الأخرى، بالإضافة إلى مطامع شركاء الملشنة والحروب كاستحقاقات فترة الخدمة وما ترتب على تلك التضحيات ماديا وبشريا، من محاصصة وتقاسم للمكاسب.
فعليا الحوثي الآن أمام مأزق كبير جدا، وصدمة لا يبدو أنه استعد لها. فالأحداث المتسارعة في المنطقة، والتي من بينها ومن أهمها سقوط مشاريع نظيرة لمشروعه الذي يشكل جناحا رابعا لها، الأسد وحزب الله، ثم الإجراءات المتسارعة لاتمام توقيع صفقة وقف الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة في غزة.
هناك عدد من السيناريوهات المتاحة أمام الحوثي للاختباء خلفها إزاء المطالب المحلية الملحة، الاختباء وليس التصدي لحلها، ليس لأنه عاجز عن حلها بل لأنه في الأساس لا يريد حلها، بدليل التقارير المحلية والدولية التي تؤكد امتلاكه إمكانية الحل وموارد التمويل الكافية، لكن ذلك يصادم منهجيته وبنيته التنظيمية والفكرية والسياسية كما سنوضح ذلك هنا..
هذه السيناريوهات هي:
– أولا البحث عن أسباب لإبقاء الجاهزية العسكرية مرتفعة، عبر قيامه بتدشين جبهات مواجهة مع الجيران لابتزازهم، ليس بغرض دفعهم لتحمل كلفة التمويل، بل لتنفيذ مكاسب سياسية ومقاولات مدعومة وخادمة لأجندات دولية أخرى تتقاطع مصالحها مع هذا التوجه ضد الجيران.
– الثاني: فتح جبهة حرب داخلية تحت أي مسمى يمنحه إمكانية مواصلة برنامجه السابق وأجنداته المحلية التي لأجلها خطط للحرب واستمر في تغذيتها طيلة الفترة الماضية تحت لافتات مختلفة تناسب كل اتجاه كان يذهب إليه.
– والثالث: الارتماء في حضن خارطة الطريق السعودية، استنادا إلى شعوره بالعزلة بعد سقوط بشار ونصرالله وتواري إيران خلف مصالحها، والحصول من خلال الخارطة الخليجية على مكاسب أكبر تتناسب مع المستوى الذي يظن واهما أنه وصل إليه من مكاسب قضية نصرة غزة.
وفي كل تلك السيناريوهات المتوقعة، سيعمل الحوثي على حجب الفائدة منها عن مواطني مناطق سيطرته وعرقلة كل الحلول المؤدية لحلحلتها، لأن استقرار مواطني تلك المناطق يعني انتهاء مشروع الحوثي وتخفيف الضغوط المفروضة على السكان، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفرغ الشعب لأولوياته وخياراته الأخرى.
إذ أن طبيعة المشروع الحوثي وأهدافه المخفية والمعلنة تشير بكل وضوح وبكل بساطة إلى المنهجية التي يعتمدها هذا المشروع وغيره من المشاريع المليشاوية وخاصة تلك التي تصطبغ بأيدلوجية ثيوقراطية وعصبوية سلالية؛ هي الإفقار والتجويع الممنهج سواء اتخذ الطريق المباشر إلى ذلك بالقوة والإكراه وما يسمونه “العنف المقدس” للحصول على التمويل شأنه في ذلك شأن باقي المليشيات العربية المدعومة من إيران.. أو اتخذ الطريق الآخر وهو شرعنة جباياته عن طريق السلطة الرسمية إما كثلث معطل كما هي الحالة اللبنانية، أو قوننة المزايا الإمامية لأسلافه، الحالة اليمنية نموذجا، كالخمس والأوقاف والوصايا وتمكين حاشيته وأتباعه من السيطرة على الموارد والامكانيات وتذليل السبل المؤدية إلى بناء امبراطوريته المالية الخاصة به والتي تمنحه في نهاية المطاف السيطرة على الواقع من زاوية الاقتصاد حتى لو فقد السلطة السياسية.
محمد الجماعي19 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مدريد يسحق لاس بالماس برباعية ويفرض هيمنته على صدارة الدوري الإسباني التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر مقالات ذات صلة التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر 19 يناير، 2025 مدريد يسحق لاس بالماس برباعية ويفرض هيمنته على صدارة الدوري الإسباني 19 يناير، 2025 نافذ يهدم منزلا في مدينة تعز 19 يناير، 2025 المركزي اليمني يعلن بدء الاجتماعات السنوية مع صندوق النقد الدولي في عمّان 19 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة وطن يصارع الضياع 17 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر 19 يناير، 2025 خيارات الحوثي بعد غزة 19 يناير، 2025 مدريد يسحق لاس بالماس برباعية ويفرض هيمنته على صدارة الدوري الإسباني 19 يناير، 2025 نافذ يهدم منزلا في مدينة تعز 19 يناير، 2025 المركزي اليمني يعلن بدء الاجتماعات السنوية مع صندوق النقد الدولي في عمّان 19 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر 19 يناير، 2025 وطن يصارع الضياع 17 يناير، 2025 هجمات الحوثيين في رداع: قراءة في استدعاء ورقة “الإرهاب” 14 يناير، 2025 رئاسة جوزيف عون ستشعل فتيل إعادة الارتباط العربي مع لبنان بقيادة السعودية 14 يناير، 2025 انتظار العالقين 13 يناير، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 14 ℃ 23º - 11º 41% 0.66 كيلومتر/ساعة 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 21℃ الخميس 21℃ الجمعة تصفح إيضاً التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر 19 يناير، 2025 خيارات الحوثي بعد غزة 19 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬063 غير مصنف 24٬201 الأخبار الرئيسية 15٬522 عربي ودولي 7٬281 غزة 9 اخترنا لكم 7٬172 رياضة 2٬444 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬299 كتابات خاصة 2٬118 منوعات 2٬049 مجتمع 1٬872 تراجم وتحليلات 1٬862 ترجمة خاصة 123 تحليل 15 تقارير 1٬646 آراء ومواقف 1٬572 صحافة 1٬491 ميديا 1٬460 حقوق وحريات 1٬356 فكر وثقافة 924 تفاعل 827 فنون 490 الأرصاد 382 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
"ناشيونال إنترست" تكشف: الحوثيون يواجهون طريقاً وعراً في 2025.. خيارات محدودة وخسائر متزايدة
كشف تحليل نشرته مجلة دولية عن مأزق حقيقي تعيشه مليشيا الحوثي، بعد أن أصبحت الذراع الإيرانية الوحيدة في المنطقة، عقب سقوط أذرعها في لبنان وسوريا، والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. بذلك، خسرت مزاعمها حول العدوان على غزة وأفقدتها ذريعة تصعيد هجماتها في البحر الأحمر، التي كانت تهدف إلى الابتزاز والتهديد على المستويين المحلي والدولي، وأبرز تلك المحاولات كان الضغط على السعودية لدفع مليارات الدولارات لصالحها.
تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، في تحليل ترجمته وكالة "خبر"، إن "الحوثيين يدخلون العام الجديد في وضع أسوأ بكثير كمنظمة، بعد أن وقعت حماس وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار. تعطيلهم للتجارة العالمية وفقدانهم للشرعية ينذر بطريق وعر في المستقبل".
ويرى التحليل أنه "بعد أقل من عام ونصف من ظهورهم الكبير على الساحة الدولية، تبدو الخيارات الاستراتيجية للحوثيين أسوأ بكثير مما كانت عليه في أكتوبر 2023"، وهو الشهر الذي شنت فيه حركة حماس هجوماً على إسرائيل نشبت عنه حرب طاحنة بين الطرفين. دفع هذا الصراع، في 19 نوفمبر من العام نفسه، طهران إلى توجيه ذراعها في اليمن (مليشيا الحوثي) لشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، تحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.
أزمة الشرعية
ووفقاً للمجلة، فإن "جماعة مثل الحوثيين، كحزب الله، تُعرف بالحكم الفاسد". وأكد التحليل أن "ادعاءهم بالشرعية لا يعتمد على تعزيز الاقتصاد المزدهر أو احترام إرادة الشعب عبر الانتخابات الوطنية -حيث إن هذين الأمرين معدومان تماماً- بل يرتكز على سردية المقاومة". وهي السردية التي تعمل تحت إمرة طهران، وتنفذ أجندتها الخاصة، بعكس ما تزعم أنه مواجهة لإسرائيل وغيرها.
يستعرض التحليل أبرز النقاط التي تستخدمها مليشيا الحوثي للحفاظ على بقائها وحمايتها من أي ضربات عسكرية أو سياسية، متخفية خلف شعارات "المقاومة" الذي ترفعه بمعية أذرع إيران في المنطقة.
ويضيف: "للحفاظ على هذه السردية، يستمرون في إثارة التوترات مع الأطراف الخارجية لتشويه صورة الكيانات المحلية، وبالتالي تصوير أنفسهم كـ"مدافعين" عن البلاد". كما أن سردية "القوى الأجنبية التي تقوض البلاد" تُستخدم كذريعة لصرف اللوم عن إخفاقاتهم في الحكم.
مأزق استراتيجي
يرى التحليل أنه "رغم اعتبار الحوثيين آخر من تبقى في محور المقاومة، يبدو أنهم في وضع أسوأ استراتيجياً". وأشارت المجلة إلى أن "هجماتهم على إسرائيل أكسبتهم احتراماً جديداً من الحرس الثوري الإيراني وبعض الفصائل المعادية لإسرائيل في العالم العربي، رغم أنهم لا يتمتعون بشعبية كبيرة في وطنهم اليمن". إلا أن هذا الاحترام لا يعكس الصورة الكاملة.
وعلى المستوى الاستراتيجي، أوضح التحليل أن النظام الذي يتمتع بموقع جيد ينبغي أن يمتلك خيارات تعزز مصالحه الأساسية. ولأن الحوثيين يفتقدون كلياً لهذا الامتياز، فقد فشلوا في استغلال الفرص المتاحة خلال ذروة قوتهم في عامي 2022 و2023. على سبيل المثال، رفضوا "عرض السلام السخي من السعودية" واستمروا في "زيادة الضغط لانتزاع المزيد من التنازلات من المملكة".
تصعيد انتحاري
الضغوط الدولية على التحالف العربي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للقبول بتسوية سياسية بعيداً عن الحسم العسكري لم تكن السبب الرئيسي وراء تهرب الحوثيين من أي تسوية. بل يعود ذلك إلى محاولاتهم استغلال ما وصفه التحليل بـ"يأس السعودية الواضح للخروج من الصراع". لذلك، اختار الحوثيون تأخير التوقيع على أي اتفاق، محاولين انتزاع المزيد من المكاسب.
مع تراجع ورقة "حرب غزة"، يتوقع التحليل أن يلجأ الحوثيون إلى تصعيد جديد ضد السعودية، من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية أو المناطق الحدودية للضغط على المملكة. ولكن مثل هذا التصعيد قد تكون نتائجه كارثية، خاصة في ظل الدعم المتوقع لمحمد بن سلمان من الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب.
وأشار التحليل إلى أن "أي تصعيد من قبل الحوثيين قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويعرض احتمالات التوصل إلى اتفاق للخطر، وربما يدفع السعوديين إلى موقف أكثر تشدداً في دعم التحالف المناهض للحوثيين".
فرص ضائعة
من بين الخسائر التي مُنيت بها المليشيا نتيجة تهربها من التوقيع على خارطة الطريق، اكتسبت القوات المناهضة للحوثيين زخماً جديداً.
وأوضح التحليل أنه بينما كان من المتوقع أن يؤدي اتفاق سعودي-حوثي إلى إضعاف هذه القوات، أصبحت المخاطر التي يشكلها توسع الحوثيين واضحة للجميع.
ورجح التحليل أن تحصل القوات اليمنية المناهضة للحوثيين على المزيد من الموارد والأسلحة والتدريب. في حين يسعى الحوثيون خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى اختبار خيارات مختلفة، أبرزها استمرار الهجمات على إسرائيل وحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، إضافة إلى تصعيد ضغوطها على السعودية والقوات العسكرية اليمنية المناهضة لها، وجميعها لغرض قياس مدى قوة رد الفعل.
ولم يستبعد أن يقابل التصعيد الحوثي بـ"مقاومة كبيرة على جميع الجبهات". وهُنا سيجدون أنفسهم مضطرين على "الاختيار بين الخيارات الأفضل أو السيئة إذا كانوا يريدون الحفاظ على الاحتكاك اللازم لتبرير بقاء سيطرتهم".
والأكثر أهمية من كل ذلك، أن ضمان أن يواجه الحوثيون مقاومة حازمة لكل مغامراتهم الإقليمية سيجعل معضلاتهم الاستراتيجية أكثر صعوبة.