الإفتاء توضح حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن إحياءُ المسلمِ ذكرى الإسراءِ والمعراجِ بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِمَا في ذلك من التَّعظيمِ والتَّكريمِ لنبيِّ الرَّحمة وغوث الأمَّة سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابعت دار الإفتاء أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا" (ص: 52-53، ط. دار الحديث): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في "شرح مسلم"، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
وقيل: في رجب وجزم به في "الروضة".
وقال الإمام الواقدي: في رمضان.
والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب].
ونقل الإمام أبو حيان في تفسيره "البحر المحيط" (7/ 9، ط. دار الفكر) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب".
وجزم بذلك الإمام ابن عطية الأندلسي في "المحرر الوجيز" (3/ 435-436، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [وكان ذلك في رجب].
وهو ما قال به الإمامان ابن قُتَيْبة وابن عبد البر المالكي؛ كما ذكر الحافظ القسطلاني في "المواهب اللدنية" (2/ 70، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامةُ الدياربكريُّ في "تاريخ الخميس (1/ 307، ط. دار صادر).
وتعيَّينُ الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا:
فحكاه الحافظ ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (3/ 26، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [ويقال: إنه كان ليلة سبعٍ وعشرين من رجب].
وممن اختاره وجزم به: حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي في كتابه العظيم وديوانه الحافل "إحياء علوم الدين" (1/ 367، ط. دار الشعب)؛ حيث قال: [وليلة سبعٍ وعشرين منه -أي: من شهر رجب-، وهي ليلة المعراج] اهـ.
والإمام الحافظ أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الوفا بتعريف فضائل المصطفى" (1/ 162)؛ حيث حكى الخلاف في زمن المعراج، ثم قال عقبه: [قلت: وقد كان في ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الإسراء والمعراج دار الإفتاء ذكرى الإسراء والمعراج ذكرى الإسراء الإسراء والمعراج وعشرین من لیلة سبع شهر رجب فی رجب
إقرأ أيضاً:
موعد ليلة الإسراء والمعراج لعام 2025
مع اقتراب موعد ليلة الإسراء والمعراج 2025، تزداد التساؤلات حول توقيت هذه الليلة المباركة التي ترتبط بمعجزة عظيمة عاشها النبي محمد ﷺ.
وتوافق ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام ليلة الإثنين 27 رجب 1446 هـ، والتي تبدأ مع مغرب يوم الأحد 26 يناير 2025 وتنتهي مع فجر يوم الإثنين 27 يناير.
اختلاف الروايات حول تاريخ الإسراء والمعراجرغم أن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج يُحدد غالبًا ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، إلا أن الروايات التاريخية اختلفت في تحديد توقيت الحدث من حيث العام والشهر واليوم، ومنها:
السنة: قيل إنها وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات، أو بسنة واحدة، وهو القول الأرجح.الشهر: اختلف العلماء بين رجب، ربيع الأول، وذي القعدة، مع ترجيح وقوعها في رجب.اليوم: اختلفت الأقوال بين الجمعة، السبت، أو الإثنين.فضل ليلة الإسراء والمعراجتُعد هذه الليلة فرصة للتأمل والاقتراب من الله، لما تحمله من ذكرى رفع النبي ﷺ إلى السماوات العلا، وتجلى فيها الإكرام الإلهي له.
وقد أجازت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بهذه المناسبة، ودعت المسلمين إلى إحيائها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
معاني من الإسراء والمعراجالإيمان والثبات: الحدث جاء تثبيتًا للنبي ﷺ بعد عام الحزن.مكانة الصلاة: فرضت الصلاة في هذه الليلة لتكون صلة بين العبد وربه.الوحدة الإسلامية: المسجد الأقصى والمسجد الحرام يُجسدان الترابط بين المسلمين.ختامًا، تعد ليلة الإسراء والمعراج دعوة للتأمل في قدرة الله وحكمته، وهي مناسبة عظيمة لإحياء القلوب بالإيمان والدعاء.