مستشفيات شمال القطاع.. دمار هائل يصدم الغزيّين
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
صُدم الفلسطينيون العائدون إلى شمال قطاع غزة، من الدمار الهائل الذي ضرب المستشفيات الثلاثة الرئيسية بالمنطقة، في أول أيام سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد.
وسارع الغزيون وفرق طبية لتفقد مستشفيات كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة، التي تعرضت لهجمات إسرائيلية شرسة منذ بداية حرب الإبادة، وزادت وتيرتها خلال الاجتياح الذي استهدف الشمال منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات الثلاثة إلى خراب، وعاث فسادا بالمباني والأقسام الطبية، كما ظهرت آثار الحرائق والدمار في أجزاء واسعة داخلها.
مستشفى كمال عدوان
تعرض المستشفى الذي يقع في منطقة مشروع بيت لاهيا لحملة إسرائيلية شرسة، وتعمد الجيش تدمير أجزاء واسعة منه إما بالحرق أو القصف.
ورغم أن بعض المباني لا تزال قائمة إلى هذا الوقت، فإن الناظر إلى داخل أروقتها يعاين دمارا كبيرا أتى على كل شيء.
يقول الشاب حسني الزعانين، الذي وصل إلى المستشفى مع بدء سريان وقف إطلاق النار، إنه صُدم من حجم الدمار في منشأة يفترض أنها محمية وفقا للقوانين والمواثيق الدولية.
وأضاف الزعانين أن الجيش الإسرائيلي أراد إعدام كل مناحي الحياة في شمال قطاع غزة، ولهذا أقدم على تخريب المشافي بهذا الشكل.
وأكد أن مستشفى كمال عدوان كان يعمل بشكل كامل قبل الاجتياح الإسرائيلي الأخير، وكانت عمليات الترميم جارية فيه، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اختار تدمير كل شيء، وأخرج المستشفى عن الخدمة.
إعلانوفي 28 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل مدير المستشفى حسام أبو صفية، بمحافظة شمال غزة.
وقبلها بيوم واحد، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان وأضرم النار فيه وأخرجه من الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم أبو صفية، الذي لقيت صورته -وقتها بردائه الطبي يقتاده الجنود مكبلا وسط الدمار- موجة استنكار عربية ودولية.
المستشفى الإندونيسي
في داخل أروقة المستشفى الإندونيسي الواقع إلى الشرق من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، يبدو جليا حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال.
وفي الأسابيع الأخيرة للاجتياح، تحول المستشفى لمأوى نازحين ومرضى وطواقم طبية، بعد أن أفرغ الجيش مستشفى كمال عدوان.
وعاش المحاصرون داخل المستشفى ظروفا صعبة جدا، وتعرضوا للاستهداف على مدار اللحظة، بحسب ما قالت الشابة الفلسطينية رواء شبات.
وأشارت إلى أن الاحتلال لم يراع حرمة المستشفى، بل قصفه وخربه، وتمركزت الآليات الإسرائيلية أكثر من مرة داخل ساحته وعاثت فيها فسادا.
في قلب حي تل الزعتر شمالي مخيم جباليا يقع مستشفى العودة الذي عاش الأطباء والمرضى وبعض النازحين فيه ظروفا صعبة جدا على مدار أيام الاجتياح الأخير.
وتعرض المستشفى للاستهداف الإسرائيلي بصواريخ الطائرات الحربية والقذائف المدفعية أكثر من مرة، مما أدى لدمار واسع في الطوابق العلوية وإصابة بعض المتواجدين داخله.
ووصل فلسطينيون إلى المستشفى لتفقده مع بدء سريان وقف إطلاق النار، وعاينوا حجم الدمار الهائل جراء الاستهدافات الإسرائيلية السابقة.
بدوره، قال الفلسطيني رمضان أبو ربيع، إن إسرائيل جعلت شمال قطاع غزة بلا مستشفيات بعد إخراجها عن الخدمة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی أکثر من مرة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مستشفيات غزة.. معاناة إنسانية تحت نيران العدوان الإسرائيلي
يشهد القطاع الصحي في غزة أزمة إنسانية خانقة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي يستهدف بشكل متعمد المنشآت الصحية. فقد أدى القصف المستمر إلى تدمير المستشفيات بشكل شبه كامل، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مستشفى ناصر في خان يونس، ما أسفر عن اغتيال إسماعيل برهوم عضو المكتب السياسي لحركة حماس أثناء تلقيه العلاج، بالإضافة إلى تدمير قسم الجراحة في المستشفى مما جعلها خارج الخدمة. هذه الهجمات على المنشآت الصحية عمقت الأزمة الصحية في غزة بشكل كبير.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "مستشفيات غزة.. معاناة إنسانية تحت نيران العدوان الإسرائيلي"، فقد أدت الغارات الإسرائيلية إلى استنزاف قدرات المستشفيات الاستيعابية، حيث امتلأت غرف العناية المركزة بالجرحى في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى العجز الكبير في الكوادر الطبية. وأكد د. مروان الهمص، مدير عام المستشفيات الميدانية، أن بعض المصابين فقدوا حياتهم بسبب عدم توفر الرعاية الطبية اللازمة، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية.
إلى جانب ذلك، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الطبية والوقود إلى غزة، مما يعطل العمل في المستشفيات بشكل كامل. كما تعرضت جميع المؤسسات الصحية في رفح للقصف، مما دفع وزارة الصحة الفلسطينية إلى المطالبة بتدخل فوري من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي من أجل إنقاذ القطاع الصحي في غزة.
مع استمرار العدوان والحصار، تتجه الأوضاع نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تشتعل الأزمة في ظل انهيار كامل للقطاع الصحي. وتستمر الحياة في غزة تحت الركام، في وقت تتعالى فيه صرخات الأطفال مع أنين الجرحى، فيما يخنق الحصار أنفاس الأبرياء الذين يواجهون معاناة لا توصف.