كاتب روسي: هذه دلالات الاتفاق الإستراتيجي بين روسيا وإيران
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
أكد الكاتب الروسي ألكسندر دوغين أن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى روسيا ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، تشكل خطوة بارزة ستضمن للطرفين تحقيق مصالحهما الإستراتيجية في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم.
وأضاف الكاتب، في تقرير نشره موقع تلفزيون تسارغراد الروسي، أن بلاده هي الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلم جنرالاتها منذ أيام الإمبراطورية الروسية، ويتمثل في الحصول على إمكانية للوصول إلى المحيط الهندي.
وكان الرئيس الروسي بوتين قد وصف الاتفاقية مع إيران -والتي وقعت بموسكو يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري- بأنها "اختراق حقيقي" يعطي قفزة نوعية للعلاقات المشتركة، وقال إن ما يهم البلدين هو تحقيق السلام في الإقليم.
وأوضح أن الطرفين يناقشان إمدادات الغاز الروسي لطهران، كما تدرس موسكو بناء وحدات جديدة للطاقة النووية في إيران. وأضاف "لدينا مشروع ضخم في الطاقة النووية، وحدة واحدة تعمل بالفعل بنجاح، ونناقش في الوقت الراهن إمكانية بناء وحدات إضافية".
من جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني أن تنمية العلاقات مع روسيا تسير بخطى كبيرة، وأن اتفاقية الشراكة فتحت فصلا جديدا للتعاون بين الشعبين الإيراني والروسي، وتحدث عن "رفع سقف العلاقات مع روسيا للوقوف أمام الإرهاب والعنف".
إعلانويتمحور اتفاق الشراكة الإستراتيجية على "التعاون الاقتصادي والتجاري في مجالات الطاقة والبيئة والمسائل المرتبطة بالدفاع والأمن"، وفق ما كشفت السفارة الإيرانية بموسكو في وقت سابق.
ولفت الكاتب الروسي دوغين إلى أن هذه الاتفاقية واجهت سابقا مقاومة في الداخل الإيراني والروسي لسنوات طويلة.
مصالح متبادلةوتابع أن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة هي خطوة جيوسياسية هامة، إذ إنها ستسمح بإنشاء تكتل روسي إيراني في مجالات متعددة بما في ذلك التجارة الدولية والطاقة والتكنولوجيا وأمن المعلومات، فضلا عن الطاقة النووية السلمية.
وأضاف أن إيران ستتلقى دعم روسيا الاقتصادي والعسكري وستستفيد من التقنيات التكنولوجية الروسية العالية من أجل تطوير مجال الطاقة النووية الإيرانية.
بالمقابل، سيدعم التحالف القوي مع روسيا مواقف إيران التي تسعى لحماية مصالحها الإستراتيجية من أي تهديدات مباشرة من إسرائيل أو الولايات المتحدة، خاصة بعد التحولات الكبرى التي حدثت في سوريا ولبنان.
أهمية التوقيتوقال الكاتب إن توقيع الاتفاقية جاء في توقيت مهم جدا وحساس، إذ يتزامن وعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد حرب استمرت لشهور طويلة.
ورأى أن هذا التحالف سيساعد على ضمان ثبات ميزان القوى في الشرق الأوسط، فعلى الرغم من أن روسيا ليست معادية لإسرائيل، فإنها ستلعب مستقبلا دور الضامن لأمن حلفائها، علما أن إسرائيل تعتمد على الغرب خصوم روسيا.
وقدر ألكسندر دوغين أن التحالف بين روسيا وإيران سيخلق أيضا توازنا مهما في منطقة أوراسيا، وهي المنطقة التي تشمل جزءا كبيرا من القارة الأوروبية وآسيا.
وأردف أن هذا التعاون بين دول الشمال مثل روسيا ودول الجنوب مثل إيران ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيسهم في تطوير روابط اقتصادية وسياسية وأمنية بين هذه المناطق.
إعلانويعتقد دوغين أن هذه الاتفاقية هي حل لكل الأزمات الجيوساسية والتوترات التي شهدتها العلاقات الروسية الإيرانية على مدى السنوات الطويلة السابقة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما دلالات سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي بالخرطوم؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد أبي عز الدين، المحلل السياسي وأمين جمعية الصحفيين السودانيين، أن استعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري في الخرطوم تحمل دلالات عسكرية وسياسية مهمة.
وأوضح، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن القصر لم يكن خاضعًا لاحتلال مباشر، لكنه كان تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع منذ تمردها، مستغلةً انتشارها في مواقع استراتيجية بالعاصمة، مما سهل استيلاءها عليه في وقت سابق.
وأضاف عز الدين أن عملية تحرير القصر كانت معقدة واستغرقت وقتًا طويلًا، نظرًا لحجمه الكبير وموقعه المحاط بشوارع رئيسية وجسور، مما جعل استعادته تحديًا عسكريًا كبيرًا.
وأشار إلى أن الهجوم الذي أعقب تحرير القصر أسفر عن سقوط عدد من الإعلاميين شهداء، في تصعيد خطير يعكس شراسة المعارك الدائرة في العاصمة.
وشدد على الأهمية التاريخية للقصر الجمهوري، الذي يعود تاريخه إلى نحو مائتي عام وكان مقرًا لحكومات السودان المتعاقبة، معتبرًا أن استعادته تمثل ضربة نفسية قوية لقوات الدعم السريع، وتضعف موقف قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمام الدول التي تدعمه، مثل كينيا وإثيوبيا.
كما كشف عز الدين عن وجود أنفاق في بعض المناطق التي استخدمها المتمردون للهروب، إلا أن الجيش السوداني تمكن من إحكام سيطرته على معظمها.
وأوضح أن قوات الدعم السريع بدأت في الانسحاب نحو إقليم دارفور، حيث يُعتقد أن المواجهة الحاسمة ستدور هناك، في ظل سعيهم لإقامة كيان منفصل بين السودان وتشاد.