قبل أكثر من قرن من الزمان، تناقل الناس في القصيم قصةَ مثلٍ تتصل حكايته برمز عظيم بل يعدّ الرمز الأول لهذا الوطن الكبير الشامخ: الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
المثل الشعبي يقول رواته إن نصّه باللهجة العامية كالتالي: “الجريش هو نفسه بس الايدين اللي حافت الجريش ما كزيته لك”.
وحكاية هذا المثل الشعبي، الذي يتم تذكُّره كلما دار حديث، في مجالس القصيم عموماً، والمذنب على وجه الخصوص، عن أكلة الجريش الشعبية المعروفة في القصيم، واشتهرت بها نساء، وبنات واحدة من أكبر أُسر المذنب، وهي: أسـرة العـقــيـلي.
هذه الأسرة التي كانت، ومازالت تسكن المذنب، وتوالى لقرنين من الزمان على منصب أمير المذنب، عدد من أفراد هذه الأسرة، كان آخرهم الأمير فهد بن عبدالكريم العقــيلي الذي رحل عام 1368هـ (1949). وفهد العقيلي شخصية ذاع صيتها في القصيم في تلك الحقبة، وكانت موالية للملك الموحِّد، ومُبايعة له على السمع والطاعة. كما حازت على ثقته، وصار أحد الرجال المخلصين الذين يثق بهم الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، كما كلفه الملك بمهمات محددة، كان من بينها تكليفه بالذهاب إلى منطقة عسير، وعينه أميراً لمنطقة عسير عام 1340هـ (1921). وهذا مثبت في أرشيف إمارة منطقة عسير، حيث يُظهر الأرشيف أن فهد بن عبدالكريم العقـيلي كان الأمير الثالث لمنطقة عسير.
يقول رواة ثقاة إن الملك عبدالعزيز في رحلاته لتوحيد أطراف البلاد، وفي وجهاته تجاه القصيم، كان يأخذ بعض الوقت ليريح جنوده عند فهد العقيلي في ضاحية مازالت إلى اليوم تحمل نفس الاسم وهو: (عين العقــيلي)، وكان فهـد العقــيلي يسعدُ أيما سعادة ويتشرف باستقبال الملك وإكرامه هو ومرافقيه وتوفير سبل الراحة لهم قبل مواصلتهم رحلتهم نحو بلاد القصيم شمالاً.
وكانت وجبة الطعام الرئيسية التي تُقدَمُ للملك ومرافقيه هي الجريش واللحم، والجريش كانت حريم (نساء) العقالا يشتهرن بطبخه، وذاع صيتهن في ذلك حتى صار يقال: (هالجريش طابخته عقيلية) أي بنت من بنات العقيلي.
وفي إحدى المرات التي استضاف فيها فهد العقــيلي الملك عبدالعزيز ورفاقه، طاب مذاق الجريش للملك الراحل، فقال لمضيفه “يا فهد إذا جينا للرياض نبيك ترسل لنا من هالجريش”. استبشر فهـد العقــيلي وقال أبشر، نتشرف بهذا يا طويل العمر.. (يتبع)
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الملک عبدالعزیز
إقرأ أيضاً:
قرى عسير التراثية تنبض بالحياة في رمضان
في ليالي شهر رمضان يستمتع أهالي وزوار منطقة عسير بالتجول في القرى التراثية وقضاء أوقات جميلة، والاستمتاع بالأمسيات الرمضانية والفعاليات والأنشطة المتنوعة.
وتكتنز القرى التراثية في منطقة عسير إرثًا تاريخيًا وثقافيًا تحكيه حصونها وقلاعها ومساجدها من خلال فنون الطراز المعماري الفريد الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية لتصبح وجهة سياحية، الأمر الذي أعطى ملاك الدور والقصور في تلك القرى فرصةً لاستثمارها وتحويلها إلى نزل ريفية ومطاعم تقدم الأكلات والمشروبات الشعبية الخاصة بالمنطقة.
وتميزت بعض القرى بإقامة الندوات والمحاضرات والمسامرات الرمضانية المتنوعة لعدد من المهتمين والمتخصصين بالموروث الثقافي، والعادات والتقاليد الاجتماعية، وتاريخ المنطقة وهويتها، وكذلك خصصت متاحف ومعارض للموروث الشعبي التقليدي من الصناعات التقليدية، والحرف اليدوية، وأدوات الزراعة قديمًا.