أحمد المساوى

مع مرور عام على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أظهر الشعب اليمني صمودًا استثنائيًّا أعاد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- خاض اليمن معركة الجهاد المقدس بكل عزم وإصرار، مما كشف ضعف قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”.

قيادة السيد عبدالملك: رؤية استثنائية وتحولات جوهرية

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يمثل نموذجًا نادرًا للقائد الإسلامي الذي يتحَرّك برؤية مستمدة من المنهج النبوي، واضعًا القيم الإيمانية والعدل فوق كُـلّ اعتبار، خطابه لم يكن مُجَـرّد شعارات، بل جسّد رؤية عملية تعكس عمق الإيمان والبصيرة والحكمة في مواجهة تحديات الأُمَّــة.

في وقت شهدت فيه الأُمَّــة تراجعًا وخذلانًا من قياداتها، برز السيد القائد كصوت للحق، يدعو الأُمَّــة للتحَرّك الجهادي الفعّال، مؤكّـدًا أن الصمت والتخاذل أمام العدوان الصهيوأمريكي ليسا خيارًا، برهن بأفعاله قبل أقواله أن القيادة تعني العمل؛ مِن أجلِ الأُمَّــة، وأن بالإمْكَان مواجهة الظلم مهما بلغت التحديات.

بقيادته الحكيمة، نجح اليمن في إدارة المعركة على جبهات متعددة: داخليًّا من خلال تعزيز الصمود الشعبي، وإقليميًّا عبر نصرة المقاومة الفلسطينية، ودوليًّا بتوجيه رسالة واضحة أن الأُمَّــة لا تزال قادرة على الصمود والردع.

التعبئة العامة: التكتيك الذي صنع الفرق:

كانت التعبئة العامة التي أطلقها السيد القائد جزءًا أَسَاسيًّا من تكتيك شامل يهدف لتعزيز وحدة الشعب وتماسكه، المظاهرات التي غطت كافة المحافظات، المديريات، وحتى القرى، كانت وسيلة فعّالة لإظهار التلاحم بين القيادة والشعب.

هذه الحشود لم تكن فقط تعبيرًا عن الاحتجاج أَو الدعم، بل كانت أدَاة استراتيجية لدعم الجبهة الداخلية، رفع الوعي الوطني والجهادي، وتعزيز الثقة في القيادة، كما تضمنت دورات التثقيف والتأهيل القتالي التي أكسبت الشعب خبرات ومهارات أَسَاسية للدفاع عن الوطن.

هذا التكتيك لم يقتصر على حماية الداخل اليمني فقط، بل شكّل عامل ضغط كبير على الأعداء؛ إذ أعاد توجيه المعركة من ساحة المواجهة العسكرية إلى ساحات الوعي الشعبي والإعلامي.

التحولات الإقليمية والدولية: اليمن كلاعب استراتيجي:

دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى أحدث تحولات كبرى في المشهدين الإقليمي والدولي، أهمها:

1- تعزيز محور المقاومة

اليمن لعب دورًا محوريًّا في دعم القضية الفلسطينية، مما أعاد صياغة تحالفات جديدة تخدم مصلحة الأُمَّــة الإسلامية، وعزّز من صمود المقاومة في وجه الاحتلال.

2- كسر هيمنة الاستكبار العالمي

أظهر اليمن للعالم أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها وتمتلك قيادة واعية قادرة على كسر الهيمنة الغربية وتحقيق الاستقلالية في القرار.

3- إعادة تعريف معادلة الصراع

أكّـد اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مُجَـرّد نزاع إقليمي، بل هي قضية إسلامية وإنسانية تتطلب تحَرّكاً جهاديًّا موحدًا.

4- إثبات إمْكَانية الصمود رغم قلة الموارد

برهن اليمن أن الإرادَة الإيمانية والجهادية قادرة على تعويض نقص الإمْكَانات المادية، مقدمًا نموذجًا يُحتذى به للشعوب المستضعفة.

قيمة اليمن في ميزان الأمم:

اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تواجه عدوانًا خارجيًّا، بل أصبح رمزًا عالميًّا للصمود والعزة، النظرة الدولية تجاه اليمن تغيرت جذريًّا، وأصبح يُنظر إليه كدولة حرة تقدم دروسًا للعالم في الشجاعة والكرامة.

1- في قضية فلسطين

مواقف اليمن أضافت زخمًا كَبيرًا للقضية الفلسطينية، مؤكّـدًا أن تحرير الأقصى لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والجهاد.

2- في تاريخ الشعوب الحرة

أصبح اليمن مصدر إلهام لكل الشعوب الساعية للحرية، معززًا مفهوم أن الكرامة تُنال بالصبر والنضال، لا بالتبعية والاستسلام.

الخاتمة: سيد القول والفعل

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لم يكن قائدًا تقليديًّا؛ بل كان قائدًا استثنائيًّا جمع بين الإيمان العميق والرؤية الاستراتيجية، مواقفه وقراراته جسّدت الصدق في القول والعمل، وأثبتت أن القيادة مسؤولية تستوجب العمل لخدمة الأُمَّــة.

اليمن، بقيادته، قدم نموذجًا يُحتذى به في مقاومة الاستكبار والدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، دعوته للجهاد والعمل الفعّال ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي دعوة لاستعادة كرامة الأُمَّــة ومكانتها بين الأمم.

* محافظ تعز

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات

 

ألقى أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد كلمة مصورة عقب سريان وقف إطلاق النار في غزة.

وتحدث أبو عبيدة عن اتفاق وقف إطلاق النار، ومجريات المعركة التي خاضتها المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي على مدى 15 شهرا، والتحولات التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى في المنطقة وما فرضته من معادلات جديدة في الصراع مع المحتل.

وقال إن الشعب الفلسطيني قدم من أجل حريته ومقدساته تضحيات غير مسبوقة على مدى 471 يوما.

وأضاف أن التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها الشعب الفلسطيني لن تذهب سدى.

وتابع "نشعر بالآلام الكبيرة التي يعانيها أبناء شعبنا وهي ثمن لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات".

تنفيذ الاتفاق

وفي ما يتعلق بالاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ عصر اليوم، قال أبو عبيدة إن التوصل لاتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي كان هدفا للمقاومة منذ شهور طويلة بل ومنذ بدء العدوان.

وأضاف أن كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى تعلن التزامها التام وتؤكد أن كل ذلك مرهون بالتزام الاحتلال به.

ودعا كافة الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

معادلات جديدة

كما قال الناطق باسم القسام إن 471 يوما مضت على ما وصفها بمعركة طوفان الأقصى التاريخية التي "دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك"، وفق تأكيده.

وأشار إلى أن معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال.

كما أشار إلى أن هذه المعركة أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة وأجبرت إسرائيل على اللجوء إلى قوى دولية لمساندتها.

وتوجه الناطق باسم كتائب القسام بالشكر إلى كل من حزب الله اللبناني، وأنصار الله الحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، لدعمهم المقاومة في غزة، ووصفهم بأنهم رفقاء السلاح، مشيرا إلى أنهم قدموا أثمانا باهظة في هذه المعركة

 

كما أشاد أبو عبيدة بالأردنيين الذين اخترقوا الحدود ونفذوا هجمات ضد إسرائيل.

 

وقال إن كل محاولات دمج إسرائيل في المنطقة ستواجه بطوفان الوعي ومقاومة الشعوب الحرة.

 

معركة غزة

 

وتطرق الناطق باسم القسام إلى مجريات الحرب، قائلا إن القسام قاتلت مع كافة فصائل المقاومة صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة ووجهوا ضربات قاتلة للعدو.

 

وأضاف في كلمته المصورة "مجاهدونا قاتلوا ببسالة شديدة وشجاعة كبيرة حتى آخر ساعات المعركة ونحن نقاتل في ظروف تبدو مستحيلة".

 

وأوضح الناطق العسكري الفلسطيني أن المواجهة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي لم تكن متكافئة لا من حيث القدرات القتالية ولا من حيث أخلاقيات القتال.

 

وقال أبو عبيدة "بينما نوجه ضرباتنا إلى قوات العدو إلا أنه ارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة ضد شعبنا".

 

كما قال إن مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادتها لقوافل الشهداء، وعلى رأسهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري.

 

وتحدث الناطق باسم القسام عن الدعم الشعبي للمقاومة في غزة، قائلا إنهم يتقلون الملايين من رسائل الدعم من كل أنحاء الأمة العربية والإسلامية.

 

وفي ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، اعتبر أبو عبيدة أن المسؤولية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتوجه بالتحية إلى جنين التي وصفها بأنها "شقيقة الروح لغزة في البطولة والصمود".

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات
  • أبو عبيدة: معركة "طوفان الأقصى" التاريخية دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الزائل لا محالة
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى غيّرت المعادلات وصنعت ملحمة تاريخية
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • في أول ظهور منذ شهور.. أبو عبيدة: التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى / فيديو
  • اليمن.. عام من الصمود والتحولات الكبرى في معركة طوفان الأقصى
  • ماذا نسمي موقف الحكام والنخب الثقافية العربية في أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك
  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة طوفان الأقصى