في 19 يناير 1956، أعلنت بريطانيا إنهاء وحدة مصر والسودان بإعلان استقلال السودان، منهية بذلك ارتباطًا تاريخيًا دام لعقود. كان هذا القرار نتيجة لسياسات استعمارية معقدة، وضغوط داخلية وخارجية، وصراع على النفوذ بين القوى الكبرى في المنطقة.

خلفية تاريخية

بدأت العلاقات المصرية السودانية تتعمق منذ القرن التاسع عشر، حين ضم محمد علي باشا السودان إلى دولته، بهدف تأمين منابع النيل وتوسيع الرقعة الزراعية.

استمرت السيطرة المصرية على السودان حتى الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، والذي جعل السودان منطقة نفوذ مشتركة بين بريطانيا ومصر، تحت ما عُرف بـ”الحكم الثنائي” عام 1899.خ
 

سياسات بريطانيا في السودان

خلال فترة الحكم الثنائي، سعت بريطانيا إلى فصل السودان عن مصر بشكل تدريجي. استثمرت في التعليم والبنية التحتية لتعزيز الهوية السودانية المستقلة، ووضعت قيودًا على الحركة بين البلدين، وحاولت إضعاف الروابط السياسية والثقافية بينهما.

في الوقت نفسه، تزايدت الحركات الوطنية في مصر والسودان، حيث طالب المصريون باستقلال كامل لوادي النيل، بينما نادى السودانيون بحق تقرير المصير.


 

الأحداث التي أدت إلى الانفصال

ثورة 1919: أعادت الثورة الوطنية في مصر إحياء المطالب بوحدة مصر والسودان تحت التاج المصري، لكنها واجهت معارضة بريطانية شديدة.

اتفاقية 1936: أقرت هذه الاتفاقية بعض السيادة لمصر لكنها لم تمنحها السيطرة الكاملة على السودان.

ضغط القوى الوطنية السودانية: في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، اشتدت الدعوات السودانية للاستقلال، مدعومة بحركات سياسية مثل حزب الأمة.


 

إعلان الاستقلال

في ديسمبر 1955، صوت البرلمان السوداني بالإجماع لصالح إعلان الاستقلال، وهو ما دعمته بريطانيا، مستغلة التوترات بين مصر والسودان لتحقيق أهدافها الاستعمارية. وفي 1 يناير 1956، أُعلن السودان دولة مستقلة، مما أنهى رسميًا الوحدة بين البلدين
 

ردود الفعل المصرية

قوبل إعلان استقلال السودان بغضب شعبي في مصر، حيث اعتبر العديد أن بريطانيا تعمدت تقسيم وادي النيل لتحقيق مصالحها الاستعمارية. ومع ذلك، حاولت القيادة المصرية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر الحفاظ على علاقات إيجابية مع السودان، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.


 

تداعيات الانفصال

سياسيًا: أدى فصل السودان عن مصر إلى إنهاء مشروع “وحدة وادي النيل”، وأعاد تشكيل العلاقات السياسية في المنطقة.

اقتصاديًا: أثّر الانفصال على مشاريع التنمية المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بمياه النيل والزراعة.

اجتماعيًا: ظلت العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين قوية رغم الانفصال، نتيجة التاريخ المشترك والروابط العائلية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريطانيا السودان القيادة المصرية الرئيس جمال عبد الناصر التحديات الإقليمية الوحدة التاريخية وحدة وادي النيل المزيد مصر والسودان

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية: الرئيس الكيني متورط في العدوان على السودان

قالت وزارة الخارجية السودانية إن الرئيس الكيني وليام روتو أصبح في نظر غالبية الشعب السوداني، ضالعا في حرب العدوان التي تشنها عليه ميليشيات الدعم السريع.

واعتبرت الخارجية السودانية في بيان، أن اجتماعات تحالف "تأسيس" في كينيا لتشكيل حكومة موازية تتويج لما ظلت تقدمه الرئاسة الكينية من دعم لميليشيات للدعم السريع.

وأضافت "نجدد مطالبة الرئاسة الكينية بالتراجع عن هذا التوجه الخطير الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم، ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان وقد شرع السودان بالفعل في اتخاذ الإجراءات التي تصون أمنه القومي وتحمي سيادته ووحدة أراضيه".

وطالبت السودان في بيان الخارجية، بتراجع كينيا عن خطوة احتضان الحكومة الموازية، مؤكدا أنها تهدد الأمن القومي.

وأشارت الخارجية السودانية إلى أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي مما يحدث في كينيا.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يتوقع انتهاء الحرب في السودان خلال ثلاثة أشهر
  • مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب: الجمهورية السودانية الثانية
  • الهجرة الدولية تكشف أرقاما صادمة عن النزوح في النيل الأبيض السودانية
  • كينيا والأزمة السودانية.. وساطة محايدة أم انخراط في الصراع؟
  • على الحكومة السودانية التحلي بروح المسؤولية وممارسة المزيد من الضغوط على ذلك الروتو المرتشي
  • الخارجية السودانية: الرئيس الكيني متورط في العدوان على السودان
  • مئات الإصابات بالكوليرا في النيل الأبيض وسط السودان
  • نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا
  • امانى الطويل والسودان
  • ما بين السودان الجديد والسودان الحديث