أظهرت دراسة جديدة أن احتمال إصابة الشابات بـ السرطان في الولايات المتحدة وحول العالمة أصبح الآن أعلى بنحو مرتين مقارنة بالشباب. 

ووفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الأمريكية للسرطان، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان لدى النساء تحت سن الخمسين بنسبة 82% مقارنة بنظرائهن من الرجال، كما أشار التقرير إلى أن سرطان الرئة أصبح أكثر شيوعًا بين النساء من الرجال في الفئة العمرية التي تقل عن 65 عامًا.

الأسباب متعددة الأوجهالإصابة بالسرطان 

يعد السبب وراء هذه الزيادة في معدلات الإصابة بالسرطان معقدًا ومتعدد العوامل، ففي بداية القرن الحالي، انخفض معدل الإصابة بالسرطان بين الشباب، لكنه استقر منذ ذلك الحين. في المقابل، استمرت الزيادة في الإصابة بالسرطان لدى النساء. 

ومن أبرز أنواع السرطان التي تشهد زيادة في الحالات بين النساء هي سرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية، اللذان يشكلان نحو نصف جميع تشخيصات السرطان لدى النساء الأصغر من 50 عامًا، كما أفادت ريبيكا سيجل، المؤلفة الرئيسية للتقرير.

كما لاحظ الباحثون أن تغييرات في ممارسات الفحص قد تساهم في هذه النتائج، حيث أصبح من الممكن تشخيص السرطان في مراحل مبكرة بفضل الفحوصات الحديثة.

التفاوت في الإصابة بالسرطان

وقالت ريبيكا سيجل: "سرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية يشكلان ما يقرب من نصف جميع تشخيصات السرطان لدى النساء تحت سن الخمسين". وأكد الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية للسرطان، أنه للمرة الأولى، أصبحت النساء تحت سن 65 عامًا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال في نفس الفئة العمرية.

وأضاف أن هذا التحول قد يعكس تأثيرات جيلية، حيث يتم تشخيص الأشخاص في وقت مبكر من الحياة مقارنة بالأجيال السابقة.

التفاوتات العرقية والإثنية في الوفيات

فيما يخص التفاوتات العرقية، حذر المؤلفون من التفاوتات "المثيرة للقلق" في معدلات وفيات السرطان، حيث أظهرت البيانات أن الأميركيين من أصل أفريقي أكثر عرضة للوفاة بسرطان البروستاتا والمعدة والرحم بمرتين من البيض، بينما الأميركيون الأصليون يواجهون معدلات أعلى للوفيات بسبب سرطان الكلى والكبد والمعدة وعنق الرحم مقارنة بالبيض.

وأوضح الدكتور أحمد الدين جمال، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن "التقدم في مكافحة السرطان لا يزال يواجه تحديات بسبب التفاوتات الكبيرة بين المجموعات العرقية والإثنية". وأضاف أن القضاء على هذه الفجوات في الرعاية يمثل خطوة حاسمة نحو تقليل تأثير السرطان على جميع السكان.

التقدم في علاج السرطان

ورغم هذه التحديات، أشار التقرير إلى بعض الأخبار الإيجابية، مثل انخفاض معدل الوفيات بسبب السرطان بنسبة 34% من عام 1991 إلى عام 2022 بفضل تحسن الرعاية الصحية، وخاصةً نتيجة لانخفاض معدلات التدخين. ومع ذلك، فإن الزيادة في حالات الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان البنكرياس، ما زالت تشكل عقبة في طريق التقدم في مكافحة السرطان.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السرطان تشخيص السرطان سرطان الغدة مراحل مبكرة سرطان البروستاتا الولايات المتحدة تقرير صادر الجمعية الأمريكية السرطان لدى النساء الإصابة بالسرطان

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف عن علاج سرطان نادر

اكتشف باحثون، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، هدفًا علاجيًا واعدًا لسرطان الغدد الكيسية، وهو نوع نادر من سرطان الغدد اللعابية يتمتع بخيارات علاجية محدودة.
نُشرت دراسة الباحثين في مجلة "أبحاث السرطان التجريبية والسريرية"، وفقا لموقع "مديكال إكسبرس".
أجريت الدراسة من قبل باحثين من مركز السرطان الشامل في جامعة شيكاغو الطبية، بالتعاون مع علماء آخرين. وجدت الباحثون أن تثبيط نشاط بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 (PRMT5) يُعد استراتيجية علاجية محتملة ضد سرطان الغدد الكيسية.
يمثل هذا السرطان ما بين 1% و5% فقط من سرطانات الرأس والرقبة، و25% و35% من أورام الغدد اللعابية.
أوضح الدكتور يفغيني إيزومتشينكو، أستاذ الطب المساعد في جامعة شيكاغو أن "المرض بحد ذاته نادر جدًا، مما يجعل دراسته صعبة للغاية". وأكد أنه بالإضافة إلى ندرته، يصعب أيضًا اكتشافه مبكرًا لأن المرضى لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد تطوره بشكل ملحوظ.
وأضاف إيزومتشينكو "لا يُعرف الكثير عن هذا المرض، ولا عن كيفية علاجه، ولا توجد سجلات وفيرة للمرضى الذين عولجوا منه، بحيث يمكن الرجوع إليها لتحديد النهج الأمثل للعلاج".
ونظرًا لنقص العلاجات الموجهة لسرطان الغدد الكيسية، لجأ الفريق إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يكتسب زخمًا في اكتشاف أهداف علاجية جديدة.
باستخدام أداة اكتشاف تنبؤي قائمة على الذكاء الاصطناعي، حلل الفريق بيانات التعبير الجيني من 87 عينة من أورام سرطان الغدد الكيسية و35 عينة مطابقة من عينات طبيعية لتحديد أهداف دوائية محتملة.
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكتشف أدوية قد تبطئ أمراض التدهور المعرفي
من بين أبرز المرشحين للعلاج، جاء بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 (PRMT5)، وهو إنزيم مشارك في التنظيم الجيني (تغيير التعبير الجيني ونشاط البروتين دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه)، ومعروف بدوره في تطور السرطان.
بمجرد تحديد بروتين أرجينين ميثيل ترانسفيراز 5 كهدف واعد للعلاج، تعاون الباحثون مع شركة Prelude Therapeutics، وهي شركة طورت مثبطًا انتقائيًا للغاية للبروتين PRMT5 يُسمى PRT543. قيّم الباحثون المثبط PRT543 في النماذج الخلوية والحيوانية، بما في ذلك سلالات خلايا سرطان الغدد الكيسية (خلايا مشتقة من أنسجة سرطانية)، والعضيات (نماذج أورام ثلاثية الأبعاد مشتقة من عينات المرضى)، وزراعة الخلايا الغريبة المشتقة من المرضى، وهي أورام بشرية مزروعة في الفئران.
أوضح إيزومتشينكو "تُعدّ العضيات أفضل لتقييم استجابة الدواء لأنها تُمثّل التركيب الجيني للسرطان بشكل أفضل مقارنةً بالسلالات الخلوية. فهي تمنحك ثقة أكبر في فعالية مركّبك، لأنك تُثبّط الخلايا نفسها التي تُحفّز تطوّر السرطان".
أظهرت النتائج أن تثبيط البروتين PRMT5 كبح نمو الورم بشكل ملحوظ عبر نماذج ما قبل سريرية متعددة، مما أدى إلى تثبيط الجينات الرئيسية المرتبطة بسرطان الغدد الكيسية.
كما بدا العلاج فعّالاً بغض النظر عمّا إذا كانت الأورام تحمل طفرات في الجين NOTCH1، وهو جين مرتبط بسرطان الغدد الكيسية الأكثر عدوانية.
وأظهرت التجارب السريرية السابقة أن مثبطات PRMT5 تُظهر نشاطًا مضادًا للأورام في أنواع مختلفة من السرطان، إلا أن فعاليتها في سرطان الغدد الكيسية لم تُستكشف بالكامل حتى الآن.
قال إيزومتشينكو "وجدنا أنه على الرغم من فعالية الدواء، إلا أنه ليس دواءً خارقًا. فهو يثبط الأورام ويُقلص حجمها، ويُظهر تأثيرات على سلالات الخلايا، والعضيات، لكنه لا يُعالج المرض".
للوصول إلى شفاء حقيقي، استكشف الباحثون علاجات مركبة محتملة لتعزيز فعالية المثبط PRT543.
وأوضح إيزومتشينكو "في الوقت الحالي، في علاج السرطان، يُعد التركيب هو الكلمة المفتاحية. إذ يتم دمج عدة أدوية معًا لتثبيط مسارات رئيسية، ونأمل أن يكون لدمج دواءين أو ثلاثة معًا تأثير أفضل من كل دواء على حدة".
استكشف الفريق أدوية معتمدة بالفعل للأورام الصلبة، وحددوا "لينفاتينيب" كشريك محتمل. وقد أدى العلاج المركب إلى تأثير مثبط أقوى على نمو الورم في المختبر.
واستُخدمت مجموعة من مرضى جامعة شيكاغو، في دراسة الباحثين. تشير النتائج إلى أن استهداف إشارات البروتين PRMT5 بالتزامن مع "لينفاتينيب" قد يكون استراتيجية واعدة للمرضى.
وأشار إيزومتشينكو إلى أن "المرضى الذين يحملون بصمة جزيئية معينة مرشحون محتملون للعلاج المركب".
تسلط هذه الدراسة الضوء على التحول نحو علاجات أكثر تخصيصًا واستهدافًا لعلاج السرطان. فتطوير دواء قادر على تثبيط الأورام بشكل محدد ومستهدف أمر مثير للاهتمام. حتى لو لم يكن الدواء فعالاً كعلاج وحيد، فبدمجه مع جرعة أقل من العلاج الكيميائي، يمكن للمريض الاستفادة مع تقليل الآثار الجانبية، كما قال إيزومتشينكو.

أخبار ذات صلة بعد أسابيع في المستشفى.. البابا فرنسيس يعود إلى الفاتيكان أنثروبيك تضيف ميزة البحث على الإنترنت إلى منصة كلود المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الرجال الذين يغفلون إجراء فحص البروستاتا تتزايد احتمالات وفاتهم بالسرطان
  • إهمال فحص البروستاتا يرفع معدلات وفيات الرجال بالسرطان
  • سرطان البروستاتا.. دراسة تكشف العلاقة بين "الفحص والوفاة"
  • دراسة تكشف. هل يزيد السهر خطر الإصابة بالاكتئاب؟
  • بعد إصابة وزير التموين السابق به.. أعراض غير متوقعة تكشف سرطان الرئة
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف عن علاج سرطان نادر
  • زيادة أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب ظاهرة لا تزال أسبابها غير واضحة
  • سرطان البروستاتا..دراسة تكشف خطأً شائعاً يرفع خطر الوفاة بنسبة 45%
  • دراسة استمرت 10 سنوات تكشف تفاصيل جديدة حول السرطان
  • دراسة تكشف.. العلاقة بين مرض السكري وأمراض القلب